في واحد من اخطر فصول الحرب الدامية التي احرقت العاصمة السودانية الخرطوم ومدن اخري ظلت تلفظ انفاسها مدينة بعد الاخري بسبب الموت العشوائي وانعدام الخبز ولقمة العيش وجرعة الماء والدواء في زمن اصبح يموت فيه الناس بالجوع لاول مرة داخل الخرطوم وفي مدن اخري وفي هذه الاثناء شهدت الحرب السودانية منذ ثلاثة ايام وحتي صبيحة وظهر اليوم الثلاثاء الثاني والعشرين من اغسطس معارك طاحنة بالقرب من معسكر سلاح المدرعات السوداني العريق والقديم الذي يبدو انه لم يراوح مكانة منذ عقود طويلة وحتي اليوم وسط منطقة مكتظة بالسكان .


استنادا الي وثائق حية لوقائع مايجري في المنطقة المشار اليها يتضح بالدليل القاطع ان قوات الدعم السريع تحقق انتصارات كاسحة ضد قوات مشتتة ومرهقة تابعة للمجموعة الانقلابية العسكرية واعداد اخري من المجموعات الجهادية والمجاهدين التابعين لميليشيات الحركة الاسلامية الذين يقودون تلك المعارك ومن خلفهم اعداد من البسطاء المتعبين من الجنود بعضهم التحق بالجيش في الشهور الاخيرة من اجل توفير لقمة العيش لهم ولذويهم من الذين تم الدفع بهم الي تلك المعارك بصورة متعجلة دون اعداد او تاهيل .
ويتضح ايضا وبطريقة لايتطرق اليها الشك نجاح مجموعات كبيرة من المسلحين الصبية وصغار السن من قوات الدعم السريع في الوصول الي قلب معسكر سلاح المدرعات بالشجرة واجتياج جراجات الدبابات والتجول فيها وهم يرددون الهتاف المعتاد الله واكبر واهازيجهم البدوية بلهجتهم المميزة ويسخرون من البرهان والكيزان واخرين من دونهم في لحظات انفعال عاطفي كبير بما وصلوا اليه من تقدم وانتصارات في الحرب الراهنة في السودان .
من المفارقات المؤلمة في هذه الاثناء ومن خلال مشاهدة اشرطة الفيديو التي قامت ببثها قوات الدعم السريع في الميديا الاجتماعية تظهر بكل وضوح المباني التي تمت فيها محاكمة العسكريين والمدنيين من مدبري الانقلاب الشيوعي في يوليو 1971 نفس المباني التي يبدو انها قد تركت بدون صيانة طيلة هذه السنين ومنذ عقود طويلة وقد تحولت اليوم الي مستودع للزبالة التي تحيط بها بينما تحولت البرندات الي مكان لنوم جنود سلاح المدرعات الذي يبدو مثل مكان مهجور وحتي مواقف الدبابات والعربات المدرعة اصبحت ايضا مستودعا للقذارة .
في هذه الاثناء دفعوا ببعض الاشخاص من مجهولي الهوية ليخاطبون الناس عبر قناة طيبة الاخوانية في تركيا وهم يرددون مزاعم غربية عن صمود القوات المسلحة ويزعمون ان قوات الدعم السريع قد استولت بالفعل علي مخازن للخردة والدبابات والاسلحة المنتهية الصلاحية واشياء من هذا القبيل .
وتبلغ الكارثة والماساة الانسانية قمتها في شرائط الفيديو التي تظهر فيها اعداد من الاسري الابرياء والمدنيين المتهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع الذين كانوا محتجزين في مخازن قذرة واماكن لاتصلح لسكن واقامة البشر والادميين وقد تحول معظمهم الي هياكل عظمية بسبب الضرب والتعذيب والحرمان من الطعام وعدم النوم الاجباري لساعات طويلة ومشاهد تشبه الي حد كبير الوضع الذي كان عليه المدنيين المعتقلين في معسكرات الهولوكوست بعد سقوط الرايخ الثاني ونظام النازيين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية .
وقد شهدت نفس الاماكن المشار اليها محاكمات قيادات الانقلاب الشيوعي في العام 1971 التي سبقتها تحقيقات بمشاركة الرئيس السوداني السابق جعفر نميري الذي كان يستجوب عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي الذي كان مرهقا بعد القبض عليه وقد تعرض المقدم بابكر النور الي محاولة بالاعتداء عليه بواسطة اللواء حينها خالد حسن عباس الذي اقتحم غرفة التحقيق منفعلا بعد ان فقد شقيقة الاصغر الذي قتل في حادثة بيت الضيافة المعروفة .
الرئيس نميري قال انه اوقف التحقيق وامر باخراج اللواء خالد حسن عباس من معسكر الشجرة وعاد نفس الاشخاص وتمت محاكمتهم وكانوا يعرفون انه سيتم الحكم باعدامهم ومع ذلك ظهروا في اللحظات الاخيرة من حياتهم واثناء المحاكمة وهم بمظهر لائق ويدخنون السجائر وظهر الرائد فاروق حمدالله قبل دقائق من اعدامه في واجهة نفس المباني المشار اليها وهو يرتدي بدلة كاملة ويدخن السجائر وهو يتبادل الحديث والابتسامات مع بعض الصحفيين الاجانب .
المشاهد التي تم الافراج عنها اليوم لبعض الاسري المدنيين المعتقلين في معسكر الشجرة تعتبر ادانة اخلاقية لقيم الجندية وتقاليد العمل في المؤسسة العسكرية السودانية وان كانت تحتاج الي توثيق قانوني متكامل علي عكس الافادات المؤلمة التي ادلوا بها عن احوالهم التي لاتحتاج الي تحقيق او مزيد من الادلة عن الطريقة التي عوملوا بها .
وفي هذا الاطار اظهرت معارك قوات الدعم السريع وتجول افرادها داخل بعض الوحدات العسكرية التي وقعت تحت سيطرتهم حجم الاهمال الخطير الذي تعرضت لها مرافق القوات المسلحة للجيش السوداني السابق للبلاد في مقابل مؤسسات النظام الامني وجهاز المخابرات السوداني وماتعرف باسم اكاديمية الامن والمخابرات والمرافق التابعة للمنظمات الجهادية وقوات الدفاع الشعبي التي تحولت بعد الحرب الراهنة الي ساحات ومباني مهجورة خالية من البشر تسعي في حدائقها الفاخرة الاغنام والبقر .
الحرب السودانية وصلت منعطف خطير في ظل استمرار الفراغ الامني والسياسي والغموض التام الذي يحيط بمستقبل البلاد بعد نهاية الحرب الراهنة في ظروف ستكون مختلفة تماما وتحديات تحتاج الي حد ادني من الاستقرار الامني ووجود مؤسسات حكم تفرض هيبة الدولة بطريقة قانونية وتطويق الفساد السياسي والابتزاز ولعب البعض لدور الضحية المجني عليها بمزاعم عرقية واثنية ووقف عسكرة الدولة والمجتمع والرشوة السياسية وتخصيص الميزانيات المفتوحة لبعض الافراد والمجموعات الهتافية مقابل الولاء السياسي .
رابط له علاقة بالموضوع :

https://www.youtube.com/watch?v=uWkdoIpyyA4  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتقدم وسط العاصمة ويسيطر على مواقع استراتيجية (شاهد)

عزز الجيش السوداني سيطرته على مواقع استراتيجية وسط العاصمة الخرطوم، مع استمرار الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع منذ فجر السبت.

وأفادت مصادر عسكرية ميدانية، بأن الجيش السوداني واصل تقدمه في وسط الخرطوم، مدعوماً بتعزيزات عسكرية وصلت عبر جسر النيل الأبيض.


وتمكنت قوات الجيش من السيطرة على منطقة المقرن السياحية، فيما تواصل التقدم شرقًا باتجاه قاعة الصداقة، وجنوبًا نحو المناطق الاستراتيجية الواقعة جنوب شرقي نفق الاستاد، الذي يُعتبر نقطة محورية وسط العاصمة السودانية.

وتمكنت القوات العسكرية في أم درمان، التي عبرت جسر النيل الأبيض، من السيطرة على منطقة المقرن شرقًا وصولاً إلى مسجد الشهيد شمالًا، وجنوبًا حتى وزارة الاستثمار.

وبحسب مصدر فقد تم تحييد مقر بنك السودان المركزي وبرج الساحل، الذي كان يتمركز فيه قناصة من قوات الدعم السريع، ما أدى إلى إبطال فاعليته.



بالتزامن مع المعارك الدائرة في منطقة المقرن ومحور جسر الفتيحاب الذي يربط بين شرقي أم درمان وغرب العاصمة، كثف الجيش السوداني من غاراته الجوية على مواقع قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، بهدف تعزيز تقدمه العسكري في المنطقة.

وتواصل قوات الدعم السريع السيطرة على المواقع الإستراتيجية في وسط الخرطوم، بما في ذلك مقار الوزارات الحكومية.

من جانبها، نفت مصادر ميدانية تقارير تشير إلى سيطرة الجيش السوداني على المعمل القومي للصحة العامة (استاك)، مشيرة إلى احتمال تغير خريطة السيطرة مع استمرار الاشتباكات وتعزيزات الجيش.

في محور بحري، تمكن الجيش من إحكام سيطرته على منطقتي الإزريقاب والحلفايا، وأعلن الجمعة الماضية سيطرته على منطقة الكدرو شمالي الخرطوم. كما بث الجيش مقاطع فيديو تظهر سيطرته على مدخل جسر الحلفايا من اتجاه مدينة بحري، والذي يربط بين غربي أم درمان وبحري من الجهة الشرقية.



وبحسب مقاطع فيديو نشرتها القوات المسلحة السودانية، فإن قوات الدعم السريع استخدمت منازل المواطنين في منطقة الكدرو كقواعد عسكرية وثكنات.

وأعلن قائد لواء البراء بن مالك، المصباح أبو زيد، الذي يقاتل ضمن الجيش السوداني، عن سيطرة القوات على جسر الحلفايا والاندماج مع قوات جيش منطقة الكدرو، مع تقدمها جنوباً حتى منطقة مدرسة عون الشريف قاسم في الحلفايا بمدينة بحري.


كما أفادت مصادر ميدانية، بأن الجيش تمكن من السيطرة على أبراج الزرقاء التابعة للتصنيع الحربي في منطقة شمبات شمالي بحري. وفي مقطع فيديو نشره الجيش عبر صفحته الرسمية، أكد قائد منطقة الكدرو العسكرية، اللواء النعمان عوض السيد، تطهير منطقة الكدرو واستمرار التقدم الميداني.

في المقابل، أعلن مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، عبر منصة إكس، أن قوات الدعم السريع تمكنت من التصدي لتحركات الجيش التي حاولت عبور جسور النيل الأبيض، الفتيحاب، والحلفايا.

وأشار إلى استمرار صمود قوات الدعم السريع في وجه محاولات الجيش للتقدم في هذه المحاور الحيوية.
مغامرات جيش البرهان والجماعات الإرهابية والحركات المرتزقة للسيطرة على الخرطوم لم تستمر طويلا" وسوف يهزمون ويولون الدُبر وبعدها لن تقوم لهم قائمة بإذن الله
الأشاوس عليكم بالطقع النضيف ولا تشتغلوا بإشاعات مواقع التواصل الاجتماعي — الباشا طبيق (@Elbashatbaeq) September 28, 2024

مقالات مشابهة

  • الجيش يقصف مواقع الدعم السريع بالخرطوم ويخوض معارك بالجنينة والفاشر
  • تصفية عشرات المدنيين على يد الجيش السوداني و«كتائب البراء»
  • الحديث ان حرب الدعم السريع هي ضد المواطن وليس ضد الجيش امر لايمكن مغالطته
  • تقرير بريطاني يتحدث عن هجوم الجيش السوداني عبر النيل لاستعادة الخرطوم
  • الجيش السوداني ينفي استهداف منزل السفير الإماراتي ويتهم الدعم السريع
  • الجيش السوداني ينفي قصف مقر سفير الإمارات بالخرطوم.. ويتهم قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني ينفي اتهامات الإمارات بقصف مقر سفيرها في الخرطوم
  • مقتل عشرات السودانيين خلال معارك بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم
  • الجيش السوداني يتقدم وسط العاصمة ويسيطر على مواقع استراتيجية (شاهد)
  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بشمال الخرطوم