هناء قنديل تكتب.. معارك فاصلة غيرت مجرى التاريخ فى الشهر الفضيل
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يظل شهر رمضان المبارك شاهدا على أعظم لحظات التاريخ الإسلامي، ليس فقط باعتباره شهرا للصيام والقيام والروحانيات، بل أيضا كفصل حاسم فى سجل الانتصارات والإنجازات العظيمة التى رسمت ملامح الحضارة الإسلامية. فمنذ بزوغ فجر الإسلام، ارتبط رمضان بالفتوحات الكبرى، حيث كانت أيامه المباركة مسرحًا لمعارك خالدة قادها عظماء الأمة، لتتحول إلى محطات مفصلية غيرت مجرى التاريخ وأرست قواعد حضارة امتد أثرها إلى أقصى الأرض.
لم يكن رمضان شهرا للتعبد فقط، بل كان موعدا لانطلاق الجيوش الإسلامية، حيث سطر فيه المسلمون أعظم الانتصارات، وواجهوا التحديات بروحٍ تفيض بالإيمان والعزيمة. فمن غزوة بدر الكبرى، التى شكلت أول انتصار حاسم فى تاريخ الإسلام، إلى فتح مكة الذى مهّد الطريق لترسيخ دعائم الدولة الإسلامية، ثم إلى الفتوحات الإسلامية الكبرى التى امتدت شرقا وغربا ليبقى رمضان شاهدا على إصرار الأمة وقدرتها على تحقيق المستحيل.
لقد كانت هذه الانتصارات محطات فارقة لم تقتصر على ميادين القتال، بل امتدت إلى مختلف مجالات الحياة، حيث نشر المسلمون العلم والثقافة، وأسسوا دولا وحضارات قامت على العدل والمعرفة. كان رمضان شعلة مضيئة فى مسيرة التاريخ، ووقودا لمعارك لم تكن مجرد انتصارات عسكرية، بل كانت تحولات حضارية ساهمت فى بناء أممٍ وترسيخ قيمٍ خالدة.
إذا كان هناك انتصار ارتبط اسمه برمضان إلى الأبد، فهو فتح الأندلس، الذى كان من أعظم الأحداث التاريخية التى غيرت وجه العالم. ففى رمضان من عام ٩٢ هـ (٧١١ م)، عبر القائد المسلم طارق بن زياد البحر من المغرب إلى الأندلس، حاملاً لواء الإسلام إلى تلك الأرض التى كانت ترزح تحت حكم القوط. كان جيش المسلمين صغيرًا لا يتجاوز ١٢ ألف مقاتل، فى مواجهة جيش القوط الذى بلغ ١٠٠ ألف مقاتل، لكن الإيمان والعزيمة كانا سلاح المسلمين الذى لا يقهر.
وصل طارق إلى الساحل الجنوبى للأندلس، وألقى خطبته الشهيرة التى خلدها التاريخ، قائلًا: " البحر من ورائكم والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر." كانت هذه الكلمات بمثابة شرارة أشعلت الحماسة فى قلوب جنوده، فانطلقوا بروحٍ لا تعرف التراجع، وحققوا نصرًا ساحقًا فى معركة وادى لكة، حيث لقى الملك القوطى الذى لقى حتفه، وبدأت الأندلس تفتح أبوابها للإسلام، لتتحول إلى واحدةٍ من أعظم مراكز الحضارة الإسلامية على مر العصور.
لم يكن فتح الأندلس مجرد انتصارٍ عسكري، بل كان بداية لعصرٍ جديد من العلم والازدهار. فبعد أن استتب الأمر للمسلمين، عملوا على بناء حضارة زاخرة بالعلوم والفنون والآداب، حيث أصبحت مدن مثل قرطبة، وغرناطة، وإشبيلية مراكز علمية وثقافية يقصدها طلاب العلم من شتى بقاع الأرض. لقد كانت الأندلس جسرا نقل علوم المسلمين إلى أوروبا، وأسهمت بشكل مباشر فى النهضة الأوروبية التى جاءت بعدها بقرون.
بعد الفتح، لم يكن طارق بن زياد مجرد قائد عسكري، بل كان أيضا رائدا فى إدارة شئون البلاد، حيث عمل مع قائده موسى بن نصير على تنظيم الأندلس وتحقيق الاستقرار فيها. وبفضل هذا الفتح، تحولت الأندلس إلى واحدة من أعظم الحضارات الإسلامية، حيث ازدهرت العلوم والفنون والثقافة الإسلامية لقرون طويلة.
