الأمانة العظمى و رفع الحرج في عيد المغاربة “الكبير “..
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
بقلم : د. عبد الله بوصوف / أمين عام مجلس الجالية
كان العقد و العزم منذ اول خطاب ملكي في 30 يوليوز من سنة 1999…على العمل المشترك و التلاحم الغير المشروط بين العرش والشعب….على مواصلة البناء الجماعي لهذا الوطن..اذ جاء ذات الخطاب مفعما بمشاعر إنسانية و وطنية عميقة عقب وفاة ابو الأمة الحسن الثاني طيب الله ثــراه…فكانت البيعة و العروة الوثقى و المسؤولية العظمى… و كانت الأمانة العظمى و إمارة المؤمنين…هي ضامنة ممارسة الشعائر و حافظة للملة و الدين…
و من منطلقات الأمانة العظمى.
فالقرار الملكي و بكل موضوعية حكيم…لأنه تجاوز حسابات المغامرة بمستقبل الثروة الحيوانية و أرفق بجيوب اغلب المغاربة ذوو الدخل المحدود التي ضاقت من جراء هذه الازمة الخانقة…
ان الذاكرة الشعبية تحتفظ بالعديد من القصص المؤلمة و الوقائع الحقيقية..لتضحيات العديد من الأسر المغربية في سبيل اقتناء اضحية العيد.. من قروض و رهن أو بيع اضظراري وغير ذلك من حالات الطلاق و العنف الاسري….نظرا لوجود علاقة خاصة للمغاربة مع عيد الاضحى لذلك يطلقون عليه دون غيره ” العيد لكبير ” في علاقة تحكمها التقاليد و الأعراف و السمعة بين الجيران و العائلة….لذلك عندما تدفع الظروف لعدم إقامة شعيرة الذبح…فإن المؤسسة الوحيدة التي يمكنها القيام بذلك و الاعلان عنه هي مؤسسة إمارة المؤمنين..أولا لقيام عقد البيعة بين العرش والشعب و منسوب الثقة العالي و المتبادل…ثانيا لوجود ترخيص دستوري بحماية الملة و الدين و السهر على إقامة الشعائر الدينية في إطار إمارة المؤمنين…
و يشهد التاريخ أن نفس المؤسسة كانت تُهيب بالمواطنين في كل مرات العسر و حالة الضرر و الإضرار بالثروة الحيوانية…و قد حصل هذا في عهد الملك الراحل الحسن الثاني خلال سنوات 1963 و 1981 و 1996…
فكلنا يتذكر وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية المرحوم عبد الكبير العلوي المدغري وهو يتلو رسالة أمير المؤمنين سنة 1996…” نُهيب بشعبنا العزيز ألا يقيم شعيرة ذبح أضحية العيد في هذه السنة للضرورة…”
و كلنا عشنا لحظات قراءة وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية احمد التوفيق يوم 26 فبراير 2025 للقرار الملكي بقوله…
” فإننا نُهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة…”
ان قوة اللحظة التاريخية تزن رمزية القرار الكبير و توقيت إعلانه.. إذ جاء أولا لرفع الحرج عن العديد من العائلات التي كانت تفكر منذ الآن في كبش الاضحية ، و جاء ثانيا منبها للعديد من المتدخلين بايقاف كل التحضيرات المرافقة لأيام “العيد الكبير “…
لقد كانت جميع قرارات إمارة المؤمنين فيما يخص عدم ذبح أضحية العيد سواء في عهد الراحل الحسن الثاني او امير المؤمنين محمد السادس حفظه الله.. كلها تحت ضرورة دفع الضرر و رفع الحرج عن المكلفين من أبناء الشعب خاصة من ذوي الدخل المحدود…لأن التكليف محصن بالاستطاعة…
لقد تجاوز التجاوب الشعبي الكبير مع قرار أمير المؤمنين.. الحدود و ملأ أحاديث مغاربة العالم…في صفحاتهم و منابرهم الالكترونية…داخل محلات التجارة و أماكن العبادة..فالكل يتحدث عن حسنات عدم إقامة شعيرة الذبح هذه السنة وفي مقدمتها تجنب ضرر إرتفاع الأسعار…و رفع الحرج….حفظ الله أمير المؤمنين و أدامه حافظا أمينا للملة و الدين…
عبد الله بوصوف…
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: إمارة المؤمنین أمیر المؤمنین أضحیة العید
إقرأ أيضاً:
الشارقة تستعرض وجهاتها المتميزة في سوق السفر العربي
تواصل إمارة الشارقة قطع أشواط كبيرة على طريق تعزيز مكانتها وجهة عالمية للمسافرين الذين يبحثون عن تجارب رائعة.
