وزير الهجرة: «إحياء الجذور» نموذجا يحتذى به في الدبلوماسية الشعبية
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
قال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو، إن دولًا مثل قبرص واليونان بحاجة إلى تعزيز التعاون مع مصر لمكافحة الهجرة غير الشرعية؛ باعتبار مصر حائط صد للهجرة غير الشرعية بالنسبة لقبرص واليونان.
واستهلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، زيارتها لدولة قبرص بلقاء وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو، في مقر الوزارة، لبحث تعزيز التعاون لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وتوفير البدائل الإيجابية الآمنة للحد من تلك الظاهرة، في إطار البعد الدولي للمبادرة الرئاسية «مراكب النجاة».
وشارك في اللقاء كلا من السفير عمرو حمزة، سفير مصر بدولة قبرص، وسارة مأمون معاون وزيرة الهجرة لشؤون المشروعات والمؤتمرات، وأعضاء السفارة.
«جندي»: مصر قطعت شوطًا كبيرًا في مكافحة الهجرة غير الشرعيةوقال وزير الداخلية القبرصي: إن الزيارة تمثل مرحلة جديدة في العلاقات بين مصر وقبرص في ملف الهجرة غير الشرعية، وتستهدف فتح آفاق تعاون أعمق وأوسع بين البلدين في الشأن ذاته، فيما أعربت «جندي» عن ترحيبها واستعدادها لمناقشة المجالات كافة، التي من شأنها تعزيز التعاون الثنائي في مجال الهجرة الآمنة.
وأضافت السفيرة سها جندي، أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز فرص الهجرة الآمنة، مشيرة إلى عمل وزارة الهجرة في إطار المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة» لتوعية الشباب بمخاطر تلك الظاهرة، تنفيذا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
الوزير القبرصي يشيد بالجالية المصريةومن جانبه، أشاد وزير الداخلية القبرصي، بالجالية المصرية في قبرص بمختلف فئاتها وتحقيقها اندماجًا في المجتمع، وأكد الترحيب بزيادة أعداد المهاجرين المصريين إلى قبرص بطريقة قانونية وفي إطار مؤسسي، وضرورة مواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها البلدان في مجال الهجرة غير الشرعية.
وثمنت السفيرة سها جندي التطور المستمر في العلاقات المصرية القبرصية وما شهدته الروابط التاريخية الممتدة بين البلدين الصديقين من تقدم خلال السنوات الأخيرة على الأصعدة كافة، موضحة: لا سيما في مجالات الطاقة والربط كهربائي، وكذا ملفات الطاقة، فضلاً عن التدريبات الأمنية المشتركة، ومواقف الدعم المتبادلة في مختلف المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية.
«إحياء الجذور» نموذجا يحتذى به في الدبلوماسية الشعبيةوكما ثمنت التشاور المكثف بين المسؤولين من الحكومتين حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى الاتفاق على تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة في إطار آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان إحياء الجذور NOSTOS، والتي تعد نموذجاً يحتذى به في الدبلوماسية الشعبية، وإحياء الروابط التاريخية والثقافية والجذور المشتركة، وخلق حلقة وصل بين المغتربين من دول البحر المتوسط، حسب قولها.
خلق حلقة وصل بين المغتربين من دول البحر المتوسطوفي السياق ذاته، أشار وزير الداخلية القبرصي إلى أن جذور عائلته كانت تعيش بمدينة الإسكندرية، وأنه ما يزال لديه روابط أسرية هناك، كما أن ابنته تدرس علم المصريات، وهو ما يعكس الإرث الوجداني بين الشعوب الثلاثة، مؤكدا أهمية العلاقات المصرية القبرصية.
وفي هذا الصدد، تناولت وزيرة الهجرة دور المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الادماج في تدريب وتأهيل الشباب من أجل التوظيف، لمنح الفرصة للشباب المصري المتطلع للعمل في أوروبا ولتوفير العمالة التي تحتاجها هذه المجتمعات، موضحة تقديم المركز خدماته للشباب المصري الراغب في الهجرة إلى ألمانيا وفقا للمهن والمعايير المطلوبة بسوق العمل الألماني، وأنه جرى إطلاق أول دليل متكامل للسفر إلى ألمانيا بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي واتحاد الصناعات الألماني ومعهد جوته.
وزير الداخلية القبرصي يوعد بالتدخل لصالح حقوق العمال المصريينكما أشاد وزير الداخلية القبرصي بجهود وزارة الهجرة في هذا الشأن، معربًا عن تطلعه للتعاون مع وزارة الهجرة المصرية في هذا الملف، بالإضافة إلى وضع خطة مؤسسية للتعامل فيما يخص حقوق العمالة، وأهمية تقنينها، كما وعد بالعمل علي حماية حقوق العمال المصريين، ودعمهم في تيسير إجراءات أوراق الإقامة وتصاريح العمل.
ومن جانبها، عرضت وزيرة الهجرة، بعض التحديات التي تواجه العمالة المصرية مع بعض أصحاب العمل، وتنصلهم من إعطاءهم حقوقهم ومستحقاتهم المادية وفقا للعقود الموقعة، بموجب قانون العمل القبرصي.
ومن ناحيته، وعد وزير الداخلية القبرصي بالتدخل لصالح حقوق العمال المصريين، وإرسال حملات للكشف عن أوضاع العمال بأماكن عملهم، ورصد أي انتهاك لحقوقهم وواجباتهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزيرة الهجرة سها جندي قبرص مراكب النجاة الهجرة غیر الشرعیة حقوق العمال فی إطار
إقرأ أيضاً:
شعب الإنويت في غرينلاند.. عودةٌ إلى الجذور وسط أطماع واشنطن وجدل حول استقلال الجزيرة
خلال استعمارها لغرينلاند، فرضت الدنمارك جملة من التدابير القاسية تجاه السكان الأصليين في الجزيرة (الإنويت أو الأسكيمو)، فحظرت لغتهم، وإن كان ذلك بشكل غير رسمي، وحرمتهم من أطفالهم لتربيتهم في كنف أسر دنماركية. وقد ترك هذا الماضي مرارة لديهم، حيث إنه لا يمحى بتقادم الزمن، كما يقولون.
أفياجا راكيل سانيمويناك، معالجة روحانية "شامان" من السكان الأصليين في غرينلاند (الإنويت)، تحمل على وجهها وشمًا تقليديًا، وتكرس حياتها، كما تقول، لمساعدة الآخرين على إعادة التواصل مع أسلافهم للشفاء من الصدمات التي تنتقل من جيل إلى آخر.
تعود سانيمويناك بالذاكرة إلى سنوات الطفولة فتقول: "خلال نشأتي، كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أتحدث عن التواصل مع الأرواح".
وتتابع: "لكن أمي أخبرتني ألا أتحدث عن ذلك أبدًا لأنه أمر خطير. لم أفهم السبب أبدًا، لأنني لم أعاني من الكبت الذي عانى منه أسلافي".
هذا وتسعى المعالجة الروحانية إلى إعادة إحياء تراث الإنويت، وهي جزء من حركة متنامية بين سكان الجزيرة للعودة إلى الذات.
وعن رمزية وشومها، توضح سانيمويناك: "هناك خطان في وقت واحد، واحد يرمز إلى عالمنا، والآخر إلى عالم الأرواح. والمسافة بين هذين الخطين هي ما لا نعرفه".
على الرغم من أن حوالي 90% من سكان غرينلاند يعرّفون عن أنفسهم بأنهم من الإنويت، إلا أن معظمهم ينتمون إلى الكنيسة اللوثرية، وهي عقيدة أدخلها المبشرون الدنماركيون منذ أكثر من 300 عام.
وتدافع المعالجة الروحانية عن ثقافة الإنويت قائلة: "لا تزال المسيحية مقدسة في نظري، وكذلك البوذية والهندوسية، وعملي أيضًا. لكننا كشعب لديه ثقافة، لدينا الحق في أن نحظى بالمساواة مع الآخرين، وأن يتم الاعتراف بثقافتنا".
