لبنان ٢٤:
2025-04-10@05:20:49 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

عاش الجنوب، في ساعةٍ متقدمة من مساء أمس، أجواءَ الحرب التي كانت سائدة قبل وقفِ إطلاق النار.

قرابة الثلاثون غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، في رسالةٍ بالنار واضحة، مفادها أنه بالنسبة إلى إسرائيل، جنوب الليطاني وشمال الليطاني سواء، ولا تمييز سوى في أذهان البعض، وليس لدى إسرائيل التي تعتبر ان ورقةَ أتفاقِ وقف النار لا تحددُ جنوب الليطاني فقط ، ومَن يتمسك بهذه القراءة، "هي مشكلته".



واليوم أغارت إسرائيل على موقع في خربة سلم ما أدى إلى سقوط مواطنٍ قالت إنه من حزب الله. 

في السياق ذاته، ترقبٌ لِما سيقوله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مساء غد. 

في سوريا، في اليوم الثالث على أحداث الساحل السوري، لم تعد كلمةُ معارك تنطبق على ما يجري، فالطرفُ الثاني في المواجهات: المجموعات التابعة لنظام الأسد، انكفأ بعدما سيطرت قواتُ النظام، لكن عمليةَ السيطرة لم تحدث من دون انتهاكاتٍ وإعداماتٍ طاولت المئات.

وزارة الدفاع السورية وإدارة الأمن العام  قالتا اليوم إنهما تحاولان استعادةَ الهدوء والنظام ومنعَ أي انتهاكاتٍ ضد المدنيين في المنطقة الساحلية. وأقر مسؤولون سوريون بوقوع "انتهاكات" خلال العملية، وألقوا باللوم فيها على حشود غير منظمة من المدنيين والمقاتلين الذين سعوا إما إلى دعم قوات الأمن الرسمية أو ارتكابِ جرائم وسط فوضى القتال.

وقال مصدر في وزارة الدفاع لوسائل إعلام رسمية إنه جرى إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل وذلك لضبطِ المخالفات ومنعِ التجاوزات وعودةِ الاستقرار تدريجيا إلى المنطقة. فيما الصليب الأحمر في سوريا طالب بوصولٍ آمن للمسعفين إلى مناطق المواجهات.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

ارتفاع ملحوظ سجله مقياس العدوانية الاسرائيلية ازاء لبنان خلال هذين اليومين. فبعد اقتحام مئات المستوطنين برعاية جيشهم لقبر الشيخ العبّاد الواقع داخل الأراضي اللبنانية حيث أمضوا نهارهم هناك بالأمس جاءت الغارات العنيفة التي نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي ليلاً على عدد من المناطق في الجنوب.

أما اليوم فسجلت الاعتداءات غارة من مسيّرة على سيارة بين خربة سلم والصوانة ما أدى الى سقوط شهيد وجريح. أضف الى كل هذه الانتهاكات توسيع قوات العدو المنطقة الحدودية المحتلة وتجاوُزَها النقاط الخمس عبر إنشاء مناطق عازلة تمتد مئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية وقد رصدت الـ NBN هذه القوات وهي تعمل على تغيير المعالم وقضم مساحاتٍ حرجية وطرقات وتلال كما تمنع السكان من العودة الى بلداتهم والوصول الى منازلهم وأرزاقهم وتَحُولُ دون التنقل الآمن للمواطنين على بعض الطرقات .... هذا التمادي هو بمثابة أوسعِ استباحةٍ للسيادة اللبنانية واكبرِ انتهاكٍ لاتفاق وقف اطلاق النار وهو برسم رُعاة هذا الاتفاق ولجنة المراقبة الخماسية والمجتمع الدولي الذين بات المطلوب منهم أفعالاً لا أقوالاً.

في سوريا كانت الأفعال دمويةً خلال اليومين الأخيرين .... صحيح ان الهدوء الحذر عاد اليوم الى مدن الساحل لكن الصحيح أن المواجهات تخللتها مجازر ذات صبغة طائفية يَنْدَى لها الجبين وطالت سكان قرى عدة في أرياف اللاذقية وطرطوس وغيرهما وشارك في ارتكابها مسلحون متشددون من دول بعيدة. وقد اعترفت السلطات السورية بهذه المجازر بطريقة غير مباشرة قائلة إنها ناجمة عن أخطاء فردية .... وعلى الموجة نفسها قال الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إن على قوى الأمن عدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل.

