سودانايل:
2025-02-22@18:35:01 GMT

من سنار إلى الخرطوم: أطراف الحرب ومؤسسي الدولة!

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

ربما أن أهم نقطة تتبادر إلى الذهن على خلفية تاريخ السودان —في تقديري— أن هذه الحرب هي صراع داخل (نفس النظام وروافده في تفكير العقل السياسي السوداني)، الذي أسس (الجمهورية الأولى!) أو ما ظل البعض يطلق عليها إسم (دولة ١٩٥٦)..
نفس العقل السياسي الذي بناها في حقب مختلفة من تاريخ السودان؛ متمرحلة من ممالك ومشيخات وحواكير إلى جمهورية، قرر آخيراً في ١٥ أبريل الماضي تدمير "هذه الجمهورية" والبناء على أنقاضها (جمهورية ثانية) —ربما تكون هي السودان الجديد وربما لا تكون!— فبينما ظل حلم (تدمير مركز السلطة الاستعماري) يداعب خيال "الحركات المسلحة" في الهامش لعقود —باعتبار هذه الحركات تمثل (نُظم تفكير) مختلفة عن نظام تفكير مؤسسي الجمهورية الأولى— إلا أنها فشلت في الوصول إلى مركز السلطة الاستعماري وتدميره!
السؤال: من الذي وصل إلى مركز السلطة ودمره؟
الإجابة: (نفس نظام التفكير في العقل السياسي السوداني) الذي كان مسؤولاً عن تأسيس الدولة منذ ١٥٠٥م!!.

..
ولو سألنا أنفسنا: ما الذي يفرق ثقافياً وإثنياً بين (العرب العبدلاب القواسمة)، الذين تحالفوا مع (الفونج) لتأسيس السلطنة الزرقاء. أو "عرب كردفان ودارفور"، الذين تحالفوا مع (الثورة المهدية) لتأسيس الدولة. أو "النُخب الكردفانية و الدارفورية والشمالية ونُخب الوسط"، التي ورثت الاستعمار..
ما الذي يفرق بين هؤلاء جميعهم وبين (قوات الدعم السريع) ب"مكوناتها القبلية، وحلفائها من الوسط والشمال والنيل الازرق؟"..
سنُلاحظ أنه.. (هو نظام التفكير نفسه) يصارع ضد بعضه البعض.. ضد رافد من روافده!! بينما النُظم الأخرى، التي عادةً نقصدها عندما نتحدث عن (تنوع السودان). أو يسميها البعض ب(الكتلة التاريخية = الشمال النوبي، جنوب النيل الأزرق، المجموعات غير العربية في دارفور وجنوب كردفان والبجا في الشرق).. هؤلاء جميعهم (ككيان مستقل قائم بذاته) في إطار (الكتلة التاريخية)، هذا الكيان الآن أما متواطئ أو لا (وجود له رسمياً) في هذه الحرب!! أشبه بالمتفرج؟!..
فالفاعل الحقيقي في هذه الحرب، هو (نظام التفكير المركزي)، الذي ظل يقود السودان تاريخياً، و(روافده) التي دخلت معه في صراع!! وهي ترفع (للمفارقة) شعارات (الكتلة التاريخية!!)، فيما الكتلة التاريخية ذات نفسها (مصطكة)، لا تدري ماذا يتوجب عليها أن تفعل، في هذا المنعطف التاريخي الخطير!!!

ahmeddhahia@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

جائحة مؤامرونا التي تجتاح السودانيين

 

جائحة مؤامرونا التي تجتاح السودانيين

خالد فضل

هل يمكن لشخص أنْ يُحصي عدد المؤامرات ضد السودان والشعب السوداني ؟ إنّها على وزن شنقاي طوباية تلقي لي دهباية، نحتاج كسودانيين إلى قسمين مهمين في العلوم الإجتماعية والسلوكية هما علم الإجتماع وعلم النفس، غياب هذين العلمين يعتبر مؤامرة.

ما من حدث إلا وكان مؤامرة، لدرجة أنّ صديقا من الشعراء المطاميس أيام شبابنا في الجامعة كتب قصيدة جاء فيها : كان وجهك موغلا في السحر مؤتفكا (متآمرا) ضدي يهرّب للخلية شكله . حتى الحبيبة تتآمر ضد المحب، أفلا نحتاج إلى علم النفس فعلا ؟

اسم البلد يقال إنّه مؤامرة ضد الإسم الذي يحمل دلالات  كسنّار أو كوش مثلا، السودان صيغة جمع في اللغة العربية ومفردها أسود . وهذه نفسها مؤامرة بيضان ضد السودان .

استقلال القُطر مؤامرة إنجليزية ضد المؤامرة المصرية بإتحاد وادي النيل. الشماليون تآمروا على الجنوبيين ؛ فما أعلنوا البلد جمهورية فيدرالية ديمقراطية ؛ فالفيدرالية مؤامرة ضد الوحدة الوطنية .

مؤامرة حزب الأمة وسكرتيره عبدالله خليل استدعت إبراهيم عبود قائد الجيش لتسلم الحكم ، والجنرال صنّف السياسيين الماوئين للمؤامرة كمتآمرين على البلاد والشعب ؛إذ هم تآمروا على المؤامرة

أكتوبر كانت مؤامرة يساريين . وتآمرت الأحزاب اليمينية على جبهة الهيئات والحزب الشيوعي،  فجاء الرد مؤامرة الجبهة اليسارية و مايو إتولد .وأب عاج أخوي دراج المحن، وتآمرت أمريكا والإمبريالية،  فهي ضد مؤامرتنا الإشتراكية . وسرعان ما تآمر النميري ضد الشيوعيين فاقصاهم من السلطة وانجرف عن المؤامرة الأصلية،  فكان الرد نرفع سد ونردم سد إشتراكية لآخر حد، وعاد التآمر ثانية (عائد عائد ) على مؤامرة (القلبة هوبا) فكانت حمامات الدم والمؤامرة الكبرى ضد الشيوعيين . المؤامرات عندنا مثل غلوطيات التسلية في أحاجي الحبوبات زمان قبل عصر الواتساب وحبوبة سوسو ونهلة وأريج . شوفو الأرنب غشامتا خلطت قطينتي مع قطينتا .. ونضحك ملء أشداقنا المتآمرة !!

حبيب الملايين أب عاج طيلة 16سنة يشكو المؤامرات ضد الشعب والوطن، مؤامرات القذافي ؛ بعد تآمره معه ضد جماعة بابكر النور، ومؤامرات التكريتي صدام العراق، والحبشي منغستو هايلي مريام , والسوداني جون قرنق , والكاذب الضليل؛ الصادق المهدي , وأخوان الشيطان ؛جماعة الترابي، والوضيع حسين الهندي، وأم المؤامرات مؤامرة المرتد ؛محمود محمد طه ضد الإسلام عدييل كده.

الصادق وابن عمه مبارك واجهوا مؤامرات المتمرد قرنق ضد الشعب والوطن، و التجمع النقابي وأساتذة جامعة الخرطوم و وفد ناس د. الواثق كمير، والمتآمران الكبيران د. عشاري و د. بلدو و كتاب مذبحة الضعين . أمّا مؤامرة الجبهة الإسلامية فقد كانت مؤامرة من البعثيين ومجلة الدستور وخبرها المنشور عن عمر البشير ( حتى قلبا) بتآمر إبراهيم نايل إيدام في الإستخبارات . وبدأت مؤامرات الكيزان لثلاثين سنة وما تزال في إزدياد، منذ مؤامرة (إذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا)، ومؤامرة علي عثمان في الهيمنة داخل التنظيم . وما يقابلها من مؤامرات المعارضة في إنقلاب ضباط رمضان ، و التجمع الوطني الديمقراطي ومقررات أسمرا ضد الشعب والوطن، ومؤامرة مبادرة الإيغاد، وميشاكوس ونيفاشا وفصل الجنوب . وصولا لمؤامرة تجمّع المهنيين , وعناصر حركة عبدالواحد محمد نور للتخريب، وقبلها مؤامرة قوش و ود إبراهيم ,ومؤامرة تمكين حميدتي كترياق لمؤامرات الإسلاميين ضد أسد إفريقيا الهصور .لينتهي الشوط الثلاثيني الأول بمؤامرة اللجنة الأمنية وابن عوف وصعود البرهان وحميدتي . ثمّ مؤامرات الإحزاب وقحت ضد لجان المقاومة،  وجماعة الموزضد المركزي , والناظر تِرك في شرق السودان، ومؤامرة 25أكتوبر2021م، ومؤامرة عودة حمدوك، وقبلها مؤامرات قتل المتظاهرين وفض الإعتصام، وتهريب الذهب والمواشي والسمسم ونهب الموارد .. كل شئ في حياتنا مؤامرة، ليس هناك ما يسمى، خطأ وتقصير وسوء تقدير وجهل وعدم معرفة وضعف خبرة مهنية، وأهلية، ومحسوبية وانحياز بحسن نية أوخبيث طوي، ليس في أي قرار إلا المؤامرة ولو كان نقل خفير من بوابة ليحرس بوابة ثانية في نفس السور، ألا نحتاج إلى علم نفس وإجتماع كمؤامرة ولقاح ضد جائحة مؤامرونا الهايجة فينا دي !! وبرضو مؤامرة ما يحدث في بورتسودان و نيروبي الآن لو كان قاعدة عسكرية روسية أو فيالق حرس ثوري إيرانية أو تعديل وثيقة دستورية أو إنتاج وثيقة تأسيسية .. يا أيتها الإمارات كُفي عن مؤامرتك ضد الشعب والوطن، أيتها الإيغاد والإتحاد إفريقي وأوربي وبلاد العم سام وكولومبيا ومجلس حقوق الإنسان والتقرير المتكامل ولجنة تقصي الحقائق، أيها العرب والعجم، النساء والرجال، وعرب الشتات جراد الصحراء، هوووي بطّلوا مؤامراتكم، لدينا فائض منها للتصدير ، لدينا (نفس أمّارة بالسوء ) هي منجم المؤامرات و أنتم لا تشعرون !!!

 

 

الوسومالترابي خالد فضل عشاري مؤامرات محمود محمد طه

مقالات مشابهة

  • السودان لن يعود كما كان لأن الحرب نفسها بثت وعيا جديدا يفرض الحلول الجذرية
  • وزير الخارجية السوداني: الحرب ستنتهي خلال 3 أشهر
  • أبرز الأحداث التاريخية ليوم التأسيس
  • عبد العزيز الحلو: جوهر الصراع في السودان صراع مركز وهامش
  • الخرطوم تتهم كينيا بتهديد وحدة السودان بسبب استضافة اجتماعات لقادة الدعم السريع
  • جائحة مؤامرونا التي تجتاح السودانيين
  • السودان يستدعي سفيره لدى كينيا احتجاجا على دعمها حكومة موازية
  • «صمود» يرحب بدعوة وقف القتال خلال رمضان ويطالب أطراف النزاع بالاستجابة
  • عناوين الأخبار السياسية السودانية الصادرة صباح اليوم الخميس
  • أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها