جريدة الوطن:
2025-04-29@04:33:46 GMT

العناصر الأربعة

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

العناصر الأربعة

يظلُّ إرساء مفاهيم تطبيقيَّة للتنمية المستدامة المتوازنة، وتوثيق ذلك من خلال تقارير إنجازيَّة واحدًا من المهمَّات الأساسيَّة التي لا يُمكِن التنصُّل عَنْها لأيَّة ذريعة كانت؛ لأنَّ الأمْرَ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بآليَّات لا بُدَّ مِنْها على وفق برامج وتوقيتات وأولويَّات لوجستيَّة.
لقَدْ أُتيح لي خلال الأيَّام القليلة الماضية أن أشاركَ في حلقة تشاوريَّة عُقدتْ في بغداد بالتعاون بَيْنَ وزارة التخطيط العراقيَّة وبرنامج الأُمم المُتَّحدة الإنمائي بعنوانٍ يتعلَّق بمُحرِّكات التنمية البَشَريَّة المستدامة، عَبْرَ لافتة (المواطنة والعقد الاجتماعي).


الحال، أنَّ ما طُرح لا يختلف عن أيَّة توجُّهات إنمائيَّة أخرى، لكنَّه بالضرورة يؤسِّس لعددٍ من المؤشِّرات التي تتعلَّق بخصوصيَّة التنمية في العراق نظرًا لحجم العقبات التي واجهت الاقتصاد العراقي، ضغوط سياسيَّة وأمنيَّة، وانشغالات أخرى تأسَّست من فائض الحصار، ثمَّ الاحتلال الأميركي، والفساد، والصفحات الإرهابيَّة المسلَّحة المتعدِّدة حتَّى استطاع أخيرًا أن يمسكَ أنفاسه مع تهديدات ما زالت تطرُق أبواب البلاد بَيْنَ الحين والآخر.
إنَّ ما طُرح في الحلقة انطلق من أسبقيَّات لخَّصت حجم التحدِّيات والتباين في استيعاب مسؤوليَّات الاستدامة، لكنِّي وجدتُ أنَّ ما أُعطيَ في الحلقة لأربعة عناصر مهمَّة للتنمية لَمْ يأخذ مجاله الرَّحب من الإتاحة.
العنصر الأوَّل، الفقر، إذ لا يُمكِن لأيَّة تنمية أن تتأسَّسَ بمعزلٍ عن معالجته المعالجة الجذريَّة في أيَّة إحاطة تطبيقيَّة، ليس بالإغاثة الخيريَّة المُجرَّدة، وإنَّما بالعمل الذي يجعل الشرائح الاجتماعيَّة الضعيفة على سكَّة التنمية، بمعنى تأهيلها لهذه المهمَّة البنيويَّة، وفي كُلِّ هذا ينبغي أن يرتكزَ العقد الاجتماعي الخاصُّ بذلك على تعهُّدٍ متبادلٍ بَيْنَ أطراف العمليَّة التنمويَّة بحكم المصالح التشاركيَّة الضامنة، وهكذا أيضًا يُتاح للتمكين والدمج والاشتغال على وفق نظريَّة تعدُّد الفرص والاحتمالات، والحرص على التصدِّي للأخطار قَبل أن تحوِّلَها إلى ظواهر، كما أنَّ متابعة ورصد المتغيِّرات التنمويَّة الإيجابيَّة التي يُحقِّقها الآخرون في البيئتَيْنِ، الإقليميَّة والدوَليَّة تُعدُّ هي الأخرى من مستلزمات تلك المعالجة، أمَّا العنصر الثاني فيرتبط ارتباطًا وثيقًا بما يعرف (البنية التحتيَّة الحرجة)، أي الأُصول اللازمة للحفاظ على حياة الإنسان. وبمعنى مضاف، كُلُّ ما له علاقة في صيانة هُوِيَّته بالدرجة الأساس، وحمايته من أيِّ توجُّه يطيح بهذا المفهوم، والعنصر الثالث يتعلَّق بالعمل على ترصين (البنى التحتيَّة غير المرئيَّة) من تدريب وتعليم وأبحاث تطويريَّة، ليس فقط في المتطلبات المعرفيَّة التي ينبغي أن يقومَ عليها المشروع التنموي قَبل خطِّ الشروع، وإنَّما اعتماد تلك الأنشطة في مواكبة للعمليَّة التنمويَّة أيضًا لقياس حجم التقدُّم، وأين حصل الإخفاق؟ ولماذا؟ وما متطلَّبات النجاح في ذلك؟
والعنصر الرابع يستمدُّ حضوره من الحرص على إتلاف المخلَّفات الضارَّة النَّاتجة من عمليَّات التشغيل.
إنَّ كُلَّ تشغيل تنموي في أيِّ مجال كان لا بُدَّ أن يخلِّفَ فضلات، وفي التنمية تكُونُ مخلَّفات التشغيل أوسع وأشدَّ تعقيدًا، وقَدْ تبَيَّنَ لاحقًا أنَّ أحد الأضرار البليغة التي ضربت سطح الأرض يَعُودُ بالدَّرجة الأساس إلى إهمال مفرط لمخلَّفات الطَّاقة الأحفوريَّة حتَّى باتت عبئًا، وفي تطبيب المنتَجين، الزراعي والحيواني لزيادة كفاءتهما، وتآكل الأحزمة الخضراء لحساب التوسُّع العمراني.
إنَّ بذل المزيد من الرعاية لهذه العناصر الأربعة واحدٌ من الاهتمامات التي ينبغي أن تكُونَ لَها غرفة عمليَّات في أيَّة تنمية متوازنة، وإذا كان الأمين العامُّ للأُمم المُتَّحدة أنطونيو جوتيريش قَدْ كشف عن دخول العالَم عصر الغليان فإنَّه بالتأكيد أراد أن يوجِّهَ اتِّهامًا صريحًا للإنسان بوصفه يتحمَّل جزءًا من المسؤوليَّة في الإفلاس البيئي الذي أصاب العالَم، واستَقطعَ من حقوق التنمية المستدامة.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة التی