في قطاع غزة المبالغة الاسرائيلية في التهديدات على حالها. وبحسب وسائل الاعلام العبرية فإن المستوى السياسي طلب من الجيش الاستعداد للانتقال الى القتال في غضون أيام أو أسابيع لكن هذا التوجه يواجه عقباتٍ ومصاعبَ على ما اكد محللون وخبراء صهاينة.
مصاعب من نوع آخر تواجه المفاوضات غير المباشرة بين العدو الاسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية بوساطة اميركية وقطرية ومصرية.
لكن القاهرة - التي تستقبل حالياً وفداً من حركة حماس - اكدت ان اتصالات مكثفة تجري من اجل توفير الضمانات اللازمة للانتقال الى المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار.

مقدمة تلفزيون "المنار"

عدوان صهيوني متواصل وغارات وارتقاء شهداء، ولا من يرتقي بالموقف الوطني إلى حد لجم هذا العدو بأي طريقة اراد. خلف الدولة أعلنت المقاومة وأهلها الوقوف، على ان الموقف الصهيوني المتمادي والخطير لم يغير شيئاً من أداء الدولة اللبنانية.

غارات ليلية هي الأعنف منذ وقف اطلاق النار على قرى جنوبية، وغارة صباحية استهدفت سيارة قرب خربة سلم أدت لارتقاء شهيد، وما زلنا نعوّل على لجنة خماسية وشكوى أممية، بل يعمل البعض للتبرير للإسرائيلي فعله وعدوانه. حتى هؤلاء لم تُحرّكهم زيارات المستوطنين الدينية الى مقامات مزعومة داخل الأراضي اللبنانية.. فاين السيادة والسياديون؟

انها ذروة فشل اللجنة الخماسية والحلول الدبلوماسية الكاذبة بحسب رئيس الجمهورية الأسبق العماد اميل لحود، في حين أن المنطق السيادي كما شرعة الأمم المتحدة يمنحان اللبنانيين حق الدفاع عن النفس – كما قال ..

بعنوان الدفاع عن النفس يتحرك اهل الساحل السوري الواقعون تحت حرب تصفية عرقية ومذهبية كما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان – المعارض لحكومات النظام السابق على الدوام. فمن أدخل سوريا وشعبها بهذه الدوامة؟ وأين شعارات الحكم الجديد عن وحدة البلاد واحترام التعددية وحقوق الأقليات؟ وأين رعاته الاقليميون والدوليون؟ وأين كل المنظمات الدولية من هذه المذبحة الحقيقية؟

في الحقيقة الغزاوية ان المقاومة وأهلها عند تعهداتهم تجاه اتفاقية وقف اطلاق النار الذي يخرقه المحتل وسيده الأميركي ويعملان على تهديمه، فيما يد الفلسطينيين بالمقابل على الزناد، وهم مستعدون المواجهة كل الاحتمالات.

اما الشعب اليمني الحامل هم إخوته الفلسطينيين وقضيتهم، فقد امهل عبر قائده السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي العدو الصهيوني وسيده الأميركي أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة والسماح بإدخال المساعدات، وإلا عاودت القوات اليمنية فرض الحصار البحري على الاحتلال.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

الواقعُ اللبناني مقسومٌ راهناً بين مشهدَين:
المشهد الاول: احتلالٌ اسرائيلي مستدام، خروقاتٌ يوميةٌ للسيادة، خطرٌ داهمٌ بفعل الاحداث السورية، ركودٌ اقتصاديٌّ مستمر، وانهيارٌ ماليٌّ مكرَّس.
والمشهد الثاني: تحرّكٌ خجولٌ في ملف الجنوب، شبهُ تجاهلٍ للوضع في سوريا، واقرارٌ بمرسوم لموازنة نجيب ميقاتي اللاإصلاحية، المرهِقةِ للناس بالرسوم.

أما بين المشهدَين، فإحباطٌ شعبيٌّ يتنامى، وخيبةُ أملٍ تكبُرُ يوماً بعد يوم، في مقابل الوعودِ الفضفاضة، التي توحي المؤشراتُ الأولية بأنها لن تكون قابلةً للتحقيق. فتشكيلُ الحكومة لم يكن إنجازاً، خصوصاً بالشكل الذي رست عليه.

وبتُّ التعيينات لملء الشواغر لن يكون إنجازاً، بل شأنٌ روتينيٌّ يحدث في مستهل كلِّ عهدٍ رئاسي، ويدخل في صلبِ صلاحيات كلِّ حكومةٍ وواجباتِها. فالمطلوبُ من الحكم الحالي اكبرُ من كل ذلك بكثير، وحجمُه من حجم كل الشعارات التي رُفِعت منذ تشرين الاول 2019. أما اذا كان كلُّ الهدفِ اليوم هو العودة الى ما قبل 17 تشرين الذي اطاح بالدولة، فلماذا دمّرنا ما كان قائماً، وحطّمنا ما كان يمكن البناءُ عليه، طالما تحقيقُ الاهداف الكبرى حالياً ليس متاحاً، تماماً كما أسرَّ مسؤولٌ كبير إلى أحد النواب الذين سألوه عن سبب عدمِ فتحِ باب الموازنة على مصراعَيه لإقرارها إصلاحيةً تستقطب ثقة اللبنانيين والعالم، المتوثّب لدعم  لبنان، في مرحلة ما بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

من الجنوب الى ايران: الهدوء الحذر سيد الموقف. فاسرائيل تواصل تهديداتها كلاميا، واعتداءاتِها عمليا... بنيامين نتنانياهو يقرع طبول الحرب من جديد ، معلنا انه يستعد للحرب المقبلة وانه سيحارب بقوة على سبع جبهات. بالتوازي واصلت القوات الاسرائيلية اعتداءاتها جنوبا، فاستهدفت مواطنين في بلدة خربة سلم ، زعمت اسرائيل ان احدَهما عنصرٌ في حزب الله ، يعمل على اعمار بنية تحتية لمصلحة انشطة الحزب في الجنوب.

في هذا الوقت رد الامام الخامنئي على الرسالة التي ذكر الرئيس الاميركي انه بعث بها الى ايران ، فاكد ان طهران ليست في وارد القبول بالمطالب الاميركية ، وانها لن تتفاوض تحت ضغط اي دولة تمارس البلطجة.  فهل تفعلها ايران وتواصل سياسة َ الرفض حتى النهاية ، ام انها تمارس كالعادة سياسة حافة الهاوية ، و سترضخ في اللحظة الاخيرة للمطالب الاميركية ، فـتـُنـقـذ رأسَها الموضوع على المقصلة ، بعدما خسرت معظم اذرعتها في المنطقة؟

مقدمة تلفزيون "الجديد"

في فصلِه الاول اهتزَّ عرشُ النظامِ في سوريا واستعادت هيئةُ تحريرِ الشام بعضَ ماضيها لكنَّ الرئيس احمد الشرع الذي خاصَمَ الماضي لم يعمِّمْ هذه الخصومةَ على كاملِ فصائلِه.. فوقَعَت عملياتُ القتلِ والتنكيلِ والتصفيات في اسوأِ صُوَرِها منذ الاطاحةِ بنظام الاسد عائلاتٌ بأكملها تمّت تصفيتُها, شبابٌ هَرَب الى الأوديةِ والبساتين.. واستغاثاتٌ عبر وسائلِ التواصلِ الاجتماعي للواقِعين تحت الخطرِ من الطائفةِ العلوية في الساحل السوري ومنذُ بَدءِ حلَقةِ النار فإنَّ الادارةَ السورية تَتهم فلولَ نظامِ الاسد بافتعالِ الصراع وتتوعَّدُ بالسيطرة والمحاسبة، فيما تُظهِرُ مشاهدُ العنفِ أنَّ ما يجري في المدن الساحلية تنفذُه مجموعاتٌ مسلحة تحملُ السَّحنةَ نفسَها لميليشات التطرفِ وقطعِ الرؤوس وفي سياق ردِّها تحدثتِ الادارةُ السورية عن مجموعاتٍ غيرِ منضبطة، لكنها قالت إنَّ قواتِها حَققت تقدماً ميدانياً أعادت فيه السيطرةَ على مناطقَ شهِدت اعتداءاتٍ غادرة على الأمنِ العام، وأضافت أنها نَفذت عملياتِ تطويقٍ مُحْكَمة ضَيَّقَت فيها الخِناقَ على ما تبَقَّى من عناصرِ "الفلول" وأكدت وَزارةُ الدفاع السورية أنَّ الأوضاعَ في منطقةِ الساحل أصبحت تحت السيطرةِ الكاملة، مشيرةً إلى أنّ قواتِها تواصلُ التعاملَ مع ما تبَقَّى من بؤرٍ للمجرمين وتقومُ بتسليمِ المتورطينَ إلى الجهاتِ المختصة وأصدرت أمراً مَنعت فيه الاقترابَ من أيِّ منزلٍ أو التعرضَ لأيِّ شخصٍ داخلَ منزلِه إلا وَفقَ توجيهاتِ ضباطِ الجيش لكلٍّ روايتُه عن سَيَلانِ الدَّمِ المستجِد, لكنَّ سوريا أُثْخِنت من الرواياتِ الدموية التي تأتيها في كلِّ مرةٍ معَ رُعاتِها الإقليميين والدوليين فالبلدُ الذي يكادُ ينعمُ بمرحلةِ ما بعدَ نظامِ الاسد وَجَد سكانُ ساحلِه أنهم وُضِعوا على حدِّ السيف وفي قلب حربٍ اعتَقَدوا بأنها أصبحت وراءَهم وحدَها اسرائيل تراقِبُ المشهدَ بغِبطةٍ وحُبور وقد تتطوعُ للحماية كحالِ حمايتِها دروزَ الجَولان واحتلالِها مناطقَ واسعةً من الجنوب السوري وحِيالَ هذا الخطرِ دعا شيخُ عقلِ طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حِكمَت الهَجَري إلى وقفِ العملياتِ العسكرية في الساحل السوري، معربًا عن رفضِه القتلَ الممنهج وناشد الجميعَ الاحتكامَ إلى القانونِ والأصولِ والأعرافِ الدولية، التي تَمنعُ قتلَ الأبرياءِ والمدنيين، والمذنِبُ يحاسَبُ تحتَ مِظلةِ القانونِ والقضاءِ والعدل، بعيداً عن لغةِ العنفِ والانتقام. على السواحلِ السياسيةِ اللبنانية.. الوطنُ غارِقٌ في سيول التعييناتِ من دون حسمِها مداولاتٌ خلفَ الجدرانِ في الأسماءِ المقتَرَحة، صمتٌ رسمي عن كلِّ ما عداها من قضايا مُلِحة واهمُّها الخروقاتُ الاسرائيلية التي باتت يوميةً ل‍لبنان ولا شيءَ سيتحركُ لبنانياً قبل استطلاعِ الأجواءِ الأميركية الأُسبوعَ المقبل، فيما لفَتَ أنَّ الرئيس دونالد ترامب اختار اميركياً من أصلٍ لبناني سفيراً جديداً في بيروت، ميشال عيسى رجلُ أعمالٍ وخبيرٌ ماليّ، اللاعبُ المتمرِّسُ في رياضة الغولف سيلعبُ مع اللبنانيين "رياضة ترامب" بما لها من قواعدَ ومعاييرَ جديدةٍ في الشرق الاوسط غيرَ أنَّ التعييناتِ ستكون قد سَلكت طريقَها الى الإدارا ت قبل تسلُّمِ عيسى مَهامَّه , ومن المتوقع ان تَشهدَ مناقشاتُ التعييناتِ بقطاعاتِها كافةً على سخونةٍ سياسية تَشتدُّ وتيرتُها عند تقاطُعِ المُتحف - الأمن العام. ومن خارج أصولِ التعيين وأَعرافِه والخاضِعِ بعضُها لهيئاتِ الرقابةِ والتفتيشِ ومجلسِ الخِدمة المدنية، فإنَّ رئيسَ مجلس النواب نبيه بري دَخَل الى التعيينات شريكاً مضارِباً مقترِحاً أسماءً من خزائنِ الفساد كما دَرَجتِ العادة ومنذُ رفضِه اسم لميا مبيض فإنَّ الشخصياتِ التي يطرحُها رئيسُ المجلس  غالباً ما "تسوّد الوجوه" وهو اليومَ يكررُ اقتراحاتِه في لقاء العشرينَ دقيقةً مع رئيسِ الجمهورية جوزاف عون. فهل سيكونُ بري ثالثاً بين رئيسين مقرِّرَينِ في التعيينات ؟ وما هو دورُ رئيسِ المجلس في مِلفٍّ تختصُّ به رئاستا الجمهوريةِ والحكومة والهيئاتُ الرقابية ؟فعلى مَرِّ العهود منذ اربعين عاماً يَختصُّ الرئيس بري باختيارِ الرجلِ غيرِ المناسب في المكانِ الذي يناسبُه.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف اطلاق النار مقدمة تلفزیون الساحل السوری فی سوریا خربة سلم التی ت

إقرأ أيضاً:

الجزائر وطهران على درب تعزيز العلاقات.. لقاء بين وزيري خارجية البلدين

في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية وتوجه البلدين نحو توطيد التعاون السياسي والإقليمي، استقبل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، نظيره الإيراني، عباس عراقجي، بمقر وزارة الخارجية الجزائرية، حسب ما أفاد به التلفزيون العمومي.

لقاء في ظرف إقليمي حساس

وجاء هذا اللقاء بعد ساعات من وصول وزير الخارجية الإيراني إلى الجزائر صباح اليوم، في زيارة رسمية تدخل في إطار المشاورات السياسية بين البلدين حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المحادثات بين الجانبين تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة ما تعلق بالقضية الفلسطينية، والأزمة في السودان، بالإضافة إلى ملفات التعاون الاقتصادي، وتنسيق الجهود داخل المنظمات الإقليمية والدولية.

إيران في قلب عاصفة جيوسياسية

تأتي زيارة الوزير الإيراني في وقت تمر فيه بلاده بمرحلة دقيقة على الصعيدين الداخلي والدولي، حيث تتعرض طهران لضغوط متزايدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، على خلفية تصاعد التوتر في منطقة الخليج، واستمرار الاتهامات الغربية لإيران بدعم حركات مسلحة في عدد من بؤر التوتر، أبرزها اليمن، سوريا، ولبنان.

وقد تصاعدت حدة التهديدات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، بعد توجيه واشنطن تحذيرات مباشرة لإيران بشأن أنشطتها الإقليمية وبرنامجها النووي، مع فرض عقوبات جديدة طالت كيانات وشخصيات مرتبطة بالحرس الثوري. في هذا السياق المتأزم، تسعى طهران إلى كسر طوق العزلة عبر تعزيز علاقاتها مع دول الجنوب، لا سيما الجزائر، باعتبارها قوة إقليمية ذات مواقف مبدئية مستقلة.

الجزائر والساحل.. بين التحديات الأمنية والمنافسة الجيوسياسية

بالتوازي، تعيش الجزائر بدورها ظرفًا حساسًا في محيطها الإقليمي، خاصة في منطقة الساحل الإفريقي التي تشهد اضطرابات متصاعدة عقب سلسلة من الانقلابات العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو. وقد تسببت هذه التحولات في توتر علاقات الجزائر مع بعض هذه الدول، لا سيما بعد توجه الأنظمة الجديدة نحو التعاون العسكري مع قوى خارجية مثل روسيا وتركيا، في ظل تهميش نسبي للدور الجزائري التاريخي في المنطقة.

وتُعد منطقة الساحل أحد أبرز المجالات الحيوية للأمن القومي الجزائري، حيث تنظر الجزائر بقلق إلى تنامي النفوذ الأجنبي غير المنسق مع دول الجوار، وسط تحديات تتعلق بالإرهاب، الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية.




النفوذ الإيراني في إفريقيا.. طموحات هادئة

في هذا السياق، تسعى إيران هي الأخرى إلى تعزيز حضورها في الساحل الإفريقي، عبر قنوات متعددة تشمل العلاقات الدبلوماسية، وتقديم مساعدات صحية وتعليمية، إضافة إلى نشاطات ثقافية ذات طابع ديني. هذا التمدد الإيراني، رغم طابعه "الناعم"، يندرج ضمن استراتيجيتها لتعويض عزلة في مناطق أخرى، وبناء تحالفات مع دول تعاني من هشاشة سياسية وأمنية.

وقد يُنظر إلى هذا التقارب بين الجزائر وطهران كخطوة نحو تنسيق الرؤى بشأن مستقبل الساحل، خاصة إذا ما تم برؤية مشتركة ترفض التدخلات الأجنبية وتسعى لإيجاد حلول إفريقية خالصة للمشكلات المعقدة في المنطقة.

آفاق التعاون

ومن المنتظر أن تُتوّج هذه الزيارة باتفاقات أو تفاهمات تمهد الطريق لمزيد من التنسيق الثنائي، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تعرفها المنطقة، والتي تستدعي تكثيف الجهود الدبلوماسية والحوار بين الدول الفاعلة.

وتبقى الجزائر، وفق مراقبين، لاعبًا دبلوماسيًا متوازنًا يسعى للحفاظ على علاقات متينة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك إيران، في إطار رؤية قائمة على عدم الانحياز، والدفاع عن مبادئ السيادة والوحدة الإقليمية.


مقالات مشابهة

  • أحمد داش يعلق على عرض فيلم نجوم الساحل بدول الخليج
  • تفاصيل التحقيق مع موظف بتهمة سرقة شركته فى الساحل
  • وزيرا العدل والتنمية الإدارية يبحثان سبل حل الصعوبات الإدارية التي تعيق ‏العمل القضائي في سوريا ‏
  • عبد المحسن سلامة خلال زيارته الأخبار المسائي: حلول جذرية لأزمات المهنة
  • طرح فيلم نجوم الساحل بالسعودية.. غدا
  • سؤال وجواب..إضاءة على الأزمة السياسية بين مالي والجزائر
  • الجزائر وطهران على درب تعزيز العلاقات.. لقاء بين وزيري خارجية البلدين
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • العثور على جثة أحد الأشخاص أسفل عقار في الساحل
  • القبض على موظف بتهمة سرقة مبالغ مالية من شركة يعمل بها في الساحل