*مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: مركز أبحاث أمريكي مُتخصص في الشؤون الأمنية والسياسة الخارجية.

*جوناثان شانزر، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، وأحمد شراوي، محلل أبحاث في المؤسسة.

لا يمكن لعُمان أن تجمع بين الأمرين، فلا يمكنها الاستفادة من صداقة الولايات المتحدة ومساعدتها بينما تسهل تصعيد الأزمات في الشرق الأوسط ودعم جماعات إرهابية.

تشير التصريحات الأخيرة من حماس وإسرائيل إلى أن وقف إطلاق النار في غزة قد يكون على وشك الانهيار، ما يعيد المنطقة إلى حافة الحرب. وفي حال تجدد الصراع، من المتوقع أن تعاود جماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً في اليمن هجماتها عبر إطلاق صواريخ باليستية تجاه إسرائيل، واستهداف السفن الحربية الأمريكية والتجارية في البحر الأحمر، كما حدث سابقاً.

في هذا السياق، على إدارة ترامب اتخاذ إجراءات غير عسكرية، منها الضغط على سلطنة عُمان لإغلاق المقرات التي تستخدم كملاذ آمن لقيادات الحوثيين، مثل كبير مفاوضيهم محمد عبد السلام، الذي يعمل بحرية تحت حماية السلطات العُمانية.

ورغم أن إدارة بايدن حافظت على شراكة دفاعية مع مسقط، بقيمة 3.5 مليار دولار من المبيعات العسكرية الأمريكية حتى 2022، إلا أن التهاون مع دعم عُمان للحوثيين يثير تساؤلات حول أسباب التعامل الأمريكي "اللين" مع السلطنة.

تتبنى واشنطن رواية عُمان الرسمية التي تدعي أن استضافة قيادات الحوثيين تهدف إلى إيجاد حل للحرب في اليمن، لكن الواقع يظهر أن هذه القنوات لم تحقق أي مصالح أمريكية. فمنذ عام 2015، سمحت عُمان بتهريب أسلحة متطورة للحوثيين عبر حدودها، بما في ذلك طائرات مسيرة وصواريخ "بركان-2H"، وفقاً لتقارير أممية. كما سهلت السلطنة وصول الجماعة إلى النظام المالي الدولي، حيث تمكنت من تحويل أموال بالدولار عبر بنوكها، إلى جانب تهريب الذهب والنقد.

ولا شيء يشير إلى توقف هذا التهريب. ففي العام الماضي، تم ضبط معدات عسكرية متطورة، بما فيها أنظمة دعم للطائرات المسيرة وأجهزة تشويش رادارية، عند معبر صرفيت في محافظة المهرة اليمنية. وكان من المرجح أن تكون هذه الأجهزة مخصصة لدعم هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة ضد السفن في البحر الأحمر.

لا يقل دور النظام المصرفي العُماني خطورة في دعم أنشطة الحوثيين، فبنوك السلطنة -المندمجة بالكامل في المنظومة المالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة- تسهل لمسؤولي الجماعة إجراء التحويلات المالية، بما فيها المعاملات بالدولار الأمريكي، مع تقليل العقبات الإجرائية التي تواجهها هذه العمليات.

تصاعدت الأدوار العُمانية مع إشادة مسؤولين كبار بالحوثيين، مثل المفتي العام أحمد الخليلي الذي امتدح هجماتهم في البحر الأحمر، بينما أدانت الخارجية العُمانية الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين مطلع 2024. كما عززت عُمان تحالفاتها مع إيران، حيث التقى نائب الأدميرال عبد الله الراعي، كبار القادة العسكريين الإيرانيين في طهران مؤخراً، لمناقشة تعاون دفاعي مشترك.

ورغم أن عُمان تبرر علاقتها مع طهران بضرورة السيطرة المشتركة على مضيق هرمز، الذي يمر عبره 40% من النفط العالمي، إلا أن ذلك لا يعفيها من مسؤولية دعم جماعة صنفتها الولايات المتحدة كـ"منظمة إرهابية أجنبية". يذكر أن السلطنة لعبت دوراً في المفاوضات النووية الأمريكية- الإيرانية سابقاً، لكن هذا لا يمنحها حق استضافة جماعات تهدد الأمن الإقليمي.

رغم هذه المبررات، لا تُعفى عُمان من مسؤولية استضافة عناصر الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين. فمن التناقض الصارخ أن تستمتع السلطنة بالدعم الأمريكي بينما تسهم في تغذية الأزمات الإقليمية عبر دعم جماعات إرهابية. آن الأوان لكشف سياساتها المزدوجة وتبني إجراءات رادعة، خاصة بعد تصنيف واشنطن الحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، ما يمنح الولايات المتحدة إطارا تشريعيا لمطالبة مسقط بإغلاق مراكز عمليات الجماعة على أراضيها وترحيل قادتها.

