تشهد تطبيقات المواعدة تحولًا كبيرًا مع بدء دمج روبوتات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في صياغة الرسائل، اختيار الصور، وكتابة الملفات الشخصية، مما يثير مخاوف بشأن تآكل المصداقية في التفاعلات عبر الإنترنت.

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم المواعدة

أعلنت Match Group، الشركة المالكة لمنصات مثل Tinder وHinge، عن زيادة استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ستطلق ميزات جديدة هذا الشهر لمساعدة المستخدمين في تحسين ظهورهم على التطبيق، وصياغة رسائل جذابة، وتقديم نصائح حول كيفية التفاعل مع الآخرين.

لكن هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، إذ يرى خبراء أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في بناء العلاقات العاطفية قد يزيد من مشكلات العزلة الاجتماعية، ويفقد المستخدمين مهارات التواصل الفعلية عند اللقاءات الحقيقية بعيدًا عن شاشاتهم.

مخاوف بشأن المصداقية والانعزال الاجتماعي

أحد أبرز التحديات التي تطرحها هذه التقنية هو صعوبة التمييز بين المستخدمين الحقيقيين وأولئك الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في تفاعلاتهم.

فيما قاد  د. لوك برانينج، محاضر في الأخلاقيات التطبيقية بجامعة ليدز، حملة تطالب بتنظيم هذه الميزة، مشيرًا إلى أن "استخدام التكنولوجيا لحل مشكلات اجتماعية سببها التكنولوجيا قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، وليس إصلاحها".

وأعرب عشرات الأكاديميين من بريطانيا، الولايات المتحدة، كندا وأوروبا عن قلقهم من أن التوسع السريع في ميزات الذكاء الاصطناعي على تطبيقات المواعدة قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الصحة العقلية والعزلة، إلى جانب تعزيز التحيزات العنصرية والجندرية الموجودة في الخوارزميات، مما يزيد من التحديات التي تواجه المستخدمين."

التحديات والفرص: هل الذكاء الاصطناعي حل أم مشكلة؟

يرى مؤيدو هذه التقنيات أنها قد تساعد في تخفيف الإرهاق الناتج عن التفاعل المطول مع التطبيقات، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة من "مساعدي المواعدة الافتراضيين" لصياغة رسائل فعالة دون الحاجة لقضاء ساعات في البحث عن العبارات المناسبة.

أحد الأمثلة البارزة هو ألكسندر جادان، مدير منتج، الذي قام ببرمجة روبوت ذكاء اصطناعي باستخدام ChatGPT للتواصل مع أكثر من 5000 امرأة على Tinder، ما أدى في النهاية إلى العثور على شريكته الحالية.

هل يجب فرض رقابة على الذكاء الاصطناعي في المواعدة؟

يرى برانينغ أن تطبيقات المواعدة يجب أن تخضع لرقابة مماثلة لتلك المفروضة على منصات التواصل الاجتماعي، قائلًا: "تستهدف تطبيقات المواعدة مشاعرنا الأكثر حميمية ورغباتنا العاطفية، لذا يجب أن تكون قيد رقابة تنظيمية أكثر صرامة."

من جهتها، أكدت Match Group أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيتم بطريقة "أخلاقية ومسؤولة مع مراعاة سلامة المستخدمين وثقتهم".

 بينما قالت Bumble إنها ترى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يعزز الأمان ويحسن التجربة، دون أن يحل محل التواصل البشري."

الخلاصة: إلى أين تتجه المواعدة الرقمية؟

مع وجود أكثر من 60.5 مليون مستخدم لتطبيقات المواعدة في الولايات المتحدة وحدها، و4.9 مليون مستخدم في المملكة المتحدة، بات السؤال الأهم هو: هل يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي في هذه المنصات إلى تسهيل بناء العلاقات، أم أنه سيؤدي إلى فقدان الثقة والارتباط العاطفي الحقيقي؟

بينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في تخفيف ضغوط المواعدة، فإن آخرين يحذرون من أنه قد يحول العلاقات العاطفية إلى تجربة غير واقعية، حيث يتحدث الجميع بنفس الأسلوب، ويصبح الصدق والتلقائية عملة نادرة في عالم المواعدة الرقمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تطبيقات المواعدة روبوتات الذكاء الاصطناعي المزيد الذکاء الاصطناعی فی تطبیقات المواعدة

إقرأ أيضاً:

عدسات الذكاء الاصطناعي تجربة تفاعلية جديدة من سناب شات

أبوظبي (الاتحاد) أطلقت سناب شات، صيغة إعلانية جديدة، وهي "عدسات الذكاء الاصطناعي المدفوعة" "Sponsored AI Lenses" تتيح للعلامات التجارية التفاعل مع المستخدمين عبر تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها.

