كتب المفكر السودان الكبير عبدالله علي ابراهيم مقالاً عن احداث توريت التي عرفت في التاريخ السياسي السوداني (بتمرد توريت ) استخدم الكاتب في مقاله هذا، لغة تعبر عن عقلية الحكومات السودانية منذ عام ١٩٥٥ حتي اتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥. تلك اللغة و السرد الغير امين ساهم في أبعاد اهل جنوب السودان عن اهل شمال السودان!!
لكن ما يراها مواطنو دولة جنوب السودان عن تلك الأحداث هي ما كتبتها في يوم ١٨ أغسطس ٢٠٣٣:
انتفاضة توريت المسلحة، ١٨ أغسطس ١٩٥٥، و إستقلال جنوب السودان

بقلم الأُستاذ: أتيم قـرنـق د.

ديكويك

بحلول الثامن عشر من شهر أغسطس من هذا العام ٢٠٢٣، تكون قد مرت علي أنتفاضة توريت المسلحة ثمانية و ستون عاماً، و خلال هذه الأعوام، حدثت أمور كثيرة فقد صحت و ثارت و ماجت و هاجت و قاتلت كل شعوب جنوب السودان من اجل الحرية و الاستقلال. والمجد لله، قد تُوّجت تلك العراك و الحراك و الصدام باستقلال دولة جنوب السودان عام ٢٠١١، كفدية للتضحيات التي دفعتها هذه المجتماعات المناضلة. و لكن كيف توحدت و تحققت نضالات هذه الشعوب؟

تأريخياً، جثمت أنظمة اجنبية احتلالية و استغلالية علي صدر مجتمعات جنوب السودان منذ ١٨٢١ و تمحورت غايتها في النخاسة و الرق و الاذلال و اتصفت معاملاتها بالقسوة و الاستبداد الاداري و قهرية و استغلالية الغاية، منذ دخولها لاراضينا من ١٨٢١ و حتي يوم استقلالنا في ٢٠١١.

كل هذه الانظمة الاستعمارية، استخدمت شتي وسائل التنكيل و التذليل، من اجل اخضاع هذه الشعوب و أستغلال مواردها. و لان شعوبنا لم تكن متوحدة طالت احتلال الغرباء لاراضينا و تحملنا الظلم و القهر عقوداً عديدة!

و رغم وحشية و جبروت الغزاة، و رغم عدم وجود وحدة وطنية تجمع اهل البلاد، الا ان المقاومة ضد الغزاة و ضد قوتها و جبروتها استمرت من اجل التحرر من نير الاحتلال و الاستعباد. قاوم اهلنا الشجعان هذه القوي الاجنبية الغاشمة المستبده و المستغلة، بكل ما امتلكوها من اساليب المقاومة، الا ان عاملان مهمان كانا غائبان في هذه المقاومة الضارية و الشرسة لتحقيق طرد العدو؛ و العاملان هما عدم وجود دولة مركزية تتجمع تحتها هذه المجتمعات الشجاعة، لان كل قبيلة كانت تقاتل الغاصب لوحدها، بل ان البعض من القبائل او بعض فروعها قد تعاونت مع العدو. لكن النضال استمر علي هذا المنوال حتي انتفاضة توريت المباركة. و العامل الثاني كان عدم وجود وحدة جماعية تجمع مجتمعات جنوب السودان آنذاك لتحقيق هدف واحد!!

وبما ان (الدنيا ما دوامة!): ففي مدينة توريت، و في الثامن عشر من شهر اغسطس عام ١٩٥٥، و الاستعمار البريطاني المصري يتأهب لمغادرة السودان؛ قامت فتيةٌ من اشجع شبان اهل جنوب السودان، في الجيش السوداني، المعروف آنذاك باسم (قوة دفاع السودان)، و خصيصاً المضمون (لوحدات فرقة الاستوائية) المرتكزة في مدينة توريت، قام هؤلاء الافراد بانتفاضة مسلحة متقنة ، معلنون بذلك نواة الثورة التحررية لشعوب جنوب السودان، و مؤسسون لاول مرة عن (الوحدة الوطنية لشعوب جنوب السودان)، من اجل التخلص من الاستعمار بكل اشكالها و مسمياتها العديدة، و نيل الحرية و الاستقلال الابدي.

و تلك الحركة الثورية التي انطلقت من توريت، انبثقت عنها الحركتان المسلحتان الوطنيتان، الانيانيا و الجيش الشعبي لتحرير السودان، و باعتبارهما الوريثتان الشرعيتان لتلك الانتفاضة، فان ما قامتا بهما من التضحية، تبقي جزءاً هاماً من نضال شعوب هذا الوطن محسوباً علي انتفاضة توريت.