وتعود الشارقة عبر معرض سوق السفر العربي لهذا العام الذي انطلق أمس ويستمر حتى الأول من مايو المقبل في مركز دبي التجاري العالمي لتتصدر المشهد مرة أخرى مسلطة الضوء على وجهاتها ومشاريعها السياحية المميزة والتزامها بتطوير قطاع السياحة المستدامة عبرتقديم تجارب وخدمات استثنائية للزوار والسياح من مختلف أقطار العالم.
ولطالما اشتهرت إمارة الشارقة بقدرتها على دمج الأصالة والحداثة إلى جانب وجهاتها ومشاريعها وفعالياتها المتنوعة التي ترضي جميع الأذواق والاهتمامات بدءاً من معالمها التراثية المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “ اليونسكو” ووصولاً إلى شواطئها النقية ووجهاتها العائلية والثقافية وحتى فعالياتها وأجندتها الترفيهية المتميزة.
وسواء كان الأمر يتعلق باستكشاف "قلب الشارقة" التاريخي أو التعرف على تنوع الحياة البرية في مركز مليحة للآثار أو الاستمتاع بجمال الطبيعة الغنّاء في مناطق محمية أشجار القرم أو زيارة مهرجان أضواء الشارقة للاحتفاء بالأعمال الضوئية والفنية المبهرة أو حتى الاسترخاء في "فندق البيت" أحد المنشآت الفندقية الفاخرة ذات الطابع التراثي الأصيل في قلب الشارقة أو الإقامة في "نزل القمر" الذي يتوسط صحراء مليحة وجبالها سيحظى الزوار بتجارب وخيارات متنوعة تعكس روعة الموروث الثقافي والطبيعي الغني للإمارة.
ومن خلال هيئة الإنماء التجاري والسياحي والوفد المشارك من إمارة الشارقة من القطاعين الحكومي والخاص تسعى الإمارة خلال سوق السفر العربي 2025 لاستعراض أبرز المشاريع والمقومات السياحية فيها متبعة أسلوباً مميزاً ومختلفاً نظرا لتفرّدها بمنتجها السياحي وتنوّع التجارب والفعاليات التي تقدمها على مدار العام.
وبالطبع تبقى الأولوية للأصالة والثقافة والاستدامة وخلق تجارب لا تُنسى تظل عالقة في ذاكرة الزوار حتى بعد انتهاء رحلتهم.
أخبار ذات صلةويعتبر الالتزام بالاستدامة أحد الركائز الأساسية لاستراتيجية السياحة في إمارة الشارقة وتماشياً مع الاتجاهات العالمية السائدة ورؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة نفذت إمارة الشارقة عدة مبادرات لضمان توافق نمو القطاع السياحي مع جهود الحفاظ على البيئة ورفاهية المجتمع.
وتجسد الإمارة مثالاً يحتذى في تعزيز ممارسات السياحة المسؤولة بدءاً من مشاريع السياحة البيئية مثل "نزل الرفراف" في كلباء ووصولاً إلى جهود الحفاظ على البيئة في مركز واسط للأراضي الرطبة (Wasit Wetland Centre) وغيرها الكثير من والوجهات والمحميات الطبيعية والمنشآت الفندقية المبتكرة والصديقة للبيئة والمراعية لمعايير الاستدامة.
ويعدّ "معرض سوق السفر العربي" منصة مثالية لهيئة الإنماء التجاري والسياحي بإمارة الشارقة من أجل استعراض تجربتها وقصص نجاحها في مجال السياحة المستدامة وإلهام وجهات أخرى للسير على نهجها عبر فتح آفاق للحوار والتعاون وتبادل الخبرات.
وإلى جانب استعراض معالمها السياحية فإن المشاركة في معرض سوق السفر العربي تهدف أيضاً إلى بناء وتطوير العلاقات حيث يجمع الحدث خبراء قطاع السياحة والمستثمرين وصناع القرار من جميع أنحاء العالم مما يوفر فرصة مميزة لاستكشاف الشراكات وتبادل الأفكار والتجارب مع مختلف دول العالم.
ومع استمرار تنامي الفرص والتوسع في تطورات البُنى التحتية والمشاريع التنموية لقطاع السفر والسياحة تواصل إمارة الشارقة التزامها بتعزيز النمو والمرونة وتبني ثقافة الاستدامة ولاشك أن النهج الاستباقي الذي تتبناه الإمارة يضعها في مكانة مرموقة وجهة نموذجية للمستقبل.
المصدر: وام