الثورة نت:
2025-04-07@13:13:21 GMT

(الإرهاب) حين يصبح (تهمة) لتصفية الخصوم..

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

(الإرهاب) حين يصبح (تهمة) لتصفية الخصوم..

 

 

جميعا نعرف معنى (الإرهاب) ونوعه وأشكاله وعلى من يطلق أو تطلق هذه الصفة، لكن منذ سنوات تم استغلال هذا الوصف وتوظيفه من قبل بعض الدول الكبرى ومن يدور في فلكها وإلصاقه بخصوم وطنيين وبحركات تحرر وطنية وضد كل من يناضل من أجل حقه وحق شعبه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير..
لقد أصبحت تهمة (الإرهاب) تطال ليس (الإرهابيين) الحقيقيين، بل أصبحت التهمة تلصق بكل حركة نضال وطني وبكل جماعة تناضل من أجل حق شعبها بالحرية والاستقلال، حتى أصبحت حركات المقاومة في فلسطين تصنف حركات (إرهابية) مع أن كل القوانين والتشريعات الدولية وشرائع السماء والأرض تقر لها بشرعية مقاومة المحتل، توصيف سحب نفسه على كل حركة نضالية تقاوم الهيمنة الاستعمارية وتطال كل نظام أو دولة تدعم حركات المقاومة ضد الاحتلال.

.!
وهكذا أصبحت المقاومة في فلسطين تصنف حركات  (إرهابية) ومقاومة لبنان كذلك ومعهما صنّف نظام الرئيس بشار الأسد كنظام داعم للإرهاب وصنفت إيران كذلك وقبلهم كان نظام الرئيس صدام حسين في العراق، ونظام العقيد القذافي في ليبيا، وباسم مكافحة الإرهاب تم إسقاط هذه الأنظمة وتحويل دولهم إلى ساحات للإرهاب الحقيقي ويدار من قبل (جماعات إرهابية) حقيقية تنطبق عليها التهمة، لكن المعنيين بالتوصيف والتصنيف لا تعنيهم هذه الجماعات طالما إنها لا تتعرض لمصالحهم ولا تتعرض (للكيان الصهيوني) ولا توجه بندقيتها إليه كعدو يحتل جزءاً من الجغرافية العربية -الإسلامية حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
إذاً، مفهوم مكافحة الإرهاب لا يعني معناه الفعلي، بل يعني مكافحة كل من يقف في وجه الغطرسة الإمبريالية وكل من يتصدى للعدو الصهيوني وكل من يقف أمام مصالح الدول الحليفة لأمريكا والدائرة في فلكها..؟!
وإن كانت أمريكا وحلفاءها ينظرون للمقاومة في فلسطين ولبنان بكونهم جماعات إرهابية، فإن من الطبيعي أن نرى تركيا – مثلاً- ترى (الأكراد) الباحثين عن حقوق شعبهم وحقهم في الحرية والعدالة مجرد مجاميع إرهابية وتعامل الشعب الكردي الذي يعيش تحت سيطرة تركيا ونصف جغرافيا تركيا تقريباً هي أرض كردية وتعداد سكانها يتجاوزون الـ(25 مليون كردي)، تنظر (أنقره) إليهم كشعب إرهابي مشكوك في ولائهم، وتعاملهم كمواطنين من (الدرجة الرابعة) محرومين من أبسط الحقوق بما في ذلك حقهم بالتحدث بلغتهم الأم غير اللغة التركية.. ولم تقف تركيا بغطرستها ضد رعاياها من الأكراد بل يمتد إلى أكراد العراق وسوريا ف( أنقره) تحّرم حصول أكراد العراق وسوريا على أي حق يمكنهم من العيش أحراراً يتمتعون بشخصية اعتبارية وإن في حدود الحكم الذاتي وترى أن حصول أكراد العراق وسوريا على هذا الحق فعل من شأنه أن يشجع أكرادها الأتراك على المطالبة بذات الحق وأن كانت قد قبلت استقلال أكراد العراق بفعل ضغوط حلفائها في واشنطن والغرب والصهاينة فإنه كما يبدو لن تسمح (لأكراد سوريا) أن يتمتعوا بهذا الحق وإن أدى الأمر بها إلى اجتياح سوريا وهي تفعل هذا الآن وأعلنت صراحة أنها على استعداد لدفن أكراد سوريا داخل أراضيهم في سوريا إن لم يسلموا سلاحهم..؟!
(أنصار الله) في اليمن ينظر إليهم كجماعة (إرهابية) مع أنهم لم يذهبوا ليفجروا في عواصم الدول الغربية ولم يفجروا (أبراج منهاتن) لكنهم فقط يعادون الصهاينة ويدعمون الشعب الفلسطيني ومقاومته في استرداد حقوقهم المشروعة وطرد الاحتلال الصهيوني من وطنهم..؟!
تباينات الصراعات البينية داخل المجتمعات العربية وفشل النخب العربية في احتواء أزماتها الداخلية وتحقيق الوحدة الوطنية وتبني قاعدة لشراكة اجتماعية عادلة تسودها وحدة المواطنة وكفالة الحقوق لكل أبناء الوطن وفئاته وشرائحه الاجتماعية بقدر من المساواة والعدالة، هذا الفشل جعل من السهل تعميم تهمة (الإرهاب) ضد الخصوم الوطنيين وبما يتماشى مع الرغبة الصهيونية -الاستعمارية التي تولّد كل مظاهر العنف والإرهاب فيما بين العرب والمسلمين وقد تناصرهم وتدعمهم ضد بعضهم لكن إذا تعلق الأمر بالكيان الصهيوني أو بمصالح أمريكا والغرب فهذا محرم، ويجعل النضال الوطني عملاً (إرهابيا) يجب مقاومته..؟!
اليوم.. نرى فرحة ما يسمى (بحكومة الشرعية) في اليمن بتصنيف خصومها (أنصار الله بالإرهابيين) وترحب بهكذا قرار وتؤغل في التحريض عليه وتستعجل العالم في تطبيقه مع أن القرارات تضر بأكثر من 70 ٪ من الشعب الذي سوف يتضرر من هذه القرارات ليس (أنصار الله)..!
والمؤسف أن من يزعمون إنهم يكافحون الإرهاب هم من يمارسوا الإرهاب بأبشع صوره، بحق شعوب العالم وأكبر دليل ما تمارسه الحكومة الصهيونية بحق العرب في فلسطين ولبنان وسوريا وبحق كل دول المنطقة، وما تمارسه أمريكا والدول الغربية بحق دول العالم في الوطن العربي وأفريقيا وهو إرهاب دولة منظم وثمة دول أخرى تحذو حذوهم وتضطهد شعوبها والأقليات العرقية فيها تحت هذا الشعار الزائف (مكافحة الإرهاب)..؟!
وحين يصبح إرهابيي سوريا بالأمس حكاماً عليها -اليوم – وشركاء في نادي (مكافحة الإرهاب) فإن ثمة (لعنة) حلت على الأمة والعالم..؟!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أرض التــطــرف

ما الذي يمكن استخلاصه من ظواهر المواجهات الدائرة، السياسية منها والعسكرية، في عالمنا اليوم؟ كل مواجهة تعني تناقضًا وتضادًا، وهذا التضاد لماذا يأخذ شكل المواجهة والمجابهة بدل الحلول الأخرى الطبيعية؟ لماذا التطرف في المواجهة لإخضاع الآخر والسيطرة عليه بالقوة والعنف؟ هل التطرف هو لغة العصر؟ كيف تحول العالم إلى مسرح مناسب لأنواع ودرجات من التطرف تغذي وتستثير بمجرد ظهورها كل تطرف مضاد؟ كيف نجد في عالمنا اليوم أشكالًا متعددة من خطاب التطرف نجحت، بل وأصبحت وصفة انتخابية معممة، تقود أصحابها إلى تولي زمام السلطة، كما حدث في مناطق مؤثرة من العالم؟ وكل هذا التطرف المعولم ألا يغذي بشكل رئيسي اتجاه العالم بأسره نحو العنف والحرب كنتيجة متوقعة؟

بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة النازية والفاشية في أوروبا لم يكن أحد يتخيل أن اليمين المتطرف سيعود إلى السلطة، بما في ذلك من تبقى من أعضائه، أو أن أحزاب اليمين المتطرفة يمكنها التفكير بالمنافسة في الانتخابات، أو أنها ستحظى بأي شعبية مستقبلية، لكن واقع الحال اليوم أن عددًا لا بأس به من الأحزاب الفائزة في الانتخابات تتبنى بشكل معلن خطاب التطرف، فكيف حدث ذلك؟

هل يمكننا القول إن الحروب الأمريكية العالمية المعلنة التي اتخذت ذريعة الحرب على الإرهاب في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قد دمغت بداية هذا القرن بآثار لا تمحى، لكنها أدت لنتائج عكسية، ليس أقلها صعود اليمين، وبتعبير آخر فإن الحرب الأمريكية على التطرف والإرهاب بدل أن تقضي على الإرهاب والتطرف قامت بتعميمه.

يبدو اليوم أن تلك الحرب المعلنة على الإرهاب والتطرف، القاعدة آنذاك، أدت إلى تفريخ وتعدد أشكال وجماعات التطرف والإرهاب، وأن أغلب ذلك التفريخ جرى في مناطق احتلتها أمريكا كالعراق مثلًا، حيث جرى تصدير التطرف لكل دول الجوار، وكان النتاج هو استقواء التطرف وتعاظمه، بل وجرى استخدام جماعاته لتدمير النظم السياسية المعارضة للهيمنة الأمريكية والتغوّل الإسرائيلي، كما حدث في سوريا، وفي الوقت نفسه صعد الخطاب المتطرف، وكراهية الأجانب، وصعدت الأحزاب والخطابات المعادية للآخر، خاصة وعلى التحديد الإسلام، وكان هذا الخطاب متوجهًا بالتحديد للتأثير على المراكز ويبدو أنه نجح بطريقة ما في إذكاء التطرف العام.

ما حدث في حرب الولايات المتحدة الأمريكية على الإرهاب هو تهويل حوادث ١١ سبتمبر واتخاذها ذريعة للحرب والتدخل، وما فعلته تلك الحروب الأمريكية أنها دشنت عصر الإرهاب والتطرف، وهذا رأي نعوم تشومسكي في كتابه عن الحدث الصادر في ذلك العام نفسه ٢٠٠١، وهو يقول حرفيًا إن العالم مقبل على عصر الإرهاب، في استشراف دقيق كما هو واضح، لأن ذلك ما حدث في كل مكان، لقد جرت تغذية العصر بمتوالية من التفجيرات التي شملت غالبية المدن الغربية، وحتى العربية بطبيعة الحال، والتي عجّلت في إظهار نتائج الإرهاب وخطره الكامن في توليد التطرف، وإعطاء مشروعية للتطرف المضاد، ولكنه أصبح إرهاب دولة، وأدى لكوارث بشرية واستباحة حدود الدول وإسقاط الأنظمة وتسليمها من بعد للفوضى أو للنظام السابق نفسه كما في أفغانستان، وكأن الغاية لم تكن غير تغذية الإرهاب وزيادة التطرف.

العالم بالنسبة للتطرف هو ساحة معركة، وكل البشر في نظر التطرف هم إما «مع» يجب عليه النصرة، أو «ضد» يجب القضاء والسيطرة عليه، ولا ثالث لهما، عالم من الأبيض والأسود، يجب الانتصار فيه، وكالعادة تستخدم أوهى المبررات والمنطق المختلق لتكوين تلك العقيدة المتطرفة والتي ليست غير منطق الكراهية، لكنها في نظر المتطرف تبيح له القتل وسفك الدماء والنهب والتنكيل بكل من يجابهه، وبالمحصلة يجد التطرف إطارًا يعطيه كل الشرعية والحق لممارسة العنف الكامن داخله، وهو لا يخدم غير بعث التطرف والعنف المضاد، بل هو يقوم عبر استغلال أشباهه في الطرف الآخر، إما عبر استغلال أفعال مشابهة قاموا بها وتهويلها، أو عبر دفعهم للقيام بردات فعل تستدعى المواجهة والمجابهة، و(السحق والمحو)، بهذا الشكل يمنح التطرف نفسه الحق في تعميم الموت، بكافة أشكاله، وفي قهر الخصوم واستفزازهم ودفعهم دفعًا للانتقام، ذلك أن خطاب التطرف عدمي، مغرق في عدميته، وهو بشكله ذاك مهيأ للاستخدام والتلاعب به وجعله دمية في خدمة حتى ألد أعدائه المعلنين، ولا يخدم غاية أكبر غير الدمار.

