موقع 24:
2025-04-09@07:42:45 GMT

أوروبا تواجه صدمة عاطفية.. عصر جديد يلوح في الأفق

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

أوروبا تواجه صدمة عاطفية.. عصر جديد يلوح في الأفق

لعقود طويلة، كان أحد الأهداف الرئيسية للاتحاد السوفيتي هو فصل الولايات المتحدة عن أوروبا، وهو ما كان يُعرف بمصطلح "فك الارتباط". كان هذا التفكيك سيؤدي إلى كسر التحالف الغربي الذي منع الدبابات السوفيتية من اجتياح سهول بروسيا.

لكن الآن، وفي غضون أسابيع، قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموسكو الهدية التي فشلت في الحصول عليها خلال الحرب الباردة وبعدها، كما ترى صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير جديد.


عصر جديد تشعر أوروبا بالخذلان والصدمة. الولايات المتحدة، التي قامت فكرتها الأساسية على الحرية ودورها التاريخي في الدفاع عن الديمقراطية ضد الطغيان، أدارت ظهرها لحلفائها، وبدلاً من ذلك احتضنت مستبداً قاسياً، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. باتت القارة الأوروبية في حالة من الذهول، تائهة وسط شعور بالتخلي عنها، وقلقة إزاء المهمة الهائلة التي تنتظرها في إعادة التسلح، ومندهشة من التحول المفاجئ في الأيديولوجية الأمريكية.

Ukraine and its European allies have little choice but to give Donald Trump the benefit of the doubt. At the same time they have to hedge against the prospect that America will stop underwriting European security or, worse, become a hostile power https://t.co/6ooV8952CA

— The Economist (@TheEconomist) March 8, 2025 قالت فاليري هاير، رئيسة مجموعة "تجديد أوروبا" في البرلمان الأوروبي للصحيفة: "كانت الولايات المتحدة الركيزة التي استند إليها السلام، لكنها غيرت تحالفها. ترامب يردد دعاية بوتين. لقد دخلنا عصراً جديداً".

انهيار الغرب؟ وتشير الصحيفة إلى فكرة أن التأثير العاطفي على أوروبا عميق جدا. فمنذ أن خرجت القارة من دمار الحرب العالمية الثانية في 1945 حتى أصبحت مزدهرة وموحدة، كانت أمريكا عنصراً أساسياً في ذلك المسار. وكانت كلمات الرئيس جون كينيدي في عام 1963، "أنا برليني"، بمثابة رسالة دعم لبرلين الغربية كرمز للصمود في وجه الاستبداد.
كما أن تحدي الرئيس رونالد ريغان عام 1987 عند بوابة براندنبورغ - "السيد غورباتشوف، اهدم هذا الجدار!" - شكل لحظة فارقة.

A Europe in Emotional Shock Grapples With a New Era - The New York Times https://t.co/8FjZmZ29Eb

— Warren Kinsella (@kinsellawarren) March 8, 2025 لكن اليوم، بات معنى "الغرب" ذاته غامضاً. على الرغم من التوترات الدورية بين أوروبا وأمريكا، كان يُنظر إلى "الغرب" على أنه كيان استراتيجي واحد متماسك، موحداً بقيم الديمقراطية الليبرالية.
الآن، أصبح هناك أوروبا، وروسيا، والصين، والولايات المتحدة، لكن لم يعد هناك "الغرب" كما كان. هذه الفجوة قد تملأها الصراعات العنيفة بين القوى الكبرى. أوروبا.. واقع جديد وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن ترامب اندفاعياً في قراراته، إلا أنه يظل مخلصاً لنزعته القومية ولتوجهاته السلطوية. وبينما يواصل فرض الرسوم الجمركية المتقلبة، يبدو واضحاً أن رؤيته للتحالفات الدولية قد تغيرت تماماً.

