1 السبب المباشر هو سوء التقدير الناجم عن الغباء، مما أدى إلى الفشل في كل شيء منذ بداية الحرب حتى الآن. ولا يزال “الكفيل” يتخبط في متاهته (يعمهون). لقد فشل الانقلاب، رغم توافر كل ما يلزم له من جنود وسلاح وإمدادات لا تنقطع، كما جُنِّدت له الأجهزة الإعلامية، وصُرف عليه ببذخ لا يخشى معه أصحابه الفقر ولا حساب الله! فما كانت النتيجة؟ فشل الانقلاب، فقاد إلى الحرب، وفشلت الحرب، فقادت إلى الغزو، وفشل الغزو، فقاد إلى الانتقام والتدمير، ثم فشل الانتقام والتدمير في إخضاع الشعب، فلجأ “الكفيل” إلى محاولة تقسيم البلاد!
2
سارع “الكفيل” إلى تدبير أمر حكومة لقيطة لتغطية الهزائم المستمرة لمليشياته في الميدان، فبدلًا من أن يركز الإعلام على تلك الهزائم وانهيار الروح المعنوية لأوباش المليشيا وتشريدهم، خطط “الكفيل” لتوجيه الإعلام نحو مهزلة الحكومة اللقيطة في نيروبي.

لكن الخطة فشلت؛ فبينما كانت الكاميرات تغطي حفل التفاهة في قاعة “كنيتا”، كانت في الوقت نفسه ترصد معارك وسط الخرطوم وشرق النيل، والانتصارات التي يحققها الجيش في كردفان. فلم يأبه كثيرون بالراقصين على مسرح التفاهة.
3
الهدف الثاني من مساعي تشكيل حكومة لقيطة هو تطبيق النموذج الليبي: تشكيل حكومة بأي طريقة، ثم السعي لنيل الاعتراف بها على المستويين الإقليمي والدولي. لكن هذا الهدف أُحبط أيضًا، وسيؤول إلى لا شيء مهما فعل “الكفيل”، لماذا؟
4
حين كانت مليشيات “الكفيل” تسيطر – وفقًا لادعائها – على 80% من أرض البلاد، لم تستطع إقامة حكومة في أي جزء مما احتلته. وحتى المناطق التي سيطرت عليها في قلب معاقلها، فرّ أهلها منها وتركوها فارغة للجنجويد. وحين حاولت المليشيات أن تنشئ إدارة مزيفة في المناطق التي احتلتها، مثل الجزيرة، فشلت، وكذلك الأمر في الخرطوم، حيث قدمت نموذجًا باهرًا للحكومة اللقيطة بقيادة “بقال”، “حاكم عموم الخرطوم”!
5
حكومة “التعايشي” والمعتاشين عليها لا أحد يعرف لها مكانًا يمكن أن تؤسس فيه سلطتها المدعاة، لتنفيذ دستورها “العلماني القميء”، ولجمع شتات هوامها ومرتزقتها. كل مكان يمكن أن تتخذه مقرًا في دارفور سيكون هدفًا للجيش، الذي يزحف الآن ليطوّق كل المدن التي احتلتها المليشيات. لذا، فدارفور ليست مكانًا آمنًا لحكومة “التعايشي”.
6
قد تسعى المليشيات، وحليفها الجديد عبد العزيز الحلو، إلى جعل تلك الحكومة اللقيطة تتخذ من إحدى “كراكير” الجبال مقرًا لها. يُقال إن هناك 99 جبلًا بها آلاف “الكراكير”، وقد تجد حكومة المليشيا “كركورًا” تختبئ فيه، لتدير أعمالها فيما تبقى من “كراكير” الجبال لصاحبها الحلو! لا أدري لماذا تخيلت “النور حمد” جالسًا بين الحلو و”دقلو” و”برمة”، في أحد “الكراكير”، يحاضر الحلو عن “الرسالة الثانية”، ويشرح لعبد الرحيم دقلو ماهية “العقل الرعوي”، ويوضح لبرمة ناصر رأي الأستاذ محمود في الطائفية!
7
لكن للأسف، حتى هذا الحلم يبدو مستحيلًا؛ إذ سيثور أهل الجبال ضد الحلو، لأنهم لا يثقون بالجنجويد. وقد بدأت بالفعل ردة فعل من شباب وسياسيي الجبال، حيث رفضوا هذه الخطوة، وهم يتجهون الآن لتأسيس تحالف سياسي – عسكري ضد الحلو، سيكون له تأثير يغيّر موازين القوى في الجبال.
8
كان رهان المليشيا وداعميها أن تجد تلك الحكومة اللقيطة اعترافًا فوريًا من العالم، مما يمكنها من ممارسة سلطتها وتنفيذ مخططها لتقسيم السودان. لكن المفاجأة كانت في ردة فعل أربكت حساباتهم؛ فأفريقيا تكاد تُجمع على رفض وإدانة الحكومة الموازية. وكان آخر المواقف ما صدر عن اجتماع دول البحيرات العظمى، حيث أكد رفض تشكيل حكومة موازية في السودان، وكذلك فعلت جامعة الدول العربية، إضافة إلى رفض دول وازنة في المنطقة، مثل مصر والسعودية وقطر، فضلًا عن موقف دولي حاسم؛ حيث رفض الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاعتراف بالحكومة الموازية، كما اعرب بالامس أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم إزاء توقيع ميثاق لإنشاء سلطة حاكمة موازية في السودان.وأكدوا التزامهم القوي بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه
وتبع موقف مجلس الأمن الحكومة الأمريكية، التي أعلنت أن تشكيل حكومة موازية سيزيد من الصراع ولن يساعد على تحقيق الاستقرار والسلام في السودان. كما عبرت بعض الدول الأوروبية عن قلقها من هذا الاتجاه.
9
حتى الصين وروسيا ترفضان مبدأ تشكيل حكومة موازية في السودان. إذن، من يعترف بهذه الحكومة ويتعامل معها، وهي أصلًا حكومة كونتها قوى متهمة بالإبادة الجماعية؟ هناك أربع دول مرشحة للاعتراف بها، وهي تشاد، وأفريقيا الوسطى، وليبيا، وربما كينيا. أما الإمارات، فقد تتعامل معها دون اعتراف رسمي، وكذلك جنوب السودان. لكن في النهاية، لن يطمع المعتاشون على تلك الحكومة في أي اعتراف من أي منظمة دولية أو إقليمية.
10
وهكذا، سيصبح “التعايشي” رئيسًا لحكومة مثل حكومة “بقال”، يحمل عصاه، ويجوب الأزقة و”الكراكير”، من حارة إلى حارة، يبشر الناس بعلمانية “الحلو”، وديمقراطية “الجنجويد”، والحريات التي سيوفرها “برمة ناصر” رئيس
مجلس السيادة، في دولته الطائفية العلمانية الجنجودية، تحت الرعاية الكاملة لـ”الكفيل الديمقراطي”!

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: تشکیل حکومة فی السودان

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: الضلع الرابع للمثلث

الضلع الرابع للمثلث

والضلع الرابع هذا تجده أينما اتجهت…
(1)
في النكتة قالوا
قال: أتمنى جدًا أن أعيش مائة عام
قال: تزوج
قال: وهل الزواج يجعلني أعيش مائة عام؟
قال: لا… لكنه سوف يجعلك تتمنى الموت..
(2)
قال
الزوجان فى الستين والخمسين من العمر تظهر لهما جنية لتقول
: أحقق لكل منكما أمنية واحدة
قال الزوج
: أتمنى أن تكون زوجتي أصغر مني بثلاثين سنة
وفي الحال وجد نفسه في التسعين من العمر
قالوا… نسي المسكين أن الجنية إمرأة
(3)
من فرائد حسين خوجلى أنه قال
الإمام في المسجد يقول إن المسلمين سواسية. لا فضل لعربي على عجمي
وأحدهم/ ممن يتربص بالإسلام…والذي كان من. الجماعة إياهم/ يقاطع الإمام ليقول له
: أنا مسلم…وأنت تقول بالمساواة… فهل تزوجني بنتك؟
قال الإمام: جيب أهلك وتعال
وجاءوا…
والإمام يذبح لهم خروفًا ويأتي بطبق كبير وفيه الكرش والشخت والإمعاء
وأمسكوا أيديهم
والإمام يسألهم
: مالكم لا تأكلون….هل هذا حرام؟
قالوا: لا…لكن النفس تعافه
قال: وكذلك تزويج بنتي من ولدكم هذا…ليس حرامًا لكن النفس تعافه
والحكاية عن الضلع الرابع للمثلث….
(4)
والحكايات أعلاه وآلاف أخرى تقول إن هناك ضلع رابع في كل مثلث
والضلع هذا نحتاجه الآن للمرحلة القادمة من بناء السودان
……..
فالجهة التي فشلت في طحن السودان بالحرب
وفشلت قبلها في طحنه بقحت…. الجهة هذه سوف تتسلل إلى عصب الخدمة المدنية… وإلى عصب الجيش… وإلى عصب الاعلام… وإلى عصب البنوك..و…و. لهدم الإسلام من هناك
وبعد حظر الأحزاب سوف يدخلون كمديرين…. ومستشارين…. وسياسيين و…
والنميري أيام كانت للعملة قيمة كان يلجأ إلى أسلوب يواجه به الأسلوب التدميري هذا
النميري يوكل الإدارة لمن يراقبون الله
في التحصيل والضرائب كان يعين أنصار السنة والأخوان… وفي القضاء حين يطلب (قاضي لا يأكل الحرام) جاءوه بقاضي لا يأكل الحرام ولا الحلال….. جاءوه بحاج نور…. و…
والنميري يستشير رجلًا ذكيًا عن سبب خراب السودان
والرجل يحكي له نكتة
قال
: في قبيلة كذا. كان خادم العمدة يحفظ المصحف وكان العمدة يصلي خلفه…. ويومًا كانوا في الصلاة و(الولد) يؤم العمدة والآخرين… وإمرأة تمر. وحين ترى المشهد تقول مستنكرة
: أجي ي ي …. العمدة فلان.. يصلي ورا الولد؟
وهنا العمدة. الذي لم يكن يحفظ من القرآن شيئًا يجذب الولد ويقيمه في الصف ويقف هو إمامًا. ثم يكبر تكبيرة داوية. ثم يلتفت ليقول للولد
: ..اقرأ. يا. ولد…
والنميري يفهم. ويضحك ويظل كلما أمر بتعيين مدير أو والي يحكي الحكاية
الضلع الرابع (الخداع والعجز عن فهم العالم اليوم….. والقيادة بأسلوب…اقرأ ياولد) أشياء هي ما يهدد صناعة السودان الحديث الذي نتجه إليه…
يبقى أن العمدة قال للولد. اقرأ… ولم يؤلف قرآنًا من عنده….
كويس…

إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لهذا السبب قررت واشنطن قطع المساعدات عن “حكومة عدن”
  • استمرار تعليق الدراسة بـ”جامعة عدن” والطلاب يتهمون “حكومة التحالف” بالتلاعب بمستقبلهم
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الضلع الرابع للمثلث
  • غداً في واشنطن.. لماذا سيلتقي مجرم الحرب “نتنياهو” براعيه “المجرم ترامب”..!
  • “الفاف” تُنصف الأندية التي سددت ديونها في الآجال المُحددة
  • “دقلو” يبدو أن الزهللة التي يعيشها أنسته أنه هاجم من داخل العاصمة ولم يتمكن من الاحتفاظ بها
  • حكومة إسرائيل تحذر المحكمة العليا من “عواقب وخيمة” لعدم إقالة بار
  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟
  • مشاركة الإمارات في مؤتمر خاص بالسودان تفجر الأزمات.. وتحذير شديد اللهجة لـ”الحكومة البريطانية”
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة