عثمان جلال: بل يستحقان التكريم
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
(1) عندما غدر الخائن الهالك حميدتي بالجيش في يوم ١٥ ابريل ٢٠٢٣م وأراد ابتلاع الدولة السودانية طعمة خالصة يتوارثها هو وأبناءه جيلا بعد جيل ، وعربان الشتات بتعبير ابن خلدون اذا ملكوا أمة من الأمم جعلوا غاية ملكهم الانتفاع بأخذ ما في أيديهم وتركوا ما سوى ذلك من بينهم فتبقى تلك الأمة كأنها فوضى مستطيلة أيدي بعضها على بعض فلا يستقيم لها عمران وتخرب سريعا شأن الفوضى.
(2)
بعد سقوط منطقة جبل أولياء العسكرية وتقدم قوات المليشيا الإرهابية نحو مدينة القطينة ولتقديرات عسكرية انسحبت قوات الجيش والمستنفرين نحو منطقة الاعوج ، وترك مجتمع القطينة لمواجهة مصيره مع عتاة اللصوص والنهابة والقتلة ومعتادي الإجرام من الداخل وعربان شتات دول الساحل الافريقي، وعندها تصدى العميد شرطة معاش صديق، وهو ابن الزعيم محمد علي سنادة الذي كان يجود من كلتا يديه ويقتدي بالطيبين وبه البلاد تفاخر وكان يلقب بالسكينة الحمرة، ومعه العمدة ابن العمدة حفيد العمدة سعد صغيرون ، فلا غرو فهما أحفاد الزعيم إبراهيم عبد الرحمن حفيد ملوك الشمس والظل وفي الضيفان يهوش سكينو دايما حمرة، ومن كرمه حاز على لقب جبل اللقمة وحقا ذرية بعضها من بعض وجدودنا ديك كانوا صعبين المراس يستعجب النشىء الكبر طالع شبيهم . لذلك ما كان ينبغي لمن تشبع بكل ميراث هذا الإلهام التاريخي أن ينفد بجلده ويترك مجتمعه للضباع والوحوش والموقف كان يقتضي مزيج من التقية والجسارة والمصانعة المعهودة في بيوت الزعامة ومن لا يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويصرم .
فما هي ثمرة مصانعة صديق سنادة والعمدة سعد مع الجنجويد اللئام؟؟ تم التوافق معهم على عدم دخول الأحياء والبيوت وتموضع الارتكازات في دوائر جغرافية محددة ولكن الجنجويد وعربان الشتات لا عهد ولا أخلاق لهم فهم بتعبير بن خلدون طباعهم جافية ، إلى الطباع الحيوانية أقرب ويمدون أيديهم إلى ما بأيدي الناس ويسلبونهم أموالهم ومتاعهم، وإذا تغلبوا على وطن أسرع إليه الخراب لأن طباعهم منافية للعمران لاستحكام عوائد التوحش فيهم. ورغم جلافة الجنجويد فقد تمكنا من صيانة الشرف والأعراض وجنبا مجتمع القطينة الاستباحة وكانا بالمرصاد لأي تفلتات من الجنجويد الاوباش.
(3)
لتجنيب مجتمع القطينة شرور النزوح والعوز تصدى صديق سنادة والعمدة سعد ومن خلال العمل الميداني الدؤوب لتأهيل آبار المياه ، وإعادة التيار الكهربائي بعد انقطاع طويل وقادا عملية اصحاح البيئة ونظافة الأحياء ،وإنارة كل الشوارع وسوق المدينة وتشغيل الأفران ،وحرصا على ضمان تدفق السلع الاستهلاكية كما قاما بجمع التبرعات من الداخل والخارج ومن أموالهم الخاصة لتأهيل مركز غسيل الكلى والذي كان يستقبل يوميا أعداد مقدرة من مرضى الفشل الكلوي. بل كانا يقومان بتوزيع ادوية الأمراض المزمنة ويتفقدا أصحاب الحاجات بيت بيت، وكانت منازلهم مشرعة الأبواب لأصحاب الحاجات وهكذا بيوت الزعامات وقديما قالت ريا لشيخ العرب: انا بت البيوت المن بعيد معنية، بي فوق لينا السماء وبي تحت بيوتنا محنية. لكنما عولي أن كنت ذا عول، على بصير بكسب الحمد سباق،، سباق غايات مجد في عشيرته ، مرجع الصوت ، هدا بين أرفاق،،حمال ألوية ،، شهاد أندية،، قوال محكمة جواب آفاق ، وهكذا كان صديق سنادة، والعمدة سعد.
(4)
هذه ثمرة مصانعة ومسايسة الكرام أبناء الكرام أحفاد الكرام صديق سنادة والعمدة سعد صغيرون للجنجويد العلوج
وإن كان ثمة خطأ في المصانعة كما يرى البعض فهو يسير ومغتفر وغايته درء المفسدة وجلب المصلحة، وثمرته عادت بردا وسلاما وأمنا وصيانة لشرف مجتمع القطينة وقديما قال المتنبيء:
ومنتسب عندي إلى من أحبه
وللنبل حولي من يديه حفيف فهيج من شوقي وما من مذلة
حننت ولكن الكريم ألوف
وكل وداد لا يدوم على الأذى
دوام ودادي للحسين ضعيف
فإن يكن الفعل الذي ساء واحدا
فأفعاله اللائي سررن ألوف
ونفسي له نفسي الفداء لنفسه
ولكن بعض المالكين عنيف
ان الزعيم صديق سنادة والعمدة سعد صغيرون يستحقان التكريم وقلادة الشرف ووسام معركة الكرامة فهما من أهل الفضل وقديما قال صلاح احمد ابراهيم واسلك الفضل وقل ياهؤلاء خاب قوم جحدوا الفضل صنيعه، إن للفضل وان مات ذووه ضياء ليس يخبو فاسألوا أهل النهى.
عثمان جلال
الاثنين: 2025/3/3
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أحمد مالك من الإسكندرية: المسرح معمل الفنان الحقيقي وأشعر بمسؤولية مضاعفة بعد التكريم
أعرب الفنان أحمد مالك عن شعوره العميق بالفخر والمسؤولية بعد تكريمه خلال الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وذلك خلال جلسة "ماستر كلاس" التي احتضنها المتحف اليوناني الروماني تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة، وأدارها المدير الفني للمهرجان موني محمود.
وقال مالك: "مع كل تكريم أشعر أن المسؤولية تتضاعف على عاتقي، ولحظة تكريمي كانت تأكيدًا أن الجهد المبذول لا يضيع"، مضيفًا أن رحلة الممثل تبدأ بتجارب الأداء، ثم مرحلة الترشح للأدوار، إلى أن يصل الفنان لمرحلة يختار فيها أدواره بحرية كاملة.
وأكد مالك أن فكرة تمثيل جيل كامل ليست قرار الفنان بل الجمهور هو صاحب الكلمة الفصل، مشددًا على التزامه بإخلاصه للمهنة وسعيه المستمر لتطوير أدواته.
أحمد مالك من ماستر كلاس في الإسكندريةوعن بداياته، تحدث مالك عن أهمية المسرح، قائلًا: "المسرح هو بداية صقل مهارات الممثل، وهو المكان الذي يختبر فيه الفنان حقيقته بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية". وشبه التمثيل بكرة القدم، قائلًا: "الاستمرارية في التدريب والتطوير هي الضمان الحقيقي للاستمرار والنجاح".
وجاء ذلك خلال "ماستر كلاس" قدمه على هامش فعاليات مهرجان الفيلم القصير في دورته الـ 11 بالمتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية، وتستمر فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى 2 مايو، متضمنة عروضًا لأفلام من مصر والعالم، إلى جانب ورش عمل وندوات تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتوسيع آفاق الحوار الفني.
ويُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير تأسس عام 2015، وتنظمه جمعية دائرة الفن سنويًا بمدينة الإسكندرية، بدعم من وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة ومجموعة من الشركات الراعية.
IMG-20250428-WA0325 IMG-20250428-WA0323