إقرأ أيضاً:

لكل من يحب المخللات.. احذر هذه الأضرار الأربعة

المخللات من الأطباق الجانبية التي يحرص الكثير من الأشخاص على تناولها بجانب الأكلات الرئيسية، حيث أنها تتمتع بمذاق شهي ومختلف مما يجعل البعض يعشق تناولها لكن على الرغم من ذلك يحذر الأطباء من الإفراط في تناولها.

ونكشف لكم فيما يلي بعض المخاطر الصحية و الأثار الجانبية لتناول المخللات.

بدون مواد صناعية ... طريقة عمل مزيل عرق صحي في المنزلفوائد بذور البطيخ .. كنز غذائي لا تتوقعهأضرار للمخللات 

-قيمة غذائية منخفضة
تتضمن عملية صنع المخللات بشكل أساسي قطع  الخضروات وتركها، لا يسمح ببقاء كمية من الماء في الخضروات، قد تقلل عملية صنع المخللات من قيمتها الغذائية.

-تزيد من مستويات ضغط الدم
يتم تطبيق الملح الزائد في وقت تخليل الخضروات، ويضاف أيضا المزيد من الملح أثناء عملية الصنع،  يزيد الملح الزائد في المخللات من محتوى الصوديوم فيها، مما يجعلها ضارة للغاية بصحتك.
يمكن للصوديوم في هذه الأطعمة المالحة مثل المخللات أن يزيد من مستويات ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى مشاكل في القلب أيضا، في حين أن تناول المخلل من حين لآخر لن يكون ضارا، إلا أن الاستهلاك المنتظم للصوديوم الإضافي يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية.

وتمتص أمعائنا الصوديوم أثناء الهضم، مما يسبب زيادة في إلكتروليتات الصوديوم، هذا يسبب هجرة السوائل إلى مجرى الدم لتخفيفه، تمارس السوائل الزائدة قوة أكبر على جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. 

عندما يتجاوز تناول البوتاسيوم كمية الصوديوم، يحافظ الجسم على توازن المنحل بالكهرباء. في هذه النسبة، يعمل البوتاسيوم على تخفيف نشاط الصوديوم، إذا تلقى الجسم صوديوم أكثر من البوتاسيوم، يصبح نظام الصوديوم غير منظم، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية.

-ضار بـ الكلى 
الاحتياجات اليومية لأجسامنا من الصوديوم  هي 2300 ملج، وفقا لإدارة الغذاء والدواء، الولايات المتحدة الأمريكية، يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للملح في المخللات إلى زيادة كمية الصوديوم في نظامنا الغذائي، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية حادة مثل احتباس الماء والانتفاخ وارتفاع ضغط الدم وزيادة عبء العمل على الكلى، يؤدي النظام الغذائي الغني بالملح أيضا إلى الحمل الزائد للسوائل ويمكن أن يثبت سمية القلب والجهاز الوعائي والكلى وفقا لدراسة نشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية.

-يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول

تتضمن عملية صنع المخللات أيضا نقع الخضروات في الزيت، الذي يعمل كحاجز للرطوبة ويحافظ عليها، ويزيد هذا الزيت أيضا من مستويات الكوليسترول، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو تفاقمها.

و وجدت الدراسات أيضا أن ارتفاع مستويات الكوليسترول يمكن أن يضر بالكبد على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الزيت المستخدم في صنع المخللات على دهون متحولة، التي تحدث بسبب الهدرجة، وتزيد الدهون المتحولة من العمر الافتراضي للمخللات، لكنها تزيد من الكوليسترول الضار، وتقلل من الكوليسترول الجيد، وهذه أيضا تزيد من مستوى الدهون الثلاثية.

المصدر: healthshots.

طباعة شارك المخللات أضرار للمخللات ضغط الدم

مقالات مشابهة

  • الهيئة الملكية لمحافظة العُلا واليونسكو تطلقان مؤتمر “الابتكار في التراث الوثائقي لتحقيق التنمية المستدامة” في باريس
  • الراجحي يكشف عن تجاوز التزامات برنامج “سخاء” حاجز 6 مليارات ريال لدعم التنمية المستدامة
  • "عُمران" تستعرض جهود التنمية السياحية المستدامة بـ"معرض سوق السفر العربي"
  • برلماني: تشكيل لجنة للتعداد العام للسكان والمنشآت يدعم خطة التنمية المستدامة
  • بعنوان «الخدمة الاجتماعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة».. انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي السنوي بجامعة حلوان
  • تشوما: تمكين المرأة يُعدّ أمرًا محوريًا في عمليات بناء السلام وتحقيق التنمية المستدامة
  • مصر تولي اهتمامًا متزايدًا بتعزيز شبكات الرصد البيئي لدعم خطط التنمية المستدامة
  • لكل من يحب المخللات.. احذر هذه الأضرار الأربعة
  • حيدر الغراوي: العراق يحتاج تخطيط دقيق لبلوغ التنمية المستدامة
  • نقص العناصر الغذائية الخفية التي تستنزف طاقتك