في مواجهة هذا الواقع، تجد أوروبا نفسها مضطرة لإعادة تقييم موقعها الاستراتيجي. فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع أن القارة تواجه "تغيرات لا رجعة فيها" في علاقتها مع أمريكا.
ودعا إلى تمويل مشترك ضخم لتعزيز القدرات العسكرية الأوروبية بسرعة، معلناً عن اجتماع لرؤساء أركان أوروبا، ومؤكداً أن "السلام لا يعني استسلام أوكرانيا". حتى أنه اقترح توسيع المظلة النووية الفرنسية لحماية الحلفاء الأوروبيين.

As Donald Trump threatens to leave Europe on its own, Britain and France seem to have put at least some of their rivalry behind them. A British official calls the degree of co-operation “unprecedented” https://t.co/3iYdd6Zypk

— The Economist (@TheEconomist) March 8, 2025 مفترق الطرق

أما التأثير الأكثر حدة لهذا التحول الأمريكي فقد ظهر في ألمانيا، التي كانت جمهورية ما بعد الحرب فيها في الأساس نتاجاً أمريكياً. لم ينسَ الألمان كيف كان الجنود الأمريكيون أول من قدم المساعدة لبلدهم المدمر بعد الحرب.
عندما أعلن المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، أن "أولويته المطلقة" ستكون تعزيز استقلالية أوروبا عن الولايات المتحدة، بدا وكأنه يعلن نهاية حقبة كاملة.
أشار ميرتس إلى أن إدارة ترامب "غير مكترثة بمصير أوروبا"، مما دفع برلين إلى دراسة إمكانية الانضمام إلى المظلة النووية الفرنسية واللجوء إلى الاقتراض المالي لتمويل التوسع العسكري.
هذا الإعلان، إلى جانب تسريع التعاون العسكري الفرنسي-الألماني وتزايد انخراط بريطانيا، قد يضع أوروبا على طريق التخلص من سمعتها كـ"عملاق اقتصادي وقزم استراتيجي"، لكن هذا التحول لن يحدث بين عشية وضحاها، بحسب الصحيفة.

Fund managers have said that Trump’s Make America Great Again agenda has instead unleashed a Make Europe Great Again trade that is reordering global financial markets https://t.co/GnC78PcwRV pic.twitter.com/KsnWY6XBpt

— Financial Times (@FT) March 6, 2025 اختبار البقاء

لم يعد ترامب مجرد استثناء في السياسة الأمريكية، بل أصبح تجسيداً لعصر جديد من الاستبداد الصاعد، حيث يُنظر إلى المؤسسات والتحالفات التي بنت النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية على أنها عوائق أمام إعادة رسم مناطق النفوذ.
في هذه المرحلة، تواجه أوروبا معضلة وجودية: هل ستظل رهينة لقرارات أمريكية متقلبة، أم ستبني قوتها المستقلة؟
كما قالت الباحثة السياسية نيكول باتشاران: "الخطر الأكبر ليس فقط في أن ترامب تخلى عن الديمقراطيات الليبرالية، بل في أن أوروبا قد تتجاهل هذا الواقع. السؤال الوحيد الذي ينبغي طرحه الآن هو: ما الذي نمتلكه كقوة عسكرية، وكيف يمكننا توحيدها وتعزيزها على وجه السرعة؟".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة روسيا ترامب الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب يلوح بفرض تعريفات إضافية بنسبة 50 % على الصين

واشنطن (الاتحاد، وكالات)

أخبار ذات صلة «تريندز» يبدأ جولة عالمية لتعزيز الحوار الفكري والتعاون البحثي أسواق العالم تتراجع.. والأسهم الإماراتية تقلص خسائرها

