شهادة سَيِّدة بنت إبراهيم بقبض الصداق
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
رأينا فيما مضى من هذه السلسلة كيف أن الفقهاء كانوا سببًا في حفظ الوثائق، سواء أولئك الذين تركوا آثارًا من الأجوبة الفقهية أو أولئك الذين نقلوا عنهم في مدوناتهم الفقهية من تآليف ومجاميع، ومن العلماء الأوائل الذين تصدوا للفتيا أبو سعيد محمد بن سعيد الكدمي (ق4هـ)، وقد مرّ معنا فيما مضى من وثائق استعرضناها في السلسلة شيء مما علّق عليه من حُجَج شرعية سُئِل عنها، وتتبعها أيضًا هذه الشهادة التي أجاب بصحة مضمونها عدا ما جاء في آخرها فقد رآه حشوًا من القول، وهي شهادة وُجِدت في وصية امرأة اسمها سيّدة بنت إبراهيم بن محمد بن موسى، ونصها: «أشهدتْنا وأقرّتْ عندنا سيّدة بنت إبراهيم المعروفة بستان، أنّ كلّ صداق وحقّ على زوجها سراة بن محمّد ممّا تزوّجها عليه واستحلّها وهي أربعمائة وخمسون درهما، قد استوفته منه وأبرته من جميعه براءة قبض واستيفاء بحقّ عرفَتْه ولم يعرفه هو، وليس هو له بوفاء من حقّه الذي عَلِمَتْه له عليها، ولم يبق لسيّدة بنت إبراهيم بن محمّد بن موسى حقّ من صداقها المذكور في الكتاب، ولا غيره بوجه من الوجوه، ولا بسبب من الأسباب، وهو عند الله بريء من ذلك، وكل ّمن ادّعى إليه دعوى من حقّ بوجه من الوجوه، فهو ظالم له آثم مبطل بإقراره بما سُمِّيَ وَوُصِفَ في هذا الكتاب».
ثم تبعها جواب أبي سعيد الكدمي، ونصه: «فأمّا سراة بن محمّد، فقد برئ عندنا من حقّ سيّدة بنت إبراهيم هذه على ما ذكرت. وأمّا قولها: من ادّعى عليه دعوى من حقّ [بوجه] من الوجوه، فهو ظالم له، فهذا حشو من القول، فإن صحّ عليه حقّ، أو ادّعى عليه حقّ، لم يكن ظالمًا، وكانت دعواه له على ما يوجبه الحقّ».
ونتوقف هنا ابتداء عند جواب أبي سعيد حين رأى أن العبارة الأخيرة من الشهادة حشو من القول، وأنه متى ادعى أحد على الزوج بحق فإن الدعوى لذاتها ليست ظلمًا وإنما يقتضي العدل أن يُنظَر فيها وكانت «على ما يوجبه الحق». ولعل تكرار ورود «الدراهم» دون الدنانير فيما مضى من وثائق الفترة الإسلامية يوحي بأن الدراهم هي النقد السائد المنتشر بين الناس. ومعلوم في تاريخ النقود في عُمان كيف أن الدراهم الإسلامية الأموية والعباسية عبر تاريخها كانت متداولة في عمان، ثم الدراهم التي سكها من حكموا عمان من بني وجيه والبويهيين وغيرهم، ثم الدراهم التي سكها أئمة عمان في القرن الخامس الهجري.
ومن طريف ما ورد في الوثيقة اسم الموصية صاحبة الشهادة «سيدة»، واسم زوجها «سراة»، ولعلها من نوادر الأسماء في سجل الحضارة العمانية. على أنه مما يُشكِل في اسم المرأة الموصية عبارة: «المعروفة بستان»، وهكذا وجدتُها وردت في عدة نُسَخٍ مخطوطة، ولعل «بُستان» اسم آخر أو لقب عُرِفت به إن كان رسمها في المخطوطات هكذا ورد صحيحًا بغير تصحيف أو تحريف.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
انهيار بلكونة عقار في عرب بور سعيد .. والعناية الإلهية تنقذ الأهالي |شاهد
أنقذت العناية الإلهية سكان ورواد شارع الجيزة و الدقهلية بحي العرب في محافظة بورسعيد من الإصابة أو الموت لا قدر الله تحت أنقاض بلكونة بعقار سكني قديم انهارت فى الساعات الأولى من صباح اليوم .
ويُعد الشارع الذي انهارت به البلكونة بالطابق الأول لأحد العقارات من أكثر الشوارع ازدحامًا بالمارة كونه يربط المنطقة التجارية داخل الحي وبه عدد من محلات الجملة.
إخلاء 5 أسر من عقار انهارت به بلكونة فى عرب بورسعيدكان شارع الجيزة والشرقية في نطاق حي العرب بمحافظة بورسعيد، شهد قبل قليل، حادث انهيار شرفة أحد العقارات المتواجدة بالمنطقة، ما تسبب في إغلاق أبواب المسكن واحتجاز عدد من السكان بداخله.
وانتقل على الفور إلى موقع البلاغ الدكتور إسلام بهنساوى رئيس مدينة بورفؤاد و القائم بأعمال السكرتير العام المساعد خلال فترة عيد الفطر لمتابعة الحادث على أرض الواقع ومتابعة إخلاء ٥ أسر بالعقار دون أي إصابات
كما انتقلت إلى موقع البلاغ قوات الحماية المدنية بمحافظة بورسعيد بقيادة العميد شريف العربي، مدير إدارة الحماية المدنية، على رأس قوة من الضباط والجنود إلى موقع البلاغ.
تبين من المعاينة الأولية سقوط شرفة الطابق الأول بالعقار، مما أدى إلى غلق المدخل واحتجاز سكان الشقة، وعلى الفور شرعت قوات الحماية المدنية في فتح ممر آمن، وتم إخراج المواطنين المحتجزين بسلام، دون أن يتعرض أحد لأي إصابات.
قامت الجهات المعنية بإخلاء العقار إداريًا كإجراء احترازي حفاظًا على حياة السكان، وتجنبًا لأي أخطار محتملة قد تترتب على الحادث.
كما باشرت الأجهزة الأمنية بمحافظة بورسعيد التحقيق في الواقعة، وتم تشكيل فريق من إدارة البحث الجنائي للوقوف على أسباب الحادث، وجارٍ تحرير المحضر اللازم تمهيدًا لاستكمال إجراءات التحقيق من قِبل الجهات المختصة.