هل أدار الأسد من موسكو معركة استعادة حُكمه ومن هُم الذين قادوا الهُجوم على اللاذقية ومن أين حصلوا على السلاح؟
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
سرايا - لم يمضِ أكثر من ثلاثة أشهر على سُقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حتى تعرّض النظام السوري الجديد لاختبار حول مستوى قدراته الأمنية والعسكرية في البلاد وقدرته على ضمان الأمان الاستقرار، ولافت أن اللاذقية قد خرجت عن سيطرة الحكومة الجديدة، فاضطرّت للاستنفار من مساء أمس، وحتى إعداد هذا التقرير، وأرسلت كل القوات والمُقاتلين التي تملكها، لصد هجوم يقف خلفه بقايا من ضباط وجنود الجيش العربي السوري.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد مقتل أكثر من 70 شخصًا، وخروج منطقة اللاذقية عن سيطرة الحكومة، قبل أن تسارع قوات نظام أحمد الشرع بالتوجّه نحو اللاذقية، وقالت إنها نجحت في امتصاص الهجوم، واحتوائه، وتقوم حاليًّا بتمشيط المدينة، لإعادة الأمن كما قالت.
طُرحت تساؤلات حول ما إذا كان ذلك الهجوم الأعنف وغير المسبوق ضد نظام الشرع، عفويًّا، أو مُنسّقًا، ويبدو أنه كان مُنسّقًا بين عدد من المجموعات الموالية لنظام الأسد وعلى رأسهم مجموعة موالية للضابط السوري سهيل الحسن، حيث كانت الهجمات والكمائن مُتزامنة، ويبدو أن نوايا الهجوم كانت ذاهبة باتجاه السيطرة على مؤسسات حكومية كما حصل في حالة الكلية الحربية، فيما كانت العاصمة السورية دمشق مُستنفرة، وينتشر فيها قوات الأمن العام الجديدة، تخوّفًا من عمل ما يهز أركان النظام الجديد.
ما يُميّز هذا الهجوم وفق المراقبين، أو ما سمي بهجوم الخميس، أو ليلة محاولة استعادة الأسد لحكمه، بأنه كان الأعنف مُنذ سقوط الأسد، وجرى استخدام الأسلحة الثقيلة فيه، والرشاشات، الأمر الذي دفع بالسلطات السورية الجديدة إعلان حظر التجوال.
يُطرح تساؤل آخر، حول الجهة التي تمنح السلاح لبقايا الجيش العربي السوري، فجيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر مقدّرات الجيش السوري، المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار من جهته إلى تهريب السلاح عبر الحدود اللبنانية- السورية من طرف “حزب الله”.
ومن غير المعلوم تمامًا، إذا كانت روسيا شاركت في دعم هجوم الخميس، حيث رفضت موسكو التعليق على ما جرى، وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف “بشكل عام، لا أود التعليق على سير هذه العمليات، لأننا لا نعرف التفاصيل”.
وأضاف بيسكوف إن “الأمن اللازم لجنودنا متوفر على المستوى المطلوب”.
تقارير إعلامية عديدة أشارت إلى أن هذا الهجوم جرى بعلم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون قال في ذلك السياق: “يُحاول السفّاح الأسد استعادة الحكم في سوريا وهو مختبئٌ الآن في موسكو ويتلقّى دعماً روسيًّا كما تحضُّ إيران الشعب على التمرّد”.
وأضاف ويلسون: “إيران وروسيا يعملان معاً على زعزعة أمن سوريا ونحن بحاجة لطرد إيران وروسيا من سوريا نهائيًّا”.
وإذا ما صح ما قاله النائب ويلسون، يعني أن روسيا تسمح للرئيس السابق في منفاه بالعمل السياسي، ويبدو أن مُفاوضاتها مع النظام الجديد لا تضمن لها بقاء نفوذها في سورية على المدى البعيد.
من قاد الهُجوم ضد النظام السوري الجديد على الأرض؟، التقارير أشارت إلى عدد من القادة العسكريين الذين يقودون “الفلول”، ومن أبرزهم بينهم العميد غياث دلا، ويعد العميد غياث سليمان دلا، قائد اللواء 42 المعروف بـ “قوات الغيث” في الجيش العربي السوري، من أبرز القادة العسكريين في نظام الأسد.
في ذات السياق، مصدر أمني قال إن المجلس العسكري الذي شكّله العميد غياث دلا بدأ في توسيع نفوذه على الأرض، وأنشأ تحالفات مع قيادات سابقة في الجيش العربي السوري.
وأضاف المصدر أن دلا أنشأ تحالفا مع محمد محرز جابر قائد قوات “صقور الصحراء” سابقا، والمقيم حاليا بين روسيا والعراق.
المصدر الأمني السوري أكد للجزيرة بأن الأسد على علم بالتنسيق الجاري بين جميع المجموعات المسلحة بدعم وإشراف دولة خارجية.
تركيا من جهتها، أكدت وعلى لسان وزارة الخارجية التركية، الجمعة، أن الجهود المبذولة لإرساء الأمن والاستقرار في سوريا تتزايد بشكل مكثف، مشيرة إلى أن التوتر في اللاذقية ومحيطها، واستهداف قوات الأمن، قد يقوض الجهود الهادفة إلى قيادة سوريا نحو مستقبل موحد ومستقر، وجاء في بيان الوزارة، الذي نُشر عبر منصة “إكس”، أن تركيا ترفض أي محاولات لزعزعة الاستقرار، مشددة على ضرورة عدم السماح لهذه الاستفزازات بأن تتحول إلى تهديد للسلام في سوريا والمنطقة.
وتحدّث نشطاء عن إعدامات ميدانية قاموا ببث بعض مقاطعها على المنصّات طالت أشخاصًا من الطائفة العلوية في اللاذقية بعد هجوم الخميس، الأمر الذي أقرّت به قوات الشرع ووضعته في في خانة التجاوزات الفردية، وقالت وزارة الداخلية السورية الجديدة، الجمعة بالخصوص أن منطقة الساحل وقعت بها انتهاكات وصفتها بالفردية بسبب توجه حشود شعبية غير منظمة إليها.
ونقلت وكالة سانا عن مصدر أمني في وزارة الداخلية قوله: “بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية”.
وأضاف المصدر: “نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري”.
المرصد السوري لحقوق الانسان أكد الجمعة إن قوات الأمن الجديدة “أعدمت” بالفعل 52 علويًّا في محافظة اللاذقية بعد دخولها إليها لصد هجوم فلول نظام الأسد، وأورد المرصد أن “قوات الأمن أقدمت على إعدام 52 شابا ورجلا علويا قي بلدتي الشير والمختارية في ريف اللاذقية”، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو تحقّق المرصد من صحّتها، وشهادات حصل عليها من عدد من أقرباء الضحايا وأفراد عائلاتهم.
رئيس جهاز الاستخبارات العامة السورية الجديد علّق على ما حصل قائلًا وأشار إلى أن الهجوم جرى إدارته من الخارج: حمقى ظنوا أنهم قادرون على إسقاط إرادة شعبنا فأطلقوا عمليتهم الغادرة، وتابع مجرمون وضعاف نفوس استغلوا الأوضاع وخططوا لضرب الوجه الجديد لسوريا، وأضاف قيادات عسكرية وأمنية سابقة دبرت لجرائم بتوجيهات قيادات هاربة بالخارج، ونطمئن شعبنا أننا سنُدافع عن النصر الذي حققناه ونبذل الغالي لأجله، والعملية الغادرة راح ضحيتها عشرات من رجالنا في الجيش والأمن والشرطة، ولن نسامح من قتلوا رجالنا ولا خيار أمامهم إلا تسليم أنفسهم وأسلحتهم.
بكُل حال، نجحت قوات الشرع بصد الهُجوم، ونسبيًّا استطاعت الحفاظ على هيبة سُلطتها الوليدة، ولكن التساؤل التالي سيظل حول ما إذا كان هذا الهجوم المُنسّق والأعنف، هو أقسى ما يُمكن لبقايا فلول الأسد فعله لتهديد سلطة الشرع، أو أنه تمهيد أوّلي لمعركة أكبر، بدأت بإرسال رسائل عنيفة، تقول نحن هنا، نحن من حكمنا سورية ولن نتخلّى عنها، ونستطيع إشغالكم، وقتلكم، ونستطيع أن نُدير المعركة من الخارج على أرض الواقع؟.
رأي اليومإقرأ أيضاً : وسط أجواء مشحونة .. حكومة نتنياهو طالبت واشنطن بعدم إجراء مفاوضات مع حماس دون شروط وادارة ترامب تجاهلتهإقرأ أيضاً : "كل دقيقة هي جحيم لهم" .. أسرى سابقون يتهمون نتنياهو بـ "المماطلة" ويطالبونه بإتمام صفقة التبادل مع حماس إقرأ أيضاً : ترامب إلى السعودية بعد أن وافقت على استثمار تريليون دولار
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#قيادة#ترامب#إيران#المدينة#السعودية#سوريا#تركيا#الكونغرس#اليوم#الحكومة#أمن#الاحتلال#أحمد#الشعب#العسكريين#محمد#رئيس#الرئيس#القوات#موسكو
طباعة المشاهدات: 1014
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 08-03-2025 10:29 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس الحكومة القوات أحمد الاحتلال روسيا موسكو الرئيس الكونغرس سوريا موسكو إيران الشعب أمن سوريا إيران سوريا روسيا العسكريين العسكريين محمد روسيا سوريا قيادة سوريا تركيا سوريا الشعب روسيا قيادة ترامب إيران المدينة السعودية سوريا تركيا الكونغرس اليوم الحكومة أمن الاحتلال أحمد الشعب العسكريين محمد رئيس الرئيس القوات موسكو الجیش العربی السوری قوات الأمن
إقرأ أيضاً:
خيارات دمشق في التعامل مع فلول نظام الأسد
بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وجدت سوريا الجديدة نفسها أمام العديد من التحديات الخارجية والداخلية، لعل أبرزها على المستوى الداخلي هو كيفية التعامل مع فلول النظام السابق الذين لا يزالون يشكلون تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد، خاصة في مناطق الساحل السوري.
وشنت فلول النظام السابق في السادس من مارس/آذار الماضي هجمات منسقة -وصفت بأنها الأعنف منذ سقوط النظام- ضد حواجز ونقاط عسكرية تابعة للأمن العام بمناطق مختلفة من الساحل السوري، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من القوات الأمنية.
وقد سيطرت الفلول على مواقع مهمة في مدينتي اللاذقية وطرطوس، قبل أن ترسل وزارة الدفاع السورية تعزيزات عسكرية تمكنت من استعادة تلك المناطق وطرد الفلول منها.
وبين الأصوات المطالبة بالمحاسبة الصارمة لضمان عدم إفلات هؤلاء المسؤولين من العقاب، والدعوات إلى المصالحة كضرورة للاستقرار وإعادة بناء البلاد، تجد الحكومة نفسها أمام معادلة حساسة تتطلب توازناً دقيقاً بين تحقيق العدالة وتجاوز إرث الماضي.
تهديد مستمر
ولم تقتصر هذه الهجمات على مناطق الساحل السوري، إذ دائما ما تعلن وزارة الداخلية عن تصديها لهجمات الفلول، وضبط الأسلحة في مناطق مختلفة من البلاد، ونفّذت إدارة الأمن العام حملات واسعة ضد فلول النظام المخلوع في عدد من المناطق.
إعلانويرى مراقبون أن هذه الهجمات دليل على قدرة الفلول على إعادة تنظيم أنفسهم، واستخدام تكتيك حرب العصابات لاستنزاف الدولة، واختلاق حالة من الفوضى وعدم الثقة بقدرة الحكومة على بسط الأمن، إذ لا تقتصر على تحركاتهم على مهاجمة حواجز الأمن العام، بل تتعدى ذلك إلى محاولة القيام بأعمال إرهابية أيضاً.
وحول المدة المتوقعة لانتهاء هذه التهديدات، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد إسماعيل أيوب أن العمل العسكري ضد فلول الأسد لن ينتهي في فترة قريبة، فهناك الآلاف من الفلول من ضباط وعناصر وقادة فرق وقادة ألوية ورؤساء أفرع أمنية وضباط مخابرات، وهؤلاء يعرفون أنفسهم أنهم كانوا مجرمين، وبالتالي فهم لا يتشجعون رغم العفو عنهم على تسليم أنفسهم.
ويضيف العقيد أيوب -في حديثه للجزيرة نت- أن الدولة السورية تواجه مهمة صعبة ومعقدة لأنه من المتوقع ألا يسلم الفلول أسلحتهم وسيواصلون زعزعة الاستقرار والأمن وتنفيذ عمليات ضد الأمن والجيش والمدنيين حتى من حاضنتهم الاجتماعية، وذلك لإثارة النعرات الطائفية وزعزعة الاستقرار بشكل عام.
تشير عمليات ضبط مستودعات الأسلحة والذخيرة، في عدة مناطق من سوريا، إلى وجود ترسانة كبيرة خلّفها النظام المخلوع في أماكن يصعب الوصول إليها، ويُعتقد أن قسماً كبيراً منها يُستخدم حالياً في عمليات هجومية تستهدف القوى الأمنية والعسكرية.
وتعتمد فلول النظام المخلوع بشكل أساسي على هذه الأسلحة المخفية منذ زمن طويل، مما يمنحها القدرة على شنّ هجمات ضد القوات الحكومية، خصوصاً في المناطق الحساسة مثل دمشق وحمص والساحل.
وفي هذا السياق، كشف مصدر أمني للجزيرة نت أن إدارة الأمن العام شنت حملة ضد فلول النظام المخلوع بمنطقة قمحانة في ريف حماة الشمالي وسط البلاد، وصادرت أسلحة تتضمن ذخائر وصواريخ من مستودعات كانت تتبع للفرقة 25.
إعلانومن ناحيته يشدد المحلل العسكري العقيد أديب عليوي على ضرورة تجفيف منابع الإمداد العسكري لفلول النظام، من خلال مداهمة مستودعات التسليح في الوحدات العسكرية التي كانت تتبع قوات النظام وبالأخص في مناطق الساحل وريف حمص الغربي، إضافة للأماكن التي يختبئ فيها الفلول بالجبال والأحراش، والتي تحتوي على مستودعات ذخيرة بعضها متوسط وثقيل منذ زمن.
ويشير عليوي -في حديثه للجزيرة نت- إلى ضرورة استخدام تقنيات حديثة في هذا المجال، كطائرات شاهين المسيرة بشكل فعال، من خلال المراقبة واستخدامها بالوقت المناسب لصد أي تحرك للفلول، أو اكتشاف أي مستودع أو ملجأ بالجبال التي تختفون فيها.
تدعيم الحواجز العسكرية
ومع تزايد التحديات الأمنية وتكرار هجمات الفلول، برزت الحاجة إلى تعزيز الحواجز العسكرية التابعة للأمن العام، كجزء من إستراتيجية شاملة لضبط الأمن، إذ باتت تلعب هذه الحواجز دوراً محورياً في منع عمليات التسلل، ومصادرة الأسلحة، ورصد أي تحركات مشبوهة في المناطق التي تنتشر فيها.
غير أن هذه المهمات يجب ألا تقتصر على عناصر الأمن العام، وإنما يحتاج الأمر لنقاط عسكرية رئيسية بمعنى معسكرات في مناطق إستراتيجية هامة تتوزع وتنتشر خلال مدة قصيرة بحيث تستطيع السيطرة على أي تحرك لفلول النظام بأي اتجاه، عن طريق نقاط إستراتيجية مهمة وحاكمة تحتوي على معسكرات ومعدات ثقيلة، وذلك بحسب العقيد أيوب.
ويشير المحلل العسكري إلى أن القيادة الأمنية في دمشق أخطأت عندما تركت عناصر الأمن العام بأسلحة خفيفة فقط في تلك المناطق أمام فلول النظام التي استخدمت أسلحة متوسطة وأكثر من متوسطة، لذلك وقعت خسائر بشرية في صفوف الأمن العام، إلى أن وصلت التعزيزات والأسلحة الثقيلة.
يذكر أن الهجمات التي استهدفت القوات الأمنية بمناطق الساحل، بين 6 و9 مارس/آذار الماضي، أدت إلى مقتل 214 شخصاً من الأمن العام، إضافة إلى 231 مدنياً، وذلك بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي تحدثت في المقابل عن مقتل 887 شخصا في المجمل.
يرى كثير من المختصين بالشأن العسكري والأمني أنه لابد من تضافر الجهود الأمنية والمخابراتية، مع الجهود العسكرية المتمثلة في ملاحقة فلول النظام، والكشف عن مستودعات الذخيرة التابعة لهم، إضافة إلى ضرورة إنشاء شبكة من المخبرين تعمل على تعقب تحركات هذه العناصر التي قد تسعى إلى استغلال أي ثغرات أمنية لإعادة تنظيم صفوفها وتأجيج النزاعات الداخلية.
إعلانوتأكيداً على هذا الموضوع، يشدد الخبير العسكري أيوب على ضرورة إنشاء شبكة من المخبرين والجواسيس، وتقسيم المنطقة إلى مربعات كل مربع مسؤول عنه حاجز معينة أو نقطة معينة، إضافة إلى السيطرة على الطرقات وعلى كل المفارق الرئيسية والفرعية "حتى نستطيع من خلاله ضبط أي تحرك للفلول خلال فترة قصيرة" من خلال التواصل السريع بين هذه المجموعات الأمنية.
ومن ناحيته، يوضح العقيد عليوي أن وجود مثل هذه الشبكات يمكن أن توفر معلومات استخباراتية دقيقة عن تحرك الشخصيات المشتبه بهم، مما يسمح للدولة بتوجيه ضربات استباقية تمنع وقوع أي اضطرابات أمنية، خاصة المناطق التي تعتبر معاقل للنظام السابق.
