كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
أعلن معهد "أوتو ساينس"، المعهد حديث التأسيس، عن "كارل"، أول نظام ذكاء اصطناعي قادر على تأليف أبحاث أكاديمية تجتاز المراجعة العلمية المحايدة.
ووفق موقع (AINEWS) قد تم قبول أبحاث "كارل" ضمن مسار "Tiny Papers" في المؤتمر الدولي لتمثيلات التعلّم (ICLR)، ما يُعتبر خطوة كبيرة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في المجال الأكاديمي، حيث أُنتجت هذه الأبحاث بتدخل بشري محدود للغاية.
كارل.. العالِم البحثي الآلي
يمثل "كارل" نقلة نوعية في دور الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح مشاركًا نشطًا في البحث العلمي.
يوصف بـ"العالِم البحثي الآلي"، إذ يستخدم نماذج اللغة الطبيعية لتوليد الأفكار، وصياغة الفرضيات، والتوثيق الدقيق للأبحاث الأكاديمية.
ما يميز "كارل" هو قدرته الفائقة على قراءة وفهم الأبحاث المنشورة في ثوانٍ قليلة، إلى جانب عمله المستمر دون انقطاع، مما يسهم في تسريع البحث العلمي ويخفض التكاليف التجريبية.
وفقًا لمعهد "أوتو ساينس"، نجح "كارل" في ابتكار فرضيات علمية جديدة، وتصميم وإجراء تجارب، وكتابة أبحاث أكاديمية اجتازت مراجعة الأقران، مما يسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تسريع البحث العلمي بل وربما التفوق على الباحثين البشريين في بعض الجوانب.
اقرأ أيضاً.. مايكروسوفت تُعيد تشكيل الرعاية الصحية بالذكاء الاصطناعي
كيف يعمل "كارل"؟
تقوم منهجية "كارل" في إنتاج الأبحاث الأكاديمية على ثلاث مراحل رئيسية:
توليد الأفكار وصياغة الفرضيات: باستخدام الأبحاث السابقة، يحدد "كارل" الاتجاهات البحثية المحتملة ويقترح فرضيات مبتكرة، مستفيدًا من فهمه العميق للأدبيات العلمية.
إجراء التجارب: يكتب "كارل" الأكواد البرمجية، يختبر الفرضيات، ويحلل البيانات من خلال تصورات رسومية دقيقة، مما يقلل من الوقت الضائع على المهام المتكررة.
إعداد الورقة البحثية: يُنتج "كارل" أوراقًا أكاديمية مصقولة تتضمن نتائج واضحة ورسومات بيانية مفسرة.
لماذا لا يزال الإشراف البشري ضروريًا؟
رغم استقلالية "كارل" إلى حد بعيد، إلا أن هناك مراحل تحتاج إلى التدخل البشري لضمان الامتثال للمعايير العلمية والأخلاقية.
الموافقة على الخطوات البحثية: يراجع الباحثون البشريون المراحل الأساسية لتحديد ما إذا كان ينبغي لـ "كارل" المتابعة أو التوقف، بهدف تحسين كفاءة استخدام الموارد الحاسوبية.
التنسيق والمراجع: يضمن الفريق البشري صحة المراجع الأكاديمية وتنسيقها وفقًا للمعايير العلمية، وهي عملية تتم يدويًا حاليًا.
التعامل مع النماذج غير المتاحة عبر واجهات API: في بعض الحالات، يتطلب الأمر تدخلاً يدويًا مثل نسخ ولصق المخرجات، لكن "أوتو ساينس" تتوقع أتمتة هذه العمليات مستقبلاً.
في الورقة البحثية الأولى لـ "كارل"، ساعد الفريق البشري أيضًا في كتابة قسم "الأعمال ذات الصلة" وصياغة اللغة، ولكن بعد التحسينات الأخيرة، أصبحت هذه التدخلات غير ضرورية.
اقرأ أيضاً.. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
أخبار ذات صلة
ضمان النزاهة الأكاديمية
قبل تقديم أي بحث، يخضع عمل "كارل" لعملية تحقق صارمة تشمل:
التأكد من قابلية إعادة الإنتاج: يتم فحص جميع الأكواد وإعادة تنفيذ التجارب لضمان صحة النتائج.
التأكد من الابتكار: يُجري "أوتو ساينس" اختبارات دقيقة لضمان أن الأفكار جديدة وليست إعادة صياغة لمحتوى سابق".
التحقق الخارجي: استعان المعهد بباحثين من جامعات مرموقة مثل MIT وستانفورد وUC بيركلي لمراجعة أبحاث "كارل"، إضافة إلى اختبارات كشف الانتحال لضمان الامتثال للمعايير الأكاديمية.
إمكانات هائلة، لكنها تثير تساؤلات
يُعد قبول أبحاث "كارل" في مؤتمر بحجم ICLR إنجازًا كبيرًا، لكنه يثير تساؤلات فلسفية ومنهجية حول دور الذكاء الاصطناعي في البحث الأكاديمي.
