عربي21:
2025-02-02@00:26:41 GMT

لماذا تراجع إمام أوغلو عن منافسة كليتشدار أوغلو؟

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

خرج رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بتصريحات ألمح فيها لاستعداده لتولي رئاسة حزب الشعب الجمهوري، إلا أنه تراجع فيما بعد عن منافسة كمال كليتشدار أوغلو، ليعلن أنه سيترشح لرئاسة بلدية إسطنبول لفترة أخرى في الانتخابات المحلية القادمة المتوقع إجراؤها في آذار/ مارس ٢٠٢٤.



إمام أوغلو كان يجهز نفسه للترشح للانتخابات الرئاسية منذ فوزه في الانتخابات المحلية وتوليه رئاسة بلدية إسطنبول في ٢٠١٩، ولكن كليتشدار أوغلو لم يسمح له بتحقيق حلمه، على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها رئيسة الحزب الجيد، ميرال أكشينار، وأطراف أخرى لترشيح إمام أوغلو، وخاض هو نفسه الانتخابات الرئاسية كمرشح لتحالف الطاولة السداسية المعارض، إلا أنه خسر السباق الديمقراطي أمام منافسه، رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان. وحينئذ رأى إمام أوغلو أن الوقت قد حان لإزاحة كليتشدار أوغلو الخاسر عن رئاسة حزب الشعب الجمهوري، ليتربع عليها هو نفسه، ولكنه أدرك فيما بعد أنه أخطأ في حساباته.

لماذا تراجع إمام أوغلو عن منافسة كليتشدار أوغلو على رئاسة حزب الشعب الجمهوري، على الرغم من إطلاق تصريحات أبدى فيها رغبته الشديدة في تولي ذاك المنصب، بالإضافة إلى تشديده على أن قيادة الحزب بحاجة ماسة إلى تغيير جذري من الأعلى إلى الأسفل؟

لماذا تراجع إمام أوغلو عن منافسة كليتشدار أوغلو على رئاسة حزب الشعب الجمهوري، على الرغم من إطلاق تصريحات أبدى فيها رغبته الشديدة في تولي ذاك المنصب، بالإضافة إلى تشديده على أن قيادة الحزب بحاجة ماسة إلى تغيير جذري من الأعلى إلى الأسفل؟
أولا، لم يفز إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول بجهوده، بل تم تسليمها إليه بعد تهيئة الظروف. وكانت المعارضة بحاجة إلى وجه جديد، وغير معروف إلى حد ما، يمكن أن تتفق عليه الأطراف المختلفة التي تعادي أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، فوجدت ضالتها في إمام أوغلو، الشاب الباسم الذي رفع شعار "كل شيء سيكون جميلا" خلال حملته الانتخابية.

إمام أوغلو كان ينتمي في شبابه إلى حزب الوطن الأم الذي أسسه الراحل تورغوت أوزال بعد انقلاب ١٩٨٠ العسكري، وهو حزب يميني محافظ، فيما يصنف حزب الشعب الجمهوري ضمن الأحزاب اليسارية. وبالتالي، هناك من يرون في حزب الشعب الجمهوري أن إمام أوغلو غير مؤهل لرئاسة الحزب بسبب جذوره اليمينية، وأنه "يحمل معظم الصفات السيئة التي يتحلى بها السياسيون اليمينيون"، حسب قولهم، علما أن أنصار حزب الشعب الجمهوري كانوا يعادون آنذاك أوزال وحزب الوطن الأم كما يعادون اليوم أردوغان وحزب العدالة والتنمية. إضافة إلى ذلك، يثير انحياز رئيسة الحزب الجيد اليميني ميرال أكشينار إلى إمام أوغلو ضد كليتشدار أوغلو؛ علامات استفهام لدى هؤلاء حول مدى انتماء الأول إلى حزب الشعب الجمهوري.

ثانيا، أن رئيس بلدية إسطنبول لا يملك جرأة كافية تمكنه من خوض المنافسة على رئاسة حزب الشعب الجمهوري، وهو يريد أن يعمل الجميع لتعبيد الطريق أمامه وتهيئة الظروف لوصوله إلى ذاك المنصب على الأكتاف، كما وصل إلى منصب رئيس بلدية إسطنبول، ولذلك ينتظر من كليتشدار أوغلو أن يسلم رئاسة حزب الشعب الجمهوري إليه على طبق من ذهب.

لم يبق أمام إمام أوغلو غير التراجع عن منافسة كليتشدار أوغلو في الوقت الراهن، ليكتفي بما لديه من مكاسب سياسية، لأنه رأى أنه لن يتمكن من الفوز برئاسة حزب الشعب الجمهوري في حال خاض المنافسة في المؤتمر العام المرتقب، بالإضافة إلى أن كليتشدار أوغلو لن يرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول، إن تمرد عليه، فقرر أن ينتظر دوره ليعلن ترشحه لرئاسة حزب الشعب الجمهوري في وقت مناسب
إمام أوغلو حاول أن يسيطر على رئاسة حزب الشعب الجمهوري من خلال التحالف مع عدد من أقطاب الحزب ولكنه لم ينجح، حتى أن رؤساء الحزب السابقين الذين اجتمع معهم نصحوه بأن يترشح لرئاسة بلدية إسطنبول لفترة ثانية، وألا يخوض منافسة ضد كليتشدار أوغلو. كما فكر في الانشقاق عن حزب الشعب الجمهوري ليؤسس حزبا سياسيا جديدا، إلا أنه أدرك أن حزبه سيكون فقط من تلك الأحزاب الصغيرة التي تمتلئ بها الساحة السياسية التركية.

وباختصار، لم يبق أمام إمام أوغلو غير التراجع عن منافسة كليتشدار أوغلو في الوقت الراهن، ليكتفي بما لديه من مكاسب سياسية، لأنه رأى أنه لن يتمكن من الفوز برئاسة حزب الشعب الجمهوري في حال خاض المنافسة في المؤتمر العام المرتقب، بالإضافة إلى أن كليتشدار أوغلو لن يرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول، إن تمرد عليه، فقرر أن ينتظر دوره ليعلن ترشحه لرئاسة حزب الشعب الجمهوري في وقت مناسب.

تراجع رئيس بلدية إسطنبول عن المنافسة على رئاسة حزب الشعب الجمهوري لا يعني أن الرجل تخلى تماما عن حلمه ومساعي الإطاحة بكليتشدار أوغلو، بل ما زال يستهدفه ويشن حملة ضده من خلال إعلاميين يمولهم من ميزانية بلدية إسطنبول وأموال المقربين له. كما أن الوقت المناسب الذي ينتظره بشغف قد لا يأتي أبدا، لأن فوزه برئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات المحلية القادمة ليس مضمونا؛ فقد فشل في خدمة المدينة العريقة وسكانها، وقد يؤدي به ذلك إلى هزيمة مدوية في آذار/ مارس القادم، فتتلاشى فرصة توليه رئاسة حزب الشعب الجمهوري.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إمام أوغلو الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو تركيا الانتخابات البلدية الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو إمام أوغلو مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الشعب الجمهوری فی لرئاسة بلدیة إسطنبول بالإضافة إلى إمام أوغلو

إقرأ أيضاً:

Deepseek وشات جي بي تي منافسة بين ثرثارين... فمن يفوز؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في فترة صغيرة أطل علينا الذكاء الاصطناعي بقدراته الخارقة وسرعان ما احتل مكانة بارزة في حياتنا اليومية، من تنظيم المهام إلى كتابة المقالات وحتى تأليف النكات.
ومن بين هذه التطبيقات الذكية، يبرز ChatGPT وDeepseek كمنافسين شرسين، ليس فقط في تقديم المعلومات، بل في قدرتهم على الاسترسال في الكلام دون توقف، وكأنهما يحلمان بالحصول على وظيفة في قناة إخبارية تعمل 24/7!
عند استخدام ChatGPT، لا بد أن تشعر أنك تتحدث إلى صديق مهووس بالفلسفة، يجيب عن كل سؤال بمقال مطول، ولا يملّ من إعطائك المزيد من التفاصيل، حتى لو كنت تبحث فقط عن وصفة سريعة للبيض الأومليت! تسأله: "كيف أطهو البيض؟"، فيمنحك درسًا في تاريخ البيض، وأصوله الجغرافية، وفوائد البروتين، وكيف يمكن أن يؤثر استهلاك البيض على الاقتصاد العالمي!
ولكن لا تفرح كثيرًا، فبينما تعتقد أنك ستستفيد من إجابة دقيقة، ستكتشف سريعًا أن  ChatGPT لديه مهارة فريدة في إعطائك إجابات طويلة وممتلئة بالكلمات الجميلة، لكنها أحيانًا تكون بلا معنى حقيقي! 
أما Deepseek، فهو يقدّم نفسه على أنه أكثر دقة وتخصصًا، وكأنه أستاذ جامعي يدرّس لطلبة الدراسات العليا. 
تسأله عن موضوع بسيط، فيرد عليك بمصطلحات معقدة تحتاج إلى قاموس لترجمتها، مما يجعلك تشعر وكأنك حضرت اجتماعًا سريًا لعلماء ناسا بالخطأ.
يحاول Deepseek أن يكون أكثر ذكاءً واحترافية من ChatGPT، مع ميزة المجانية بالكامل لكنه يقع في  الفخ نفسه "الإفراط في التفاصيل غير الضرورية" مثلا تريد معرفة سعر الدولار ستجده  يقدم لك تحليلًا اقتصاديًا يتضمن توقعات الأسواق حتى عام 2050، ويرفقه برسومات بيانية لا تحتاج إليها الا إذا كنت وزير مالية!
المقارنة بين ChatGPT وDeepseek تشبه مقارنة بين شخصين يجلسان في مقهى ثقافي الأول يتحدث بلا توقف عن كل شيء، والآخر يحاول الظهور بمظهر العبقري الغامض لكنه ينتهي بجعل الجميع يشعرون بالملل. 
كلاهما يقدّم لك معلومات مفيدة، ولكن بطريقة تجعلك تفكر مرتين قبل أن تطرح سؤالًا آخر، خوفًا من أن ينتهي بك الأمر في حفرة من التفاصيل غير الضرورية!
في النهاية بينما يسعى البشر إلى تقليل الحديث غير المفيد في حياتهم اليومية، يبدو أن الذكاء الاصطناعي قرر أن يعوض هذا النقص بثرثرة لا نهائية.

مقالات مشابهة

  • Deepseek وشات جي بي تي منافسة بين ثرثارين... فمن يفوز؟
  • «الشعب الجمهوري»: اجتماع وزراء الخارجية العرب يدعم جهود مصر في قضية فلسطين
  • الشعب الجمهوري: احتشاد المصريين أمام معبر رفح يعبر عن رفض تهجير الفلسطينيين
  • الشرطة التركية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في اسطنبول
  • مظاهرة حاشدة لأنصار عمدة مدينة اسطنبول أثناء مثوله أمام القضاء للإدلاء بشهادته
  • الشعب الجمهوري: الموقف المصري من القضية الفلسطينية مبدأ غير قابل للتفاوض
  • مبدأ غير قابل للتفاوض.. الشعب الجمهوري يثمن التوافد الشعبي برفح
  • صدامات بين أنصار إمام أوغلو والشرطة أثناء مثوله أمام المحكمة بإسطنبول
  • قيادي بالشعب الجمهوري: حشود المصريين أمام معبر رفح رسالة تحد ضد مخططات التهجير
  • استدعاء إمام أوغلو للمحكمة في إسطنبول.. وتوترات بين أنصاره والأمن (شاهد)