الذكاء الاصطناعي يتنبأ بدقة بتعافي المرضى من اضطراب القلق
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
يعاني الأفراد المصابون باضطراب القلق العام، وهي حالة تتميز بالقلق المفرط اليومي الذي يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، من معدل انتكاس مرتفع حتى بعد تلقي العلاج.
ووفقًا لباحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا، قد تساعد نماذج الذكاء الاصطناعي، الأطباء السريريين في تحديد العوامل للتنبؤ بالتعافي على المدى الطويل وتخصيص علاج لكل مريض بشكل أفضل.
استخدم الباحثون نوعا من الذكاء الاصطناعي يسمى "التعلم الآلي" لتحليل أكثر من 80 عاملاً أساسيًا، تتراوح من المتغيرات النفسية والاجتماعية والديموغرافية إلى المتغيرات الصحية ونمط الحياة، لـ 126 شخصا مجهول الهوية شخصت إصابتهم باضطراب القلق العام.
جاءت البيانات من دراسة طولية للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة تأخذ عينات من بيانات الصحة من سكان الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و74 عامًا والذين تمت مقابلتهم لأول مرة في 1995-1996. حددت نماذج التعلم الآلي 11 متغيرًا تبدو الأكثر أهمية للتنبؤ بالتعافي وعدم التعافي، بدقة تصل إلى 72٪، في نهاية فترة تسع سنوات.
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء في تحليل أنسجة سرطانية
قالت كانديس باسترفيلد، المؤلفة الرئيسية للدراسة في ولاية بنسلفانيا: "أظهرت الأبحاث السابقة معدل انتكاس مرتفع للغاية في اضطراب القلق العام، وهناك أيضًا دقة محدودة في تنبؤ الطبيب بالنتائج طويلة المدى"، مضيفة "تشير هذه الأبحاث إلى أن نماذج التعلم الآلي تظهر دقة وحساسية وخصوصية جيدة في التنبؤ بمن سيتعافى ومن لن يتعافى من اضطراب القلق العام. وقد تكون هذه التنبؤات بالتعافي مهمة حقًا للمساعدة في إنشاء علاجات قائمة على الأدلة ومخصصة للتعافي على المدى الطويل".
حددت نماذج الذكاء الاصطناعي المتغيرات الـ 11 الرئيسية للتنبؤ بالتعافي أو عدم التعافي على مدى فترة التسع سنوات. حددت النماذج أيضًا مدى أهمية كل متغير مقارنة بالآخرين للتنبؤ بنتائج التعافي.
وجد الباحثون أن مستوى التعليم العالي، والعمر الأكبر، والمزيد من دعم الأصدقاء، والتأثير الإيجابي، أو الشعور بمزيد من البهجة، كانت الأكثر أهمية للتعافي، بهذا الترتيب. وفي الوقت نفسه، ثبت أن تأثير الاكتئاب، والتعرض يوميا للتمييز، والخضوع لعدد أكبر من الجلسات مع أخصائي الصحة العقلية في الأشهر الـ 12 الماضية وعدد أكبر من الزيارات للأطباء في الأشهر الـ 12 الماضية كانت الأكثر أهمية للتنبؤ بعدم التعافي.
وقد أثبت الباحثون صحة نتائج نموذج الذكاء الاصطناعي من خلال مقارنة تنبؤاته ببيانات الدراسة الأميركية، ووجد الباحثون أن متغيرات التعافي المتوقعة كانت متوافقة مع 95 مشاركًا لم يظهروا أي أعراض لاضطراب القلق العام في نهاية فترة التسع سنوات.
تشير النتائج إلى أن الأطباء السريريين يمكنهم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد هذه المتغيرات وتخصيص العلاج لمرضى اضطراب القلق العام، وخاصة أولئك الذين يعانون من تشخيصات مركبة، وفقًا للباحثين.
