سودانايل:
2025-04-17@05:36:57 GMT

الوطن أولاً !!

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

أطياف -
أكثر مايجعل هذه البلاد تضيق بأهلها هو تقديم الفكرة السياسية على المصلحة الوطنية ، في كل عمل سياسي أو وطني، ففي السِلم عندما رُفعت شعارات السلام والتغيير، أعدت لها عناصر الفلول الأسلحة الثقيلة والخفيفة لتهزم هذا المشروع الذي ترى أنه يأتي لينفي وجودها، ولم تضع هذه الجماعات السياسية والدينية مصلحة الوطن في المقدمة بالرغم من أنها أتيحت لها فرصة الحكم لثلاثين عاماً وكان يجب عليها أن تفسح المجال لغيرها لأن ليس هناك حكم أبدي ولكن الطمع وحب السلطة وشهوة الفساد وسرقة موارد البلاد افسدت التنافس السياسي الشريف وغيرت أساليبه وأدواته للحد الذي جعل البعض يفضل الحرب والدمار وحرق البلاد بدلاً من أن تحكمه فئة أخرى.


فالاسلاميون مثلا حدثوا مناصريهم منذ بداية مشروعهم واوهموهم أنهم (لن يسلموها إلا المسيح الدجال)
ذات الفهم العقيم الذي تسبب في الحرب يسيطر الآن لهزيمة كل مشروع وطني لوقف إطلاق النار فبدلاً من أن يصب الإهتمام في وقف الحرب ويأتي الوطن أولا ، تبدأ عمليات الهجوم والنقد على كل مبادرة تتبنى خط وقف إطلاق النار
لذلك تجد أن ثمة لبس كبير يتسبب في عملية عسر الهضم لهذه المبادرات ويقف حاجزا منيعا لرفض كل خطوة وطنية حتى من أنصار التغيير لأن الناس تخلط بين المبادرات السياسية والمبادرات السياسية الوطنية
فمن أهم النقاط التي يجب أن لا يغفلها المواطن هو أن ليس كل مبادرة تخرج الي الناس بعشرات التوقيعات للعمل من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام تعني أن الموقعين عليها هم الذين سيحكمون البلاد ما بعد إيقاف الحرب !!
هذا قطار آخر (للتجهيل) تحاول الفلول أن تجعل رحلته بعد رحلة قطار الحرب بإسم الجيش، وتدعو الناس للسفر به الي وجهة زائفة لهزيمة مشروع التغيير
مايهم الآن كيف يتكاتف الشعب جميعا بكل أطيافه من أجل وقف هذه الحرب اللعينة لذلك أن كل جبهة مدنية وطنية يجب أن تكون بوابة العبور للوصول الهدف الواحد، وهو أن كيف لنا أن ننقذ هذا الوطن الذي يستغيث.
والأهم من ذلك أن خارطة الطريق السياسية التي وضعها منبر جدة التفاوضي أسست بنيانها على حكم مدني وقيام دولة مؤسسات يحكمها الدستور والبرلمان بجانب حكومة كفاءات برئيس وزراء بكامل الصلاحيات هذا هو الأساس أي أنه خط مختلف لاعلاقة له بكل المبادرات التي تضم كل الأجسام والأحزاب السياسية فكل حكومة مدنية قادمة تحتاج لقاعدة سياسية عريضة تدعمها وترحب بها لا تعمل ضدها حتى لاتكرر الأخطاء السابقة
لذلك لطالما أن حكومة مابعد الحرب هي حكومة كفاءات غير حزبية، ستحقق أهداف الثورة كاملة ولا تتيح فرصة المشاركة للعسكريين والفلول وآل دقلو فماذا يضيرها إن مهد لها الطريق حزب الميرغني أو مبارك أردول!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
مشروع وطني قادم سيبرز فيه دور القوى الثورية بطريقة أقوى وأكبر، ستباغت الثورة خصومها من حيث لايحتسبوا .. مخطئ من ظن أن الأشياء هي الأشياء .
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي

بقلم : سمير السعد ..

في قصيدته “تماثيل معطوبة”، لا يكتب الشاعر العراقي ناظم كاطع الساعدي من على هامش الحياة، بل من قلبها النابض بالألم، ومن وجدانٍ تشرب من دجلة وميسان ونخيل العمارة. قصيدة تنبض بالصدق، وتحمل بين سطورها نداءً إنسانيًا خالصًا، ينهل من مرارة الحروب ومخلفاتها، ويعيد صياغة المشهد الوطني من زاوية القلب والذاكرة.

“لذلك الغبار الأصفر
لتلك الشناشيل
التي غادرتها قناديلها
وعصافيرها دون رجعة…”

بهذه الصور يفتتح الساعدي نصه، حيث يتحول الغبار إلى ذاكرة، والشناشيل المهجورة إلى رمزٍ لانطفاء الحلم، ولغياب الألفة التي كانت تملأ المدينة ذات زمن. الشعر عنده ليس لغة تجريد، بل مرآة لحياةٍ حقيقية عاشها وشارك أهلها تفاصيلها.

ناظم كاطع الساعدي لم يكن شاعرًا وكاتبًا فحسب، بل كان وما يزال ابنًا بارًا لمدينته العمارة، محبًا لأزقتها، وفياً لنخلها، متماهياً مع نبض أهلها. من أسرة عراقية أصيلة تنتمي إلى قبيلة “السواعد”، إحدى أعرق عشائر الجنوب المعروفة بالكرم، والنخوة، والمواقف الأصيلة. وقد انعكست هذه القيم في شخصيته، حيث اشتهر ببساطته وتواضعه وتعاونه مع الجميع. أبوابه مشرعة، وصدره رحب، وابتسامته تسبق كلماته. كان أخًا حقيقيًا لأصدقائه، ورفيقًا لكل من عرفه، لا يحمل في قلبه سوى المحبة.

رغم انشغاله في مجالات الإدارة والعمل السياسي، لم يتخلّ عن قلمه، ولم يغادر دفاتر الشعر، بل ظل وفياً للقصيدة، لأنها بالنسبة له ليست هواية، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ونافذة يُطلّ منها على وجع الناس وهمومهم:

“تلك السيدة التي أهدرت
حياتها بين قدر الباقلاء
على رصيف منحني
كأيامها التي لم تذق
غير وبال الحروب…”

في هذه اللوحة الشعرية، تتحول المرأة إلى أيقونة عراقية خالدة، شاهدة على تاريخٍ من الإنهاك والصبر. المرأة التي تمثل أمهاتنا وأخواتنا، اللائي دفعن ثمناً باهظاً لحروب لم يخترنها. مشهد تقشعر له الروح، حيث تصبح الكلمات نياشين على صدر الحزن.

الساعدي يرسم الوطن بملامح البشر، لا بالخرائط. حتى الجندي في قصيدته لا يُقدّم كرمز للحرب، بل كإنسان منهك، يبحث عن الحياة لا الموت:

“صور الجنود الفارين
من رصاصات الموت
بحثًا عن كسرة خبز…”

هنا تبلغ القصيدة ذروتها الإنسانية. إنها لا تُمجّد الموت، بل تُمجّد النجاة، وتدافع عن حق البسطاء في العيش الكريم. ومن هذا المنطلق، تأتي صرخة الشاعر في نهاية القصيدة، صرخة من يريد استبدال الرموز الحجرية بما هو أصدق وأقرب للناس:

“لذا كان لزامًا علينا
أن نستبدل تلك التماثيل
بما يليق بسيدة أرملة
في ريع طفولتها المنسية…”

الساعدي في هذه القصيدة لا يهجو، بل ينهض، ويُطالب بإعادة الاعتبار للإنسان الحقيقي. يقترح علينا نصباً جديدًا، لا من حجر، بل من حب، من وفاء، من وجعٍ صادق.

إن “تماثيل معطوبة” ليست مجرد نص، بل وثيقة شعرية وشهادة زمن، تحفر في ذاكرة الوطن، وتوقظ فينا أشياء كدنا ننساها. قصيدة تعيد تعريف البطولة، وتنتصر للضعفاء، وتقول: إن الشعر الحقيقي لا يُكتب من الرأس فقط، بل من القلب، ومن حب الناس والمدينة.

وفي زمنٍ صاخب بالكلمات الفارغة، يبقى ناظم كاطع السساعدي واحدًا من القلائل الذين يمنحون للكلمة شرفها، وللمدينة قُدسيتها، وللأصدقاء دفءَ المحبة، وللإنسانية حقّها في أن تُروى شعراً.

عن الشاعر:

ناظم كاطع الساعدي، شاعر وكاتب عراقي من محافظة ميسان، مدينة العمارة، ومن أبناء قبيلة السواعد العريقة، المعروفة بأصالتها وكرمها ونخوتها. برز اسمه في المشهد الثقافي العراقي من خلال قصائد تحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا، وتُعبر عن واقع الجنوب بصدق وشفافية.

عرفه أصدقاؤه وأحباؤه ببشاشته، وبساطته، وتعاونه الدائم مع الجميع. تولّى مناصب إدارية وسياسية مهمة، ومع ذلك لم يبتعد يومًا عن القصيدة، فظلّ وفيًا لقلمه، ولأهله، ولمدينته التي أحبها حد التماهي. شاعرٌ ينتمي للكلمة كما ينتمي للأرض… بسيطٌ في هيئته، عظيمٌ في حرفه، ومحبٌّ صادقٌ لكل ما هو جميل.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • قلق أممي من تفكك السودان بعد إعلان حميدتي عن حكومة منافسة
  • وزير الأوقاف: 15 أبريل اليوم الفاصل في تاريخ الســــودان
  • أربعة تكتلات سياسية تطالب عقيلة صالح بتشكيل حكومة موحدة لإنقاذ ليبيا من الانقسام
  • تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • "الرئاسي الليبي" يحذر من التصعيد غير المبرر بالساحة السياسية في البلاد
  • المجلس الرئاسي يصدر بياناً حول ما تشهده الساحة السياسية من تصعيد
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق ورئيس تحالف صمود في الذكرى الثانية للحرب
  • سفير الاتحاد الأوروبي: ناقشت مع المنفي العملية السياسية التي تُيسّرها الأمم المتحدة