ثورة بدأت عام 1936م وامتدت حتى 1939م. اندلعت في منتصف أبريل/نيسان بعدما هاجم أتباع الشيخ عز الدين القسّام قافلة شاحنات بين مدينتي نابلس وطولكرم، وقتلوا سائقين يهوديين، فردت منظمة الإرغون الصهيونية في اليوم التالي بقتل عاملَين فلسطينيين قرب قرية بيتح تكفا.

وتلت ذلك اضطرابات دامية في تل أبيب ويافا فانطلقت بذلك "الثورة الفلسطينية الكبرى"، التي استمرت 3 أعوام، وتعاضد فيها الأعيان والنخب مع الفلاحين والبسطاء من أهل الريف.

الظروف التاريخية للثورة الفلسطينية الكبرى

مهدت عدة أحداث وتطورات الطريق لهذه الثورة، فقد كانت فترة الثلاثينيات من القرن الـ20 في فلسطين -كما في غيرها من البلدان- فترة اضطراب اقتصادي شديد، وفيها أصاب الفلسطينيين في الريف ضرر كبير نتيجة عمليات نزع ملكيتهم وتراكم الديون عليهم، جرّاء سياسات سلطات الانتداب البريطاني المشجعة لجهود المنظمات الصهيونية لشراء الأراضي بالإكراه.

وملأت الهجرة من الريف إلى الحضر حيفا ويافا بالفلسطينيين الفقراء الباحثين عن عمل، فبرزت أشكال جديدة من التنظيمات السياسية التي ركّزت على الشباب والفئات الاجتماعية الشعبية بدل الأشكال القديمة القائمة على النخب، كما أدى تزايد العداء لليهود في أوروبا إلى زيادة هجرتهم إلى فلسطين.

ونتجت عن تلك التطورات والأحداث اضطرابات دورية، ابتداء بثورة البراق سنة 1929، ثم اندلاع المظاهرات في العديد من مدن فلسطين ضد الانتداب البريطاني عام 1933.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1935، تم اكتشاف كمية من الأسلحة شُحنت لحساب منظمة الهاغاناه في ميناء يافا، مما أجّج المخاوف الفلسطينية، خاصة وأن الهجرة اليهودية بلغت ذروتها، ففي الفترة من 1933 إلى 1936 وصل أكثر من 164 ألف مهاجر يهودي إلى فلسطين، وبين 1931 و1936 زاد عدد السكان اليهود أكثر من الضعف من 175 ألفا إلى 370 ألفا، وانتقلت نسبتهم من 17% إلى 27% من مجموع السكان.

إعلان

وفي عام 1930، أسس الشيخ عز الدين القسام منظمة "الكف الأسود"، المناهضة للصهيونية وللسياسات الاستعمارية البريطانية، وجنّد الفلاحين والعمال وأقام لهم دورات تدريبية عسكرية.

وبحلول عام 1935 كان قد جند المئات، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه اشتبك اثنان من رجاله بالأسلحة النارية مع دورية للشرطة البريطانية وقتلوا شرطيا.

وفي أعقاب هذه الحادثة طاردت الشرطة القسّام، وحاصرته في كهف بالقرب من قرية يعبد ومعه 10 من أنصاره، فرفض الاستسلام، وبعد قتال من الصباح حتى العصر استشهد الشيخ برصاصة في جبينه، واستشهد معه 3 من رفاقه، وأصيب اثنان منهم وأسر الباقون.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، خرج الآلاف في جنازة كبيرة لتشييع عز الدين القسام ورفاقه الثلاثة، وأطلقت الدعوات لمتابعة نهجهم والسير على منوالهم، وبقيت تتوالى حتى اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى في أبريل/نيسان 1936.

ويعد عبد القادر الحسيني أول من بدأ قيادة الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936 بحشده رجال المقاومة في كل الأراضي لمواجهة الاحتلال، وقد استشهد في الثامن من أبريل/نيسان 1948 وهو يخوض معركة تحرير قرية القسطل الإستراتيجية المشرفة على طريق القدس يافا.