يقول معهد "أوتو ساينس":"نعتقد أن أي نتائج بحثية موثوقة يجب إضافتها إلى المعرفة العامة بغض النظر عن مصدرها. إذا استوفت الأبحاث المعايير العلمية، فلا ينبغي رفضها بسبب منشئها".
في المقابل، يؤكد المعهد على أهمية الشفافية، بحيث يتم تمييز الأبحاث المنتجة كليًا بواسطة الذكاء الاصطناعي عن تلك التي أنتجها البشر.
وبسبب حداثة هذه الفكرة، تحتاج المؤتمرات الأكاديمية إلى وضع إرشادات جديدة لضمان التقييم العادل ونسب الأعمال البحثية بشكل صحيح. لهذا السبب، قررت "أوتو ساينس" سحب أبحاث "كارل" من ورش عمل ICLR مؤقتًا حتى يتم وضع إطار تنظيمي واضح.
المستقبل.. معايير جديدة للأبحاث الآلية
تخطط "أوتو ساينس" للمساهمة في تطوير هذه المعايير عبر اقتراح ورشة عمل متخصصة في مؤتمر NeurIPS 2025 لاستيعاب الأبحاث المنتجة بواسطة الأنظمة البحثية المستقلة.
وبينما تتشكل ملامح هذا التحول، يبدو أن أنظمة مثل "كارل" لم تعد مجرد أدوات، بل أصبحت شريكة في رحلة الاكتشاف العلمي. ومع تجاوز هذه الأنظمة للحدود التقليدية، سيتعين على المجتمع الأكاديمي التكيف لضمان النزاهة، الشفافية، ونسب الجهود البحثية بشكل عادل.
إسلام العبادي (أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأبحاث العلمية الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
«سدايا» تعزز مشاركة السعوديات في مستقبل الذكاء الاصطناعي
البلاد ــ الرياض
تبنّت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” إستراتيجية شاملة؛ تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة السعودية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال توفير بيئة عمل ناجحة تدعم تمكينها في قطاعات هذه التقنيات المتقدمة بمختلف تخصصاتها؛ لتسهم في تعزيز الاستدامة والابتكار، ودعم المشاريع والمبادرات الريادية، التي تنفذها “سدايا”؛ بوصفها المرجع الوطني لكل مايتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي من تنظيم وتطوير وتعامل.
وأتاحت “سدايا” فرصة إشراك المرأة في اتخاذ القرار، وتمكينها بدايةً من المناصب القيادية وصولًا إلى الوظائف التقنية وسط منظومة عمل متكاملة؛ تسعى لتحقيق إستراتيجية “سدايا” الطموحة، ما مكن المرأة من إثبات كفاءتها في قطاعات عمل عدة، تتعلق بإدارة البيانات وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعيين عالمات بيانات، ومهندسات ذكاء اصطناعي في مناصب إستراتيجية بالهيئة لدعم تحقيق الأهداف الوطنية لسدايا.
وفي الجانب التطويري، قدمت “سدايا” عددًا من البرامج التدريبية وورش العمل المتخصصة، التي تهدف إلى رفع كفاءة المرأة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال دورات متقدمة في هذا المجال؛ بهدف إكسابهن المهارات المتطورة وفق أحدث التقنيات والأدوات في المجال، فضلًا عن تعزيز قدراتهن الابتكارية التي كان لها الأثر الفعّال في تحقيق مستهدفات الهيئة في العديد من المجالات؛ مثل : حوكمة البيانات وإدارتها، وقيادة إستراتيجية الهيئة، وتحقيق أهدافها المتمثلة في تعزيز التحول الرقمي، وتمكين استخدامات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال ومسؤول. وتركز “سدايا” على دعم المرأة الباحثة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال إتاحة الوصول إلى قواعد بيانات ضخمة تُستخدم لتطوير حلول مبتكرة في قطاعات حيوية؛ كالصحة والطاقة والتعليم، ودعمهن في المشاركة بالمبادرات الوطنية والعالمية التي تهدف إلى تعزيز دورها في المجال التقني والابتكاري القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، ما يجعلها شريكًا فاعلًا في بناء مستقبل يعتمد على الابتكار.
وهيأت “سدايا” كل سبل النجاح للمرأة من خلال تحقيق التوازن بين مسؤولياتها المهنية وواجباتها الأسرية، ووفرت بنية تحتية رقمية متطورة تدعم إمكانية العمل عن بُعد، وهو ما يعزز من قدرتها على الإسهام الفعّال دون التخلي عن واجباتها الأسرية، إضافة إلى وضع سياسات تضمن بيئة عمل محفزة، تراعي احتياجات المرأة مهنيًا واجتماعيًا وصحيًا، مما يخلق مناخًا يساعد على الإبداع والإنتاجية والابتكار.
ويعكس تمكين المرأة في “سدايا” التزام المملكة بتعزيز دورها في بناء اقتصاد معرفي مستدام قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، من خلال إشراك المرأة في عملية التنمية بما يسهم “سدايا” في تحقيق رؤية شاملة تسعى إلى تمكين المرأة- ليس فقط كموظفة- بل كقائدة ومبتكرة.