موقع 24:
2025-03-09@13:10:30 GMT

أوروبا تواجه صدمة عاطفية.. عصر جديد يلوح في الأفق

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

أوروبا تواجه صدمة عاطفية.. عصر جديد يلوح في الأفق

لعقود طويلة، كان أحد الأهداف الرئيسية للاتحاد السوفيتي هو فصل الولايات المتحدة عن أوروبا، وهو ما كان يُعرف بمصطلح "فك الارتباط". كان هذا التفكيك سيؤدي إلى كسر التحالف الغربي الذي منع الدبابات السوفيتية من اجتياح سهول بروسيا.

لكن الآن، وفي غضون أسابيع، قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموسكو الهدية التي فشلت في الحصول عليها خلال الحرب الباردة وبعدها، كما ترى صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير جديد.


عصر جديد تشعر أوروبا بالخذلان والصدمة. الولايات المتحدة، التي قامت فكرتها الأساسية على الحرية ودورها التاريخي في الدفاع عن الديمقراطية ضد الطغيان، أدارت ظهرها لحلفائها، وبدلاً من ذلك احتضنت مستبداً قاسياً، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. باتت القارة الأوروبية في حالة من الذهول، تائهة وسط شعور بالتخلي عنها، وقلقة إزاء المهمة الهائلة التي تنتظرها في إعادة التسلح، ومندهشة من التحول المفاجئ في الأيديولوجية الأمريكية.

Ukraine and its European allies have little choice but to give Donald Trump the benefit of the doubt. At the same time they have to hedge against the prospect that America will stop underwriting European security or, worse, become a hostile power https://t.co/6ooV8952CA

— The Economist (@TheEconomist) March 8, 2025 قالت فاليري هاير، رئيسة مجموعة "تجديد أوروبا" في البرلمان الأوروبي للصحيفة: "كانت الولايات المتحدة الركيزة التي استند إليها السلام، لكنها غيرت تحالفها. ترامب يردد دعاية بوتين. لقد دخلنا عصراً جديداً".

انهيار الغرب؟ وتشير الصحيفة إلى فكرة أن التأثير العاطفي على أوروبا عميق جدا. فمنذ أن خرجت القارة من دمار الحرب العالمية الثانية في 1945 حتى أصبحت مزدهرة وموحدة، كانت أمريكا عنصراً أساسياً في ذلك المسار. وكانت كلمات الرئيس جون كينيدي في عام 1963، "أنا برليني"، بمثابة رسالة دعم لبرلين الغربية كرمز للصمود في وجه الاستبداد.
كما أن تحدي الرئيس رونالد ريغان عام 1987 عند بوابة براندنبورغ - "السيد غورباتشوف، اهدم هذا الجدار!" - شكل لحظة فارقة.

A Europe in Emotional Shock Grapples With a New Era - The New York Times https://t.co/8FjZmZ29Eb

— Warren Kinsella (@kinsellawarren) March 8, 2025 لكن اليوم، بات معنى "الغرب" ذاته غامضاً. على الرغم من التوترات الدورية بين أوروبا وأمريكا، كان يُنظر إلى "الغرب" على أنه كيان استراتيجي واحد متماسك، موحداً بقيم الديمقراطية الليبرالية.
الآن، أصبح هناك أوروبا، وروسيا، والصين، والولايات المتحدة، لكن لم يعد هناك "الغرب" كما كان. هذه الفجوة قد تملأها الصراعات العنيفة بين القوى الكبرى. أوروبا.. واقع جديد وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن ترامب اندفاعياً في قراراته، إلا أنه يظل مخلصاً لنزعته القومية ولتوجهاته السلطوية. وبينما يواصل فرض الرسوم الجمركية المتقلبة، يبدو واضحاً أن رؤيته للتحالفات الدولية قد تغيرت تماماً.

في مواجهة هذا الواقع، تجد أوروبا نفسها مضطرة لإعادة تقييم موقعها الاستراتيجي. فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع أن القارة تواجه "تغيرات لا رجعة فيها" في علاقتها مع أمريكا.
ودعا إلى تمويل مشترك ضخم لتعزيز القدرات العسكرية الأوروبية بسرعة، معلناً عن اجتماع لرؤساء أركان أوروبا، ومؤكداً أن "السلام لا يعني استسلام أوكرانيا". حتى أنه اقترح توسيع المظلة النووية الفرنسية لحماية الحلفاء الأوروبيين.

As Donald Trump threatens to leave Europe on its own, Britain and France seem to have put at least some of their rivalry behind them. A British official calls the degree of co-operation “unprecedented” https://t.co/3iYdd6Zypk

— The Economist (@TheEconomist) March 8, 2025 مفترق الطرق

أما التأثير الأكثر حدة لهذا التحول الأمريكي فقد ظهر في ألمانيا، التي كانت جمهورية ما بعد الحرب فيها في الأساس نتاجاً أمريكياً. لم ينسَ الألمان كيف كان الجنود الأمريكيون أول من قدم المساعدة لبلدهم المدمر بعد الحرب.
عندما أعلن المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، أن "أولويته المطلقة" ستكون تعزيز استقلالية أوروبا عن الولايات المتحدة، بدا وكأنه يعلن نهاية حقبة كاملة.
أشار ميرتس إلى أن إدارة ترامب "غير مكترثة بمصير أوروبا"، مما دفع برلين إلى دراسة إمكانية الانضمام إلى المظلة النووية الفرنسية واللجوء إلى الاقتراض المالي لتمويل التوسع العسكري.
هذا الإعلان، إلى جانب تسريع التعاون العسكري الفرنسي-الألماني وتزايد انخراط بريطانيا، قد يضع أوروبا على طريق التخلص من سمعتها كـ"عملاق اقتصادي وقزم استراتيجي"، لكن هذا التحول لن يحدث بين عشية وضحاها، بحسب الصحيفة.

Fund managers have said that Trump’s Make America Great Again agenda has instead unleashed a Make Europe Great Again trade that is reordering global financial markets https://t.co/GnC78PcwRV pic.twitter.com/KsnWY6XBpt

— Financial Times (@FT) March 6, 2025 اختبار البقاء

لم يعد ترامب مجرد استثناء في السياسة الأمريكية، بل أصبح تجسيداً لعصر جديد من الاستبداد الصاعد، حيث يُنظر إلى المؤسسات والتحالفات التي بنت النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية على أنها عوائق أمام إعادة رسم مناطق النفوذ.
في هذه المرحلة، تواجه أوروبا معضلة وجودية: هل ستظل رهينة لقرارات أمريكية متقلبة، أم ستبني قوتها المستقلة؟
كما قالت الباحثة السياسية نيكول باتشاران: "الخطر الأكبر ليس فقط في أن ترامب تخلى عن الديمقراطيات الليبرالية، بل في أن أوروبا قد تتجاهل هذا الواقع. السؤال الوحيد الذي ينبغي طرحه الآن هو: ما الذي نمتلكه كقوة عسكرية، وكيف يمكننا توحيدها وتعزيزها على وجه السرعة؟".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة روسيا ترامب الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب يفتح جبهة جديدة ضد المساواة: هل تواجه النساء أكبر انتكاسة اقتصادية؟

نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريرًا حول استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه سياسات المساواة والإنصاف مع تزايد التساؤلات حول إمكانية تراجع الحقوق والمكتسبات التي حققتها النساء في المجالات الاقتصادية والتجارية والمهنية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن روبي ستاربَك، الناشط الجمهوري المحافظ الذي ينحدر من عائلة مهاجرين كوبيين، معروف بمعارضته لسياسات التنوع والشمولية في الشركات. وقد اشتهر بعد حملته ضد الممثلة ميغان فوكس وحقق انتصارات ضد شركات مثل وولمارت وفورد، حيث دفعها للتراجع عن سياساتها الشاملة.


جاءت حملات ستاربَك بالتزامن مع توقيع الرئيس ترامب مرسومًا يلغي سياسات التنوع والمساواة والشمولية في الشركات المتعاملة مع الحكومة الفيدرالية، مما يعكس دعمًا للحركة المناهضة لحقوق المرأة والأقليات الاجتماعية.

والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان هذا المرسوم هو الخطوة الأخيرة في استراتيجيته أم أنه مجرد بداية لانتكاسة واسعة في الحقوق والمكاسب التي حققتها النساء في السنوات الأخيرة على الصعيد الاقتصادي والتجاري والمهني.

