رجّح خبراء يمنيون أن تتسبب تهديدات زعيم الحوثيين الأخيرة لإسرائيل بمواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة.

 

وأطلق زعيم ميليشيا الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، تهديدا توعد من خلاله بعودة استهداف خطوط الملاحة الدولية وسفن الشحن التجارية المرتبطة بإسرائيل.

 

وحدّد عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز له أمس الجمعة، مهلة من 4 أيام، طالب فيها الحكومة الإسرائيلية بفتح جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، والسماح للمساعدات الإنسانية الغذائية والطبية بالوصول إلى أبناء القطاع، وأشار إلى أنه في حال استمرار الإغلاق بعد المهلة المحددة، ستستأنف قواته استهداف عبور الناقلات البحرية.

 

وتأتي نبرة التصعيد الحوثية عقب أيام من دخول القرار الأمريكي بتصنيفها "منظمة إرهابية أجنبية" حيز التنفيذ، وبعد ساعات فقط من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الموجهة إلى إيران، والتي لوّح فيها باللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل المسار السياسي مع طهران لضمان عدم امتلاكها سلاحا نوويا.

 

هذه المهلة موجهة بشكل مباشر لإسرائيل، وربما تبدو غير مرتبطة بالولايات المتحدة، ومع ذلك قد تقود أي عمليات بحرية جديدة للحوثيين إلى عودة الصراع مجددا إلى المنطقة، وتستدعي القوات الأمريكية للمواجهة مرة أخرى، لحماية المصالح البحرية وضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر.

 

ويرى سياسيون ومراقبون يمنيون أن "هذه التطورات تشير إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية، والحوثيين، وترجّح تعجيل اندلاع مواجهات مباشرة بين الجانبين، قد تختلف هذه المرة عن المواجهات السابقة، كونها تأتي في ظل إدارة دونالد ترامب للبيت الأبيض.

   

وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليا فياض النعمان، يشير إلى أن "التصعيد الأخير لميليشيا الحوثيين الإرهابية وتهديداتها باستئناف الهجمات ضد الملاحة الدولية تحت ذريعة دعم غزة والدعم الإنساني، تكشف بوضوح دورها كأداة لتنفيذ أجندات إيرانية في المنطقة، وليس كما تدعي دعم القضية الفلسطينية، والذي يأتي بعد ان أعلنت الادارة الأمريكية استراتيجيتها الجديدة ضد النظام الإيراني وأدواتها في المنطقة".

 

ويرى النعمان، خلال حديثه أن "المهلة التي حددها زعيم ميليشيا الحوثيين، لدخول المساعدات إلى غزة والتي تنتهي خلال أيام، ليست سوى محاولة لفرض واقع سياسي وعسكري جديد، في محاولة لاستغلال حالة التوتر الإقليمي والتغيرات في المشهد الأمريكي مع عودة الرئيس الأمريكي ترامب للرئاسة الأمريكية". 

 

وتابع النعمان: "الميليشيا الحوثية، تُدرك جيدا أن الإدارة الأمريكية الحالية قد تتخذ نهجا أكثر صرامة ضدها، وهو ما قد يضعها أمام مواجهة غير مسبوقة مع واشنطن وخاصة بعد قرار تصنيف الجماعة الحوثية منظمة إرهابية أجنبية".

 

ويتوقع النعمان أنه "إذا قررت الميليشيا الإرهابية الحوثية تنفيذ تهديداتها واستئناف الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، فإن الرد الأمريكي لن يكون كسابقه"، لافتا إلى أن "الرئيس ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى، كان أكثر حزما في التعامل مع التهديدات الإيرانية".

 

وبناءً على ذلك، يُرجّح المسؤول اليمني أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض "قد تعني ضربات عسكرية أمريكية مباشرة ضد مواقع حوثية استراتيجية، واستهداف قيادات الميليشيا بشكل مباشر عسكريا واقتصاديا، وليس فقط الاكتفاء بالردع الدفاعي كما حدث في الأشهر الماضية في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن".

 

ونوه النعمان في ختام حديثه، إلى أن "ميليشيا الحوثيين تلعب بالنار، وإذا دخلت في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، فسيكون الثمن هذه المرة أكبر بكثير مما تتوقع".

 

وأضاف: "قد يؤدي ذلك إلى تحجيم قوة الحوثيين العسكرية بشكل جذري وفرض واقع جديد في مناطق سيطرتهم، وخاصة تلك المناطق الاستراتيجية التي تستغلها الميليشيا كمنصات عسكرية في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة، لاستهداف خطوط الملاحة الدولية والسفن التجارية".