وبالإضافة إلى ضرورة وجود هذه الشبكات البشرية، يشدد العقيد أيوب على ضرورة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والمراقبة الإلكترونية، لتعزيز فعالية المعلومات التي يتم جمعها من الجواسيس والمخبرين.
معالجة اجتماعيةإلى جانب الجهود الأمنية والاستخباراتية في التعامل مع فلول النظام السابق، يبقى الحل الاجتماعي ركيزة أساسية لضمان الاستقرار على المدى الطويل، فالعديد من هؤلاء الفلول قد لا يكونون متورطين بجرائم أو انتهاكات بحق الشعب السوري، وإنما كانوا جزءا من منظومة سابقة بحكم الواقع السياسي، وذلك بحسب الباحث في مركز عمران للدراسات نوار شعبان.
وعن طرق المعالجة الاجتماعية لهذا الملف، يقول شعبان -للجزيرة نت- إن ذلك يتم من خلال إطلاق مبادرات للمصالحة الوطنية بهدف دمج الأفراد الذين لم يتورطوا في جرائم جسيمة، وتوفير برامج إعادة تأهيل لهم، مما يسهم في تعزيز السلم الأهلي.
وفي سياق البحث عن آليات لمعالجة إرث النزاع في سوريا -يضيف شعبان- يمكن الاستفادة من تجارب دولية سابقة أظهرت أن معالجة إرث الأنظمة الاستبدادية يتطلب تبني نهج العدالة الانتقالية الذي يشمل المحاسبة والمصالحة، لضمان استقرار مستدام كما هو الحال في جنوب أفريقيا ورواندا.
إعلانومن ناحيته يشدد الخبير الإستراتيجي أيوب على ضرورة وجود تواصل مع وجهاء المجتمع وأصحاب النفوذ فيه كالشخصيات والمخاتير الذين يملكون أدوات التأثير على المجتمع ليكونوا جزءا من الحملة ضد العناصر المخربة والإرهابيين من فلول النظام.
وعلى خلفية بعض التوترات بمحافظة طرطوس أواخر ديسمبر/الأول الماضي، التقى محافظ المدينة محمد عثمان وجهاء ومشايخ علويين بهدف تشجيع التماسك المجتمعي والسلم الأهلي بالساحل السوري، حسب الوكالة السورية للأنباء (سانا).
وتطبيقاً لهذه المبادرات، أفادت تقارير صحفية متطابقة بأن وجهاء مدينة القرداحة سلموا في 25 مارس/آذار كمية من المُسيرات الانتحارية لإدارة الأمن العام، بعد جلسة مع وجهاء وأعضاء لجنة السلم الأهلي بالمدينة.
ضبط الأمن أولوية حكومية
ومنذ الإطاحة بنظام بشار، فتحت إدارة العمليات العسكرية التابعة للإدارة الجديدة مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم سلاحهم شريطة عدم تلطخ أيديهم بالدماء، وفي الوقت الذي استجاب عشرات الآلاف لهذه المبادرة، رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، مما أدى إلى مواجهات مع عدد منهم، في حين اعتقل آخرون ضمن حملات أمنية بمختلف محافظات البلاد.
وبعد ذلك، تصاعدت المطالبات الشعبية للإدارة الجديدة للقيام بعمليات أمنية تستهدف العناصر الخارجة عن القانون والشبيحة التي ساندت نظام المخلوع، مما أدى إلى تحييد عدد منهم من قبل الأمن العام التابع لوزارة الداخلية كالقيادي شجاع العلي الذي يعتبر أبرز المتورطين بمجزرة الحولة، واعتقال عدد من كبار الضباط والأمنيين بجيش النظام السابق، ومن أبرزهم عاطف نجيب المسؤول عن تعذيب أطفال درعا بداية الثورة.
وبعد الأحداث التي شهدها الساحل السوري يومي 6 و7 مارس/آذار الماضي، أكدت السلطات السورية أنها لن تسمح لأي جهة أو فرد بالتصرف خارج إطار الدولة والقانون، مشددة على أن عملياتها ضد فلول الأسد تهدف إلى "فرض الأمن بعيدا عن الثأر أو الانتقام".
إعلانووجهت القيادة "كافة الوحدات العسكرية والأمنية بالالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين المقررة، حفاظًا على المدنيين ومواجهة أي محاولة لاستهداف الأمن الوطني بحزم" وذلك بحسب "سانا".
من ناحيته شدد مدير الأمن العام باللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي على متابعة الفلول وبسط الأمن بالقول "نحن في عملية شاملة لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، وسنقوم بالقبض على كل من كان جزءاً من فلول النظام السابق، لضمان عدم تكرار الانتهاكات وضمان أمن واستقرار البلاد".