صحفية ومعلقة سياسية أسترالية، كانت لسنوات واجهة الأخبار التليفزيونية في أستراليا كمذيعة للبث المسائي.

على مدار 40 عاما الماضية، كانت شخصية محورية في بناء أستراليا متعددة الثقافات والمتسامحة، صنعت لنفسها سمعة طيبة يسعى اللوبي الصهيوني إلى تمزيقها لأنها تجرأت على انتقاد جرائم الاحتلال في قطاع غزة. 

ماري كوستاكيديس، يونانية الأصل، ولدت عام 1954 في فيريا باليونان، وبعد ذلك بعامين هاجرت عائلتها إلى أستراليا.



التحقت كوستاكيديس بمدرسة "فورت ستريت" الثانوية للبنات، وجامعة "سيدني"، حيث درست اللغة اليونانية الحديثة والفلسفة والفرنسية والألمانية والإيطالية. وأكملت دبلوم في التربية، وحصلت أيضا على منحة للدراسات العليا للدراسة في جامعة "أرسطو" في مدينة سالونيك شمال اليونان.

عملت مدرسة في جامعة "سيدني"، ومسؤولة أبحاث في إدارات الصحة والشباب والخدمات المجتمعية في ولاية "نيو ساوث ويلز"، ومترجمة في المحكمة ومحررة ترجمات، كما استضافت وقدمت برامج على محطات الراديو في أستراليا.

خلال مهمتها كمترجمة في ما يسمى "قضية المؤامرة اليونانية" في أواخر السبعينيات، نظمت دورة تحويل للمترجمين اليونانيين في لجنة الشؤون العرقية في "نيو ساوث ويلز"  بالتعاون مع قسم اللغة اليونانية الحديثة بجامعة سيدني، لتسهيل التحويل من اللغة الرسمية إلى اللغة الديموطيقية أو اليونانية العامية، بعد بضع سنوات، تبنت اليونان أيضا اللغة العامية كلغة لجميع الوثائق الرسمية.

واصلت كوستاكيديس مشاركتها في  الظهور التلفزيوني في مسلسل تلفزيوني للأطفال. وظهرت في عدة أفلام كمذيعة أخبار.


 ومع بداية الثمانينيات كانت كوستاكيديس عضوا في فريق الإدارة الذي أنشأ وطور تلفزيون "إس بي إس" وفي عام 1980 بدأت في تقديم  برنامجها الرائد "أخبار العالم"  لمدة 20 عاما، واستقالت منه في عام 2007 بسبب التغييرات التي اعتقدت أنها تقوض معايير التلفزيون وبسبب ما ادعت أنه خرق للعقد.

ووفقا لزملائها في العمل كانت كوستاكيديس غير سعيدة بـ"إدخال الإعلانات داخل برامج الأخبار"، وكان رحيلها "ضربة كبيرة" وأشار الكثيرون إلى أن "هيئة البث المتعددة الثقافات قد فقدت طريقها".

خلال مسيرتها عينت في عدة مجالس وجمعيات من بينها: اللجنة الاستشارية للجمهورية في أوائل التسعينيات، وعملت أيضا في مجلس "وسام أستراليا"، وعضوا مؤسسا في مجلس مؤسسة "جيمس جويس"، وعضوا نشطا في "جمعية كازانتزاكي"، وعملت في مجلس معايير الإعلان، ومجلس المخدرات والكحول، ومجلس السرطان، واللجنة الاستشارية ومؤسسة المئوية الدستورية.

وشغلت منصب عضو مجلس إدارة مؤسسة "فريد هولوز"، ومجلس مسرح سيدني، ومجلس المكتبة الوطنية الأسترالية، ومجلس مؤسسة "ريس ميد"، واللجنة الاستشارية لمؤسسة "سيدني للسلام"، وجامعة سيدني، ومؤسسة "فرايليش" التابعة للجامعة الوطنية الأسترالية، ومؤسسة الخصوصية.

واستضافت كوستاكيديس حفل توزيع جوائز الأعمال العرقية، لأكثر من خمس دورات،  والذي سلط الضوء على التمييز الذي يواجهه المهاجرون والسكان الأصليون في مجال الأعمال.

في عام 2009، عينت في لجنة التشاور الوطنية لحقوق الإنسان التي استقصت مدى كفاية حماية وتعزيز حقوق الإنسان في أستراليا.

ولم يقتصر عملها في الإعلام والصحافة على البث التلفزيوني والإذاعي وإنما امتد إلى نشر أعمالها من قبل وسائل الإعلام المستقلة بما في ذلك مجلة السياسة العامة واستخدمت منصة التواصل "إكس/تويتر سابقا".

دعمت المحرر والناشط والناشر الأسترالي، جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكيليكس" ففي عام 2011، قدمت له الميدالية الذهبية لمؤسسة "سيدني للسلام " ووصفت "ويكيليكس" بأنه "موقع إلكتروني مبتكر غيّر ميزان القوة بين المواطن والدولة من خلال الكشف عن ما تقوم به الحكومات حقا باسمنا".

وقالت إن معاملة الولايات المتحدة لأسانج كانت تهدف إلى "إغلاق ويكيليكس وتجريم نشاط هذا الناشر". وانتقدت محاكمة وتسليم أسانج في المملكة المتحدة ووسائل الإعلام لعدم اهتمامها بالقضية.


تتميز مسيرة كوستاكيديس باهتمامها بالعدالة الاجتماعية، وفي المشاركة في الخطاب العام وإلقاء المحاضرات ورئاسة المنتديات العامة، والمساهمة بمقالات الرأي التحريرية في الصحافة السائدة ووسائل الإعلام المستقلة عبر الإنترنت.

كما تغطي صحافتها القضايا الجيوسياسية والديمقراطية وحرية الصحافة، إضافة إلى التعليق في مجالات أخرى بما في ذلك الشرق الأوسط والأمن القومي والصين وإخفاقات وسائل الإعلام الرئيسية.

وفي شباط/ فبراير 2024  وقعت مع مجموعة من النشطاء في مجال حقوق الإنسان ضمت عربا ويهودا أستراليين، رسالة إلى محكمة العدل الدولية قالوا فيها بأن أستراليا ملزمة بمنع أي عمل من شأنه أن "يزيد من تعريض بقاء الشعب الفلسطيني للخطر، والفشل في القيام بذلك يعني التواطؤ في الإبادة الجماعية".

وجاء في المذكرة أنه "في غياب أي رد من الحكومة الأسترالية على حكم محكمة العدل الدولية، تراقب ما لا يقل عن 100 مجموعة، تمثل المجتمع المدني بقلق، فشل أستراليا في التحرك لمنع الإبادة الجماعية في غزة، وتشعر بالقلق من أن الحكومة لا تعكس مخاوفها بتقاعسها".

وسيبدأ الاتحاد الصهيوني في أستراليا مطاردة الساحرات  للصحفية الشهيرة لمواقفها الأخلاقية مما يجري في غزة من حرب الإبادة، ففي تموز/ يوليو العام الماضي قال الاتحاد الصهيوني إنه سيقدم شكوى إلى لجنة حقوق الإنسان الأسترالية، زاعما أن كوستاكيديس انتهكت قوانين التمييز العنصري بنشرها على "إكس" رابطا لخطاب للأمين العام لحزب الله، الشهيد حسن نصر الله.

وفي الفيديو الذي أعيد تغريده يقول زعيم حزب الله: "هنا ليس لكم مستقبل، ومن النهر إلى البحر أرض فلسطين للشعب الفلسطيني وللشعب الفلسطيني فقط".

وأعلى اقتباس نصر الله في التغريدة كتبت كوستاكديس: "الحكومة الإسرائيلية تحصل على بعض الأدوية الخاصة بها. لقد بدأت إسرائيل شيئا لا يمكنها إنهاءه بهذه الإبادة الجماعية".

وزعم رئيس الاتحاد الصهيوني جيريمي ليبلر بأن ماري كوستاكديس "أساءت استخدام منصتها لنشر نظريات المؤامرة لإنكار استخدام حماس للعنف الجنسي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".

ونشر تغريدة لها تقول فيها "إن تحقيق للأمم المتحدة لم يجد أي دليل على العنف الجنسي من قبل حماس".


 ودافعت كوستاكيديس عن ذلك بقولها أن الهدف من هذه التغريدة هو "القول إن إسرائيل تدعو إلى التصعيد، إنها تدعو إلى الانتقام لأنها تنفذ إبادة جماعية".

وقالت أن هذه الاتهامات ترقى إلى مستوى "محاولة لتصويري على أنني مغتصبة ومنكرة للهولوكوست". وكتبت على "اكس": "هذا لأنني كنت أشارك تقارير الصحفيين المستقلين الذين يتمتعون بتقدير كبير للغاية والذين كتبوا عن عدم وجود أدلة موثوقة على مزاعم "الاغتصاب المنهجي والواسع النطاق" من قبل حماس".

وأصدرت هيئة الدفاع عن ماري كوستاكديس بيانا قالت فيه بأنها تفتخر بالدفاع عنها من التهم الموجهة إليها من قبل الاتحاد الصهيوني الأسترالي بموجب قانون التمييز العنصري  بسبب مشاركتها تغريدات حول غزة.

وقال البيان "لقد قدمنا دفاعها أمام لجنة حقوق الإنسان هذا الأسبوع. تعليماتها واضحة،  لن يتم تخويفها، ولن يتم تكميم أفواهها، ولن تتوقف عن تغطية الأحداث الدولية كما فعلت طوال حياتها المهنية. وهذا يشمل إسرائيل والثآليل وكل شيء".

وكشف البيان أن الاتحاد الصهيوني الأسترالي يستخدم القانون الأسترالي كسلاح في محاولة للحد من الانتقادات الموجهة لدولة الاحتلال بسبب أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها.

"لن يخيفنا هؤلاء في مواجهة ذبح عشرات الآلاف من الأطفال ومئات الأطباء والممرضات والصحفيين وغيرهم من المدنيين" بحسب بيان هيئة الدفاع.

منذ بدء الحرب المتوحشة والدموية في غزة، كانت ماري كوستاكديس قوة أخلاقية على وسائل التواصل الاجتماعي حيث قدمت تحديثات حية، وشاركت تقارير عن الدمار والموت في قطاع غزة، وحسابات لأشخاص عاديين يحاولون النجاة من هذا النزاع المميت.

كانت ماري ولا تزال وستبقى بحسب ما نقل عنها، مدافعة عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية وبناء دولته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه أستراليا اللوبي الصهيوني الاحتلال غزة أستراليا غزة الاحتلال اللوبي الصهيوني بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة الاتحاد الصهیونی حقوق الإنسان فی أسترالیا من قبل فی عام

إقرأ أيضاً:

أردني حاول فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني

قالت الشرطة الأسترالية إنه تم توجيه الاتهام إلى مواطن أردني، يبلغ من العمر 46 عاما، أمس الأحد، بمحاولته فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني أثناء تحليقها وكذلك الاعتداء على أحد أفراد طاقم الطائرة.
وقالت الشرطة الفيدرالية الأسترالية إنها استجابت مساء السبت بعد ادعاء بأن الرجل “حاول فتح باب مخرج الطوارئ الخلفي للطائرة أثناء الرحلة” التي كانت قادمة من كوالالمبور.
وبعد أن تمت مرافقة الرجل إلى أحد المقاعد من قبل أفراد طاقم الطائرة، زعم أن الرجل حاول فتح باب مخرج آخر للطوارئ.
وقالت الشرطة الفيدرالية الأسترالية إنه “بعد ذلك تم تقييد الرجل من قبل الطاقم والركاب، وزعم أنه اعتدى على أحد موظفي شركة الطيران”.
وقد وجهت إليه تهمتان بتعريض سلامة الطائرة للخطر وتهمة واحدة بالاعتداء، وتصل عقوبة كل منهما إلى السجن لمدة أقصاها 10 سنوات.
وقالت دافينا كوبلين القائمة بأعمال مفتش المباحث في الشرطة الأسترالية: “كان من الممكن أن يكون لتصرفات هذا الرجل عواقب مأساوية، ولا ينبغي أن يضطر الركاب وموظفو الطائرة إلى تحمل سلوك غير منضبط أو عنيف أو خطير على متن رحلات الطيران”.
وأضافت: “لن تتردد الشرطة الفيدرالية الأسترالية في اتخاذ إجراءات ضد الأشخاص الذين ينخرطون في سلوك إجرامي على متن الطائرات، خاصة عندما يمكن أن يتسبب هذا السلوك في تعريض سلامة الركاب أو طاقم الطائرة أو الرحلة نفسها للخطر”.
ونقلت هيئة الإذاعة الأسترالية عن محامي الرجل قوله في المحكمة، الأحد، إن الرجل البالغ من العمر 46 عاما تناول عقارين طبيين “السودوإيفيدرين” و”حبوب منومة”، بالإضافة إلى شرب الكحول قبل الرحلة.
وأضاف المحامي أن الرجل لا يتذكر هذه الواقعة.
وأفادت صحف غربية بأن الطائرة تابعة لخطوط “إير آسيا”، وكانت متجهة إلى مطار سيدني.

سكاي نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بن يحيى وحلايمية ينشطان ندوة صحفية
  • المؤبد لعامل اتُّهِم بالإتجار في المخدرات.. وتأجيل محاكمة متهم بقتل ربة منزل في القليوبية
  • أردني حاول فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني
  • خلال رحلة إلى سيدني .. أردني يحاول فتح باب الطائرة في الأجواء
  • الرعاية الصحية: دراسة البدء في برنامج توأمة مع مستشفى سيدني للأطفال في أستراليا
  • أستراليا تخصص 1.39 مليار دولار للتحول نحو الطاقة الشمسية
  • القبض على نائب بريطاني مدعوم من اللوبي الإسرائيلي للاشتباه باغتصابه طفلة
  • المجلس الانتقالي ومجلس شيوخ الجنوب العربي
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • شافعي صوفي يعادي داعش والقاعدة وقريب من الإخوان (بورتريه)