قوانين كبلر.. كيف مهدت الطريق لفهم حركة الكواكب؟
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
في عام 1609، أحدث العالم الألماني يوهانس كبلر ثورة في علم الفلك عندما وضع قوانينه الثلاثة لحركة الكواكب، التي غيرت نظرتنا إلى الكون، ورسّخت الأسس التي بنيت عليها الفيزياء الفلكية الحديثة، كانت هذه القوانين بمثابة كسر للنظريات القديمة التي سادت لقرون، وأبرزها نظرية العالم الإغريقي بطليموس، التي افترضت أن الكواكب تدور في دوائر كاملة حول الأرض.
وُلد كبلر عام 1571 في ألمانيا، وكان مولعًا بالرياضيات والفلك منذ صغره، تتلمذ على يد عالم الفلك الدنماركي تيخو براهي، الذي جمع بيانات دقيقة عن حركة الكواكب، خصوصا كوكب المريخ.
وبعد وفاة براهي، ورث كبلر هذه البيانات وبدأ في تحليلها ليصل إلى استنتاجاته الثورية.
القوانين الثلاثة التي غيرت علم الفلك1. القانون الأول: المدارات الإهليلجية (1609)
قبل كبلر، كان يعتقد أن الكواكب تدور في مسارات دائرية مثالية حول الشمس، لكن حساباته كشفت أن المدارات في الواقع إهليلجية (بيضاوية)، وأن الشمس ليست في المركز تمامًا، بل تقع في إحدى بؤرتي المدار.
كان هذا اكتشافًا صادمًا، لأنه خالف الاعتقاد السائد في ذلك الوقت بأن الكون يسير وفق أشكال هندسية مثالية.
2. القانون الثاني: السرعة المتغيرة للكواكب (1609)
لاحظ كبلر أن الكواكب لا تتحرك بسرعة ثابتة، بل تتسارع كلما اقتربت من الشمس، وتتباطأ عندما تبتعد عنها، ووضع قاعدة رياضية لذلك، تُعرف بـ “قانون المساحات”، حيث قال إن الخط الوهمي الذي يصل بين الكوكب والشمس يقطع مساحات متساوية في أزمنة متساوية، مما يعني أن الكوكب يتحرك أسرع عندما يكون قريبًا من الشمس، وأبطأ عندما يكون بعيدًا عنها.
3. القانون الثالث: العلاقة بين الزمن والمسافة (1619)
بعد سنوات من البحث، توصل كبلر إلى أن هناك علاقة رياضية بين زمن دوران الكوكب حول الشمس وبين متوسط بعده عنها، ينص هذا القانون على أن مربع زمن الدورة المدارية يتناسب طرديًا مع مكعب نصف المحور الرئيسي للمدار، ببساطة، كلما كان الكوكب أبعد عن الشمس، زادت مدة دورته حولها.
التأثيرات العلمية لقوانين كبلرلم تكن قوانين كبلر مجرد نظريات، بل أصبحت الأساس الذي بنى عليه العالم إسحاق نيوتن قوانين الجاذبية بعد ذلك بسنوات. كما أنها استخدمت لاحقًا في فهم مدارات الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية، وساهمت في نجاح رحلات الفضاء
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علم الفلك حركة الكواكب إسحاق نيوتن المزيد
إقرأ أيضاً:
الجزائر.. ترميم 17 ألف وثيقة وإدراج مخطوطين في سجل ذاكرة العالم
أعلن زهير بللو، وزير الثقافة والفنون الجزائري، عن تحقيق إنجازات بارزة في مجال حفظ التراث الثقافي، حيث تمكنت المكتبة الوطنية والمركز الوطني للمخطوط بأدرار من ترميم 17 ألف وثيقة خلال العام الماضي، مع التخطيط لترميم 30 ألف وثيقة مخطوطة إضافية خلال العام الحالي.
وكشف الوزير الجزائري، في تصريحات له، عن تمكن الجزائر من إدراج مخطوطين في "سجل ذاكرة العالم" التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وهما "المستملح من كتاب التكملة" لمؤلفه محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، وكتاب "القانون في الطب" لابن سينا.
يُعد كتاب "المستملح من كتاب التكملة" للمؤرخ والمحدث شمس الدين الذهبي (673 هـ – 748 هـ) من أبرز الأعمال التي تتناول تراجم الرجال والنقد التاريخي.
وهو جزء من مشروع الذهبي الضخم في توثيق الأعلام ومراجعة رواياتهم وإسهاماتهم في العلوم والفنون.
ويجمع بين التوثيق الدقيق والتحليل النقدي لشخصيات عاشوا في فترات مختلفة، مما جعله من المصادر الرئيسية في علم الجرح والتعديل.
أما كتاب "القانون في الطب" للفيلسوف والعالِم ابن سينا (980م – 1037م) فهو أحد أهم الكتب في تاريخ الطب.
إعلانوهو ُمقسم إلى 5 أجزاء أساسية، ويُقدم نظرة شاملة ومتكاملة للعلوم الطبية في عصره، بدءًا من المبادئ العامة للصحة والمرض، إلى التشخيص والعلاج.
يُعدّ القانون موسوعة طبية متقدمة تشمل شرح الأمراض، الأدوية، والعلاجات، كذلك يتميز بمنهجه العلمي والفلسفي في فهم جسم الإنسان.
لقرون طويلة، كان الكتاب المرجع الأساسي لتدريس الطب في الجامعات الإسلامية والأوروبية، حيث شكّل حلقة وصل بين الحضارة الإسلامية والعلوم الغربية القديمة.
يُبرز القانون عبقرية ابن سينا في توظيف الفلسفة والطب معًا لتقديم نظرية مبدعة وشاملة للصحة البشرية.
يذكر أن مصلحة المخطوطات بالمكتبة الوطنية الجزائرية تضم "6902 مخطوط، من بينها أقدم مخطوط مكتوب يعود للقرن الثاني الهجري، وهو عبارة عن بعض الآيات القرآنية المكتوبة على جلد الغزال بالخط الكوفي العراقي، ومخطوطات أخرى أغلبها بالخط العربي بكل أنواعه.
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) برنامج سجل ذاكرة العالم في عام 1992 بهدف الحفاظ على التراث الوثائقي الإنساني من التدهور والضياع الناتج عن الحروب، الكوارث الطبيعية، أو العوامل الزمنية.
يمثل البرنامج جهدًا عالميًا لحماية التراث الإنساني المتمثل في المخطوطات، الوثائق التاريخية، الصور الفوتوغرافية، الأفلام، والمحفوظات الوطنية، لضمان بقائها للأجيال القادمة.
يركز البرنامج على توثيق وتسجيل الوثائق التراثية ذات القيمة العالمية التي تحمل أهمية تاريخية أو ثقافية كبرى.
منذ انطلاقه، شهد سجل ذاكرة العالم مبادرات عديدة لتوثيق التراث، وتم إدراج 494 مجموعة وثائقية من مختلف أنحاء العالم بحلول مايو/أيار 2023، مما يجعل منه منصة عالمية لحماية التراث الإنساني.
إعلانومن إنجازات البرنامج، إدراج كتاب جيكجي، أقدم كتاب طُبع بالحروف المعدنية المتحركة في العالم، ضمن السجل، بالإضافة إلى تخصيص جائزة "جيكجي" التي تُمنح كل عامين للأعمال الوثائقية المميزة.
كذلك شهد السجل مساهمات واسعة من الدول العربية، مثل إدراج المملكة العربية السعودية لنقوش إسلامية كوفية، والمغرب لتراث ابن خلدون، ومخطوطات يمنية ضمن التراث العالمي.