وفي حال التماطل العُماني، يتوجب على الإدارة الأمريكية تفعيل عقوبات استهدافية ضد جهات وأفراد متورطين في هذا الدعم، مع استعداد لتصعيد العقوبات إلى حد إعادة تقييم شاملة للعلاقات الثنائية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعلن عن إجراءات ضد الحوثيين بعد تصاعد التوتر

شمسان بوست / متابعات:

تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية ضد جماعة الحوثيين في حال استأنفوا هجماتهم البحرية أو استهدفوا إسرائيل.

وقالت القائمة بأعمال الممثلة الدائمة للولايات المتحدة في المنظمة الدولية؛ دوروثي شيا، أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن اليمن، الخميس: “سنتخذ إجراءات ضد الحوثيين إذا عاودوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة به وعلى إسرائيل”.

وأضافت شيا إن إعادة الولايات المتحدة لتصنيف جماعة الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، واستخدامها سلاح العقوبات ضدها “تمثل خطوات ملموسة للقضاء على قدراتهم، وحرمانهم من الإيرادات غير المشروعة، لكنها في نفس الوقت تحافظ على مساحة للأنشطة المشروعة الداعمة لليمنيين الذين يعيشون في مناطق سيطرة الجماعة كونهم لا يتحملون أي مسؤولية عن أفعالها الخبيثة”.

وأشارت الدبلوماسية الأمريكية إلى أن بلادها تعتزم اتخاذ خطوات إضافية ضد إيران لإجبارها على وقف دعمها لجماعة الحوثيين، وذلك وفقاً لمذكرة الأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترامب والتي تفرض أقصى قدر من الضغط على طهران.

وطالبت شيا، مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف حازم وصريح من الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إيران لقرارات المجلس من خلال استمرارها في تسليح الحوثيين، كما أن “على كل دولة عضو في الأمم المتحدة تحمل المسؤولية بالوفاء بالتزاماتها بحظر إمداد الجماعة بالأسلحة أو المواد والتقنيات العسكرية والتدريب ذي الصلة أو التمويلات المالية”.

وجددت شيا دعوة بلادها لمجلس الأمن لاتخاذ خطوات عملية لتعزيز دور آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM)، و”على الدول الأعضاء زيادة التمويل المطلوب للآلية الأممية وتوفير البنية الأساسية الحيوية اللازمة لها لرفع قدراتها على تفتيش 100% من الحاويات المغطاة الواردة إلى الموانئ الخاضعة للحوثيين، غربي اليمن”.

وأوضحت أن ممارسات الحوثيين ضد المدنيين في مناطق سيطرتهم من عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والقمع الاقتصادي وابتزاز أصحاب الأعمال الصغيرة وحملات الاعتقالات غير القانونية والمحاكمات الصورية تشكل إهانة للمجتمع الدولي، “ونحن نرفضها بشكل قاطع، ونحذر بشدة من أي استخدام محتمل لها كغطاء لعمليات قتل ذات دوافع سياسية”.

ودعت شيا، الجهات المانحة إلى اتخاذ خطوات جادة لمواجهة انتهاكات الجماعة في حق موظفي وعمال الإغاثة المحتجزين لديها، وقالت: “إذا أقدم الحوثيون على إصدار أحكام في حق هؤلاء، فيتعين على جميع الجهات المانحة أن تكون على استعداد للرد بخطوات ملموسة للحد من تعرض موظفيها الميدانيين وبرامجها لانتهاكات الجماعة”.

مقالات مشابهة

  • العقوبات الأميركية تخنق اقتصاد الحوثيين.. هل يقترب القطاع المصرفي والتجاري من لحظة الانهيار؟
  • ما وراء إعادة تفعيل السعودية للمفاوضات مع الحوثيين؟
  • في يوم المرأة العالمي.. تقرير حقوقي يكشف بالأرقام انتهاكات الحوثيين بحق نساء اليمن منذ يناير 2017
  • 32.5 مليار ريال الائتمان الممنوح من القطاع المصرفي العُماني
  • من هم قيادات الحوثيين الذي شملهم قرار العقوبات الأمريكية؟
  • مظاهرات في واشنطن احتجاجا على سياسة ترامب بشأن خفض التمويل المخصص للمجال العلمي
  • واشنطن تعلن عن إجراءات ضد الحوثيين بعد تصاعد التوتر
  • موقع أمريكي: “ترسانة الحوثيين لا تزال لغزا وتحويل الطريق البحري كلف نحو 200 مليار دولار”
  • موقع عسكري أمريكي: ترسانة “الحوثيين” لا تزال لغزًا بالنسبة للولايات