وقالت ميشال نيومان المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم النفس في جامعة ولاية بنسلفانيا "يساعدنا هذا العمل على البدء في فهم المزيد من الطرق التي يمكن من خلالها تخصيص العلاج لأفراد محددين". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي القلق تعافي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
أحمد بن خلفان الزعابي
يُعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أهم ما قام بتطويره الإنسان لخدمة مصالحه واستجابة للتطور والنمو الهائل الذي يشهدهُ العالم في مجال ذكاء الآلة حتى الآن، ويأتي احتفال دول العالم هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية 28-4-2025 ليوظف هذه التقنيات في مجال العمل بهدف توفير بيئة أكثر أمانًا.
ومع التطور الهائل الذي يشهده العالم في مجال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي والرقمنة في قطاع الأعمال تحتفل منظمة العمل الدولية ILO هذا العام تحت شعار "إحداث ثورة في الصحة والسلامة دورة الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل" بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، ولا شك أن الجميع على اطلاع لما وصل إليه الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته من تقدم هائل في شتى المجالات لذلك فإنه من الأولى تطويع كل هذه التقنيات والتطبيقات والنماذج لخدمة سلامة الإنسان والحفاظ على بقائه آمنًا مطمئنًا.
لا شك أن الإنسان قام بتطوير أنظمة سلامة تحدّ من المخاطر في بيئات العمل الأكثر خطرًا إلا أن دخول الآلات التي يعتمد تشغيلها على تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدم ستساهم بشكلٍ فعّال في الحد من مخاطر بيئات العمل والتي تحلُّ محلَ الإنسان في مجالات العمل الأكثر خطرًا كالعمل في المناجم العميقة أو بالقربِ من المصاهر أو التعامل مع المواد الكيماوية أو المواد التي تتسم بدرجة سُميّته عالية أو رفع الأحمال الثقيلة حيث تتولى هذه الروبوتات مهام عمل متكررة وروتينية والتي يمكن برمجتها للعمل في مختلف الظروف أو حتى بشكل متواصل.
ولا يمكننا هنا أن نغفل دور الإنسان الذي قام هو بذاتهِ بإبتكار هذه التطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي حيث لولا الإنسان لما عملت هذه الآلات لأنه يبقى تهديد الاختراقات والهجمات السيبرانية قائما وبالتالي يمكن لهذه الآلات أن تتعطل وتتوقف عن العمل وبالتالي يبقى دور التدخل البشري قائمًا لمعالجة هذه المشكلة وبالتالي فإن الآلة مهما تطورت لا يمكنها أن تحلّ محل الإنسان أو تلغي دورهُ تمامًا، إنما هي تساعدهُ في تسريع العمل بكفاءةٍ وإتقان وتضمن أفضل درجات السلامة للعاملين.
من جهة أخرى، يقوم مهندسو وفنيو السلامة في أماكن العمل بإجراء تقييمٍ شامل لمخاطر بيئة العمل بشكل دوري مستمر وذلك بهدف المحافظة على بيئة العمل أكثر أمانا وضمان خلوها من التهديدات التي يمكن أن تتسبب في وقوع حوادث وشيكة، أما الآن ومع دخول الأجهزة الرقمية وأجهزة الاستشعار الذكية فيمكنها أن تساعد المعنيين في الكشف المبكر عن مخاطر بيئة العمل بكفاءة عالية حيث أصبحت هذه الأجهزة تساعد على اكتشاف المخاطر مبكرًا وبالتالي تسمح للمختصين بالتدخل مبكرًا أيضًا والعمل على معالجة أسباب الخطر مما يُساهم ذلك في بقاء بيئة العمل أكثر أمانا.
وبما أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات يشهد تطورًا هائلًا مدعومًا ببحوث تطوير التقنيات المتقدمة وأدوات الذكاء الاصطناعي وكذلك سباق شركات قطاع تقنية المعلومات المحموم لتقديم أفضل الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والرقمنة فهذا يدعونا لتطوير سياسات سلامة وصحة مهنية تـُركزُّ على اعتماد استخدام مثل هذه التقنيات في بيئات العمل للمساهمة في الحفاظ على سلامة وصحة الإنسان في مكان العمل.
ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة سنويًا للتذكير بضرورة مناقشة أسباب الخطر في أماكن العمل واعتماد أفضل الوسائل التي تحافظ على سلامة وصحة الإنسان واستدامة موارد المنشآت وارتفاع العائدات بمختلف أنواعها.
رابط مختصر