مراحل الثورة الفلسطينية الكبرى

مرت الثورة الفلسطينية الكبرى بـ3 مراحل:

المرحلة الأولى

بدأت من ربيع عام 1936 وحتى يوليو/تموز 1937، وهي مرحلة اشتعال الثورة بعد تأجج التوترات في فلسطين وتراكمها منذ خريف 1935.

ففي منتصف أبريل/نيسان 1936، هاجم أتباع القسّام قافلة من الشاحنات بين نابلس وطولكرم وقتلوا سائقين يهوديين، فردت منظمة الإرغون في اليوم التالي بقتل عاملَين فلسطينيين بالقرب من بيتح تكفا، ثم تلت ذلك اضطرابات دامية في تل أبيب ويافا.

وفي 19 أبريل/نيسان، شُكّلت في نابلس لجنة وطنية اتُّفق فيها على إعلان الإضراب، كما شُكلت لجان وطنية في مدن أخرى دعت بدورها إلى الإضراب.

إعلان

وفي 25 أبريل/نيسان، تم تشكيل اللجنة العربية العليا من رؤساء الأحزاب الخمسة، و5 آخرين من رجالات البلاد. وكان أعضاء اللجنة هم: الحاج أمين الحسيني وراغب النشاشيبي وأحمد حلمي عبد الباقي والدكتور حسن الخالدي ويعقوب فراج وعوني عبد الهادي وعبد اللطيف صلاح وألفرد روك وجمال الحسيني ويعقوب الغصين، وانتخب أمين الحسيني رئيسا لتنسيق ودعم إضراب وطني عام انطلق في الثامن من مايو/أيار وشلّ النشاط التجاري والاقتصادي في فلسطين 6 أشهر.

وفي تلك الأثناء كان الفلسطينيون في أنحاء الريف كافة يشكّلون مجموعات مسلحة لمهاجمة أهداف للسلطات البريطانية والحركات الصهيونية المسلحة، وكان عملهم في البداية عفويا ومتقطّعا، ثم انتظم بعد ذلك بشكل متزايد، وانضم إليه متطوعون عرب من خارج فلسطين، وإن بأعداد قليلة.

واستخدم البريطانيون أساليب وتكتيكات مختلفة لوقف الإضرابات وقمع العصيان المسلّح في المناطق الريفية، وزادوا أعداد رجال الشرطة البريطانيين واليهود، وتعرّضت المنازل للتفتيش والمداهمات الليلية، وأهلها للضرب والسجن والتعذيب والترحيل.

ووصل القمع البريطاني إلى حد هدم أحياء واسعة في مدينة يافا القديمة، وتزامنت تلك العمليات العسكرية والتدابير القمعية مع إرسال الحكومة البريطانية لجنة برئاسة اللورد بيل للتحقيق في الأسباب الجذرية للتمرد.

وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول 1936، وتحت وطأة ضغوط السياسات القمعية البريطانية، وضغوط بعض الملوك والأمراء العرب من خلال وعود وتطمينات، وكذا العواقب الاقتصادية للإضراب على السكان الفلسطينيين، أوقفت اللجنة العربية العليا الإضراب ووافقت على التعاون مع لجنة بيل.

بدأت لجنة بيل عملها، وانخفضت التوترات مؤقتا، وبعد إعلان نتائج تحقيقها، الذي صدر في يوليو/تموز 1937، أوصت اللجنة بتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة لليهود وأخرى للعرب، فثار الشعب الفلسطيني مجددا وأطلق تمردا مسلّحا أكثر شدة من سابقه، وبدأت المرحلة الثانية من الثورة الفلسطينية.

إعلان

المرحلة الثانية

وامتدت من يوليو/تموز 1937 إلى خريف 1938، وحققت فيها الثورة مكاسب كبيرة، إذ سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي الجبلية، بما في ذلك البلدة القديمة في القدس لفترة من الزمن، فأحلوا فيها مؤسسات وطنية محل تلك التي كانت تابعة للانتداب البريطاني، مثل المحاكم وخدمة البريد وغيرها.

وكان حادث اغتيال لويس يلاند أندروز -حاكم لواء الجليل- على يد جماعة القسام يوم 26 سبتمبر/أيلول 1937 المؤشر البارز على بدء المرحلة الثانية من الثورة الفلسطينية.

وقد اعتبر مقتل أندروز صدمة كبيرة للسلطات البريطانية، إذ كان أول اغتيال لشخصية مدنية كبيرة، واعتبر إعلانا صريحا للثورة ضد الحكم البريطاني.

فما كان من البريطانيين إلا أن اتخذوا تدابير أشد قسوة في محاولة لسحق الثورة، فأعلنت سلطة الانتداب عدم شرعية اللجنة العربية العليا والأحزاب السياسية الفلسطينية كافة، وألقت القبض على القادة السياسيين والأهليين، ونفت عددا من الشخصيات العامة رفيعة المستوى.

كما لجأت إلى تصعيد الوسائل العسكرية لمكافحة التمرد، فنشرت الدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة في جميع أنحاء فلسطين، وطبّقت العقاب الجماعي في حق الفلسطينيين، فزجّت بآلاف منهم في "معسكرات الاعتقال"، كما دمرت أحياء سكنية وأغلقت مدارس وغرمت قرى بشكل جماعي وأجبرتها على إيواء الشرطة والقوات البريطانية.

وأمام هول ما كان يحدث للشعب الفلسطيني، استفادت المنظمات العسكرية الصهيونية من الوضع لبناء قدراتها بدعم بريطاني، وبحلول أوائل سنة 1939 حصل 14 ألف رجل من "شرطة المستعمرات اليهودية" على الدعم والزي الرسمي والسلاح من الحكومة البريطانية.

وكانت منظمة الهاغاناه تعمل خلف تلك الواجهة، إضافة إلى ما يسمّى الوحدات الليلية الخاصة المشكَّلة من يهود وبريطانيين، وكانت تنفذ "عمليات خاصة" ضد القرى الفلسطينية.

إعلان

المرحلة الثالثة

واستمرت تقريبا من خريف 1938 حتى صيف 1939، إذ كان البريطانيون قد عينوا في يناير/كانون الثاني 1938 لجنة تحقيق أخرى بقيادة السير جون وودهيد لدراسة الجوانب الفنية لتنفيذ التقسيم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1938، خلص تقرير لجنة وودهيد إلى أن التقسيم ليس عمليا، مما جعل البريطانيين يتراجعون بعض الشيء عن توصية بيل، إلا أنهم أطلقوا في الوقت ذاته هجوما شاملا على الفلسطينيين، فشهد عام 1939 قتل المزيد منهم وإعدام المزيد شنقا واعتقال ما يقارب ضعفي عدد معتقلي سنة 1938.

وقد فرضت هذه الأوضاع ضغوطا هائلة على الثوار الفلسطينيين، مما أدى إلى تفاقم الخلافات بين قادة اللجنة العربية العليا من السياسيين المنفيين إلى دمشق وبين القيادة المحلية، ومن جهة ثانية بين مجموعات الثوار وسكان القرى الذين كان من المتوقع أن يدعموهم.

ووقع الخلاف بشكل أساسي بين الفلسطينيين المستعدين للتوصل إلى تسوية مع البريطانيين وأولئك الملتزمين بالثورة، وتم تشكيل ما سمّي "فرق السلام" الفلسطينية بدعم بريطاني لمحاربة أنصار الثورة.

وفي مايو/أيار 1939 نشرت الحكومة البريطانية الكتاب الأبيض الجديد الذي نص على "الوفاء بالتزامات بريطانيا تجاه فكرة الوطن القومي لليهود، واستمرار السماح بهجرة 75 ألف يهودي جديد إلى فلسطين في الأعوام الخمسة التالية، واستحواذ اليهود على الأراضي فيها (وهما بندان يتعارضان مع التزامات بريطانيا تجاه الفلسطينيين).

كما نص الكتاب الأبيض على أنه "بعد انقضاء السنوات الخمس تصبح الهجرة اليهودية خاضعة للموافقة العربية ويسمح بنقل ملكية الأراضي في مناطق معينة فقط، فيما تكون العملية مقيدة ومحظورة في مناطق أخرى، وذلك لمنع حرمان الفلسطينيين من الأراضي، ويتم إنشاء دولة موحدة مستقلة بعد 10 سنوات، مشروطة بعلاقات فلسطينية يهودية مواتية".

إعلان

وفي أواخر صيف 1939، أوصلت الجهود البريطانية العسكرية والدبلوماسية المشتركة، الثورة إلى نهايتها، وفي السنوات الثلاث للثورة قُتل حوالي 5 آلاف فلسطيني وجُرح ما يقارب 15 ألفا، إضافة إلى نفي القيادات الفلسطينية واغتيالها وسجنها وتأليب بعضها ضد بعض.

أما خسائر الإنجليز، فكانت مقتل 16 رجل شرطة و22 جنديا وجرح 10 رجال شرطة و148 عسكريا ومقتل 80 يهوديا وجرح 308 آخرين.

أبرز معارك الثورة الفلسطينية الكبرى معركة نور شمس: وقعت يوم 23 مايو/أيار 1936. معركة عنبتا: وقعت يوم 21 يونيو/حزيران 1936. معركة وادي عزون: وقعت يوم 28 يونيو/حزيران 1936. معركة الفندقومية: وقعت يوم 30 يونيو/حزيران 1936. معركة باب الواد: وقعت يوم 29 يوليو/تموز 1936. معركة رأس عامر: وقعت في الثالث من أغسطس/آب 1936. معركة صفد: وقعت في التاسع من أغسطس/آب 1936. معركة بلعا الأولى: وقعت في العاشر من أغسطس/آب 1936. معركة عصيرة الشمالية: وقعت يوم 17 أغسطس/آب 1936. معركة وادي عرعرة: وقعت يوم 20 أغسطس/آب 1936. معركة عين دور: وقعت يوم 29 أغسطس/آب 1936. معركة بلعا الثانية: وقعت في الثالث من سبتمبر/أيلول 1936. معركة الجاعونة: وقعت في التاسع من سبتمبر/أيلول 1936. معركة ترشيحا: وقعت في التاسع سبتمبر/أيلول 1936. معركة حلحول: وقعت يوم 24 سبتمبر/أيلول 1936. معركة جبع: وقعت يوم 24 سبتمبر/أيلول 1936. معركة بيت مرين: وقعت يوم 29 سبتمبر/أيلول 1936. معركة الخضر: وقعت في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1936. معركة كفر صور: وقعت في التاسع من سبتمبر/أيلول 1936.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اللجنة العربیة العلیا أبریل نیسان یولیو تموز وقعت یوم

إقرأ أيضاً:

رئيس الجامعة البريطانية يستقبل السفير الليبي لتعزيز التعاون الأكاديمي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، السفير عبد المطلب ثابت، سفير دولة ليبيا في بجمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية؛ لتعزيز التعاون الأكاديمي، وذلك بحرم الجامعة البريطانية بمدينة الشروق.