باختصار، هل نحن أمام آخر ارتداد كبير ضد النساء في المجال الاقتصادي؟

 وذكرت الصحيفة أن علاقة الولايات المتحدة بالمساواة لطالما كانت معقدة خاصة في ما يتعلق بالمساواة الاقتصادية. ففي مؤشّر الفجوة بين الجنسين لعام 2024، جاءت الولايات المتحدة في المرتبة 43 من بين 146 دولة، مسجلةً تراجعًا طفيفًا بمقدار جزء من الألف مقارنة بالعام الماضي، وتفوّقت عليها دول مثل ليبيريا ورواندا والمكسيك.

في المقابل، هيمنت الدول الأوروبية على المراكز العشرة الأولى، وكانت آيسلندا في الصدارة. وبلغت نسبة تقليص الفجوة العالمية بين الجنسين 68.5 بالمئة في 2024، ما يشير إلى أن التقدم نحو المساواة لم يتجاوز 0.1 نقطة مئوية مقارنة بالعام السابق، ما يعكس تباطؤًا في وتيرة التحسن.

وأوضحت الصحيفة أن الفجوة بين الجنسين تُقاس وفق أربعة أبعاد: المشاركة الاقتصادية، والتعليم، والصحة، والتمكين السياسي.

على الصعيد الاقتصادي، تبلغ الفجوة 60.5 بالمئة، حيث تكسب النساء نحو 80 بالمئة مما يكسبه الرجال مقابل نفس الوظائف. وفي ظل الولاية الثانية لدونالد ترامب، تتوقع ماريا سولاناس، الخبيرة في شؤون المساواة بين الجنسين، أن الأمر التنفيذي الذي وقّعه ترامب فور توليه الرئاسة يعكس توجهه نحو تقليص حماية النساء، لا سيما في سوق العمل، إذ يعتبر سياسات التنوع والشمولية إجراءات تمييزية. وأضافت أن هذا النهج يعكس تغيرًا أوسع في المواقف تجاه المساواة، حيث تُوجَّه رسالة واضحة إلى الشركات مفادها أن الإنصاف لم يعد معيارًا مقبولًا.

العودة إلى الوراء
وأشارت الصحيفة إلى أن التغيير في سياسة المساواة بدأ ينعكس على الشركات التي أصبحت في حيرة من كيفية التعامل مع هذا الواقع الجديد. ففي إسبانيا، طلبت السفارة الأمريكية من مورديها تقديم شهادة تؤكد عدم التزامهم بسياسات التنوع والمساواة، الأمر الذي دفع وزارة العمل الإسبانية إلى التشديد على "الامتثال الصارم" لتلك السياسات. ومع ذلك، لا يزال الجدل مستمرًا.

وحذّرت الباحثة لويسا غارسيا من أن حالة الارتباك هذه داخل الشركات تُلحق ضررًا بالنشاط الاقتصادي، مشيرة إلى أن شركتها تلقت استفسارات عديدة من عملائها حول كيفية التكيف مع التغييرات دون التخلي عن التزاماتهم في مجال الإنصاف. في المقابل، لجأت بعض الشركات إلى إلغاء سياسات التنوع والشمولية بالكامل، كما فعلت "ميتا"، التي أرجعت قرارها إلى "تغيّر المشهد القانوني والتنظيمي"، بينما قامت "ماكدونالدز" بتعديل برامجها الخاصة بالتنوع وإلغاء بعض أهدافها في هذا المجال.

من جانبها، ترى ماريا سولاناس أن هذه الردود ليست جديدة، مستشهدة بتحليلها لسياسات ترامب خلال عامه الأول في الرئاسة، حيث وجدت أنه ألغى خلال الأشهر الـ 12 الأولى تدابير رئيسية لمكافحة التمييز في العمل، وتقليص الفجوة في الأجور، مما انعكس سلبًا على استقرار المجتمع والاقتصاد. وأضافت أن غياب النماذج النسائية في المناصب السياسية الرفيعة، واستمرار فجوة الأجور، يؤديان إلى خسائر اقتصادية ملموسة.

القيادة
يتّفق الخبراء على أن أحد أبرز العواقب المترتبة على هذه التغيرات سيكون تأثيرها على إدماج النساء في المناصب القيادية، وهو مجال شهد تقدمًا في السنوات الأخيرة، لكنه لم يرقَ إلى مستوى التوقعات.

