لبنان ٢٤:
2025-03-09@16:19:41 GMT
تحدّيات المرحلة المقبلة أمام الحكومة
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
كتب زياد عبد الصمد في "النهار": تواجه الحكومة اللبنانية الجديدة مجموعة معقدة من التحديات التي تتطلب استجابات سريعة وحلولاً جذرية. فعقب النزاع الأخير والتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، تبرز الحاجة إلى تثبيت الاستقرار الأمني من خلال توحيد السلاح تحت سلطة الدولة وضمان سيادتها على كامل أراضيها. وفي الوقت ذاته، تستمر الأزمة الاقتصادية في التفاقم، ما يستدعي إطلاق مسار إصلاحي شامل يشمل إعادة هيكلة القطاع المصرفي، واستعادة ثقة المجتمع الدولي والجهات المانحة، وإرساء أسس الحوكمة الرشيدة.
وترتبط مسألة إعادة الإعمار بمدى التزام لبنان بالاتفاقية، وبالتالي ضمان استقرارها والتأكد من أن الحرب لن تتكرر، ما يجعل الحدود اللبنانية آمنة. فمن المعروف أن حجم الدمار هائل، ولا يقتصر على تدمير البيوت، بل يشمل البنية التحتية والخدمات العامة التي استهدفها العدو بطريقة إجرامية تفوق الوصف. وفي مواجهة التحديات الكبرى التي سيبدأ هذا العهد بمواجهتها عندما يبدأ العمل الفعلي لتحقيق أجندته الإنقاذية في مجالي السيادة والإصلاح، من الهام ألا يبتعد عن الحاضنة الشعبية الداعمة التي من المرجح أن تشكل الدعامة والحصانة في مواجهة المنظومة التي طالب ناس 17 تشرين بمحاسبتها. لذا، فإن نجاح الحكومة في تحقيق الإصلاحات المطلوبة مرهون بقدرتها على مواجهة هذه العوائق، وبإرادة شعبية تدعم التغيير، وتطالب بالشفافية والمساءلة، وتسهم في استعادة ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، بما يمهّد الطريق نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار وبناء دولة القانون والمؤسسات.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الكباش السياسي مستمرّ… لا هدوء على المدى المنظور
على وقع نغمة الاستقرار الداخلي في لبنان وبدء مسار عمل الحكومة اللبنانية، وفي ظلّ التنسيق المقبول بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ممثّلاً "الثنائي الشيعي" ورئيس الجمهورية جوزاف عون في ملفّ التعيينات، يبدو أن هناك محاولة لتسيير أمور البلد واستبعاد أي كباش سياسي من شأنه أن يعطّل الحكومة والعهد الجديد.لكن مصادر مطّلعة تؤكّد أن هذا العهد سيواجه صعوبة في الموازنة بين "الثنائي" وبين علاقاته الخارجية، إذ إنّ هناك تباعد كبير بين ما تُريده الولايات المتحدة الاميركية تحديداً والغرب عموماً، وبين ما يمكن أن يقدّمه "الثنائي" من تنازلات أو يقبل به. وعليه قد تتّجه الأمور بالأمر الواقع نحو تعقيدات تؤدي بطبيعة الحال إلى اشتباك بين الطرفين مع تمرير التعيينات التي لا يبدو أنّ برّي سيغضّ النظر عن مرورها من دون أن يكون له رأي كبير فيها.
وبالتوازي مع قبول العهد وتفهمه ، الى حدّ ما، لفكرة إشراك برّي وتالياً "الثنائي" في التعيينات وتحديداً التعيينات الشيعية التي ستكون من حصّة "الثنائي" بشكل شبه كامل، فإنّ الكباش الكبير قد يولد نتيجة عوامل أخرى وعناوين سياسية مختلفة لم تُطرح حتى الآن.
رُبّما يكون الغليان الإقليمي جزءاً من المشهدية السياسية والإعلامية التي ستخيّم على لبنان في الفترة المقبلة، خصوصاً إذا ما كان التعامل العسكري مع إيران وارداً أو اذا كان التفلّت الأمني في سوريا سيأخذ اتجاهات خطيرة ما من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على الواقع السياسي العام.
لكنّ الأكيد أن كل التوترات السياسية الحاصلة ستكون سيدة الموقف من الآن وحتى الانتخابات النيابية المقبلة التي ستشهد نوعاً من إعادة تشكيل التوازنات السياسية الداخلية وقد تُعيد، بغضّ النظر عن نتائجها، الاستقرار النّسبي على الساحة اللبنانية خصوصاً إذا اتخذت الدول الغربية والاقليمية قراراً حاسماً بتهدئة الأوضاع في لبنان.
المصدر: خاص- "لبنان ٢٤"