لكن التطرف ليس دافع البشر والناس العاديين، بل دوافعه خاصة، هي دوافع الحكم والسيطرة والاستحواذ والهيمنة والنفوذ، وهي دوافع تفرضها الطبقات والأنظمة والجماعات المسيطرة فرضًا على الناس، أو تورطهم فيها، بحيث يجد الناس أنفسهم بين خيارين، إما قابيل أو هابيل، إما قاتلًا أو قتيلا.

في أثناء ذلك تخرب البلاد وينهار العمران وتتعطل كافة الأشكال الحضرية للحياة، وينهار السلم الطبيعي بين الناس، فالإنسان بطبيعته أميل للسلم منه للحرب، لكن التطرف يريد تغيير تلك الطبيعة بالقوة وتوجيهها للحرب، بحجة المغانم التي يكسبها، وهي ليست مغانم بقدر ما هي سرقة بالقوة والعنف لممتلكات وثروات الناس وبلدانهم وميراثهم الطبيعي، وهي بالمقاييس العادية حقارة، لكن التطرف بكل صفاقة يجعلها مشروعه وحقًا من حقوقه الطبيعية، بالحرب والعنف.

لا يوجد شيء يستثير التطرف مثل الحرب المشتعلة، لأن اندلاع الحرب يوقد نار العنف داخل الجميع، حتى لو كانوا معتدلين وغير متطرفين، إنها وسيلة التطرف القديمة والتقليدية في جر الجميع للحرب، شاءوا أم أبو، بحيث لا يجد الجميع أمامهم غير مسار القتال والقتل، أو الهزيمة والرضا بالذل، وقبول الاستفزاز والإهانة.

لا يدرك التطرف أنه تعصّب أعمى، لأن لا وقت لديه، ولأن تلك العلة المتأصلة فيه هي التي تجعله ألعوبة في يد من لديه الدهاء والقدرة على استغلاله، فالتطرف مشغول بذاته، وبمعركته، وبتصنيف الناس إلى مع وضد، وهو في اشتعال دائم لا يملك القدرة على أكثر من الاشتعال وإشعال الحرائق ومواصلة التفجيرات، وفي عالمنا اليوم يبدو أن هناك من أصبح بمقدوره الاستفادة والتحكم بهذا الثور الهائج، بل وأن يضع المحراث على ظهره ويقوده للمناطق التي يريد زراعتها بمزيد من التطرف، حتى أصبح التطرف في عصر التقنية وملاكها مصدر دخل ووسيلة تحكم متوفرة فعالة ومضمونة النتائج، يجري تعميمها فكريًا على الافراد عبر أجهزتهم الأثيرة.

إبراهيم سعيد شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • بغداد تعلن إحباط محاولة تهريب 400 ألف حبة كبتاغون من شرق سوريا  
  • جهاز مكافحة الإرهاب ينفذ عمليات ناجحة في مواجهة الإرهاب وتجارة المخدرات
  • بعد دعوة لـتصفية ترامب.. الحكومة الايرانية: دعوات الاغتيال لا تمثل سياستنا الرسمية
  • غرفة الطاقة الإفريقية: الغاز الروسي قد يصبح مطلوبا في سوق القارة
  • استقالة رئيس شعبة مكافحة الإرهاب اليهودي في الشاباك بعد تسريب تسجيل صوتي
  • عقار عمره 180 عاماً يصبح أسرع علاج للاكتئاب في التاريخ
  • أرض التــطــرف
  • مطالب بتوفير المعدات الطبية اللازمة في مركز لتصفية الدم بسيدي إفني
  • فلسطين.. الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة طولكرم لليوم الـ 69 على التوالي
  • متابعة أبناء الملايرية (لعلج وبنيس والسلاوي) في حالة سراح في قضية الكوكايين وإغتصاب محامية فرنسية