 

وبدوره، قال الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية عدنان الجبرني: "يريد الحوثي من عودة حضوره العسكري، تأكيد دوره المرتبط بغزة واستمراريته كرأس حربة في ظل ظروف مرتبكة تمر بها طهران وحزب الله، وبقية أركان المحور، في الوقت الذي احتفظ فيه الحوثي بجاهزيته وقدراته".

 

ويرى الجبرني أن "هناك إصرارا من قبل طهران على إثبات عدم وفاة "محور المقاومة" وإنعاش ساحاته بصور مختلفة، من خلال مشاهد تشييع جثمان الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، من أجل إنعاش الروح المعنوية، بالإضافة إلى إعادة تفعيل ساحة سوريا من خلال تحريك أذرعها هناك، وأخيرًا إعلان الحوثي".

 

وبيّن الجبرني، في سياق حديثه لـ"إرم نيوز": "لذلك نحن أمام حالة إنعاش للمحور بإصرار مباشر من المرشد الإيراني علي خامنئي نفسه، وإن كان ذلك بمسارات شبه منفصلة وأشكال مختلفة لاستعادة التوازن والسعي للتعافي، وكذلك من أجل إبقاء أذرع المحور كورقة حية على طاولة التفاوض مع ترامب".

 

وأضاف الجبرني: "من جانب آخر يأتي إعلان زعيم الحوثيين، لتأكيد حرصه على ربط جماعته بشكل أعمق بالقضية الفلسطينية، كرافعة توفر له مساحة حضور يطمح لها، علاوةً على التزامه بطبيعة دوره داخل المحور".

 

وذكر الجبرني: "لا يمكن إغفال أن الحوثي ربما يستشعر ضربة عسكرية أمريكية وشيكة ضده، خصوصا عقب تصنيفه منظمة إرهابية، ومن ثم يريد استعجال ما هو متوقع حصوله، بينما هو في غمرة انخراطه المرتبط بغزة كأفضل استثمار للمزايا التي توفرها قضية غزة".

 

 وقال المحلل السياسي أحمد عايض: "لطالما مثّلت معركة البحر الأحمر وقضية غزة والحرب التي كانت عليها، فرصة ذهبية للميليشيا الحوثية في اليمن، لإظهار مواقفها على أنها الداعم الرئيس للقضية الفلسطينية".

 

وتابع عايض، في حديثه لـ"إرم نيوز": "من خلال هذه الشماعة، ظلت ميليشيا الحوثيين قرابة 15 شهرا وهي تستثمرها، من خلال عمليات الحشد والتدريب والتأهيل العسكري لمقاتليها باسم نصرة غزة، وفي الواقع انعكست تلك الدفعات العسكرية بعد وقف الحرب في غزة، من خلال قيامها بدفع خريجي تلك الدفعات ممن تم تدريبهم باسم الدفاع عن غزة، إلى الجبهات الداخلية كمأرب وتعز".

 

وأشار عايض إلى أن "الكل سينتظر وسيترقب وعيد الحوثيين، وما إذا كانوا سيقومون بتوجيه ضربة عسكرية ذات فاعلية حقيقية سترغم إسرائيل على فتح المعابر، أم ستكون كبقيه الضربات السابقة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع". 

 

ويرى عايض أن "الضجيج الإعلامي للحوثيين في اليمن مع بقية المحور الشيعي، أكثر ضجة من حقيقة الضربات والاستهدافات للداخل الإسرائيلي".

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: میلیشیا الحوثیین من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

بلغة الأرقام والميدان: أمريكا فشلت في ردع اليمن خلال 6 أسابيع من العدوان

 

 

في خطاب الخميس الأسبوعي، كشف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن ست عشرة عملية عسكرية نفذتها القوات المسلحة اليمنية خلال الأسبوع المنصرم، سبع باتجاه عمق العدو الإسرائيلي آخرها حتى كتابة هذا المقال، عمليتان باتجاه يافا وحيفا المحتلتين، توازيها تسع عمليات اشتباك استمر بعضها لساعات بين القوات اليمنية وقوات البحرية الأمريكية ممثلة بحاملتَي الطائرات “هاري ترومان” و”كارل فينسون” والقطع الحربية المرافقة لهما، وكشف ساخراً أن حاملة الطائرات “فينسون” التي وصلت مؤخراً إلى أقاصي البحر العربي، باتت تتدرب على الهرب”.
وكان السيد القائد قد كشف في خطاب الخميس قبل الماضي -أي بعد مرور شهر على العدوان الأمريكي -عن 78 عملية نفذتها القوات المسلحة اليمنية باتجاه العمق الفلسطيني المحتل، وضمن التصدي للعدوان الأمريكي في البحر، وبهذا نكون أمام 94 عملية عسكرية يمنية في البحر وعمق العدو الإسرائيلي، بمعدل يتراوح بين عمليتين إلى ثلاث كل يوم.
هذه العمليات ليست مجرد أرقام استعراضية، إذ إن هذه الحصيلة تحمل كثيراً من المعاني والدلالات والرسائل على مستويات عدة، وتجيب عن كثير من التساؤلات في ما يخصّ القدرات، والإرادة والقرار على المستوى اليمني. وفي المقابل، عن جدوى حملة الضغوط الأمريكية العدوانية القصوى التي تجاوزت 1200 غارة وقصف بحري على المستوى العسكري، إضافة إلى ما سبق من قرارات سياسية كيدية بالتصنيف بالإرهاب، وما صاحبها من عقوبات اقتصادية، وعقاب جماعي للشعب اليمني وآخرها استهداف ميناء رأس عيسى النفطي الذي يمثل شرياناً حيوياً لأكثر من 80% من سكان اليمن يتجاوز عددهم 30 مليون نسمة.
كيف استطاع اليمن الصمود والتصدي للعدوان الأمريكي؟
على المستوى الوطني، فإن استمرار العمليات اليمنية في التصدي للعدوان الأمريكي المساند لـ “إسرائيل” واستمرارها أيضاً في إسناد غزة وبهذا التصاعد الملحوظ ( 94 عملية خلال 40 يوماً) يعكس حكمة القيادة في إدارة المعركة، وإدارة القدرات، وتجسد صلابة استثنائية في المضي في قرار الإسناد لغزة والتصدي للعدوان الأمريكي مهما بلغت التحديات ومن دون تراجع، وهذا الأمر يمثل ترجمة عملية لما سبق، وأكد عليه السيد عبد الملك والرئيس مهدي المشاط، والقوات المسلحة اليمنية في أكثر من خطاب وبيان بأنه “لا يمكن التراجع قيد أنملة” و”وقف العمليات اليمنية”، ما لم يتوقف العدوان والحصار على غزة، هذا أولاً.
ثانياً، على مستوى القدرات والتطوير: إن تصاعد العمليات اليمنية الإسنادية والدفاعية في البر والبحر والجو، يؤكد حقيقة أن القدرات اليمنية لم تتضرر نتيجة الضربات الأمريكية المكثفة في جولتها العدوانية الثانية كما لم تتضرر في الجولة العدوانية الأولى، بدليل أن العمليات اليمنية نفذت بأكثر من 205 ما بين صاروخ فرط صوتي وباليستي ومجنّح وطائرة مسيّرة، خلال أربعين يوماً فقط حتى تاريخ كتابة هذا المقال وفق أرقام رسمية قدمها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الخميس الماضي وقبل الماضي، هذا الرقم يؤكد أن المخزون الاستراتيجي لليمن لم يتأثر، وأن قدراته لا تزال بألف خير، ويعني في المقابل فشل الأمريكي في الحدّ من قدرات اليمن أو التأثير عليها.
