نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي "INSS" تقريراً جديداً تحدث فيه عن وجود "أزمة ثقة" بين الجيش الإسرائيلي والسكان الإسرائيليين وذلك على اعتبار أن قوات الجيش فشلت في أداء مهمتها الأساسية وهي حماية المدنيين في إسرائيل.   وأوضح المعهد في تقريرٍ جديد ترجمهُ "لبنان24" إنَّ الأزمة كانت حادة بشكل خاص بين سكان الشمال والجيش، موضحاً أن هذه الأزمة لم تنبع فقط من الإخفاقات التي شهدتها إسرائيل يوم 7 تشرين الأول 2023 خلال تنفيذ حركة "حماس" في غزة هجوماً ضد المستوطنات الإسرائيلية، بل هي تأتي أيضاً من التطورات التي حدثت قبل وبعد ذلك اليوم.

  وذكر المعهد أن الأزمة تتجذر في الشعور السائد بأن الحظ وحده هو الذي منع قوة الرضوان التابعة لـ"حزب الله" من اقتحام المستوطنات الإسرائيلية الشمالية المُحاذية للبنان، وأردف: "لقد كشف القتال في الشمال أن المؤسسة الدفاعية، بقيادة الجيش الإسرائيلي، سمحت لقوة رضوان بتسليح نفسها وتعزيز نفسها إلى مستويات خطيرة بالقرب من السياج الحدودي. وفي الوقت نفسه، تم رفض التحذيرات من قبل السكان المحليين بشأن هذا التهديد باعتبارها هستيريا مبالغ فيها. كذلك، أدى اكتشاف نفق عبر الحدود ــ على الرغم من التأكيدات العسكرية المتكررة بعدم وجود مثل هذه الأنفاق ــ إلى تقويض الثقة بشكل أكبر، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي زعم أنه نفق واحد مسدود من جانب واحد".   ويتابع: "رغم أن الإنجازات العسكرية الكبيرة التي حققها الجيش الإسرائيلي في الحملة الشمالية ساهمت إلى حد كبير في تعزيز الأمن واستعادة الثقة جزئياً، فإنها لا تكفي للقضاء على الأزمة العميقة التي لا تزال قائمة. فعلياً، تظل هذه الأزمة تشكل موضوعاً مركزياً في المحادثات مع السكان بشأن عودتهم إلى ديارهم".   وأكمل: "في استطلاع أجراه مركز المعرفة الإقليمي في الجليل الشرقي في شباط 2024، وجد أن العامل الأكثر أهمية في اتخاذ قرار العودة بالنسبة للسكان الذين تركوا منازلهم أثناء الحرب هو شعورهم بالأمن والسلامة. ومع ذلك، في مجموعات التركيز التي أجريت لهذا البحث، كان الشعور المتكرر بين سكان المجتمعات المختلفة هو أنهم لم يعودوا يسعون إلى مجرد الشعور بالأمن - بل يطالبون بالأمن والسلامة الفعليين".   وقال: "هناك فجوة كبيرة بين الواقع العملي على الأرض وفهم السكان لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. إن الوصول إلى النص الرسمي للاتفاق أمر إشكالي، لأنه متاح باللغة الإنكليزية فقط. ونتيجة لذلك، فإن العديد من السكان غير مطلعين على تفاصيله الكاملة ويشعرون بأنهم مجبرون على اتخاذ قرارات بشأن العودة إلى ديارهم وسط حالة من عدم اليقين التام. يجب على كل مقيم تفسير الوضع مع حزب الله بشكل مستقل والتصرف بناءً على تقييمه الشخصي. ينعكس الغموض المحيط بالاتفاق - جنباً إلى جنب مع الفجوة بين تصورات السكان للأمن والوضع الأمني الفعلي - في نتائج استطلاع أجراه معهد دراسات الأمن القومي (INSS) بين 27 تشرين الثاني و 1 كانون الأول 2024. ووفقاً للاستطلاع، عارضت الغالبية العظمى - حوالي 70% - من المستجيبين الاتفاق، فيما عارضه 43% بشدة وعارضه 27% إلى حد ما".   وأردف: "رغم أزمة الثقة، لا يزال العديد من السكان يعترفون بأن أمنهم يعتمد في نهاية المطاف على الجيش الإسرائيلي. وهنا، قال أحد السكان إنه لا يوجد سوى جيش إسرائيلي واحد.. هذا ما لدينا، ونحن نؤمن به".   وتابع: "بالإضافة إلى الوجود العسكري، ذكر المستجيبون أيضاً دور جيش الدفاع الإسرائيلي في فرض اتفاق وقف إطلاق النار. مع هذا، فقد اتفق كثيرون مع التصريحات التي تفيد بأن عودة إسرائيل إلى سياسة الاحتواء من شأنها أن تزيد من عمق أزمة الثقة".     وأكمل: "ينعكس هذا الاستنتاج أيضاً في استطلاع معهد دراسات الأمن القومي. ورداً على السؤال "إذا كنت متأكداً من أن شروط الاتفاق سوف تُنفذ، فهل ستعود أم لا لتعيش في مستوطنتك؟".. هنا، قال 21% إنهم متأكدون من أنهم سيعودون، بينما اعتقد 45% أنهم سيعودون، وأشار 15% آخرون إلى أنهم لن يعودوا، وكان 9% متأكدين من أنهم لن يعودوا".
  وختم: "باختصار، إن الأمن شرط ضروري لعودة السكان، إلا أن تحقيقه على نحو  يلهم الثقة بين سكان الشمال يظل هدفاً بعيد المنال، فهؤلاء يطالبون بالأمن الملموس". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