ووفقًا لتقرير "فجوة النوع الاجتماعي 2025" الذي أعدته غرانيو، لا تزال نسبة تمثيل النساء في المناصب العليا محدودة إذ يشكلن 10 بالمئة فقط من الرؤساء التنفيذيين في شركات "فورتشن 500"، بينما لا تتجاوز نسبتهن 5 بالمئة من الشخصيات الأكثر نفوذًا في قائمة "فوربس 2024"، وذلك رغم ارتفاعها بمقدار 2 بالمئة مقارنة بعام 2020. أما في تقرير "هارفارد بيزنس ريفيو" 2024، فتمثل النساء 8 بالمئة فقط من أفضل 100 قائد عالمي، وفي تصنيف "براند فاينانس"، هناك 7 نساء فقط ضمن قائمة أفضل 100 قائد.

ترى لويسا غارسيا أن الخطاب حول الجدارة والإنجاز عاد إلى سطح المشهد، لكنه يتجاهل التحيزات التاريخية التي لطالما كانت عائقًا أمام تقدم النساء. وتشير إلى أن هذا الاتجاه يعيد إثارة الشكوك حول كفاءة النساء، ويعيد إنتاج الأفكار النمطية التي تزعم أن غيابهن عن المناصب القيادية يعود إلى نقص الطموح أو الكفاءة، مما يعد خطوة إلى الوراء في مسار تحقيق المساواة، حيث يتم فرض تغييرات على الحوار المتعلق بدور النساء في مواقع القيادة.

"دون فلتر"
قالت الصحيفة في تقريرها الأخير "دون فلتر"، الذي نُشر في 8 آذار/ مارس، إن الباحثة لويسا غارسيا درست كيف تحولت وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصًا "إكس"، إلى منصة للهجوم على الخطاب النسوي. وأظهرت بياناتها، المستندة إلى تحليل 8.5 مليون رسالة من 12 دولة، تزايدًا حادًا في الاستقطاب، حيث باتت 50 بالمئة من الرسائل المتعلقة بالنسوية تحمل طابعًا سلبيًا. كما كشفت أن 98 بالمئة من الحسابات المشاركة في النقاش كانت ذات توجهات متطرفة، وأن مناهضي النسوية يستخدمون الشتائم بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالنسويين المتشددين.



وأشارت الصحيفة إلى أن غارسيا ترى أن هذا المناخ العدائي يؤدي إلى نوع من الرقابة الذاتية، حيث تتجنب الشركات والمنظمات التعبير علنًا عن مواقفها المؤيدة للمساواة، مما يعيق تحقيق التقدم. مع ذلك، هناك شركات تقاوم هذا الاتجاه مثل آبل التي طلبت من مستشاريها التصويت ضد مقترح يسعى لإلغاء برامج التنوع والمساواة وهو ما عارضه الرئيس التنفيذي تيم كوك علنًا.

وترى غارسيا أن هذا الواقع، رغم تحدياته، يمثل فرصة للشركات الداعمة للمساواة والتنوع لتعزيز علاماتها التجارية، لكنه يتطلب التزامًا واضحًا من المجالس الإدارية. وعلى الرغم من أنها تعتبر أن الوضع الحالي يمثل انتكاسة لحقوق النساء، إلا أنها تؤكد أن النساء اليوم أكثر استعدادًا للنضال، ويحظين بدعم متزايد من الرجال في هذه المعركة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يفتح جبهة جديدة ضد المساواة: هل تواجه النساء أكبر انتكاسة اقتصادية؟
  • رغم تاريخه في التصعيد ضد إيران.. ترامب يلوح بإجراء مفاوضات نووية مع طهران
  • أوكرانيا تواجه مخاطر الانهيار بدون الأسلحة الأمريكية
  • زعيم كوريا الشمالية يلوح بتحريك غواصاته النووية ضد الأعداء
  • روبيو: الرئيس ترامب ملتزم بإنهاء الحرب الاوكرانية في أقرب وقت ممكن
  • المنبر العالمي للديمقراطية: أوروبا لا تقدر الأوضاع الراهنة بشأن الأزمة الأوكرانية
  • النبطية تواجه الدمار.. أكبر فانوس رمضاني على أنقاض سوقها التجاري المدمّر
  • ترامب يلوح بتمديد مهلة بيع تيك توك
  • أوروبا في مهب رياح دونالد ترامب