غلبه إبليس.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بـ «أحد التجربة»
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، الموافق الثلاثون من شهر أمشير القبطي، بالأحد الثانى للصوم الكبير، وهو (أحد التجربة) الذي تعود لتجربة السيد المسيح مع الشيطان وانتصاره عليه.
ويعد أحد التجربة هو الأحد الثانى للصوم الكبير وذلك بعد أن صام السيد المسيح أربعين يومًا وليلة، دون أكل ثم اتجه للبرية بالأردن، فقام الشيطان بتجربته بثلاث تجارب حول:
شهوة الجسد.شهوة العيون.تعظم المعيشة، وانتصر السيد المسيح على تلك التجارب جميعها.ليس بالخبز وحده، يحيا الإنسان، كانت تلك كلمات الشيطان بعد أن صام المسيح أربعين يومًا وليلة منقطعًا عن الطعام والشراب، تقدم إليه الشيطان، وطرح عليه ثلاثة أسئلة أحدها مقتبس من الكتاب المقدس، يدور حول حاجات الإنسان، السؤال الأول من إبليس كان حول حاجة جسدية هي الجوع، والثاني حول حاجة عاطفية هي الأمان والرعاية، وأما الحاجة الثالثة فهي نفسية تتعلق بالأهمية والقوة، وكانت التجربة الأولى للشيطان تتمثل فى السؤال الأول “إن كنت أنت الله فقل لهذه الحجارة أن تتحول إلى خبز”، وكان رد السيد المسيح: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان لكن بكل بكلمة تخرج من فم الله.بعد أن حاول الشيطان تجربة السيد المسيح بالجوع، وفشل، جاء ليختبره من خلال الكلمات الكتابية بسفر المزامير بالكتاب المقدس، قائلًا: اطرح نفسك إلى أسفل، لأنه قد كتب: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على أيديهم لكي لا تصطدم رجلك بحجر».
وحسب تفاسير الكتاب المقدس، فإن الشيطان قد أظهر نفسه يحفظ الكتاب، ولكن لا يطيعه، وكان رد السيد المسيح عليه: “لا تجرب الرب إلهك”.
3.كان الهيكل أعلى نقطة في القدس القديمة، ويمكن منها رؤية المدينة والسهول والحقول المحيطة بها، واقترح الشيطان على السيد المسيح، أن يعاونه للسيطرة على هذه المنطقة بوصفها رمزًا لممالك العالم، فقال له السيد المسيح: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد، وبذلك هزم السيد المسيح الشيطان، ولم يقع في فخ التجربة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكنيسة المسيح أحد التجربة المزيد السید المسیح أحد التجربة
إقرأ أيضاً:
الفراغ جُحْـــرُ الشيطان ومَنْفَـذُ الحرب الناعمة
يمانيون|عبد القوي السباعي
إنَّ بناءَ الجيل لا يأتي بالتمنِّي، ولا يكون صدفةً، ولا يُستورَدُ كما تُستورَدُ السلع، بل يُنحَتُ كما يُنحَتُ الحجر، في محاريب الجِد، وعلى سِنان العزم.
ونحن قد ودَّعنا عامًا دراسيًّا خاضهُ أبناؤنا؛ فطوى الزمان صحائفه، واستراحت الأقلام من سعيها، فكان للنفوس فسحة، وللعقول فراغٌ قد يُغري أَو يُبري، وهنا تكمن الفتنة والخطورة، فَــإنَّ الفراغ جُحرُ الشيطان، ومَنْفَـذُ الحرب الناعمة لقوى العدوان، التي لا تُرى رماحها ولا تُسمع طبولها، لكنها تُزحزح الجبال وتُفتِّتُ الإيمانَ في القلوب، إن تُركت بلا حصنٍ أَو درع.
فيا سائلي عن جيلٍ نَبَتَ في حِمى الإيمان، وشبّ على رحيق اليقين، ألا فاسمع، ويا أبناء اليمن، ويا فلذات الأكباد، يا من تنبتون كما الزهر في روابي الحكمة، ألا فاعلموا أن في الدورات الصيفية حياةً بعد حياة، وبناءً بعد بناء، وصقلًا للنفوس والعقول.
ألا ترون كيف تسعى الأمم من حولنا لصياغة عقول أجيالها، وتُسرِجُ لهم مناهجها؟ فكيف بنا ونحن أُمَّـة القرآن، وحَمَلَةُ الرسالة، أن نترك أبناءنا في مهاوي الفراغ، وأهوال التسلية المفرغة من كُـلّ معنى؟
إن المراكز الصيفية ودوراتها العلمية ليست لهوًا، ولن تكون عبثًا؛ بل هي ميادينُ تهيئة وإعداد، وساحاتُ عِلم وجهاد، ومراسمُ فخرٍ لأمةٍ تتشبث بهُويتها؛ كي لا تُسلَخ عنها، كما يتشبثُ السابحُ الغِـــرِّ بطوق النجاة.
فيها يُرتل القرآن كما نزل، وتُفهم معانيه كما أراد الله لها أن تُفهم، فتُثمر التقوى في الصدور، وتزهر العقول بضياء البصائر، وفيها تُصقَلُ المواهب، وتُنمَّى الإبداعاتُ والقدرات، وتُكتشَفُ الجواهرُ المكنونة في صدور الفتية والفتيات.
وما الدورات الصيفية إلا مواسمُ بناء، وأعياد معرفة، تُنبتُ في الجيل يقينًا راسخًا، وتغرسُ فيه حب الوطن، كما يُغرس الغراس في أرضٍ خصبة، كخصوبةِ الأرض اليمنية بأمجادها التاريخية.
فإن أردتم أُمَّـة راسخة، فلا تُهملوا الجذور، وإن أردتم أجيالًا حرةً كريمةً، فاجعلوا من العطلة ميدانًا للتزود، ومن المراكز الصيفية منابر إشعاع، ومن مخرجاتها قواعد إبداع.
هلمّوا إليها، وادفعوا بأبنائكم إلى سوح قلاعها كما يُدفع الغيث للأرض العطشى، فَــإنَّها –والله– حصنٌ منيع، ومصنع رجال، ومأوى العقول الحرة والإرادات الصُّلبة، لجيلٍ نصنعهُ اليوم ليقود الأمم في الغد، وإنَّ غدًا لناظرهِ قريب.