طرطوس-سانا

أكثر من 300 لوحة فنية ومشغولات يدوية قدمها نحو 44 طفلاً ويافعاً بالمعرض الفني الذي حمل عنوان “مبدعون صغار”، واستضافته صالة المعارض بطرطوس القديمة على الكورنيش البحري.

المعرض الذي أقامته الفنانة التشكيلية سناء ديب بالتعاون بين مجلس المدينة واللجنة الثقافية بالمحافظة لطلابها المتدربين في مرسمها الخاص على مدى سنتين رافقه بازار أشغال يدوية من نتاج بعض المشاركين بفن “الأوريغانو” أو ما يعرف بـ ” لف الورق”.

وبينت ديب التي شاركت بأربع لوحات في حديث مع مراسلة “سانا” أن المعرض هو الثاني لمتدربين بالمرسم، غالبية الأعمال تنتمي للفن الانطباعي بألوان خشبية ومائية والإكرليك مستوحاة من البيئة البحرية.

ولفتت إلى أن اختيار المواضيع كان بالتشاور مع المشرفين الآخرين بالمرسم والمتدربين وفق ميولهم وإمكاناتهم، معتبرة أن تعلم الأطفال لأنشطة وفنون متعددة يخرجهم من حالة الملل ويوسع أفق التفكير الإبداعي لديهم.

المشاركون رأوا أن وجودهم بهذا المعرض فرصة لهم لإظهار موهبتهم لأكبر عدد من الجمهور بعيداً عن زوار المرسم ومحيطهم العائلي، حيث بينت ليال مصة من طلاب الصف السادس أن مشاركتها للمرة الثانية بسبع لوحات تحاكي الطبيعة الصامتة والبحر مساحة أخرى لها للتعرف على رسومات أصدقاء لها، والاستماع لملاحظات الزوار للاستفادة منها.

وقالت زميلتها بالدراسة والفن جويل علي: “إنها بدأت الرسم بالبورتريه وإن كان أصعب أنواع الرسم إلا أن مشاركتها الأولى بخمس لوحات مائية تجربة جديدة وضعتها أمام مسؤولية أكبر للرسم بدقة وإتقان للوصول إلى مراحل متقدمة في الفن التشكيلي”.

ورغم صغر سنه شارك الطالب في الصف الثاني حيدر محمد بلوحات مرسومة بألوان مائية، وأخرى بطريقة تشكيل فن لف الورق ليقدم موضوعات تناسب عمره إضافة إلى مشاركته بالمشغولات اليدوية، ورأى أن تنوع تلك المشاركة نابع من رغبته بتعلم فنون وطرائق عديدة.

وعن دور الأهل بتشجيع أطفالهم ودعم مواهبهم بينت يارا حسن والدة الطالب علي مصطفى وهو في الصف السادس شارك بسبع لوحات إكريليك أنه من المهم تعاون الأهل مع الأساتذة والمدربين لتقوية مهارات الأطفال في مراحل عمرية مبكرة والتقليل قدر الإمكان من جلوسهم لساعات طويلة لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي دون جدوى لاستثمار ملكة التفكير لديهم بأعمال إيجابية تسهم في تغيير وتوجيه نمط تفكيرهم نحو الأفضل.

فاطمة حسين

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد

 

 

 

نور المعشنية

 

في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.

ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.

في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.

الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.

إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.

ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.

معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.

كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.

ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.

فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.

ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.

مقالات مشابهة

  • مستوحى من المعابد الفرعونية.. تفاصيل الجناح المصري المُشارك في معرض سوق السفر العربي
  • تفاصيل الجناح المصري المُشارك في معرض سوق السفر العربي 2025 ATM
  • تعرف على الجناح المصري المُشارك في معرض سوق السفر العربي (2025 ATM) بمدينة دبي
  • وزير السياحة والآثار يقوم بجولة داخل الجناح المصري المُشارك في معرض سوق السفر العربي
  • وزير السياحة يفتتح الجناح المصري المُشارك في معرض سوق السفر العربي
  • إقبال زوار معرض«أبوظبي للكتاب» على اقتناء الإصدارات القديمة والنادرة
  • وزير السياحة والآثار يفتتح الجناح المصري المُشارك في معرض سوق السفر العربي (2025 ATM) بمدينة
  • حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
  • "عُمران" تُشارك في معرض سوق السفر العربي 2025
  • خيرُ جليسٍ مهما تنوعّت الصيغ