إن استمرار العدوان الأمريكي وطول أمده يمكّن اليمن من تطوير قدراته أكثر، وامتلاك تقنيات أسلحة أكثر تطوراً ودقة، وسبق أن كشف الرئيس مهدي المشاط خلال الاجتماع الاستثنائي لمجلس الدفاع الوطني أن القوات المسلحة استطاعت في ظرف قياسي أن تتجاوز منظومة الاعتراض الأمريكية “الكهرومغناطيسية” التي كانت واشنطن تخوّف بها الصين وروسيا، وبالفعل وصلت صواريخ اليمن مجدداً إلى حيفا المحتلة في خطوة شكّلت مفاجأة للكيان الصهيوني، وتم تحييد “ترومان” منذ بداية المعركة، وبات اليمن يملك قدرة الكشف عن “طائرة B2» الأمريكية. وتمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط 7 طائرات MQ9 في عهد ترامب، وتكبيد البنتاغون خسارة تقدر بـ 210 ملايين دولار، وهي أكبر خسارة له في الحملة العدوانية وفق وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، مضاف إليها 14 طائرة استطلاع مسلحة خلال الجولة العدوانية السابقة في فترة بايدن، ليبلغ العدد الإجمالي لطائرات MQ9 التي أسقطها اليمن 22 طائرة، وهذه الحصيلة تعد سابقة لا نظير لها في تاريخ الحروب وباعتراف خبراء ومحللين أمريكيين.
الأمر الثالث: أثبتت القدرات اليمنية قدرة عالية على التكيف مع كل موجات العدوان، وتفادي الخسائر لتكون في الحدود الدنيا، وأثبتت أيضاً قدرة عالية على التكتيك، والتطوير والإبداع.
الأمر الرابع، أظهر الشعب اليمني بخروجه المليوني كل أسبوع وصموده الأسطوري، قدرة عالية على التكيف والصمود، وتجاوز الصدمة والضغوط العسكرية والاقتصادية وغيرها، وتبخرت أمام وعيه وبصيرته وصلابته كل حملات الترويع والتخويف والتضليل، ومثل عاملاً مهماً في نجاح المعركة على مدى عشر سنوات، منذ 2015 وإلى اليوم ونحن في العام 2025، ومن يكذب هذه الحقيقة عليه أن يتابع تصريحات المتظاهرين على امتداد الساحة الوطنية، وتصريحات جرحى العدوان الأمريكي، وأقارب الشهداء عقب كل جريمة يرتكبها العدو الأمريكي، ليدرك أن العدوان لا يزيد الشعب إلا سخطاً وكراهية لأمريكا، وإصراراً على مواجهتها، والتفافاً حول القيادة والقوات المسلحة.
ما الذي حققته إدارة ترامب؟
من الواضح أن أمريكا واصلت عدوانها من الجو والبحر خلال ستة أسابيع، لكنها لم تحقق أهدافها ولا تزال تبدد أموال دافعي الضرائب وتحرق أوراقها وسمعة سلاحها، في معركة إسنادها لـ “إسرائيل”، ومن دون أي مقابل. وهنا، من المهم أن نلفت إلى خسائرها على المستوى المالي، إذ لامست، وفق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، 2 مليار دولار، وباتت واشنطن وفقاً للصحيفة نفسها أمام خيارات صعبة بين الاستمرار في نزيف الخسائر من دون طائل، وبين الانسحاب وبالتالي الهزيمة. وباعتقادي أن النتيجة ستكون الهزيمة في كلا الخيارين، مع أن الانسحاب أفضل لناحية أنه سيوفر على واشنطن نزيف مزيد من الخسائر بلا طائل، خصوصاً أنها تقاتل بالنيابة عن “إسرائيل” من دون مقابل.
المسألة الثانية، أن إدارة ترامب أمام مأزق قانوني، ذلك أنها تجاوزت القانون والدستور الأمريكي وذهبت في قرار العدوان على اليمن وإسناد “إسرائيل” من الرجوع إلى المؤسسات التشريعية في أمريكا، وباتت تحت المساءلة القانونية ورسالة ترامب إلى الكونغرس مؤخراً تعكس هذا المأزق، وسيسأل عن الأموال التي بددتها في حرب بلا جدوى، وحرب لم يكن لها أي مبرر، ولم يكن هناك أي تهديد يمني لمصالح أمريكا لولا أنها اعتدت على اليمن، وحاولت منع موقفه الأخلاقي لوقف الإبادة والتجويع في غزة.
المسألة الرابعة، أن الإدارة الأمريكية تعيش حالة من الفشل والتخبط، وبات كثير من المراقبين يجمعون على فشلها في تحقيق الأهداف والعناوين التي رفعتها إدارة ترامب، ويتأكد لغالبيتهم بمن فيهم أمريكيون، أن الحملة العدوانية جاءت في الأساس استجابة لأزمة ملاحة العدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، واستجابة لنداء استغاثة إسرائيلية، خصوصاً أن الحملة منذ البداية تزامنت بعد أن قرر اليمن استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية عبر منطقة العمليات المعلنة، رداً على الجولة التصعيدية الثانية للعدو الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم وضوء أخضر من إدارة ترامب.
