اكتشفت مجموعة من علماء الجيولوجيا في الصين مصدر طاقة "غير محدود" يمكنه تزويد البلاد بالطاقة لمدة 60 ألف سنة، في مجمع بيان أوبو للتعدين بمنغوليا الداخلية، حيث يحتوي مصدر الطاقة غير المحدود على كميات هائلة من الثوريوم، وهو عنصر مشع طفيف يمكن استخدامه في المفاعلات النووية ذات الملح المنصهر لإنتاج كميات ضخمة من الطاقة.

ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا للكاتبيْن ناتاشا أندرسون ووليام هانتر قالا فيه إن مجموعة العلماء الصينية أشارت إلى أن مجمع التعدين الكائن في بيان أوبو بمنطقة منغوليا الداخلية، وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي في شمال الصين، قد يحتوي على كمية كافية من الثوريوم لتلبية احتياجات الطاقة المنزلية في الصين "إلى أجل غير مسمى"، وفقا لمسح وطني، حيث إن هذا العنصر المشع يمكن استخدامه لإنتاج نوع من محطات الطاقة النووية يُسمى "المفاعل الملحي المصهور" والذي يمكن أن يوفر كميات هائلة من الطاقة قد تصل إلى مليون طن من الثوريوم.

وتزعم الدراسة أن موارد الثوريوم في نفايات التعدين في البلاد "لا تزال بكرا"، وإذا تم استخراجها بشكل صحيح فقد تكون كافية لإنهاء الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري.

ووفق الكاتبيْن؛ يدعي الباحثون أن نفايات التعدين المتراكمة منذ 5 سنوات في موقع خام الحديد في منغوليا الداخلية تحتوي على كمية كافية من الثوريوم يمكنها تلبية احتياجات الطاقة الأميركية لأكثر من ألف سنة.

نفايات التعدين المتراكمة في موقع خام الحديد في منغوليا الداخلية تحتوي على كمية هائلة من الثوريوم (مواقع التواصل)

وأوضح الكاتبان أن هذا التقرير يأتي في وقت تتسابق فيه الصين وروسيا والولايات المتحدة لتوسيع تقنياتهم النووية وجعل الطاقة النووية مصدر طاقة رئيسيا.

إعلان

وحددت الدراسة 233 منطقة غنية بالثوريوم في أنحاء البلاد، وإذا كانت النتائج دقيقة، فإن احتياطيات الثوريوم في الصين تتجاوز التقديرات السابقة بشكل كبير، حيث يُقدر بأنها أكثر وفرة بـ500 مرة من اليورانيوم-232 المستخدم في المفاعلات النووية التقليدية، حيث تم الترحيب بالثوريوم كحل محتمل لتلبية الطلب على الطاقة النووية.

يذكر أن الثوريوم وحده ليس قابلا للانشطار، أي أنه لا يمكن استخدامه مباشرة في الانشطار، لكنه يمكن أن يشكل أساسا لتفاعل انشطاري، ذلك لأن الثوريوم "خصب"، مما يعني أنه يمكن أن يتحول إلى يورانيوم-233 (U-233) عند تعريضه لنيوترونات، وفي المفاعل الملحي المصهور، يُخلط الثوريوم مع مادة كيميائية تُسمى فلوريد الليثيوم، ويُسخن إلى حوالي 1400 درجة مئوية.

وأضاف الكاتبان أن هذا الخليط يتعرض بعد ذلك لقصف بالنيوترونات حتى يبدأ بعض الثوريوم في التحول إلى يورانيوم-232 الذي يتحلل فيما بعد في تفاعل انشطاري، وأثناء تحلله، يُنتج هذا اليورانيوم المزيد من النيوترونات التي تحول مزيدا من الثوريوم إلى وقود.

وأشار الكاتبان إلى أن الصين، التي بدأت بناء أول محطة طاقة نووية بالثوريوم بنظام المفاعل الملحي المصهور في العالم، تمتلك احتياطيات كافية من الثوريوم لتلبية احتياجاتها الطاقية لمدة 20 ألف سنة.

وقال باحث من بكين، طلب عدم الكشف عن هويته، لصحيفة "ذا ساوث تشاينا بوست": "على مدار أكثر من قرن، خاضت الأمم حروبا على الوقود الأحفوري. ويتضح أن مصدر الطاقة غير المحدود يكمن تحت أقدامنا مباشرة، مشيرا إلى أن "كل دولة تمتلك الثوريوم" الذي يمكن أن يحدث ثورة في صناعة الطاقة".

لطالما كان الباحثون حول العالم يستكشفون استخدام الثوريوم، وهو معدن طبيعي مشع قليلا، كمصدر رئيسي للطاقة على مدار سنوات عديدة، نظرا لتوافره في الطبيعة مقارنة باليورانيوم، ويمكنه أيضا توليد طاقة تزيد بمقدار 200 مرة عن تلك التي يولدها اليورانيوم، وفقا للجمعية النووية العالمية. ومع ذلك، تحذر الجمعية النووية العالمية من أن استخراج هذا العنصر بطريقة مجدية اقتصاديا لا يزال يشكل تحديا.

إعلان

واختتم الكاتبان التقرير بالقول إن الباحثين يشيرون إلى أن استخدام الثوريوم في مفاعلات الملح المصهور سينتج عنه نفايات أقل سمية على المدى الطويل، وقد يكون من الأسهل إعادة معالجتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

لم تتغير منذ ملايين السنين.. معالم الصحراء البيضاء بالفرافرة تضم منحوتات صخرية بديعة

تشتهر محافظة الوادى الجديد بالعديد من المناطق الأثرية والسياحيه  والتي تعتبر مقصدا لهواة  سياحة السفاري وخاصة عشاق السفر والترحال من اجل الاستمتاع بأغرب وأجمل المواقع الطبيعية فى منطقة محمية الصحراء البيضاء، وما تحتويه من معالم فريدة من نوعها والتى لم تتغير منذ ملايين السنين، أهمها عين خضرا، والعين المسحورة، وكهف الجارة، وجبل الكريستال، ووادى العقبات والصخور المتحولة، ومجرة درب التبانة، وهى المحمية التى تم إعلانها "محمية طبيعية" بقرار من مجلس الوزراء عام 2002، وذلك لطبيعتها الصحراوية الخلابة والظواهر الجغرافية والحفريات والحياة البرية النادرة التي توجد بها، وتبلغ مساحتها 3010 كيلو مترات مربعة، ويكسوها اللون الأبيض، وهو لون الرمال أيضا، وتمتد في المنطقة الواصلة بين الواحات البحرية وواحة الفرافرة وسميت بهذا الاسم، نظرا لطبيعة صخورها الطباشيرية البيضاء، والتي نحتتها الرياح منذ ملايين السنين، كما يطلق عليها أيضا واحة الثلوج.

أهم المعالم الطبيعيةبالصحراء البيضاء 

ومن أهم المعالم الطبيعية النادرة فى محمية الصحراء البيضاء كهف الجارة والذي يقع عند نقطة الكيلو 180 امتدادا من مدينة الفرافرة باتجاه محافظة أسيوط، حيث وهو أحد أغرب الأماكن التى يمكن زيارتها، ويقع فى عمق الأرض بتكوينات رسوبية منذ ملايين السنين، وكان الوصول اليه شديد الصعوبة حتى جرى الانتهاء من تنفيذ محور الفرافرة ديروط أحد أهم مشروعات الطرق القومية والذى يربط محافظة الوادى الجديد من ناحية الفرافرة بمحافظات وادى النيل من ناحية أسيوط وهو ما سهل زيارته لمروره بأقرب نقطة من الكهف .

عين السرو  المسحورة وعيون المياه

كما تضم المحمية منطقة عين السرو  المسحورة  والتى تقع فى أعلى نقطة عن سطع الأرض بمنطقة صحراء الفرافرة، حيث تنتشر أشجار النخيل فى محيط ينابيع المياه التى تنحدر من المرتفع إلى الوادى المنخفض فى جداول تم إنشائها منذ عصور الرومان والبطالمة وحتى الآن لم تجف تلك الينابيع  حيث تتدفق المياه منها بطريقة سحرية فهى لا تنضح إلا لمن يزور المكان وفى حال عدم قدوم وافدين إلى تلك الينابيع تتوقف عن التدفق حتى تجف المياه فى احواضها ولذلك سميت بعين السرو السحرية والتى أصبحت من أشهر معالم الفرافرة.

وتبعد عين السرو عن مدينة الفرافرة بحوالى 45 كيلو متر شمال المدينة، ومياهها عذبة ونقية للشرب، وهى تضخ مياهها عندما يقترب منها اى كائن حتى لو كان طائرا أو حيوانا، ثم تجف ويفرغ من الماء إذا تركت مهجورة وذلك على مدار العام ومع انتشار معلومات عنها على مواقع التواصل الاجتماعى توافد عليها هواة السفارى وادرجت ضمن برامج منظمى رحلات السفارى وأصبحت مفتوحة لكل من يرغب فى زيارتها دون قيود أو عوائق.

جبل الكريستال والمعالم الاثريه

كما تضم المحمية أيضا جبل الكريستال" هو أشهر جبال فى الصحراء الغربية والذى يقع داخل محمية الصحراء البيضاء على بعد 120 كيلو

كما تحتوى المحمية على العديد من التشكيلات التي تم تكونها نتيجة لعاصفة رملية عرضية في المنطقة، وتحولت نتيجة لذلك إلى ما يعتبر متحف مفتوح لدراسة البيئة الصحراوية والجغرافية والحفريات والحياة البرية الرائعة، وتحتوي على بعض من الأشكال الطبيعية ما ينبهر به كل من يزورها، حيث شكلت الرياح العديد من الأنماط الصخرية علي هيئة عش الغراب ورأس الجمل وصخرة الدجاجة وأخرى على هيئة أعمدة حجرية بيضاء أو حوائط طباشيرية أو مخروطية‏.

وادي العقبات والمعالم البيئيه

وتضم المحمية أيضا "وادي العقبات" أحد أهم المعالم البيئية التى تقع وسط الصحراء البيضاء ويتميز بنكويناته الصخرية التى تشكلت منذ ملايين السنين، وتقع بالقرب من تلال الصحراء البيضاء، والتي تكونت نتيجة الترسيبات الجيرية وعوامل التعرية وتُشبه إلى حد كبير سطح كوكب المريخ بألوان الصخور الحمراء، والتى تضفى جمالاً خلابا على المنطقة التى ما زالت تحتفظ بملامحها الطبيعية التى لم تتدخل فيها يد الإنسان و يحتوى على مجموعة من الحيوانات البرية النادرة منها ثعلب الفنك و الزواحف والحشرات، والغزال المصري والغزال الأبيض، والكبش الأروي.

وسمى هذا الوادي بالعقبات نظرا لانتشار التكوينات الصخرية التى تعوق الحركة فيه على مساحات مفتوحة وتجبر المسكتشفين على التحرك ببطء فيها نظراً لغرابة تكوينها فهى مزيج ما بين الصخور الحمراء والرمال البيضاء والصفراء بما يشعر زائرى المكان وكأنهم فى كوكب آخر غير الأرض مما جعل هذا الوادي مقصداً هاما لهواة التخييم والإقامة فيه على الرغم من المعتقدات التى كانت راسخة لدى سكان المنطقة القدامى أنه يستحيل السير فى هذا الوادي ليلاً لأنه مسكون بالجن والعفاريت ولكن تلك المعتقدات بددتها رحلات السفاري التى تخيم فى الوادى لقضاء سهرات رائعة للاستمتاع بالطبيعة واستكشاف النجوم فى صحراء المحمية.

وتحتوي الصحراء البيضاء على مجموعة من الكثبان الرملية والوديان التي بها غطاء نباتي يحتوي على معظم الأحياء البرية التي تعيش في المنطقة، كما تحتوي على آثار وأدوات ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ، كما يوجد بها بقايا من مقابر وكهوف نادرة ومومياوات قديمة.

تكلسات صخريه ظاهره جيولوجيه قديمه

وتكونت تكلسات الصحراء البيضاء من 80 مليون سنه وتعتبر تكلساتها من النوعيات الفريدة التي تسمى الكارست وهي ظاهرة جيولوجية قديمة جدا، وقد كونت هذه التكلسات بمرور الزمن عليها كهوفا والتي تحولت بدورها بفعل عوامل التعرية إلى بلورات مرتفعة من خام الكالسيت على أشكال مختلفة مثل نبات عش الغراب وأشكال أخرى مختلفة، وأصبحت لها منطقة خاصة تسمى منطقة المشروم وهي جاذبة السياح .

مقالات مشابهة

  • «باكينام كفافي»: مصر تشهد طفرة كبيرة في ملف الطاقة المتجددة
  • إيستمان أوتو آند باور تشارك في معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025
  • شركة طاقة عربية: دعم الرئيس السيسي حافز لنا لمواصلة تطوير القطاع
  • الجمعية المغربية للمصدرين تكتشف فرص السوق المصرية
  • رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس يؤكد أهمية مبادرات الحكومة في دعم تطوير مشروعات الطاقة الخضراء
  • لم تتغير منذ ملايين السنين.. معالم الصحراء البيضاء بالفرافرة تضم منحوتات صخرية بديعة
  • هيئة الطاقة الذرية تستضيف ورشة عمل حول الاستعداد لحالات الطوارئ النووية
  • الصين تتجه نحو تراقيا: بناء محطة الطاقة النووية الثالثة في تركيا
  • كوبا تراهن على الطاقة الشمسية لحل أزمة الكهرباء
  • هل تقلل الصين اعتمادها على الفحم الحجري في توليد الكهرباء؟