خلال السنوات الأخيرة، كان هناك رفض متزايد للإرث الاستعماري الذي خلفه المبشرون الأوروبيون، إذ قمع هؤلاء تقاليد الإنويت باعتبارهم "وثنيين". وعن ذلك التوجه تقول سانيمويناك: "إن الأجيال التي تراها هنا اليوم هي التي تؤمن بالفعل بقدرتنا على الشفاء".
Relatedآخر حلقات مسلسل غرينلاند.. ترامب يقترح ضم الجزيرة إلى حلف الناتوالذهب الأبيض يشعل الجدل في غرينلاندانتخابات غرينلاند: فوز مفاجئ للمعارضة اليمينية المؤيدة للاستقلال"هجوم ساحر" آخر من الولايات المتحدة الأمريكية
يُذكر أن غرينلاند كانت مستعمرة دنماركية حتى عام 1953، ثم تحولت إلى مقاطعة. وفي عام 1979، حصلت على حكمها الذاتي، ولكن رغم مرور أكثر من 30 عامًا، لا تزال الدنمارك تمسك بزمام السيطرة في مجال شؤون الدفاع والخارجية.
وقد جذبت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة الانتباه إلى غرينلاند بعدما عبّر عن رغبته في السيطرة عليها، قائلًا إنه لا يستبعد حتى استخدام القوة العسكرية في هذا الصدد، وهو ما من شأنه "الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي" على حد تعبيره.
في هذا السياق، من المقرر أن تزور أوشا فانس، زوجة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، غرينلاند الأسبوع المقبل قبل الانتخابات المحلية.
ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، تشمل جولتهما زيارة العاصمة نوك، وحضور سباق الزلاجات التي تجرها الكلاب في سيسيميوت، ثاني أكبر مدينة في غرينلاند، إضافة إلى مرور محتمل بالقاعدة الجوية الأمريكية الوحيدة في الجزيرة الشمالية.
وبسبب مطامع ترامب، ساهم التركيز على غرينلاند ومواردها المعدنية في تسليط الضوء على قضية مهمة أخرى لسكان الجزيرة، وهي رغبتهم في الاستقلال عن الدنمارك. فقد أصبحوا يشعرون بأنهم قادرون على التعبير علنًا عن معاناتهم من الظلم الاستعماري.
ومن بين هؤلاء المغنية وكاتبة الأغاني الإنويت ناجا بارنونا، التي أعادت في الآونة الأخيرة الاتصال بتراثها الأصلي.
وقالت: "سابقًا، كنت أشعر بروعة أن أكون دنماركية، وأنه من الأفضل التحدث باللغة الدنماركية حيث كان من المحرج أن نمارس تقاليد الإنويت". ولكن من خلال الموسيقى، استطاعت بارنونا أن تتواصل مع جذورها، وشجعت الآخرين على فعل الشيء نفسه.
وعن ذلك تؤكد المغنية: "بدأت أدرك مدى أهمية قبول جذور الآخرين أو جذوري الخاصة. ولهذا السبب أعتقد أنه من المهم حقًا إعادة إحياء التراث حتى يتمكن شعبنا، ونحن منه، أن يتعلم حبّ نفسه مرة أخرى".
وتعتبر سانيمويناك أن هذا الإحياء الثقافي هو بمثابة استعادة لروح هوية الإنويت المفقودة، قائلة: "لم يكن صوت الإنويت مسموعًا، فقد كنا في عزلة لفترات طويلة. الآن، حان الوقت لنحرر أنفسنا، لنرفع الصوت، ونأخذ زمام المبادرة. لهذا السبب، أشعر بالأمل".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إفطار في كنيسة.. حي مولنبيك في بروكسل يحتفي بالتنوع الثقافي وينفض عنه صيته السيئ هل تعقد إيران صفقة مع أمريكا أم تمضي في طريق صنع أول قنبلة نووية؟ مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون يجرون محادثات "مثمرة" في الرياض لوقف إطلاق النار السكان الأصليونتقاليدإستقلالتراث ثقافيالمسيحيةغرينلاند