نفى البيت الأبيض، أمس، وجود خطط لدى الإدارة الأميركية لتعليق الرسوم الجمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين في العالم، وذلك وسط تصعيد من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لوح بفرض تعريفات إضافية بنسبة 50% على الصين إذا لم تتراجع عن «رسومها الانتقامية» بحلول اليوم الثلاثاء.
 وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إنه «لا توجد خطة لتعليق الرسوم الجمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين».
ووفقاً للمتحدث، فإن خطة الرسوم الجمركية «قائمة ولا توجد خطط لتغييرها».
ومن جانبه، قال ترامب، في منشور على موقع «تروث سوشال»: «لقد فرضت الصين رسوماً جمركية انتقامية بنسبة 34 بالمئة تضاف إلى رسومها الجمركية القياسية ورسومها غير النقدية ودعمها غير القانوني للشركات وتلاعبها الضخم بالعملة على المدى الطويل على الرغم من تحذيري من أن أي دولة تنتقم من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إضافية تتجاوز إساءة استخدامها الحالية للرسوم الجمركية على أمتنا ستقابل فوراً برسوم جمركية جديدة وأعلى بكثير تتجاوز تلك التي فُرضت في البداية». ولوح بأنه «إذا لم تتراجع الصين عن زيادتها البالغة 34 بالمئة والتي تضاف إلى انتهاكاتها التجارية طويلة الأمد بحلول يوم الثلاثاء، فستفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية إضافية عليها بنسبة 50 بالمئة اعتباراً من 9 أبريل».
 وشدد على أنه في حال لم تتراجع الصين عن الرسوم المذكورة، فإن الولايات المتحدة ستقوم كذلك بـ«إلغاء جميع المحادثات مع الصين بشأن الاجتماعات التي طلبت عقدها معنا، وستبدأ المفاوضات مع الدول الأخرى التي طلبت أيضاً عقد اجتماعات فوراً»، مضيفاً «شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر». وأعلنت الصين يوم الجمعة الماضي أنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 34 بالمئة على الولايات المتحدة، وذلك بعد يومين على كشف الرئيس الأميركي عن تعريفات بالقيمة ذاتها على بكين بموجب خطته للرسوم الجمركية المتبادلة.
ووفقاً لوسائل إعلام أميركية، ستدخل الرسوم الجمركية الجديدة على الصين حيز التنفيذ في 10 أبريل. 
وفي السياق، قال الاتحاد الأفريقي، أمس، إن الرسوم الأميركية المفروضة على دول القارة تهدّد عقوداً من التجارة والتعاون ذي المنفعة المتبادلة.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف عن قلقه العميق إزاء الرسوم الجمركية، وحثّ الحكومة الأميركية على إعادة النظر في هذه الإجراءات التي تهدد عقوداً من التعاون ذي المنفعة المتبادلة، بحسب ما أفاد متحدث باسم التكتل.
 وتؤثر التعرفات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي على بلدان عديدة في القارة، إذ ستفرض واشنطن عليها رسوما تتجاوز بنسبة كبيرة الحد الأدنى الجديد البالغ 10%. وستبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على مدغشقر 47%، ووموريشيوس 40%، وبوتسوانا 37%، وغينيا الاستوائية 30%، وجنوب أفريقيا 30%. وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف من جيبوتي أنه «يؤمن ببناء الجسور وليس الحواجز، ويبقى ملتزماً بالعمل مع الولايات المتحدة لتعزيز شراكات ذات منفعة متبادلة»، بحسب المتحدث باسمه.
إلى ذلك، أعلنت المنظمة القارية التي تتخذ من أديس أبابا مقراً لها، أن منطقة التجارة الحرة القارية التي بدأ العمل بها رسمياً في عام 2021، ولكنها ما زالت بعيدة عن هدفها المتمثل في إنشاء منطقة تجارية واحدة كبيرة، توفر فرصاً واسعة لمشاركة اقتصادية أعمق وخالية من الرسوم الجمركية.

مقالات مشابهة

  • صدمة اقتصادية تضرب عالم كرة القدم بعد رسوم ترامب الجمركية
  • صدمة اقتصادية في عالم كرة القدم بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان
  • الصين ترفع التحدي: رد قاسٍ يلوح في الأفق ضد الرسوم الأمريكية!
  • الحرب الجمركية.. هل تقود سياسات ترامب أمريكا إلى الازدهار أم إلى الانهيار؟
  • يالطا الثانية
  • عسكرة أوروبا: العالم يعود إلى أجواء الحرب الباردة مع روسيا
  • ترامب يلوح بفرض تعريفات إضافية بنسبة 50 % على الصين
  • ركود عالمي يلوح في الأفق.."إيكونوميست" تحذر من نتائج حرب ترامب التجارية
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب