1 - تبدو الشوارع قبل نصف ساعة من الإفطار أشبه بحلبة سباق، يتنافس في شوارعها سائقون صائمون للوصول قبل أذان المغرب لتناول الإفطار مع أهلهم في إحدى نواحي محافظة مسقط.. منذ سنوات وسرعة المتسابقين تسفر عن حوادث مؤسفة.
2 - رغم أن من بين أهم حِكم فرض صوم شهر رمضان المبارك تهذيب النفوس وتقنين نزواتها وتعويدها الصبر وتحمل مشاق الجوع والعطش بما يرفع من مستوى صحة الإنسان، إلا أن الشهر مع مرور الوقت أصبح نافذة تتسلل منها الأمراض والعِلل إلى الأبدان، ويُدمّر تحت شعارات الاحتفاء بقدومه نظام التغذية الصحية.
في رمضان فقط تزدحم الموائد بالوجبات المُشبعة بالسكر والدهون وتتكدس على سطوحها المعجنات بكافة أشكالها بعد اختفاء مُريب امتد لأحد عشر شهرًا.. في أيام رمضان فقط يجد أي صائم يُفضّل النأي بنفسه عن هذه النوعية من الطعام معزولًا عن العالم فأينما يولي ثمة أطباق تُورِث السقم.
3- لا يختلف اثنان على أن أول أهداف فرض الصوم هو الإحساس بمعاناة المُعوزين والمحتاجين والفقراء لكن الواقع يقول غير ذلك تمامًا؛ إذ تتنافس الأسر المُقتدرة في شهر رمضان لإظهار قدراتها على الإسراف.
أُسر كثيرة لا تستنكف قبل قدوم الشهر من استبدال أواني الطبخ وتغيير فُرش المنزل والمبالغة في نصب الزينات وإدخال كل جديد لا يرتبط بروحانية شهر رمضان وغاياته مما تجود به مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية.
4 - وضع الشوارع العامة في أيام شهر رمضان جدير بأن يُدخِل أي شخص حليم قادر على ضبط انفعالاته وأعصابه في حالة من التوتر والعصبية؛ فالمشوار الذي كان من المفترض أن يستغرق ساعة من الوقت يمتد إلى ثلاث ساعات.
ولأن البعض مُصرّ على قطع مسافة ٢٠٠ إلى ٣٠٠ كيلومتر يوميًا لتناول الإفطار في ولايته تزدحم شوارع محافظة مسقط الرئيسية قبل صلاة الفجر وبعد انتهاء فترات الدوام المختلفة التي أعلنت عنها الحكومة للتخفيف من احتقان الشوارع.
مئات السيارات القادمة من الولايات والعائدة إليها تتقاطر على مرمى البصر كل يوم. اختناقات مرورية مملة تُعطل مصالح العديد من الأفراد والمؤسسات الحكومية والشركات.
5 - الذي يخرج من ولايته البعيدة كل فجر رمضانيّ قاصدًا مقر عمله في مسقط سيظل مسكونًا منذ لحظة عبوره عتبة بيته بقلق الوصول متأخرًا إلى مكتبه، وعندما يعود إلى بيته بعد انتهاء ساعات العمل سيصاحبه قلق العودة متأخرًا على الإفطار وهكذا يستمر قلق التأخير الذي لا يرغب البعض في تهدئته مدة ثلاثين يومًا.
النقطة الأخيرة..
بحلول شهر رمضان نشعر أن عامًا انقضى، نتذكر أحبة وأصدقاء كانوا بيننا وقد اختفوا للأبد، نسترجع صخب آخرين هم الآن مرضى، لم يعودوا قادرين على إتيان الصخب، رمضان للتأمل فيما فات، رمضان لإيقاظ النفس ومحاسبتها، رمضان من أجل العودة لله سبحانه وتعالى.
عُمر العبري كاتب عُماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
نجلي تعرض للعقر.. عماد حسين يروي تجربته مع الكلاب الضالة
روى الكاتب الصحفي عماد الدين حسين تجربة عقر أحد الكلاب الضالة لنجله، قائلاً :"تجربتي أنني كنت محبًا للكلاب وكنت أربي كلبًا في القرية زمان، لكن المنطقة التي أسكن فيها الآن، وهي شارع مجلس الوزراء بجوار منزل سعد زغلول ومتحفه، تحولت إلى مأوى حقيقي للكلاب، وعلى الأقل الآن يوجد حوالي 30 كلبًا داخل الضريح.
وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON:"ابني، أثناء مروره في أحد الشوارع الجانبية، وهو ما يُسمى شارع حسين حجازي الذي يوجد به مجلس الوزراء والقنصلية التركية القديمة، هاجمته سبعة كلاب وعضوه عضة شديدة جدًا.
وتابع أن اضطر إلى أخذ 21 حقنة مصل مضاد للسعار، بعدها بدأت ألاحظ أن الموضوع أصبح خطيرًا. وخلال شهرين أو ثلاثة، وجدت أن عدد من تعرضوا للعقر في تزايد، وبدأت أبحث واكتشفت أن كل الناس تشتكي من الكلاب في كل مكان، في القاهرة الكبرى وفي المحافظات."
وأردف: "كل الشوارع أصبحت مليئة بالكلاب، نائمة تحت العربيات، وعندما يقترب أحد منهم تهاجمه ظنًا منهم أنه يريد إيذاءهم، فيتعرض للعض.
ولفت إلى أن بعض المصريين يضعون الطعام في الشوارع، مما جعل الكلاب تستوطن المناطق، قائلاً: "القانون تغير في مصر ولم يعد من حق الجهات قتل الكلاب أو ضربها، بل أصبح المسموح فقط هو التطعيم والتعقيم، وهذا يتطلب أموالاً كثيرة غير متوفرة.
وأشار إلى أن هناك قانونًا موجودًا لدى لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب يفترض أن يتم تطبيقه فعليا دون تأخير.
وتابع أن الظاهرة تنمو بشكل رهيب، بما يشبه ظاهرة نمو التكاتك في الشوارع، والتي أصبحت تنتشر يوميًا في شوارع جديدة إذا لم يتم معالجة الظاهرة، ستكون هناك مشكلة كبيرة لأنها فاقت التوازن البيئي.