كما أن إدارة ترامب التي حددت -بناء على وهم القوة والردع – هامشاً زمنياً ضيقاً لحملتها العدوانية على اليمن، قد لا يتجاوز “أسابيع”، باتت اليوم بعد مرور أربعين يوماً، مطوّقة أكثر من أي وقت مضى بأسئلة ومساءلات صحفية وقانونية ملحّة ومحرجة عن أسباب العدوان على اليمن، وشرعية وقانونية اتخاذ قرار الحرب على اليمن، وأفقه ونتائجه؟ حتى إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كثير من لقاءاته العلنية وتصريحاته لم يعد يتطرق إلى اليمن، لأنه لا يملك إجابة مقنعة وصورة نصر يمكن تقديمها للرأي العام الأمريكي.
وفيما يستمر العدوان الأمريكي على اليمن، تتصاعد الخسائر ونفقات الحرب المرتبطة بتشغيل وتحريك حاملات الطائرات من المحيط الهادئ، وإرسال قاذفات الـ B2 الاستراتيجية من المحيط الهندي، وإطلاق صواريخ الاعتراض التي تتراوح كلفتها بين 1-4 مليون دولار، وخسارة 7 طائرات MQ9 بقيمة 210 ملايين دولار. وبموازاة هذه الخسائر، تتعاظم المخاوف من استنزاف ذخائر البنتاجون الاستراتيجية عالية الكلفة، قليلة المخزون، قد تحتاجها واشنطن في أي حرب مقبلة مع الصين.
ترامب نفسه في تناقض عجيب على المستوى الشخصي، ففيما يدّعي أنه “رجل سلام” ويسعى للحصول على “جائزة نوبل للسلام”، فإنه يدعم ويشجع العدو الإسرائيلي على مواصلة جرائم الإبادة والتجويع في غزة، ويعلن عدواناً غاشماً وغير مبرر على اليمن على خلفية الموقف اليمني الإنساني الأخلاقي المساند لغزة والمطالب بوقف الحصار والتجويع وجرائم الإبادة والتهجير لسكانها. إن سلوك ترامب في دعم الإبادة الصهيونية لسكان غزة، وعدوانه على اليمن يثبت أن “تصريحاته جوفاء”، كما عبّر عن ذلك عدد من أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم إلى وزير الحرب هيغسث يطالبون بإيضاحات عن عشرات المدنيين أزهقت أرواحهم في العدوان الأمريكي على اليمن.
ما لا يمكن إنكاره من الإنجازات الأمريكية في الحملة العدوانية على اليمن، أنها ضاعفت رصيدها الإجرامي الحافل، بقتلها عمال ميناء رأس عيسى ومسعفيهم، واستهدافها ميناءً مدنياً يمثل مصالح الشعب اليمني، واستهدفت سوقاً شعبية في العاصمة صنعاء، وأحياء سكنية وأعياناً مدنية، ووسعت بجرائمها دائرة السخط على امتداد الجغرافيا اليمنية. وفي المحصلة، لن تجني أكثر مما جنته إدارة بايدن التي عيرتها بالفشل، وعلى أمريكا بدلاً من الضغط العدواني والعبثي على اليمن، أن تضغط على “إسرائيل” ومفتاح الحل في غزة، بوقف العدوان ورفع الحصار عنها، وإلا فإن العمليات اليمنية في إسناد غزة والتصدي للعدوان الأمريكي لن تتوقف، وهذا موقف اليمنيين، قيادة وشعباً وقوات مسلحة، ولا تراجع عنه مهما بلغ العدوان وطال أمده.

مقالات مشابهة

  • مارك كارني يفوز بالانتخابات الكندية ويتعهد بالحفاظ على سيادة بلاده بمواجهة ترامب
  • أول مائة يوم من حكم ترامب.. الرئيس الأمريكي يدمر السياسات العالمية
  • بلغة الأرقام والميدان: أمريكا فشلت في ردع اليمن خلال 6 أسابيع من العدوان
  • تحليل.. هكذا تغلب بوتين على عدد كبير من رؤساء أمريكا آخرهم ترامب
  • خلال لقائه السفير الأمريكي.. العليمي: إنهاء خطر الحوثيين على الملاحة مرهون باستعادة الدولة اليمنية
  • جماعة الحوثي تتهم أمريكا بالتسبب في تسرب نفطي هائل بالبحر الأحمر
  • أكبر طائرة بالعالم.. دعم لطاقة الرياح بمواجهة التحديات السياسية
  • بعد تصريحات إعاقة الحوثي لخطة ترامب.. الجيش الأمريكي ينشر 4 مقاطع فيديو
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • الرئيس الأمريكي وزوجته يغادران روما عائدين إلى واشنطن