جاء ذلك بحضور نخبة من الشخصيات المرموقة، من بينهم الدكتور يحيي بهي الدين نائب رئيس الجامعة للبحوث والمشروعات، والدكتورة سارة الخشن، مدير التطوير الاستراتيجي بالجامعة ومستشار الجامعة للتنمية المستدامة، والدكتور طارق عباس، نائب رئيس الجامعة للقطاع الطبي، والدكتورة ودودة، بدران نائب رئيس الجامعة للقطاع الأدبي، والدكتورة مها عادل، عميدة كلية التمريض، والدكتور عطية عطية، عميد كلية الطاقة والهندسة البيئية، والدكتورة فردوس رزق، القائم بأعمال عميد كلية الأسنان، والدكتورة داليا كامل، عميدة كلية العلاج الطبيعي، والدكتور حسين عبد الحميد حمد، وزير مفوض والمستشار القانوني بالمندوبية الليبية، والدكتور رمضان الطاهر، مستشار بالمندوبية الليبية، الدكتور أحمد كريم، مساعد الملحق الثقافي بالسفارة الليبية، والدكتور أسامة كشادة، مدير البرنامج الوطني للتميز في العلوم بالهيئة الليبية للبحث العلمي ومنسق التعاون بين الجامعة والمؤسسات الليبية، وعددًا من قيادات الجامعة.

بدأت الفعاليات بعرض فيديو تعريفي عن الجامعة والأنشطة التي تقوم بها والمتعلقة بالتنمية المستدامة، ومشاركة الجامعة في مؤتمر قمة المناخ وكذلك تنظيم  أكبر ماراثون ودور الجامعة في مبادرة حياة كريمة، تلاه اجتماع موسع بين الطرفين لمناقشة سبل التعاون الأكاديمي.

وخلال فعاليات الزيارة، كرم السفير الليبي، عددًا من الطلاب الليبيين الدارسين بالجامعة البريطانية، لتفوقهم خلال سنوات دراستهم وحصولهم على المراكز الأولي دراسيًا وكذلك في المسابقات الدولية.

وقال الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر: و"إن هذا اللقاء يمثل خطوة جديدة ومهمة في مسيرة التعاون العلمي والتعليمي بين الجامعة البريطانية في مصر ومؤسسات التعليم العالي الليبية،  ومن خلال هذا التعاون الجديد نطمح إلى فتح آفاق جديدة للسياحة التعليمية، وإتاحة الفرص لطلابنا من البلدين لاكتساب خبرات علمية وثقافية متنوعة، كما نأمل أن تسهم هذه الشراكة في إعداد قادة المستقبل الذين يتمتعون بمهارات عملية ووعي عالمي يمكنهم من مواجهة التحديات العالمية وتحقيق التنمية في مجتمعاتهم".

وأضاف الدكتور لطفي، أن استراتيجية الجامعة البريطانية في مصر قائمة على تقديم نموذج تعليمي وبحثي متكامل يثمن الشراكات الدولية، حيث نهدف من خلال هذه الرؤية إلى بناء جسور تواصل فعالة مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية في مختلف أنحاء العالم، لاسيما في الدول العربية الشقيقة ويأتي هذا التعاون مع الجانب الليبي ليُبرز مدى حرصنا على تعزيز الابتكار وتبادل الخبرات العلمية وتطوير منظومة التعليم العالي في البلدين.

وتابع رئيس الجامعة البريطانية، أن الجامعة البريطانية في مصر أطلقت العديد من المبادرات الهامة التي تسعى من خلالها لمشاركة الطلاب في الأنشطة التنموية ومنها على سبيل المثال نموذج محاكاة قمة المناخ، وماراثون من أجل التنمية المستدامة، فضلًا عن مشاركة الطلاب في المبادرات الرئاسية الكبرى مثل مبادرتي حياة كريمة وتحيا مصر.

وأعرب السفير عبد المطلب ثابت، سفير دولة ليبيا في جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، عن سعادته بزيارة الجامعة البريطانية في مصر باعتبارها صرح أكاديمي متميز  يجمع بين الجودة التعليمية والرؤية المستقبلية، ليكون نموذجًا مشرفًا لدور المؤسسات التعليمية في صناعة أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.

