جريدة الوطن:
2024-07-06@17:02:36 GMT

الحبوب فـي المعركة السياسية … والعسكرية

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

الحبوب فـي المعركة السياسية … والعسكرية

لَمْ يكُنْ مُمكنًا البدء بتصدير الحبوب من أوكرانيا بإنتاجها الوفير (القمح والذرة والشعير بشكلٍ رئيس) لدوَل الخارج، لولا الاتِّفاق الأخير، والذي كان لتركيا الباع الكبير في إتمام التفاهم الذي تمَّ مع روسيا والأُمم المُتَّحدة بشأنه، في الثاني والعشرين من تموز/يوليو الماضي. من خلال السَّماح بنقل الحبوب الأوكرانيَّة عَبْرَ البحر الأسود على أن يتمَّ تفتيش الشحنات في مضيق البوسفور التركي بإشراف من تركيا والأُمم المُتَّحدة؛ كَيْ لا يتمَّ استخدام السُّفن الناقلة للحبوب لنقل الأسلحة عِنَد عودتها إلى الجبهة الأوكرانيَّة الروسيَّة.

فالخشية الروسيَّة تتوجَّس من احتمالات تمرير أسلحة إلى أوكرانيا تحت ستار صفقة الحبوب، وتحت ستار الخطِّ الإنساني للمساعدات عَبْرَ البحر الأسود.
وجاء الاتِّفاق، كذلك بعد منع روسي سابق لتصدير الحبوب من أوكرانيا عَبْرَ البحر الأسود، نتيجة لعدم إيفاء الجانب الغربي، بالاتِّفاق الأوَّل قَبل عامٍ مضى، والقاضي بتحييد تصدير ونقل وتأمين الحبوب الروسيَّة من العقوبات الغربيَّة.
روسيا وأوكرانيا تُعدَّانِ الدولتَيْنِ الأكثر إنتاجًا للحبوب في العالَم بواقع ثلث الإنتاج العالَمي، من أنواع الحبوب المختلفة، وخصوصًا (القمح + الذرة + الشعير). وطالما استخدم الاتِّحاد السوفييتي السَّابق، سلاح الحبوب في مواجهاته السِّياسيَّة زمن الحرب الباردة من 1945ـ1990. بل ضغط بسلاح الحبوب على بعض الدوَل التي كانت ستقاطع دَوْرة الأولمبياد العالَمي في موسكو في العام 1980. وكانت مقاطعة الألعاب الأولمبيَّة في موسكو جزءًا من حملة من الإجراءات التي بدأتها الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة للاحتجاج على الحرب السوفييتيَّة في أفغانستان التي بدأت عام 1978ـ1979.
إنَّ إتمام صفقة تصدير الحبوب الأوكرانيَّة للخارج بِدَوْرٍ تركي ملموس، عَبْرَ موانئ البحر الأسود، مسألة مهمَّة على صعيد تفكيك الألغام والتعقيدات التي يتمُّ زرعها من قِبل المُستفيدين من استمرار اشتعال المواجهة الأوكرانيَّة الروسيَّة. لذلك ومنذ التوصُّل لإقرار صفقة الحبوب تمَّ «روسيًّا» وضع أوكرانيا والدوَل الغربيَّة تحت الاختبار أمام العالَم بأَسْرِه، حَوْلَ كيفيَّة تصرُّف أوكرانيا بحبوبها التي سمحت الصفقة لها بتصديرها. وبشكلٍ رئيس إلى بعض دوَل الاتِّحاد الأوروبي، والأردن وماليزيا، وبنجلاديش والهند وإندونيسيا وباكستان، والصومال وإثيوبيا واليمن والسودان وأفغانستان وجيبوتي.
بَيْنَما تركَّزت صادرات الحبوب الروسيَّة إلى عددٍ من الدوَل الإفريقيَّة ودوَل الشرق الأوسط والصين الشَّعبيَّة، إضافة إلى دوَل في أميركا اللاتينيَّة وآسيا، بحيث تمَّ تصدير الحبوب الروسيَّة لهذه الدوَل بأسعار مُخفَّضة، وذلك في سياقات التطوُّرات الحاصلة بَيْنَ عموم دوَل إفريقيا وكُلٍّ من روسيا والصين الشَّعبيَّة. في هذا السِّياق، إنَّ السيطرة الروسيَّة التي تمَّت على جزيرة القرم ومنع سلخها عن روسيا، بعد تفكُّك الاتِّحاد السوفييتي السَّابق بدايات العام 1990، قَدْ مَنَح موسكو موقعًا استراتيجيًّا مُهمًّا ومقرَّرًا في البحر الأسود، خصوصًا مع انضمام عدَّة دوَل مشاطئة للبحر الأسود لحلف الناتو كرومانيا وغيرها من دوَل حلف وارسو السَّابق قَبل تفكُّكه مع انهيار منظومة الاتِّحاد السوفييتي.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: البحر الأسود ة الروسی العال م

إقرأ أيضاً:

ريابكوف: هجمات أوكرانيا الوحشية ضد المدنيين لن تبقى دون رد

موسكو-سانا

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن أعمال أوكرانيا الوحشية وهجماتها ضد المدنيين في روسيا لن تبقى دون رد، موضحاً أن أشكال هذا الرد ستختار بصورة مناسبة.

وقال ريابكوف في مقابلة مع مجلة (الحياة الدولية) الروسية نشرت اليوم: إنه “لا يتوجب علينا أن نتصرف كما تصرف أولئك المجرمون الذين ارتكبوا العمل الإرهابي الأخير في مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم ولكن قيادة العملية العسكرية الخاصة والقيادة السياسية في روسيا تتخذان القرارات حول طابع وأبعاد ردود الفعل على هذه التصرفات انطلاقاً من الموقف العملياتي، وكذلك أخذا بالاعتبار عدم إلحاق أذى بالأهداف المدنية وعدم وقوع خسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان”.

وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن “أفراد العصابة المتوحشة في كييف يتصرفون وفق منطق آخر لشن العمليات الحربية ولكنهم يحصدون ما تجني أيديهم ولن تبقى الأعمال الإجرامية التي ارتكبوها دون رد بما في ذلك على الصعيد العسكري”.

يذكر أن أوكرانيا هاجمت يوم الـ 23 من حزيران الماضي مدينة سيفاستوبول بصواريخ أتاكمز التكتيكية المحملة بقذائف عنقودية ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم طفلان وإصابة ما يزيد على 150 شخصا بجروح مختلفة.

من جهة ثانية أعلن ريابكوف، أن موسكو قد تجري تغييرات أو تدخل تعديلات على العقيدة النووية الروسية، وذلك رداً على التصرفات غير الودية من الغرب.

وقال ريابكوف: “بعد مرور بعض الوقت سيكون هناك بعض التحديد لما قد تكون عليه مناهجنا تجاه هذه القضايا المهمة للغاية في حالات التصعيد الإضافي من جانب خصومنا”، مؤكداً أن “الوضع في محيط الصراع الأوكراني أظهر أن الردع النووي بمفهومه الكلاسيكي السابق لم يعد يعمل بشكل كامل.. لذلك سيتم إدخال بعض الإضافات”.

وفي وقت سابق، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا قد تجري تغييرات على عقيدتها النووية وسط مناقشات حول إمكانية خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية.

مقالات مشابهة

  • مسؤول بارز يرجح تعديل العقيدة النووية الروسية
  • ريابكوف: هجمات أوكرانيا الوحشية ضد المدنيين لن تبقى دون رد
  • «خوري» تلتقي السفير الروسي لدى ليبيا
  • «تايم»: التصعيد الروسي ضد الغرب.. هل نحن على حافة حرب نووية؟
  • بوتين يجدد شروط إنهاء الأزمة في أوكرانيا
  • قائد البحرية الأوكرانية: روسيا تفقد السيطرة على محور شبه جزيرة القرم
  • اعرف الأسباب.. بوتين يعارض وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • السيد القائد: المعركة في البحر الأحمر أثبتت أن حاملات الطائرات الأمريكية نظام قديم عفا عليه الزمن
  • رسالة للأهل فى شندى.. ونهر النيل وللسودانيين عامة.. وللقيادة السياسية والعسكرية
  • روسيا تصد هجوما أوكرانيا على ميناء بالبحر الأسود .. ودول الناتو ترفض خطة لدعم كييف