و نتيجةً لكل هذه التضحيات: تمكنت دولة جنوب السودان من نيل حريتها و استقلالها؛ و تبقي علينا واجب الوفاء لتخليد الذين اشعلوا شعلة ثورة التحرير التي انطلقت من مدينة توريت و لذا يتوجب علينا عمل التالية:
1. بناء نصب تذكري لهؤلاء الابطال في توريت و كل مدن البلاد!
2. اعلان يوم ١٨ أغسطس يوماً قومياً يحتفل به و يكون يوم عطلة رسمية!
3. نطلق علي هذا اليوم، اسم (يوم الوحدة الوطنية) (National Unity Day)
4. يطلق اسم توريت في كل مدينة من مدننا الرئيسية، علي إحدي شوارعها

نتمي لاحفاد ابطال انتفاضة توريت كل الخير.

anyangjok@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جنوب السودان ١٨ أغسطس من اجل

إقرأ أيضاً:

السودان: «5» وفيات وإصابات بالإسهالات والحميات في الخرطوم جنوب الحزام

 

تسببت الأمراض المتفشية بجنوب الخرطوم في خمس وفيات مع وجود آلاف الحالات المشتبه بها، ما دفع غرفة طوارئ جنوب الحزام لاطلاق نداء استغاثة من الخرطوم.

الخرطوم ـــ التغيير

وتواجه منطقة جنوب الحزام أزمة صحية طاحنة، حيث سجلت المرافق الصحية في المنطقة 52 إصابة بالإسهالات المائية الحادة و75 إصابة بالملاريا و3 حالات إصابة بحمى الضنك، مع وجود اشتباه في 50 حالة إضافية قيد المتابعة.

تفاصيل الأزمة الصحية

وبلغ عدد الاصلبات بالإسهالات المائية الحادة 52 حالة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا، فيما أصابت الملاريا 75 شخصا إصابة من نوعي “فلاسيبرم” و”فيفاكس”، مع غياب تام للأدوية الوقائية.
وسجلت حمى الضنك 3 حالات إصابة مؤكدة و50 حالة اشتباه قيد المتابعة.

الوفيات

وبلغ عدد الوفيات 5 حالات خلال الأسبوعين الماضيين، بينهم طفلان، نتيجة الإصابة بإسهالات وحميات لم تجد العلاج المناسب في الوقت المناسب.

نداء الاستغاثة

وطالبت غرفة طوارئ جنوب الحزام بتدخل عاجل من المنظمات الإنسانية لتقديم الإغاثة الصحية والطبية واحتواء الوضع قبل خروجه عن السيطرة.
و تُعاني المرافق الصحية في المنطقة من نقص حاد في المعدات والكوادر، مما يزيد من صعوبة التعامل مع الوضع الصحي المتدهور.
وطالبت الغرفة بتدخل المنظمات الإنسانية لتقديم الإغاثة الصحية والطبية، مع توفير المعدات والكوادر الصحية اللازمة لاحتواء الأوبئة وتقديم العلاج المناسب للمصابين.

واعتبرت الغرفة الوضع الصحي في جنوب الحزام بأنه خطير للغاية، ويتطلب تدخلًا عاجلًا من المنظمات الإنسانية لتقديم الإغاثة الصحية والطبية اللازمة. وختمت بالقول: يجب العمل على توفير المعدات والكوادر الصحية اللازمة لاحتواء الأوبئة وتقديم العلاج المناسب للمصابين.

الوسومأوضاع صحية إسهالات مائية الخرطوم جنوب الحزام حمى الضنك ملاريا

مقالات مشابهة

  • سجال ودي مع نقاد رواية “إعدام جوزيف” الاخير 
  • التعليم في السودان.. تداعيات كارثية للنزاع ودعم إماراتي متواصل
  • السودان: «5» وفيات وإصابات بالإسهالات والحميات في الخرطوم جنوب الحزام
  • حرب الوكالة: السودان والإمارات.. هل تغير «دولة ممزقة» تاريخ الحروب؟
  • بالفيديو .. انفجار كبير في مدينة بندر عباس جنوب إيران
  • انفجار كبير في مدينة بندر عباس جنوب إيران
  • جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية
  • اليوم هم ضد كيكل، ولكنه متى تمرد على الدولة فهم جاهزون للتحالف معه
  • توقعات ما بعد الحرب والاتفاق السياسي في السودان: فرص التحوُّل ومخاطر الانكفاء
  • السودان والإمارات.. هل تغير “دولة ممزقة” تاريخ الحروب؟