موقع 24:
2025-04-28@05:19:43 GMT

ترامب..بين الشعارات الانتخابية ومحك السلطة

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

ترامب..بين الشعارات الانتخابية ومحك السلطة

كطائر "الفينيق" الأسطوري الذي يقوم من الرماد، استطاع دونالد ترامب أن يتجاوز كل الصعوبات والتحديات التي واجهته منذ هزيمته في الوصول إلى البيت الأبيض بعد ولايته الأولى، حيث حوّل الكثير من هذه التحديات إلى فرص حقيقية مكنته من الفوز بولاية رئاسية جديدة رغم التنافس الشديد الذي طبع الحملة الرئاسية.
ففي مواجهة التهم الثقيلة التي واجهه بها القضاء الأمريكي، اعتبر أن الكلمة الفيصل في هذا الشأن، ستكون لإرادة المواطن عبر صناديق الاقتراع، كما استطاع أن يظهر بمظهر الزعيم القوي بعد محاولة الاغتيال التي استهدفته، ويستغلّها في تكريس خطاب لا يخلو من مظلومية.


ومنذ توليه زمام السلطة ضمن ولايته الثانية، أطلق الكثير من الخطابات المثيرة للجدل على المستويين الداخلي والدولي، حيث أظهر إصراراً كبيراً على تنفيذ مجمل تعهداته التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية، والمتمحورة حول شعاره المتكرر «أمريكا أولاً»، سواء تعلق الأمر بإعادة بناء وتقوية الحزب الجمهوري، واعتماد إصلاحات اقتصادية وإدارية، أواتخاذ تدابير صارمة في مواجهة الهجرة غير الشرعية، والتخفيف من وطأة ما يسميه ب«الدولة العميقة» وذلك بتعيين عدد من المقربين منه سياسياً في مناصب وازنة وحسّاسة.
وعلى المستوى الخارجي، أطلق مجموعة من التصريحات التي حظيت بنقاشات سياسية وأكاديمية مكثفة، حيث اعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستفد من العولمة، بالقدر الذي استفادت منها الكثير من الدول، كما هو الشأن بالنسبة للصين، أو بالنسبة لعدد من البلدان الصاعدة، ولذلك لم يخف رفضه لهذه العولمة وإصراره على الانسحاب من مختلف مؤسساتها.
كما اعتبر أيضاً أن زمن الحماية الأمنية المجانية قد ولى بالنسبة للشركاء والحلفاء أيضاً، فهو وبحكم تجربته ومرجعيته الاقتصادية، يرى بأن ضمان أمن هذه الأطراف يتطلب تقديم المزيد من الأموال، حيث اعتبر أن هذه الأقطار بما فيها دول «الناتو» ملزمة بدفع نصيبها «العادل» في ما يتعلق بالضمانات الأمنية أو الصفقات الاقتصادية.
كما أعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية متهماً إياها بعدم تحمل مسؤولياتها خلال جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير في الأمن العالمي بمفهومه الإنساني الشامل، وفي اقتصاد الولايات المتحدة بشكل خاص، مبرزاً الإمكانات المالية التي تدفعها هذه الأخيرة للمنظمة في مقابل أقساط رمزية تدفعها دول أخرى كالصين.
وجدير بالذكر أن ضغط الولايات المتحدة على المنظمات أو الانسحاب منها، ليس جديداً، فكثيراً ما امتنعت عن دفع أقساطها المالية للأمم المتحدة بذريعة اعتمادها لسياسات منافية لمصالحها (الولايات المتحدة)، بل وصل بها الأمر إلى حد الضغط باتجاه عدم تجديد ولاية ثانية لبطرس غالي على رأس أمانة الهيئة في سنوات التسعينات.
كما أعلن أيضاً الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، ما سيساهم في إرباك الجهود الدولية المتصلة بحماية البيئة، خصوصاً أن الولايات المتحدة تتموقع ضمن أهم الدول المتسببة في انبعاث ثاني أكسيد الكربون الناجم عن صناعاتها المختلفة.
أما بخصوص القضية الفلسطينية، فقد طالب الأردن ومصر باستقبال سكان غزة، مع التأكيد على رغبته في السيطرة على القطاع. بينما عبر عن اهتمامه أيضاً بشراء جزيرة «غرينلاند» من الدانمارك، وهو ما رد عليه بعض الدانماركيين من جانبهم برغبتهم في اقتناء «كاليفورنيا». كما طالت التصريحات الجار الشمالي كندا، وذلك بالتأكيد على أن هذه الأخيرة ستكون في وضع أفضل إذا أصبحت الولاية الأمريكية رقم 51.
وفي مواجهة تصاعد أدوار الصين على المستوى الدولي، أشار إلى أنه سيواجه تمددها باتخاذ مزيد من العقوبات الاقتصادية، فيما عبر عن رفضه القاطع لدخول إيران إلى النادي النووي. وفي مقابل ذلك فقد نهج خطابات أقل حدة مع كل من روسيا وكوريا الجنوبية..
ثمّة ملاحظات أساسية نطرحها في هذا السياق، وهي أن توجهات ترامب، ورغم الجدل الذي أثارته داخلياً ودولياً، قد تكون مجرّد مناورات لرفع السقف من أجل الحصول على حد مقبول من الفوائد والمكتسبات. كما أنه لا يمكن اعتبار هذه التوجهات "نشازاً" أو استثناء في السياسة الخارجية لأمريكا منذ فترة الحرب الباردة وما شهدته من تدخلات زجرية في عدد من مناطق العالم كفيتنام وكوبا وبنما..، أو سنوات الثمانينات من القرن الماضي مع إطلاق مبادرة «حرب النجوم» في عهد رونالد ريغان، أو بالتدخل في العراق والصومال والسودان وليبيا، وإحداث معتقل غوانتانامو، رغم الخطابات "المتفائلة" التي اعتاد إطلاقها عدد من الرؤساء بصدد إرساء نظام دولي عادل، مبني على السلام والأمن وحماية البيئة وتفعيل هيئة الأمم المتحدة، وحلّ القضية الفلسطينية. ومن ثم تظل سياسات الولايات المتحدة مبنية على مجموعة من الثوابت التي تضمن مصالحها وتكرّس مكانتها العالمية، غير أن بلورتها تختلف من رئيس إلى آخر تبعاً لطبيعة شخصيته ولخطاباته المتأرجحة بين الصرامة تارة والدبلوماسية تارة أخرى.
وعموماً، فما زال الوقت مبكراً للحديث عن تحوّل جذري في السياسات الخارجية الأمريكية، لاعتبارات داخلية متصلة بمواقف المعارضة عبر الهيئة التشريعية واللوبيات الاقتصادية والسياسية ومختلف القوى المؤثرة داخل المجتمع، بالإضافة أيضاً إلى ردود الفعل المتوقعة للدول المعنية بهذه السياسات كالمكسيك والصين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها

المناطق_متابعات

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن روسيا لا تنوي الكشف عن تفاصيل المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن التسوية الأوكرانية حتى اكتمالها رسميًا.واشنطن – سبوتنيك. وقال لافروف في مقابلة مع شبكة “سي.بي.إس.نيوز” الأمريكية: “نحن أشخاص مهذبون للغاية، وعلى عكس البعض الآخر، لا نناقش علنًا ما يُناقش في المفاوضات. وإلا، فلن تكون المفاوضات جادة”.واقترح وزير الخارجية الروسي أيضًا مناقشة هذه القضية مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لأنه “يسعده التحدث إلى أي شخص عبر وسائل الإعلام، حتى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.وفي وقت سابق، قال لافروف للشبكة الأمريكية إن ترامب “ربما يكون الزعيم الوحيد على وجه الأرض الذي يُدرك ضرورة معالجة الأسباب الجذرية” للأزمة الأوكرانية. وأضاف أن ترامب يعتقد “عن حق” أن الجانبين “يسيران في الاتجاه الصحيح”، لكنه أضاف أن هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى “صقل”.واليوم، قال ترامب عبر منصة “تروث سوشيال”: “وصلتُ للتو إلى روما. كان يومًا جيدًا من المحادثات والاجتماعات مع روسيا وأوكرانيا. إنهم قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق، وينبغي أن يجتمع الجانبان الآن، على أعلى المستويات، لإنهاء الأمر”، مضيفا أنه “تم الاتفاق على معظم النقاط الرئيسية”.وأمس الجمعة، قال ترامب عبر “تروث سوشيال” إن “العمل على اتفاق السلام الشامل بين روسيا وأوكرانيا يسير بسلاسة. ويبدو أن النجاح قادم في المستقبل”.وأشار ترامب في وقت لاحق إلى أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، الذي زار روسيا أمس، عقد “اجتماعًا جيدًا”.من جانبه، صرح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أمس الجمعة، بأن لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وويتكوف، استمر نحو ثلاث ساعات وكان بناءً ومفيدًا.وقال أوشاكوف للصحفيين: “جرت محادثة لمدة ثلاث ساعات، وكانت بناءة ومفيدة للغاية في طبيعتها”.وكان ترامب قد أعلن، في وقت سابق، عزمه على “إنهاء النزاع” في أوكرانيا والتحدث مع روسيا وأوكرانيا حول التسوية ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت قريب، لكن الجانب الروسي لم يؤكد إحراز أي تقدم في هذا الخصوص خلال الأيام الأخيرة، ويكمن السبب في تشدد موقف رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي من مسألة التسوية السلمية للنزاع ودعم عدد من الدول الأوروبية لموقفه هذا بهدف إطالة أمد الحرب.ويوم الأربعاء الماضي، كان من المقرر عقد محادثات في لندن بين وفود أمريكية وأوروبية وأوكرانية لتسوية النزاع.ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، كانت الولايات المتحدة تنوي اقتراح اعتراف الدول الأوروبية وأوكرانيا بضم القرم لروسيا، بينما كان حلفاء نظام كييف يأملون في الحصول على ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل ذلك، لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف ألغوا الزيارة، ثم انسحب وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا من المشاركة في الاجتماع، ونتيجة لذلك، عُقد الاجتماع على مستوى أدنى.وكما ذكرت الصحيفة، فإن سبب إفشال المحادثات كان غضب واشنطن من رفض كييف قبول مقترحات التنازل عن الأراضي، وبدلًا من ذلك تفضل مناقشة وقف إطلاق النار الكامل أولًا، ثم كل شيء آخر لاحقًا. نسخ الرابط تم نسخ الرابط 26 أبريل 2025 - 9:13 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد26 أبريل 2025 - 8:16 صباحًا“الأرصاد”: رياح نشطة على منطقة تبوك أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:39 صباحًامقترح أوكراني جديد للسلام مع روسيا.. هذه تفاصيله أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:36 صباحًالقوة البصر.. التغذية الجيدة حل سحري أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:30 صباحًاقد تكون سامة… احذر من تناول بذور هذه الفاكهة! أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:26 صباحًايوتيوب تدعم ميزة البحث بالذكاء الاصطناعي26 أبريل 2025 - 8:16 صباحًا“الأرصاد”: رياح نشطة على منطقة تبوك26 أبريل 2025 - 7:39 صباحًامقترح أوكراني جديد للسلام مع روسيا.. هذه تفاصيله26 أبريل 2025 - 7:36 صباحًالقوة البصر.. التغذية الجيدة حل سحري26 أبريل 2025 - 7:30 صباحًاقد تكون سامة… احذر من تناول بذور هذه الفاكهة!26 أبريل 2025 - 7:26 صباحًايوتيوب تدعم ميزة البحث بالذكاء الاصطناعي الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي فيه مخاطر وتحديات غير مسبوقة الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي فيه مخاطر وتحديات غير مسبوقة تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • ترامب واثق من قدرة الولايات المتحدة وإيران على التوصل إلى اتفاق
  • رئيس وزراء غرينلاند: مستعدون للشراكة مع الولايات المتحدة شريطة الاحترام المتبادل
  • هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 
  • حين تطلق النار على نفسك: ثمن الحرب الاقتصادية على الصين
  • رئيس وزراء غرينلاند: مستعدون للشراكة مع الولايات المتحدة
  • ترامب: الولايات المتحدة تقترب من إبرام اتفاق تجاري مع اليابان
  • ترامب يتوقع إبرام اتفاقات تجارية مع شركاء الولايات المتحدة خلال شهر
  • لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها
  • الولايات المتحدة تشن سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة في اليمن
  • الرئيس الصيني يعلن عن خطة للاقتصاد الصيني لمواجهة تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة