تركيا وسياسة انتهاز الفرص.. لماذا عرضت أنقرة إرسال جنودها إلى أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
وضعت تركيا نفسها مجددًا في مركز الجهود الدبلوماسية فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، فبعد زيارات رفيعة المستوى إلى أنقرة قام بها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للعب دور الوساطة مشيدًا بمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
قال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن بلاده التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي «الناتو» بعد الولايات المتحدة قد تساهم بجنودها في مهمة محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا، إذا اُعتبر ذلك ضروريًا من أجل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا رغبة تركيا في أن تكون جزءًا من أي هيكل أمني أوروبي حال انهيار الحلف العسكري على خلفية العلاقات المتوترة بين أمريكا وحلفائها الغربيين، وفقًا لـ«فرانس 24».
وأضاف المسؤول العسكري التركي خلال إفادة صحافية أسبوعية، الخميس: «نتابع المبادرات الدبلوماسية متعددة الأبعاد الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة وبوجهة نظر تركية في إمكانية تحقيق السلام العادل والدائم من خلال تمثيل طرفي الصراع على قدم المساواة والإنصاف».
وعبّرت تركيا عن ترحيبها بمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدةً استعدادها لاستضافة المفاوضات بين الجانبين، كما فعلت من قبل عندما استضافت جولة مباحثات أولية في إسطنبول خلال إبريل 2022، أي بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في كلمة خلال مشاركته في إفطار لسفراء بلاده في أنحاء العالم، إنه لا يمكن تصور أمن القارة الأوروبية من دون تركيا التي تعتبر «جزءاً لا يتجزأ من أوروبا» ترى أن عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي «أولوية استراتيجية».
وفي سياقٍ متصل، أضاف مسؤول الدفاع التركية الذي لم يذكر اسمه، أن «أنقرة» بصفتها عضواً في حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ودولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يصبح التعاون معها أمرًا ضروريًا لكي تصبح أوروبا «لاعباً عالمياً» مستفيدةً بصناعتها الدفاعية المتطورة، وأدوارها المهمة في حل الأزمات الإقليمية، و«جيشها القوي»، خاصةً في هذه المرحلة التي تزداد فيها مخاوف القارة العجوز في مجال الأمن.
فيما أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده تريد أن تكون جزءاً من أي هيكل أمني أوروبي جديد حال تفكك حلف الـ«ناتو»، مشيرًا في تصريحات لصحيفة «فاينانشيال تايمز» على هامش مشاركته في قمة أوروبية بشأن أوكرانيا في لندن، إلى أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها ترامب تمثل «دعوة للأوروبيين كي يستقيظوا ويتحدوا لتصميم مركز ثقل خاص بهم».
وأضاف «فيدان»: «لقد خرج المارد من القمقم، ولا يمكن إعادته، وحتى لو قرر ترامب عدم الانسحاب من أوروبا في الوقت الحالي، فمن الممكن أن يأتي في المستقبل شخص يحمل وجهات نظر وأفكاراً سياسية مماثلة ويفكر في تقليص مساهمات أمريكا في أمن أوروبا».
من جانبها، حللت مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات»، وهي مؤسسة بحثية تابعة للمحافظين الجدد ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، موقف تركيا الأخير الذي يعبر عن استراتيجيتها الأوسع، ففي المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي، ألقى وزير الخارجية التركي باللوم في تعثر مفاوضات عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي على سياسات الهوية الأوروبية، مشيرًا إلى أن الكتلة كانت مترددة في قبول دولة ذات أغلبية مسلمة.
وقد توقفت عملية ترشيح تركيا للاتحاد الأوروبي، التي بدأت في عام 1999 وشهدت بدء المفاوضات في عام 2005، منذ عام 2016 بسبب المخاوف بشأن التراجع الديمقراطي والنزاعات مع اليونان وقبرص.
وتوضح «الدفاع عن الديمقراطيات»، أنه من خلال تعزيز دورها في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ربما تحاول تركيا الضغط على الاتحاد الأوروبي لحمله على تقديم تنازلات، مثل تحرير التأشيرات وتوسيع اتفاقيات الجمارك، أو ربما تستغل «أنقرة» المخاوف الأوروبية المتزايدة من تضاؤل الوجود الأمني الأميركي، على أمل وضع نفسها كلاعب جيوسياسي رئيسي.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يعرض أردوغان العلاقات مع روسيا للخطر من خلال الدفاع الكامل عن قضية أوكرانيا، بل إن اعتماد أنقرة الاقتصادي على موسكو بدءًا من واردات الطاقة إلى الصادرات الزراعية، يمنح بوتن نفوذًا على تركيا، ومن غير المرجح أن يتغير سلوك أردوغان المتوازن نُصرةً لـ«كييف»، فهو سيواصل تقديم الدعم اللفظي لسيادة أوكرانيا في حين يعمل في الوقت نفسه على تسهيل المحادثات بين موسكو وواشنطن، بحسب تحليل المؤسسة البحثية الأمريكية.
وتتجلى حالة الريبة حول توجهات تركيا وسعيها إلى اللعب على حبلين من وجهة نظر حلفاء الناتو، في تصرفات الرئيس التركي التي تجعله «شريكًا غير موثوق به»، فمن مقاومة بلاده لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي مرورًا برفضه التخلي عن نظام الصواريخ الروسي الصنع «S-400» وصولاً إلى التقرب من خصوم أوروبا خاصةً روسيا والصين، كل هذه الأمور تعزز الشكوك حول نية أردوغان من تدخله على خط المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
المصري اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
استعراض الفرص الاستثمارية البيئية في البريمي
البريمي- ناصر العبري
ناقش المجلس البلدي لمحافظة البريمي عددًا من الموضوعات التنموية والخدمية المدرجة على جدول أعماله، ومن أبرزها استثمار الموارد الطبيعية لتعزيز السياحة البيئية، ومستجدات مشاريع البنية الأساسية في المحافظة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الرابع للمجلس لهذا العام، الذي ترأسه سعادة السيد الدكتور حمد بن أحمد البوسعيدي محافظ البريمي رئيس المجلس، بحضور الأعضاء. وأشاد سعادة رئيس المجلس بالجهود المبذولة من قبل القطاعات وما تحقق من مؤشرات إيجابية في مختلف المجالات، مؤكدا أهمية متابعة تنفيذ كافة المطالبات الخدمية بأسرع وقت ممكن.
وأشار سعادته إلى أن مشروع المحطة الواحدة (قاعة إنجاز) في طور التصميم النهائي، والتي ستسهم في تسريع إنجاز الأعمال صح المعاملات وتسهيل الوصول إلى الخدمات.
واستعرض محمد بن علي البادي عرضا مرئيا تناول الفرص الاستثمارية البيئية وأهمية الاستفادة من المقومات الطبيعية لدعم السياحة المستدامة في المحافظة، مع طرح فكرة تطوير واستثمار منطقة مضبة كمشروع سياحي بيئي، ومقترح تشجير المناطق المحيطة بالمحاجر والكسارات وإنشاء (حزام أخضر) بالأشجار المحلية المعمرة لدعم الغطاء النباتي الطبيعي، بالإضافة إلى مقترح استثمار مدخل ولاية البريمي لما تتمتع به المنطقة من مقومات طبيعية مميزة قد تسهم في تعزيز الجذب السياحي.
وتناول الاجتماع أيضًا عرضاً مرئياً قدمته إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة البريمي، استعرضت خلاله خطتها للعام 2025م ومشروع إنشاء المبنى الجديد للإدارة، الذي يهدف إلى تحسين بيئة العمل وتطوير الخدمات المقدمة.
واطلع المجلس ضمن جدول أعماله على أبرز المنجزات التي حققتها المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة البريمي خلال عام 2024م، والتي شملت رفع كفاءة الإنتاج الزراعي، وتطوير أنظمة الري الحديثة، وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية في ولايات المحافظة.
وتناول المجلس مستجدات الدراسة الاستشارية الجارية لمشروع تصريف مياه الأمطار في ولاية البريمي التي تنفذها شركة مختصة في هذا المجال، مؤكدين أهمية تحسين نظام تصريف المياه لضمان حماية الممتلكات العامة والحد من المخاطر الناتجة عن الفيضانات.
وأكد سعادة السيد الدكتور رئيس المجلس أن مشروع المركز الترفيهي بولاية البريمي سيسهم في توفير مرافق ترفيهية لجميع فئات المجتمع، مما يعزز جودة الحياة ويستقطب السياحة من داخل وخارج المحافظة، مصيفا أن هذه المشاريع ستفتح المجال أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتطوير أعمالها، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأبناء المحافظة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويخدم المجتمع بشكل عام.
واعتمد المجلس خلال الاجتماع عددًا من محاضر اللجان، شملت لجنة تطوير وتنمية المحافظة، ولجنة الشؤون الصحية والبيئية، ولجنة الشؤون الاجتماعية، كما استعرض المجلس رد مدير عام البلدية بشأن مقترح تجميل جانبي الطريق من دوار النهضة إلى بوابة البريمي، ورصف شارع اسفلتي بالولاية، إضافة إلى إمكانية زيادة المعدات والآليات بدوائر البلدية لتعزيز الخدمات.