تصاعد العنف في سوريا.. اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومؤيدي الأسد .. مئات القتلى والجرحى في أسوأ اضطرابات
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
سوريا على صفيح ساخن.. اشتباكات دامية تهز معاقل الأسد السابقة!"النظام الجديد يواجه اختبار البقاء.. هل تنفجر الحرب من جديد؟انتقام أم فوضى؟ حملة أمنية كبرى تسقط مئات القتلى والجرحى!
في أسوأ موجة من الاضطرابات منذ تولي الحكومة الانتقالية السورية السلطة، قُتل أو جُرح مئات الأشخاص هذا الأسبوع في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومؤيدي الرئيس السابق بشار الأسد، وفقًا لما أفادت به الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR).
واندلعت المواجهات يوم الخميس في مناطق
وطرطوس على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وهي مناطق كانت تُعرف تقليديًا بولائها القوي لنظام الأسد، لكنها شهدت تصاعدًا في أعمال العنف الطائفية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة، إن أكثر من 225 شخصًا قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات، بينهم 100 عنصر من قوى الأمن السورية، بينما قُتل 125 مدنيًا خلال حملة أمنية واسعة نفذتها وزارتا الدفاع والداخلية السورية في عشرات القرى بريف اللاذقية وطرطوس وحماة.
إرث الأسد والطائفة العلوية في سورياحكمت عائلة الأسد، التي تنتمي إلى الطائفة العلوية، سوريا لأكثر من نصف قرن قبل أن تتم الإطاحة ببشار الأسد أواخر العام الماضي على يد جماعات إسلامية سنية مسلحة، سعت إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي والطائفي في البلاد.
يمثل العلويون حوالي 10% من سكان سوريا، وكانوا يشغلون مناصب بارزة في النظام السابق، وعلى الرغم من أن العديد منهم قاموا بتسليم أسلحتهم منذ ديسمبر الماضي، إلا أن آخرين لا يزالون يحتفظون بأسلحتهم ويواصلون المقاومة.
النظام الجديد يواجه اختبارًا صعبًافي ظل تصاعد حدة العنف، يواجه النظام السوري الجديد تحديات كبيرة في تهدئة المجموعات المهمشة، خاصة تلك التي لا تزال تحتفظ بقوة عسكرية كبيرة.
في خطاب متلفز يوم الجمعة، تعهد الرئيس الانتقالي أحمد الشراع بملاحقة المتورطين في قتل العشرات من عناصر الأمن السوري، لكنه شدد أيضًا على ضرورة التزام قوات الأمن بضبط النفس، مشيرًا إلى تقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خلال الاشتباكات. من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا قالت فيه إنها تقف "على أعتاب مرحلة حساسة تتطلب الوعي والانضباط".
اتهامات متبادلة وتصعيد أمنيووفقًا لوكالة الأنباء السورية سانا، فإن مقتل عدد من رجال الشرطة وقوات الأمن أدى إلى تحرك حشود غير منظمة نحو الساحل، بينما صرّح أنس خطاب، رئيس جهاز المخابرات السورية، بأن "قادة عسكريين وأمنيين سابقين تابعين للنظام السابق كانوا وراء التخطيط والتنفيذ لهذه الجرائم".
وأضاف خطاب أن هذه العمليات "الغادرة" أسفرت عن مقتل العشرات من خيرة رجال الجيش والأمن والشرطة، محذرًا من أن بعض السوريين "انخدعوا بأيادٍ خبيثة خارج البلاد" دفعتهم للمشاركة في أعمال العنف.
فوضى وضحايا وجثث بالشوارعأظهرت مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم الخميس حجم الخسائر البشرية بين قوات الأمن السورية ومدنيين مسلحين.
أظهر أحد المقاطع جثث رجال ملقاة بجوار عربة شرطة، بينما أظهر فيديو آخر، تم تحديد موقعه الجغرافي من قبل شبكة CNN، نساء يبكين بجوار جثث ما لا يقل عن 20 رجلاً يرتدون ملابس مدنية، قُتلوا في إحدى القرى بالقرب من بلدة الجنديرية.
كما أظهر مقطع آخر قوات الأمن تطلق نيرانًا كثيفة خلال الليل نحو مصدر نيران مجهول.
وزارة الدفاع تهدد وتحذروفي تطورات أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع، العقيد حسن عبد الغني، يوم الجمعة، إن "مجرمي الحرب الكبار مبعثرون في الجبال، وليس أمامهم أي ملجأ سوى المحاكم، حيث سيواجهون العدالة"، موجّهًا رسالة لأنصار الأسد المتبقين قائلاً: "لا تكونوا وقودًا لحرب خاسرة... الخيار واضح: سلموا أسلحتكم أو واجهوا مصيركم المحتوم".
وبالتزامن مع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو نُشرت يوم الجمعة تعزيزات عسكرية ضخمة تتجه إلى المنطقة، فيما فُرض حظر تجول في مدينة طرطوس حتى يوم السبت.
وأظهرت المقاطع أن قوات الأمن وصلت إلى مدينة جبلة الساحلية، بالقرب من قاعدة حميميم الجوية الروسية، حيث اندلعت اشتباكات وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد بالقرب من القاعدة.
عمليات عسكرية في مسقط رأس الأسدكما أظهرت مشاهد أخرى دخول القوات الحكومية إلى بلدة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، وسط انفجارات وأعمدة دخان كثيفة. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع لاحقًا، وفقًا لوكالة سانا، أن القوات الأمنية نفذت عمليات ضد بقايا النظام السابق في القرداحة. وأحد المقاطع التي تم تحديد موقعها الجغرافي على الساحل بالقرب من جبلة أظهر إلقاء قنابل مرتجلة من مروحية عسكرية.
وفي بيان رسمي، دعت وزارة الداخلية السورية يوم الجمعة جميع المدنيين إلى "الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية"، مشددة على أن جميع الوحدات العسكرية والأمنية قد تم توجيهها "للالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين لضمان سلامة المدنيين".
هجمات على المستشفيات وصحفيون في مرمى النيرانوقالت وزارة الصحة السورية إن ستة مستشفيات في المناطق الريفية في اللاذقية وطرطوس تعرضت لهجمات مساء الخميس من قبل مجموعات مؤيدة للأسد، مما أسفر عن سقوط عدة قتلى.
أما الصحفي والناشط المقيم في اللاذقية، عبد الرحمن طالب، فقال إنه تعرض لهجوم من قبل مؤيدي الأسد يوم الخميس أثناء تغطيته للاشتباكات بين المقاتلين وقوات الأمن السورية.
وأضاف: "كنا محاصرين لمدة 12 ساعة في أحد أحياء اللاذقية، مع انتشار مسلحين موالين للنظام السابق حولنا. لم أكن أعتقد أننا سنخرج أحياء." وأوضح أنه تلقى حماية من بعض السكان العلويين في المنطقة حتى وصلت التعزيزات الأولى التي قامت بإجلائهم.
ردود فعل دولية ومصر تدين العنفأثارت هذه الأحداث موجة من المظاهرات المؤيدة والمعارضة للحكومة الانتقالية في عدة مدن سورية، مما يعكس مدى الانقسام الداخلي في البلاد.
وأعربت مصر عن قلقها إزاء المواجهات التي شهدتها محافظة اللاذقية في الجمهورية العربية السورية ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي لها بعد الأحداث التي تشهدها سوريا : تؤكد مصر موقفها الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية واستقرارها في مواجهة التحديات الأمنية، ورفض مصر لأية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب السوري .
وجددت مصر تأكيدها على أهمية مكافحة كافة أشكال العنف، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار، والعمل على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة في سوريا.
وتجدد مصر التأكيد على أهمية تدشين عملية سياسية انتقالية شاملة تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السوري دون إقصاء وتضمن حقوق جميع الطوائف في سوريا.
على الصعيد الإقليمي، أدانت السعودية، التي تُعتبر من أبرز داعمي الحكومة الانتقالية السورية، ما وصفته بـ "الجرائم التي ارتكبتها الجماعات الخارجة عن القانون في سوريا."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الخارجية اللاذقية وزارة الصحة السورية الحكومة الانتقالية السورية الانقسام الداخلي أنس خطاب رئيس جهاز المخابرات السورية المزيد قوات الأمن السوریة یوم الجمعة بالقرب من فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الفاشر.. اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وتوقف مطابخ خيرية
الفاشر: اندلعت الاثنين، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، توقف على إثرها عدد من المطابخ الخيرية عن تقديم وجبات الطعام داخل المدينة، وقالت “الفرقة السادسة مشاة” بالفاشر التابعة للجيش السوداني في بيان مقتضب، إن قواتها “تخوض معركة عنيفة في المدينة بثبات وشجاعة وتتقدم في جميع المحاور”.
من جانبها، قالت “تنسيقية مقاومة الفاشر” (لجنة شعبية)، إن “معارك شرسة متواصلة تدور في مدينة الفاشر اليوم الاثنين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة”.
وأردفت في بيان: “نأسف أن ننقل إليكم هذا الخبر الثقيل على قلوبنا جميعا، إذ أعلنت عدة تكايا (مطابخ خيرية) ومراكز لتقديم الوجبات في مدينة الفاشر توقفها عن العمل مؤقتاً إلى حين هدوء الأوضاع، نتيجة للواقع القاسي الذي تعيشه المدينة هذه الأيام”.
وأوضحت أنه “مع اشتداد القصف العنيف والمتعمد، أصبح تحضير وجبة ساخنة مخاطرة بحياة الطهاة والمتطوعين”.
َوتقدم “التكايا” بدعم خيري، وجبات الطعام لعشرات الآلاف من السكان والنازحين في الفاشر، جراء الحرب والحصار الذي تفرضه “الدعم السريع” على المدينة منذ أكثر من عام، وفق مراسل الأناضول.
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين قوات الجيش و”الدعم السريع” رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وفي السياق، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، عن نزوح أكثر من 406 آلاف شخص من مخيم زمزم للنازحين بالفاشر.
وقالت المنظمة في بيان: “نزح حوالي 406.265 شخص، أي 81.252 أسرة خلال يومي 13 و14 أبريل/ نيسان الجاري”.
وأشارت إلى أنها سجلت حتى أمس الأحد، حركة نزوح من مخيم زمزم إلى 19 منطقة في ولايات شمال ووسط وشرق وجنوب دارفور.
وبعد هجوم متواصل لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم استمر عدة أيام، أعلنت تلك القوات السيطرة على المخيم في 13 أبريل الجاري، بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، ما أدى إلى سقوط 400 قتيل ونزوح عشرات الآلاف، وفق الأمم المتحدة.
ويخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع و بوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد “الدعم السريع” تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.
(الأناضول)