وبحسب موقع "تك كرانش"، فإن هذه العدسات تتيح للمستخدمين التقاط صور سيلفي ليتم دمجهم في مشاهد مختلفة يتم إنشاؤها آليًا، ما يوفر تجربة إعلانية غير تقليدية وأكثر جذبًا مقارنة بالإعلانات العادية.

الخطوة الجديدة تعزز توجه سناب شات نحو تقديم محتوى تفاعلي أكثر تقدمًا، مما يفتح آفاقًا جديدة للعلامات التجارية في مجال التسويق الرقمي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كيف تشتغل؟
يقوم المستخدم بالتقاط صورة سيلفي، ومن ثم تحلل المنصة ملامحه لدمجه في مشاهد مولّدة بالذكاء وذلك بناءً على تعليمات محددة مسبقًا (prompt) ووضعية تصوير معيّنة، ليرى نفسه داخل مشاهد خيالية تم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يضيف بُعدًا تفاعليًا أكثر جاذبية.

وتوفر العدسة الواحدة حتى 10 تجارب تفاعلية متنوعة، يتم إنتاجها بناءً على أوامر مهيأة مسبقًا وتحليل دقيق لملامح وجه المستخدم.

أخبار ذات صلة عمر العلماء: صناعة المستقبل بعقول الكوادر الوطنية «قمة الطوارئ والأزمات» حلول مبتكرة وتعاون دولي مستدام

وكشفت سناب أن المستخدمين قضوا وقتًا أطول في التفاعل مع هذه العدسات مقارنة بالعدسات الإعلانية التقليدية.

على مدار العامين الماضيين، قامت سناب شات بتحسين تقنياتها التوليدية لتقديم محتوى عالي الجودة بسرعة وكفاءة. فعدسات الذكاء الاصطناعي الإعلانية تلغي الحاجة لتصميمات ثلاثية الأبعاد أو مؤثرات بصرية، وتستبدلها بقوالب تم إنشاؤها عبر الذكاء الاصطناعي، مما يُقلّل من أوقات الإنتاج بشكل كبير.

من أوائل العلامات التجارية التي استفادت من هذه التقنية كانت Tinder وUber.وهذا الإطلاق يُعد جزءًا من سلسلة من الابتكارات التي تقدمها سناب في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت الشهر الماضي أول عدسات فيديو بالذكاء الاصطناعي، وفي فبراير، كشفت عن نموذج لتحويل النص إلى صورة مخصص للأجهزة المحمولة، سيتم دمجه قريبًا في ميزات سناب شات. بالإضافة إلى ذلك، قدمت سناب شات "امتدادات الواقع المعزز" التي تتيح للمعلنين دمج العدسات والفلاتر مباشرة في جميع أشكال الإعلانات على المنصة، مثل الإعلانات الديناميكية وإعلانات المجموعة. ​

تسعى سناب شات من خلال هذه الابتكارات إلى تعزيز تجربة المستخدم وتوفير فرص جديدة للعلامات التجارية للتفاعل مع جمهورها بطرق مبتكرة وممتعة.

مقالات مشابهة

  • مسار جديد لقيادة الذكاء الاصطناعي في أوروبا
  • «معلومات الوزراء» يوضح تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
  • معلومات الوزراء يوضح تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
  • عدسات الذكاء الاصطناعي تجربة تفاعلية جديدة من سناب شات
  • أي دولة ستحسم سباق ريادة الذكاء الاصطناعي عالميًا؟
  • تحذير أممي: الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف خلال العقد المقبل
  • رفقاء افتراضيون: هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر العلاقات الإنسانية؟
  • الذكاء الاصطناعي يرصد مخالفات استخدام الهاتف في الأردن
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم العلاج النفسي: المعالج الروبوت في خدمتك الآن
  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي