هذا هو سر قرار عباس المفاجئ بإعادة المفصولين من فتح وإصلاح السلطة .. اسم محمد دحلان يعود من جديد
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
سرايا - يبدو أن التصريحات المفاجئة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في القمة العربية الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة، حول إصلاح حركة “فتح” والسلطة الفلسطينية، كانت خلفها الكثير من الضغوطات والتهديدات، التي قد تكون هذه المرة مؤثرة على أرض الواقع، أكثر من أي مرة أخرى.
أوضاع السلطة الفلسطينية وحركة “فتح”، لا تُرضي الكثير من الدول العربية، وخلال الفترات الأخيرة خرجت العديد من التصريحات من مسؤولين عرب تطالب بضرورة “الإصلاح والتغيير” ودفع دماء جديدة، للتعامل مع المتغيرات الخطيرة التي تُحيط بالقضية الفلسطينية وخاصة من الجانبين الإسرائيلي والأمريكي.
ونتيجة لتلك الضغوطات العربية التي وصفت بـ”الهائلة والقوية” دفعت الرئيس عباس “مُجبرًا” للإعلان خلال القمة العربية الأخيرة عن تغييرات جذرية في حركة “فتح” وكذلك السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها الإعفاء عن مسؤولين قد فصلوا من الحركة وبينهم قادة كبار من بينهم محمد دحلان.
هذه القرارات فتحت باب التساؤلات واسعًا حول أهدافها وتوقيتها ودلالتها على أرض الواقع، في ظل ما تعاني منه القضية الفلسطينية التي تعيش بأخطر مراحلها من مخططات إبادة وتهجير، لكن في الوقت نفسه أعادت قضية دحلان للواجهة من جديد.
وما زاد الغموض بهذه الملف “الشائك” ما صرح به محمود الهباش مستشار عباس، لإحدى الفضائيات العربية، عن أن الأخير قد يقوم بتعيين القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان نائبا له.
فاجأ عباس، الكثيرين من أنصار حركة “فتح” وخصومها، والمراقبين وجموع الفلسطينيين، بإعلانه الثلاثاء في القمة العربية بالقاهرة، استحداث منصب نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وبقرار العفو عن جميع المفصولين من الحركة التي يتزعمها منذ عام 2005 بعد الزعيم السابق للحركة والمنظمة ياسر عرفات، من بينهم القيادي محمد دحلان.
وشن عباس حرباً شعواء على رفيقه السابق دحلان، ففتح دفاتر اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات واتهم دحلان بذلك، مع إضافة بعض التهم بالفساد المالي والسياسي حتى يُقصيه، وهو ما حصل.
وشغل دحلان منصب رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة خلال التسعينيات وأوائل الألفية، وكان شخصية بارزة داخل فتح. لكن بعد خسارة الحركة في انتخابات 2006 وسيطرة حماس على قطاع غزة في 2007، اتهمه عباس بالمسؤولية عن فشل الأجهزة الأمنية في منع سقوط القطاع.
وفي عام 2011، تصاعدت الأزمة بين الطرفين، حيث اتهم عباس دحلان بالفساد والتآمر للإطاحة به، مما أدى إلى طرده من الحركة وصدور أحكام قضائية ضده، انتهت بنفيه إلى الإمارات، حيث يقيم حاليا.
ويرى محللون سياسيون أن قرارات عباس الذي سيبلغ عامه التسعين في نوفمبر القادم، فاجأت الهيئات القيادية العليا في منظمة التحرير وحركة “فتح”، وجاءت نتيجة ضغوط عربية ودولية كبيرة استمرت عدة سنوات، عبّرت عنها الدول العربية مؤخراً بعدم دعوة عباس لقمة الرياض التي ناقشت الوضع في غزة.
وكانت ثلاث دول عربية ضغطت لتحقيق ثلاث خيارات لخروج السلطة من مأزقها أهمها توحيد حركة فتح، وذلك في ضوء تنامي شعبية حركة حماس التي تتزعم المقاومة في الضفة وغزة.
وكشف صلاح أبو ختلة، القيادي في “فتح” والمعروف أنه من المحسوبين على تيار دحلان، عن إجراء اتصالات في الآونة الأخيرة، وفي فترات سابقة، من أجل إعادة الاعتبار للحركة وإجراء مصالحة داخلية بين التيارات المختلفة وليس فقط التيار الإصلاحي الذي يقوده دحلان.
ورأى، أن ما يحدث على صعيد “فتح” ينعكس على الصعيد الوطني كله، مشدداً على ضرورة وحدة حركة «فتح» التي تُعد رافعة المشروع الفلسطيني، مؤكداً أن تصفيتها تعني تصفية القضية، لافتًا إلى أن التواصل بين كل التيارات لم ينقطع، وقال: “المشروع الوطني يتطلب التحرك لمواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي”.
بدوره، يؤكد المحلل السياسي هاني المصري، أن قرار عباس باستحداث منصب نائب رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين جاء تحت وقع ضغوط داخلية وإقليمية، حيث كان عباس أمام خيارين: إما تعيين نائب رئيس أو تفويض حكومة كاملة الصلاحيات بحيث يصبح منصبه فخرياً.
ويشير المصري إلى أن عودة المفصولين من حركة “فتح” كانت واحدة من ثلاث طلبات داخلية من الحركة، مؤكداً أن هذه القرارات كانت مطلوبة قبل القمة العربية في القاهرة، لكن عباس اختار الإعلان عنها خلال القمة، مما أفقدها جزءاً من أهميتها.
وبحسب المصري، في تصريحات نشرت له، فإن خطاب عباس بدا وكأنه لا يريد أن يلبي مقترحات العرب، خاصة فيما يتعلق بتشكيل اللجنة الخاصة بقطاع غزة، ويضيف “عباس ذهب إلى القمة العربية، وقال ما يريد، وليس ما يريده العرب، في إشارة إلى سياسة عباس التي تهدف إلى عدم إضعاف دوره كرئيس حتى النفس الأخير”.
هل حان موعد عودة دحلان؟ وهل انتهت ورقة عباس عربيًا؟إقرأ أيضاً : "المُفاوضات المُباشرة" بين واشنطن وحماس .. خفايا وكواليس: ترامب يُريد "هدية مجانية" بالإفراج عن "أمريكيين"إقرأ أيضاً : كيف ولماذا استفزّ ترامب “الدولة العميقة” في مصر؟ إقرأ أيضاً : هل أدار الأسد من موسكو معركة "استعادة حُكمه" ومن هُم الذين قادوا الهُجوم على اللاذقية ومن أين حصلوا على السلاح؟
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ذهب#فلسطين#الإمارات#ترامب#الوضع#القاهرة#سياسة#القمة#غزة#الاحتلال#باب#الرياض#صلاح#محمود#محمد#رئيس#الرئيس#موسكو#القطاع
طباعة المشاهدات: 778
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 08-03-2025 10:38 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس محمود القمة الرئيس القمة محمد باب محمود محمد القمة رئيس محمد الرئيس رئيس غزة غزة الرياض الوضع صلاح الاحتلال رئيس فلسطين رئيس القمة ذهب القمة سياسة ذهب فلسطين الإمارات ترامب الوضع القاهرة سياسة القمة غزة الاحتلال باب الرياض صلاح محمود محمد رئيس الرئيس موسكو القطاع القمة العربیة محمد دحلان من الحرکة
إقرأ أيضاً:
العراق يوجه دعوة رسمية لأحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية
تسلّم الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، دعوة رسمية من العراق للمشاركة في القمة العربية المرتقبة، والتي ستستضيفها بغداد الشهر المقبل، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وجاء ذلك خلال لقائه بالمبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي، وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني. ويأتي هذا التطور وسط اعتراضات من سياسيين عراقيين بارزين موالين لطهران وأنصارهم، الذين أبدوا رفضهم لاحتمال مشاركة الشرع.
وكان الشرع قد شارك في القمة العربية الطارئة بالقاهرة، التي خُصصت لبحث الوضع في غزة مطلع مارس، في أول ظهور عربي له منذ توليه السلطة. جاءت مشاركته عقب قرار لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي بالموافقة على إعفائه من حظر السفر المفروض عليه نتيجة العقوبات الدولية السابقة.
وأوضحت "سانا" أن الدعوة التي حملها البدراني جاءت بعد يومين من تسلّم الشرع رسالة سابقة نقلها وفد برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي حميد الشطري، أكدت دعوته لحضور القمة المزمع عقدها في 17 مايو المقبل.
منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، والذي كان حليفًا وثيقًا لطهران، تبنت بغداد موقفًا حذرًا في التعامل مع القيادة الجديدة في دمشق. في المقابل، تسعى الحكومة السورية الانتقالية إلى بناء علاقات أوثق مع جارتها العراق.
وشهدت الفترة الأخيرة زيارات دبلوماسية متبادلة، أبرزها زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد في منتصف مارس، ولقاء غير معلن مسبقًا بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والشرع في قطر الأسبوع الماضي.
وتشير مصادر أمنية عراقية إلى وجود مذكرة توقيف قديمة بحق الشرع، تعود إلى فترة سابقة كان خلالها مقاتلًا في صفوف تنظيم القاعدة ضد القوات الأمريكية وحلفائها في العراق، وقد سُجن لسنوات نتيجة ذلك، مما يضيف تعقيدات قانونية وسياسية محتملة على مشاركته في القمة المقبلة.