وأضاف السفير الليبي، أن احتفاءه بتكريم  إنجازات الطلاب الليبين وتفوقهم العلمي في الجامعة البريطانية لا يقتصر فقط على نيل الدرجات العلمية العالية، بل يعكس قدرات الطلاب على الإبداع والابتكار، واستعدادهم لتحمل مسؤوليات الغد، وما حققوه اليوم هو ثمرة اجتهادهم ومثابرتهم، وشهادة على إيمانهم بأن الطموح لا سقف له، وبأن المستقبل يُصنع بالعزيمة والإصرار، تحت مظلة جامعة تُولي اهتمامًا خاصًا بالشراكات الدولية وتدويل التعليم، لتعزز من مكانتها كمنارة للعلم والمعرف.

وأكدت الدكتورة سارة الخشن، مدير التطوير الاستراتيجي بالجامعة، أن هذا التعاون يأتي ضمن أهداف استراتيجية الجامعة وعلى رأسها تدويل التعليم، وتوطين الأنشطة التي تخدم أهداف التنمية المستدامة ضمن الأنشطة الأساسية للجامعة، مشيرة إلى أن هذا التعاون يعكس التزام الجامعة بتوفير منصة تعليمية متكاملة تجمع الطلاب من مختلف الثقافات والخلفيات.

وأشارت إلى العديد من الأنشطة التي تبرز هذا التعاون مثل برنامج محاكاة قمة المناخ، الذي استضافته الجامعة البريطانية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وما تبع ذلك من ندوات وورش عمل عقدت على هامش فعاليات البرنامج، مؤكدة أن هذه الأنشطة شكلت حجر الزاوية لتعزيز التواصل بين الجامعة والمؤسسات الليبية، بما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الأكاديمي والبحثي، وجاري الآن الإعداد للعديد من الأنشطة بين الجامعة وعدد من المؤسسات الأكاديمية الليبية.

كما قدم الدكتور أسامة كشادة، مدير البرنامج الوطني للتميز في العلوم بالهيئة الليبية للبحث العلمي ومنسق التعاون بين الجامعة والمؤسسات الليبية عرضا عن مسيرة التعاون المشترك الذي امتدت ثلاث سنوات بين الجامعة البريطانية ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بليبيا في مختلف المجالات العلمية، كما تناول العرض الدعم الفني الذي قدمته الجامعة البريطانية للبرنامج الوطني للتميز في العلوم والتكنولوجيا و المنتدى الوطني للمدن المستدامة و المؤسسات الليبية المشاركة في هذه البرامج.

كما قام بعرض البرنامج التنفيذي للسنة الحالية ومجموعة من الفرص التنافسية الخاصة بالطلاب، وقد أثنى الدكتور كشادة على مبادرة السفير بزيارة الجامعة البريطانية مما يتيح فتح آفاق التعاون وتعزيزه.

مقالات مشابهة

  • الشرطة البريطانية تعتقل رجل بيغ بن نصير الحق الفلسطيني
  • قطر تطالب بإخضاع منشآت إسرائيل «النووية» لإشراف «وكالة الطاقة الذرية»
  • ميار الببلاوي تبرئ نفسها من خطاب وفاء مكي: وقعت في فخ
  • رئيس الجامعة البريطانية يستقبل السفير الليبي لتعزيز التعاون الأكاديمي
  • حدث فى الثامن من رمضان.. تعرف على أهم الأحداث التاريخة التى وقعت فيه
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تشيد بمواقف السيد عبد الملك الحوثي بمناصرة المظلومين في فلسطين
  • مسلسل «النص » الحلقة 7.. أحمد أمين ينجح في سرقة كامب الإنجليز
  • وقعت في الملوخية .. رامز جلال يسخر من بسمة بوسيل
  • انتخابات العراق.. معركة شرسة تخلو من شرف الخصومة