المال والمصلحة الشخصية هما المحركين الرئيسيين، يواجه الإنسان العاطفي الذي يبحث عن الحب الحقيقي معاناة كبيرة.... في عالم تسوده المادية والجفاء، أصبحت العواطف مجرد رفاهيات وسذاجة.... حتى الإنسان الروحي الذي يؤمن بالمعجزات وينتظرها، ويربط كل شيء بتدخلات الله، أصبح خياليًا وغير منطقي في عيون الناس البعيدة عن العواطف والجوانب الروحية.

يواجه هذا الإنسان العاطفي والروحي تحديات كبيرة في حياته، بسبب توازنه الذي يجعله يوازن بين قلبه وعقله، بعيدًا عن القوالب الجافة التي تفرضها المجتمعات الحديثة.... إلا أن هذه العاطفة العميقة والرؤية الروحية تصطدم كثيرًا بالواقع المادي القاسي، حيث يُنظر إليه على أنه ضعيف أو مفرط في حساسياته.... يُتهم أحيانًا بالانعزال أو الهروب من الواقع، لكن الحقيقة أنه ببساطته وعاطفته يسعى للبحث عن المعنى العميق الحقيقي في الحياة، بعيدًا عن القشور السطحية والمظاهر.

هذا الإنسان الذي يتطلع إلى السكينة الروحية، يشعر في بعض الأحيان بالعزلة من أجل التأمل والتحليل وينتظر معجزات إلهية تتماشى مع طبيعة العصر.... قد لا يتفهمه الكثيرون وقد ينتقدوه بشدة، خاصة لو كانوا ممن يقدسون الربح والمنافسة وينغمسون في المادية ولا يؤمنون إلا بالأشياء الملموسة العملية. ولكن رغم ذلك، يظل يسعى لتكون روحه الطيبة ومشاعره النبيلة أملًا في عالم يحتاج بشدة إلى المزيد من الإيمان والتعاطف.... هذا الإنسان يسعى للكمال والإصلاح دائمًا في أدق تفاصيل حياته رغم إيمانه بأن الحياة ليست كاملة. ويعي جيدًا أنه لن يستطيع إصلاح الجميع أو كل شيء لأنه يؤمن أنه لديه عيوب أيضًا.... لكنه يتمنى لو أن كل شيء مرتب ومنظم وجميل.

نحن كأشخاص عاطفيين وروحيين، نعيش وسط أشخاص لا يفهمون أو يتقبلون بسهولة تلك المشاعر العميقة التي نشعر بها.... نعيش بقلوبنا ونبحث عن المعنى العميق في كل تجربة وكل لحظة.... ندقق في الكلمات والتفاصيل الدقيقة مما يجعلنا أكثر حساسية تجاه ما يحدث حولنا.... كثيرًا ما نواجه عدم فهم وعدم تقدير من الآخرين، خاصة لو كانوا عمليين، وقد نتهم بالمبالغة في ردات أفعالنا بالغضب وعدم المرونة عندما ندافع عن أنفسنا.... يجد البعض في مشاعرنا الزائدة أو تفكيرنا الروحي شيئًا غريبًا وغير منطقي.... قد يعتبرنا البعض، خاصة الماديين، أشخاصًا مبالغين وهاربين من الواقع.

من أجل أن نعيش حياة هادئة ومتزنة تتوافق مع طبيعتنا العاطفية الحساسة والروحية، يجب أن نتجاهل تمامًا كل الانتقادات الهدامة من الأشخاص المختلفين عنا، من غير المقدرين لطبيعتنا.... علينا ألا نضيع الوقت والجهد في شرح وتبرير ما نفكر فيه وما نشعر به، خاصة مع عقول متحجرة ومحدودة بنظرة مقتصرة على المصالح الشخصية ومختصرة الحياة في الأشياء الملموسة.... لأنها ستعتبرنا أشخاصًا خياليين وساذجين بعيدين عن الواقع.... علينا أن نبحث عن من يشبهنا فيفهمنا ويشاركنا حياتنا بحب ودعم وانسجام وتوافق.... ما أجمل مشاعرنا العميقة التي تجعلنا أذكياء نقرأ الواقع ونفهم أنفسنا جيدًا ونميز طبيعتنا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المحبة القبول التعاطف المزيد

إقرأ أيضاً:

إيمان كريم: اجتماعات القومي للإعاقة تستهدف إعداد إستراتيجية شاملة تراعي مجالات الحياة كافة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة الأسبوع الجاري، اجتماعين للجان النوعية ضمن اجتماعات اعداد الاستراتيجية الوطنية للإعاقة "2025-2030"، الاجتماع الأول استهدف لجنة التكنولوجيا المساعدة، فيما ركز الاجتماع الثاني مناقشاته مع لجنة الحماية الإجتماعية.

جاء الإجتماعان بحضور الدكتورة منى البدري ، هدير حسام الباحثتين بالإدارة العامة لإصدار الاستراتيجيات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والدكتورة حياة خطاب عضو مجلس الشيوخ ورئيس اللجنة البارالمبية سابقًا،  محمد سري المسئول الإعلامي المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، والمهندس وائل همام مسئول إدارة التخطيط والمتابعة بالمجلس، والدكتور أحمد شلتوت مسئول المراجعة الداخلية والحوكمة بالمجلس،  داليا عاطف مسئول إدارة المرأة والطفل بالمجلس، وشارك في الإجتماعين المهندسة هدى دحروج ممثلةً عن وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات،  أيمن عبد الرحمن ابراهيم باحث بالمجلس القومي للطفولة والأمومة،  أميرة الرفاعي المدير التنفيذي لصندوق عطاء،  خليل محمد خليل رئيس الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة التضامن الإجتماعي،  محمد محمود سايح ممثلًا عن الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي.

تناول اجتماع التكنولوجيا المساعدة ضرورة وجود قاعدة بيانات محددة للأشخاص ذوي الإعاقة تراعي تصنيفاتهم المختلفة، وكذلك لابد من وجود برامج تكنولوجية ومناهج متكاملة تراعي هذه التصنيفات، والعمل على رفع مهاراتهم في مجال التكنولوجيا المساعدة، وتأهيلهم لسوق العمل، مع إتاحة تدريبات على المهارات الرقمية، ولابد أن تكون هذه التدريبات متكافئة ومناسبة لأنواع الإعاقات، كما ناقش الإجتماع سبل تعزيز القوانين والسياسات لدعم الادماج الرقمي، ونشرع الوعي المجتمعي، وتعزيز ثقافة الدمج الرقمي، مع ضرورة تطبيق المعايير العالمية للتقنيات الرقمية "WCAG".


فيما استعرض إجتماع لجنة الحماية الإجتماعية برنامج "تكافل وكرامة"، وبطاقة الخدمات المتكاملة، والدعم العيني المشروط للأشخاص ذوي الإعاقة، والتحديات التي تواجههم في مكاتب التأهيل، والتنسيق بين وزارة التضامن ووزارة الصحة، وكذلك التحديات المتعلقة بالجمع بين المعاشين للمرأة ذات الإعاقة.


وقالت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، إن المجلس يعقد اجتماعات إعداد الاستراتيجية الوطنية للإعاقة، التي تمثل جميع أنواع الإعاقات بصفة دورية مع عدد من الخبراء والفنيين في مجال الإعاقة ومسئولي الوزارات والجهات والمؤسسات ذات الصلة، لافته في بيان صحفي صادر عن المجلس، أن هذه الاجتماعات تستهدف إعداد استراتيجية شاملة تراعي كافة مجالات الحياة لجميع الإعاقات.

مقالات مشابهة

  • مسلسل وتقابل حبيب الحلقة 8.. مواجهة حادة بين كريم فهمي وخالد سليم بسبب ياسمين عبد العزيز
  • الحلقة الثامنة من مسلسل وتقابل حبيب ..مواجهة كريم فهمي لـ خالد سليم
  • الطاهر ساتي يكتب: هذا الذي ..!!
  • تحرمك من البركة والتوفيق.. عالم أزهري يكشف أعظم صور الظلم
  • البابا شنودة الثالث: مشغولية الحياة قد تُبعدنا عن الحياة الروحية
  • في حديثه الروحي.. الأنبا كيرلس: القلب المفتوح لسكنى السيد المسيح يعمل بالحب والسلام
  • ماذا لو خرجت الألوهية من منظومة الإنسان؟.. الدكتور علي جمعة يوضح
  • «علي جمعة»: الإلحاد يحوّل الإنسان إلى مجرد شيء ويفقده إنسانيته «فيديو»
  • إيمان كريم: اجتماعات القومي للإعاقة تستهدف إعداد إستراتيجية شاملة تراعي مجالات الحياة كافة