بردة النبي محمد في جامع الخرقة الشريفة بإسطنبول.. مزار رمضاني يستقطب الآلاف
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
مع حلول شهر رمضان من كل عام، تتجه أنظار المسلمين إلى جامع الخرقة الشريفة في منطقة الفاتح بإسطنبول، حيث تُعرض بردة يُعتقد أنها للنبي محمد، وسط أجواء روحانية تجذب مئات الآلاف من الزوار.
يقول أحد الزوار، معبرًا عن مشاعره عند رؤية البردة: "كيف يمكن للمرء ألاّ يتأثر؟ كمسلم، غمرتني مشاعر الرهبة والحماس التي لا يمكن وصفها".
هذا التقليد، الذي أصبح من أبرز الطقوس الرمضانية في المدينة، يعود إلى عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، الذي أمر بإخراج البردة من صندوقها الخاص وعرضها على العامة خلال شهر الصوم.
ومنذ ذلك الحين، يفتح المسجد أبوابه يوميًا، من الصباح حتى أذان المغرب، ليستقبل الزائرين الراغبين في مشاهدة هذا الأثر المقدس والتبرك به لما يحمله من معانٍ دينية وروحانية.
يُعد "جامع الخرقة الشريفة"، الذي يقع في الجزء الأوروبي من اسطنبول، أحد المعالم الإسلامية المهمة في المدينة. بُني عام 1851م خصيصًا لحفظ بردة النبي، واستغرق بناؤه أربع سنوات، ليصبح منذ ذلك الحين مزارًا دينيًا بارزًا. يتميز المسجد بتصميمه العثماني الفريد، وزخارفه الداخلية التي تزينها آيات قرآنية، ما يمنحه طابعًا روحانيًا مميزًا.
داخل المسجد، توجد غرفة خاصة لا تُفتح إلا خلال شهر رمضان، حيث تُعرض البردة داخل صندوق زجاجي للحفاظ عليها. وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان، تزدحم الغرفة بالآلاف من الزوار الذين يسعون إلى رؤيتها عن قرب، وسط أجواء مفعمة بالإيمان والتأمل.
Relatedإسرائيل تتهم فلسطينيين بتخريب "قبر النبي يوسف"شاهد: آلاف الزوار عند "قبر النبي هود" في اليمن رغم الحرب وفيروس كوروناضريح النبي أيوب: من بين الأماكن السياحية الأكثر زيارة في صلالة بسلطنة عمانرحلة البردة إلى إسطنبوليعود تاريخ وصول بردة النبي تركيا إلى عهد الخلافة العثمانية، وتحديدًا عام 1516م، حين وصلت إلى اسطنبول خلال التوسع العثماني في العالم الإسلامي. ومنذ ذلك الحين، حمل المسجد اسم "الخرقة الشريفة"، وهي كلمة تركية تعني القماش المنسوج من الصوف الخالص، أو العباءة.
إلى جانب البردة الشريفة، يعرض القائمون على الجامع عددًا من القطع الأثرية التي يُعتقد أنها تعود إلى عهد النبي محمد، مما يضفي على المكان طابعًا تاريخيًا وروحانيًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وبهذا، يظل جامع الخرقة الشريفة شاهدًا على تاريخ ممتد لقرون، ووجهة رمضانية تجمع بين الإرث الإسلامي العريق والمشاعر الإيمانية العميقة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رئيس الوزراء البريطاني في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان ضريح النبي أيوب: من بين الأماكن السياحية الأكثر زيارة في صلالة بسلطنة عمان دول إسلاميةإسطنبولالإسلامتركياتراث ثقافيتاريخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب سوريا شرطة بشار الأسد روسيا إسرائيل دونالد ترامب سوريا شرطة بشار الأسد روسيا دول إسلامية إسطنبول الإسلام تركيا تراث ثقافي تاريخ إسرائيل دونالد ترامب سوريا بشار الأسد روسيا فرنسا شرطة أبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هيئة تحرير الشام انفجار قطاع غزة یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
الجزائر تدعو مجلس الأمن إلى مزيد من الحزم في مواجهة انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار
دعت الجزائر، اليوم الاثنين، مجلس الأمن الدولي إلى التحلي بمزيد من الحزم في مواجهة انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار المسجلة في مختلف النزاعات عبر العالم، منتقدةً الهيئة الأممية لتقاعسها في مواجهة هذه التجاوزات.
في هذا الصدد، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بنيويورك، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي خصِّصَ لعمليات حفظ السلام الأممية، أنه “من الضروري أن يتحلى مجلسنا بمزيد من الحزم في مواجهة انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار”.
وأضاف قائلاً إن “المجلس قد أعلم في عديد الحالات بانتهاكات صارخة لوقف إطلاق النار، إلا أن الإبلاغ عن هذه الانتهاكات قد قوبل على العموم بتقاعس مقلق فيما يتعلق بمحاسبة المتسببين في ذلك”.
كما شدد ممثل الجزائر على أهمية وضع أولئك المنتهكين لاتفاقيات وقف إطلاق النار أمام مسؤولياتهم وإخضاعهم للمحاسبة.
وتابع يقول: “من الواضح أن الأمر يتعلق بقضية مسؤولية، وفي حال انعدام المسؤولية، تفرض تساؤلات بالغة الأهمية نفسها بطبيعة الحال حول مصداقية العمليات المفوضة من قبل الأمم المتحدة في الميدان وبخصوص مصداقية مجلسنا”.
كما أكد بن جامع، أنه “من خلال صوت موحد وقوي على مستوى مجلسنا، ستحظى العمليات المفوضة من قبل الأمم المتحدة بالدعم السياسي اللازم لممارسة تأثير إيجابي ومشروع في الميدان”.
وأضاف أن انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار “لا سيما في المناطق العازلة المحددة بوضوح، لا تمثل فقط فشلا لهذه الاتفاقيات التي تم التوصل إليها وإبرامها بشق الأنفس، وإنما كذلك إخلالا بالالتزامات التي تبناها المجتمع الدولي”.
كما أوضح أنه “على الرغم من سنوات من النقاشات حول تكييف عمليات السلام الأممية مع تطور التحديات، إلا أنه لم يتم تسجيل أي تقدم ملموس”.
من جانب آخر، أقرّ بن جامع بضرورة أن تحظى عمليات حفظ السلام الأممية بالموارد اللازمة.
وقال بن جامع في هذا السياق: “إننا نؤكد على أهمية تزويد العمليات المفوضة بتجهيزات وتكنولوجيات المراقبة الملائمة من أجل تحسين فعاليتها العملياتية في تنفيذ مهمة مراقبة اتفاقيات وقف إطلاق النار”.
كما أكد أن “هذه الموارد ستسهم كذلك في تقليص الأخطار على المستخدمين، وكذا التكاليف العملياتية على المدى الطويل. ومن أجل ذلك، فإننا ندعو إلى تقييم شامل للتحديات العملياتية المرتبطة بمراقبة وقف إطلاق النار لغرض إعطاء إجابات مناسبة”.
وشدد ممثل الجزائر، في سياق آخر، على أهمية تعزيز الشراكات مع الفاعلين الإقليميين من أجل تعزيز جهود عمليات السلام.
وأضاف قائلا: “لا يجب الاستهانة بدور المنظمات الإقليمية في دعم عمليات السلام الأممية لتنفيذ المهام الأساسية، سيما منها على سبيل المثال، مراقبة وقف إطلاق النار”.
كما أشار بن جامع قائلاً “إننا على قناعة بأن الفاعلين الإقليميين، على غرار الاتحاد الإفريقي ومنظماته شبه الإقليمية، يتوفرون على الإمكانيات والشرعية اللازمين لتدعيم الأمم المتحدة في تنفيذ هذه المهمة، طبقا للفصل 8 من ميثاق الأمم المتحدة”.
و خلص في الأخير إلى التأكيد على “التزام الجزائر باحترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي، حيث يعد احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار إحدى مكوناته الأساسية”.