فيديو يفضح تورط جنود إسرائيليين في قتل 15 مسعفا فلسطينيا بدم بارد ودفنهم بـ"مقبرة جماعية" (فيديو)

انتشر فيديو قصير في وسائل الإعلام الدولية يوثق الدقائق الأخيرة لمسعفين قتلوا في غزة بدم بارد من طرف الجيش الإسرائيلي.

⚡️New footage shows aid workers in Gaza killed under Israeli heavy gunfire while ambulance lights were on, proving Israel’s claim that the vehicles were “advancing suspiciously” without headlights or emergency signals were false. https://t.co/2Ri41rq859 pic.twitter.com/g2Jr7e7vA6

— Government Communication Center (@pal_gcc_en) April 5, 2025

وتم العثور على جثث المسعفين في 30 مارس، وهم ثمانية من الهلال الأحمر الفلسطيني، وستة عناصر من الدفاع المدني في غزة، وموظف في الأمم المتحدة، مدفونة تحت التراب في رفح.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مقطعا مصورا التقط بواسطة هاتف محمول يعود إلى مسعف قتل، يظهر سيارات إسعاف تحمل شارات واضحة وقد أضاءت مصابيحها مع صوت إطلاق نار كثيف.

وخلال مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة في نيويورك الجمعة، قال نائب رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني مروان الجيلاني، إن الفيديو صوره أحد المسعفين القتلى بواسطة هاتفه المحمول الذي عثر عليه إلى جانب جثة المسعف.
وتبدو في الفيديو الذي صُوّر على ما يبدو من داخل سيارة إسعاف، سيارة متوقفة خارج الطريق، ويشاهد رجلان يخرجان من سيارة توقفت قربها، أحدهما يرتدي زي مسعف والآخر سترة إسعاف. ويسمع صوت يقول « يا رب أن يكونوا بخير »، ويقول آخر « يبدو أنه حادث ».
بعد لحظات، يسمع إطلاق نار كثيف وتصبح الشاشة سوداء، لكن صوت المسعف الذي يصور الفيديو بقي مسموعا وكان يتلو الشهادة بصوت مرتجف مكررا من دون توقف « لا إله إلا الله محمد رسول الله ».

وتواصل إطلاق النار الكثيف فيما يسمع صوت المسعف « سامحونا يا شباب… يا أمي سامحيني لأنني اخترت هذا الطريق، أن أساعد الناس ».

ويضيف « يا رب تقبلنا، نتوب إليك ونستغفرك. تقبلني شهيدا، الله أكبر ».

وقبيل انتهاء الفيديو وفيما يستمر إطلاق النار، يقول الرجل أيضا « جاء اليهود، جاء اليهود ».

 

كلمات دلالية إسرائيل إسعاف قتل

مقالات مشابهة

  • محلل: الجيش التركي يمكنه دخول تل أبيب في 72 ساعة!
  • الجيش الإسرائيلي يقتحم مدناً ومخيمات في الضفة
  • مصدر مسؤول: مقتل مراهق أمريكي-فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في رام الله
  • اعلام العدو يكشف عن حصيلة الجنود المصابين منذ بدء الحرب على غزة
  • لبنان.. قتيل بغارة إسرائيلية استهدفت عناصر لحزب الله
  • بعد غارة زبقين.. الجيش الإسرائيلي يُعلن استهداف عنصرين لـ حزب الله
  • رئيس الشاباك يتّهم نتنياهو بالتدخل السياسي في الأمن
  • مدحت بركات رئيسًا لحزب أبناء مصر
  • فيديو يفضح تورط جنود إسرائيليين في قتل 15 مسعفا فلسطينيا بدم بارد ودفنهم بـ"مقبرة جماعية" (فيديو)
  • طارق البرديسي: ما حدث في السودان كارثيا وعلى الغرب دعم الجيش