عربي21:
2025-03-09@13:22:53 GMT

نتنياهو والعودة إلى الحرب

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

لا شك في أن نتنياهو يخطط، علناً، بأن يوقف مسار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليعود إلى الحرب. فقد وقع على الاتفاق، مكرهاً، استجابة لرغبة ترامب الذي كان يريد تسلّم الرئاسة الأمريكية، وغزة في حالة وقف إطلاق النار.

وجاء الاتفاق بأغلبية بنوده استجابة لشروط المفاوض الفلسطيني. فكان أول يوم في تنفيذ الاتفاق، إعلاناً بانتصار المقاومة، بعد حربين، بريّة وإباديّة تدميرية، امتدّت لخمسة عشر شهراً، تقريباً.

ويا للحالة النفسية والوضع السياسي، اللذين كان نتنياهو عليهما، ذليلاً مهزوماً يتفجّر حقداً وغضباً.

مع كل خطوة في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق كان انتصار المقاومة والشعب، يتأكد. وكان نتنياهو، يحاول التعطيل والتأجيل. ويحاول أن يظهر، بصاحب السطوة أمام حملات داخلية ضدّه، ولا سيما تذكيره، بوعيده، أن يُحقق من خلال الحرب، نصراً مطلقاً. 

التفسير الوحيد لفشل نتنياهو، في عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى، بالرغم مما فعل من توتير وتعطيل، خصوصاً في تطبيق البروتوكولات الإنسانية في الاتفاقية، كان انقياده لترامب، وخوفه منه. لكن مع سعي مستمر، لاستمالته في السماح له بالعمل في المرحلة الثانية، باتجاه تعطيلها. بل العودة إلى الحرب ثانية.

إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.هذا ولعل طرح ترامب، لمشروع تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وما لاقاه من معارضة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، دفعا ترامب، لدعم نتنياهو، ليلعب دوره في المرحلة الثانية. ولكن من دون أن يوقف، مساعي مندوبه الخاص ويتكوف، المكلف بمواصلة تطبيق الاتفاق، من أجل تحرير كل الأسرى المحتجزين. الأمر الذي جعل الموقف الأمريكي، أمام مفترق طرق، أحدهما راح يشجع نتنياهو، كما يدعي نتنياهو، والآخر لم يأخذ من ويتكوف، صلاحية عدم المضيّ في المرحلة الثانية، من الاتفاق.

ولهذا دخل الوضع الآن، في مواجهة احتمالين: الأول، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده (شروط المقاومة)، بإتمام تبادل الأسرى كاملاً، وانسحاب الجيش الصهيوني، من كل قطاع غزة، وإعلان وقف الحرب، بضمانات دولية وعربية. والثاني، تعطيل المضيّ في تطبيق الاتفاق، والعودة إلى التأزيم، وصولاً إلى الحرب، كما يريد نتنياهو.

إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.

من هنا، فإن موقف نتنياهو ضعيف جداً، سياسياً في العودة إلى الحرب، مما يُضعف موقف ترامب، إذا ما أعطاه الضوء الأخضر، ليخرّب الاتفاق، ويعود إلى الحرب الخاسرة من جديد.

ومن هنا، فإن إصرار المقاومة، من خلال المفاوض الفلسطيني، على تنفيذ الاتفاق، بكل بنوده، كما وقع عليه، والرفض الحازم، لأيّ طرح يخرج على هذه البنود، لا سيما إقحام موضوع سلاح المقاومة، أو بقاء قوات احتلال. فالسلاح، موضوع يتعلق بحماية أمن الشعب، وحقه بالمقاومة، وعدم عودة نتنياهو، للحرب والعدوان متى شاء. وهو موضوع، لم يتطرق له اتفاق وقف إطلاق النار، والمُوَّقَع عليه. 

ولهذا فالمتوقع تراجع ترامب، وإجبار نتنياهو على قبول التفاوض كما يريد ويتكوف، بعيدا من شن الحرب التي يسعى لها. وإن كان استبعاد الحرب من قِبَل نتنياهو يشكل ضرباً من المخاطرة في تقدير الموقف، حيث يتوجب أن يبقى الأصبع على الزناد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني المقاومة احتلال احتلال فلسطين مقاومة مفاوضات رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار إلى الحرب

إقرأ أيضاً:

محللان: اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلة خطيرة والحرب لن تعود كما كانت

دخل اتفاق وقف إطلاق النار مرحلة خطرة بسبب رفض إسرائيل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية وعودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتهديدات، لكن هذا لا يعني العودة للقتال على نحو ما كان، كما يقول خبيران.

ففي حين يطالب المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق والتي انتهت مطلع هذا الأسبوع، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإلزام إسرائيل بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

وفي تطور جديد، هدد الرئيس دونالد ترامب مساء أمس الأربعاء قادة حماس وأعضاءها وكل سكان قطاع غزة، ما لم يتم الإفراج فورا عن كافة الأسرى والجثث الموجودة في القطاع. وقال إن هذا هو "التحذير الأخير".

وبعد هذه التصريحات، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه "يأمل أن تفعل حماس بالضبط ما طلب منها الرئيس، وأن تأخذ تهديده على محمل الجد لأنه لن يقول شيئا إلا إذا كان جادا بشأنه".

وجاءت هذه التهديدات بعد الكشف عن مفاوضات مباشرة جرت بين الولايات المتحدة وحماس في الدوحة، وناقشت ما يوصف بأنه "اتفاق أوسع لإنهاء الحرب".

الحرب لن تعود كما كانت

ووفقا لموقع أكسيوس، فإن المفاوضات التي أجراها المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر، "غير مسبوقة" وقد ركزت على إطلاق سراح الأسرى الأميركيين بالأساس، وهي تركز على الوصول لهدنة طويلة الأمد في غزة.

إعلان

لكن بنيامين نتنياهو لا يريد مثل هذه الهدنة التي تتحدث عنها الولايات المتحدة، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، وإنما يريد تمديد المرحلة الأولى لشهر أو أكثر قليلا حتى لا تنهار حكومته.

ويرى مصطفى أن إسرائيل لا يمكنها دخول مفاوضات المرحلة الثانية خشية تفكيك الحكومة ولا يمكنها أيضا العودة للحرب بسبب تصاعد المطالبات بتجنيد الحريديم.

ويواجه اتفاق وقف إطلاق النار خطرا كبيرا حاليا بسبب هذه المحاولات الإسرائيلية الرامية لتمديد المرحلة الأولى لأن المقاومة قد لا تتجاوب مع هذه المطالب.

واتفق الباحث السياسي سعيد زياد مع الطرح السابق، بقوله إن إسرائيل تحاول تهيئة ظروف تفاوضية تجعلها قادرة على فرض شروطها، وهو أمر لا يعتقد أن المقاومة ستقبل به.

ويعتقد زياد أن الأمور قد تراوح لفترة بين اللاسلم واللاحرب، وهو أمر يعني مزيدا من الضغط على المقاومة عبر منع أسباب الحياة على سكان غزة.

لكن حتى لو عادت الحرب فإنها لن تعود بالنحو الذي كانت عليه، كما يقول زياد، ولكنها قد تعود في شكل عمليات هدفها الرئيسي الضغط على المقاومة لدفعها نحو تقديم تنازلات.

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو مستعد لدفن المتجزين للهروب من المحاكمة
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يستمر في التهرب من التزامه بوقف إطلاق النار
  • أسرى إسرائيليون مفرج عنهم يطالبون نتنياهو بتنفيذ اتفاق غزة “بالكامل”
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • أسرى إسرائيليون مفرج عنهم يطالبون نتنياهو بتنفيذ اتفاق غزة بالكامل
  • باحث سياسي: نتنياهو يتعمد انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار
  • وفد حماس يصل القاهرة لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • محللان: اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلة خطيرة والحرب لن تعود كما كانت