على امتداد التاريخ، ظل رمضان شاهدًا على انتصارات الأمة، فلم يكن شهرا للراحة، بل كان شهر الإنجازات العظيمة. ففى غزوة بدر الكبرى (١٧ رمضان ٢ هـ)، انتصر المسلمون رغم قلة عددهم، حيث لم يتجاوزوا ٣١٣ مقاتلًا فى مواجهة جيش قريش الذى بلغ أكثر من ألف مقاتل. لكن العزيمة الصلبة والإيمان بالنصر جعلا هذه الغزوة نقطة تحول فى تاريخ الإسلام.
أما فتح مكة (رمضان ٨ هـ)، فكان إعلانا لانتصار الحق، حين دخل النبى محمد مكة فاتحا رافعا راية التسامح والعفو، حيث قال كلمته الخالدة لأهلها: "اذهبوا فأنتم الطلقاء." كان هذا الفتح نموذجا فريدا فى تاريخ الفتوحات، حيث لم يكن فتحا بالسيف، بل بالرحمة والتسامح، لترسخ مبادئ الإسلام القائمة على العدل والمساواة.
وفى العصر الحديث، شهد رمضان نصر العاشر من رمضان (٦ أكتوبر ١٩٧٣)، حين عبر الجيش المصرى قناة السويس، محققًا أعظم انتصار عسكرى فى العصر الحديث، ليبرهن أن روح رمضان ما زالت تلهم الأجيال بصناعة المجد والانتصار.
دروس من رمضان والفتوحات الإسلامية
إن استعراض هذه المحطات التاريخية المضيئة فى رمضان، يثبت أن هذا الشهر لم يكن شهرًا للراحة، بل كان شهر البذل والعطاء والعمل الجاد. فهو موسمٌ لتجديد العزيمة وشحذ الهمم، وهو درسٌ خالدٌ يعلمنا أن الإرادة الصلبة والعقيدة الراسخة قادرتان على تغيير مجرى التاريخ.
ففى كل مرةٍ يقترب فيها شهر رمضان، تتجدد ذكرى هذه الفتوحات، وتبعث فى الأمة روح النصر، ليبقى رمضان مدرسةً للأجيال، تلهمهم بحكايات الأبطال الذين سطروا المجد فى صفحاته، ليظل دائمًا شهر الفتوحات وصناعة المجد.
يعد القائد المسلم سعد بن أبى وقاص أحد أبرز أبطال الإسلام الذين سجلوا أروع الانتصارات فى شهر رمضان. فهو القائد الذى تولى مسئولية فتح بلاد فارس، وقاد المسلمين فى واحدة من أعظم المعارك فى التاريخ الإسلامي: معركة القادسية، التى كانت بوابة سقوط الإمبراطورية الفارسية وانتصار الإسلام على واحدة من أقوى الإمبراطوريات فى ذلك العصر
كان سعد بن أبى وقاص من أوائل الذين أسلموا، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد كبار قادة الفتح الإسلامي. وقد أدرك أن النصر فى أى معركة لا يتحقق بالقوة المادية وحدها، بل يحتاج إلى إيمان قوي، ووحدة الصف، واستعداد نفسى وروحي، وهو ما عمل على تعزيزه بين جنوده قبل معركة القادسية، مستغلا روحانية شهر رمضان فى تحقيق ذلك.
بحلول عام ١٥ هـ (٦٣٦ م)، كان الإسلام قد انتشر فى الجزيرة العربية، وبدأ المسلمون يتطلعون إلى نشر رسالتهم خارجها. وقد شكلت الإمبراطورية الفارسية أحد أكبر التحديات أمام الدولة الإسلامية، حيث كانت تسيطر على العراق وبلاد فارس بقوة عسكرية ضخمة.
أدرك الفرس خطورة المسلمين، فحشدوا جيشا ضخما قوامه ١٢٠ ألف مقاتل بقيادة القائد الفارسى رستم فرخزاد، بينما لم يتجاوز عدد جيش المسلمين ٣٠ ألف مقاتل بقيادة سعد بن أبى وقاص وقبل المعركة، عمل سعد بن أبى وقاص على إعداد جيشه نفسيا وروحيا، حيث استغل أيام رمضان لتعزيز روح الجهاد والصبر فى نفوس المقاتلين. وكان يكثر من قراءة القرآن معهم، ويذكّرهم بمعارك المسلمين فى رمضان، مثل غزوة بدر.
كما حرص سعد على أن يكون جيشه موحدا ومتكاتفا، حيث أرسل رسائل إلى القبائل العربية لحثها على الانضمام إليه.
استمرت معركة القادسية لثلاثة أيام، حيث استخدم سعد بن أبى وقاص خططا حربية عبقرية، كان من أهمها على الإطلاق استدراج الفرس إلى القتال فى سهل القادسية، حيث فقدت قواتهم ميزة التفوق العددى واستخدام الإبل كحاجز طبيعى ضد فيلة الفرس، مما أدى إلى اضطراب صفوف الجيش الفارسى والهجوم الليلى المفاجئ، حيث استغل المسلمون ليلة اليوم الثالث من المعركة لشن هجوم خاطف أربك الفرس وأدى إلى مقتل قائدهم رستم، وهو ما أدى إلى انهيار معنويات الجيش الفارسى وهروبه من ساحة المعركة.
بعد انتصار المسلمين فى القادسية، أصبحت العراق تحت سيطرة المسلمين، وبدأت الإمبراطورية الفارسية فى الانهيار تدريجيا، حيث توالت الفتوحات الإسلامية حتى تم القضاء على الدولة الفارسية تمامًا فى معركة نهاوند عام ٢١ هـ.
دروس من القادسية.. رمضان شهر القوة والانتصار
الإيمان والصبر يصنعان النصر: كما صبر المسلمون فى بدر وفتح مكة، صبروا فى القادسية، فكان النصر حليفهم.
التخطيط الذكى أهم من القوة العددية: رغم التفوق العددى للفرس، إلا أن عبقرية سعد بن أبى وقاص قلبت موازين المعركة لصالح المسلمين.
يظل الخليفة المعتصم بالله العباسى أحد أبرز القادة المسلمين الذين كتبوا أسماءهم بحروفٍ من ذهب فى سجل الفتوحات الإسلامية، ويعد فتح عمورية من أهم إنجازاته العسكرية، حيث جاء ردا على نداء امرأة استنجدت به قائلةً: "وامعتصماه!" فلبى النداء بجيش جرّار، محققًا نصرا مجيدا أعاد للأمة الإسلامية هيبتها.
فى القرن الثالث الهجرى (التاسع الميلادي)، كانت الدولة العباسية تمر بمرحلة من القوة والاستقرار، فى ظل حكم الخليفة أبى إسحاق المعتصم بالله (حكم ٢١٨-٢٢٧ هـ / ٨٣٣-٨٤٢م)، الذى تولى الخلافة بعد وفاة أخيه المأمون. كان المعتصم قائدا شجاعا وحاكما قويا، اهتم بتعزيز الجيش وتجنيد الجنود الأتراك، مما جعل جيشه من أقوى جيوش عصره.
فى تلك الفترة، كانت الإمبراطورية البيزنطية بقيادة الإمبراطور تيوفيلوس تحاول استعادة نفوذها فى مناطق الشام والأناضول، وشنت غارات متكررة على المدن الإسلامية. وفى عام ٢٢٣ هـ (٨٣٨ م)، قام الروم بمهاجمة مدينة زبطرة، الواقعة على الحدود الإسلامية، وارتكبوا فيها مجازر بشعة، وقتلوا الكثير من المسلمين، وسبوا النساء والأطفال.
يروى المؤرخون أن امرأة مسلمة أسرت فى غارة الروم على زبطرة، فتعرضت للإهانة من أحد الجنود البيزنطيين، فصرخت مستغيثة "وامعتصماه!" فوصل الخبر إلى الخليفة فى بغداد، فاشتعلت فيه روح الحمية والغيرة على الإسلام والمسلمين، وأقسم ألا يهدأ له بال حتى ينتقم للمسلمين وينتصر على الروم. وقال المعتصم حين سمع النداء: "لبيكِ أيتها الحرة!"، وبدأ يستعد لحملة عسكرية كبرى.
لم يكن رد المعتصم مجرد كلمات، بل أعد جيشا ضخما قوامه حوالى ١٠٠ ألف مقاتل، مدعومًا بأفضل الأسلحة والمعدات، وقسمه إلى فرق عسكرية متخصصة.
تحرك الجيش الإسلامى بقيادة المعتصم نحو الأناضول، وخاض عدة معارك صغيرة ضد الروم، إلى أن وصل إلى مدينة عمورية، التى كانت واحدة من أعظم الحصون البيزنطية، وكانت مسقط رأس الإمبراطور البيزنطى تيوفيلوس، مما جعلها هدفًا استراتيجيا بالغ الأهمية
وصل المعتصم إلى أسوار عمورية فى رمضان ٢٢٣ هـ (أغسطس ٨٣٨ م)، وضرب عليها حصارا شديدا، واستمر فى قصف المدينة بالمجانيق حتى انهارت أسوارها، فاقتحمها المسلمون وحققوا نصرا ساحقا.
كان سقوط عمورية ضربة موجعة للبيزنطيين، حيث دمر المسلمون تحصيناتها، وأسروا الآلاف من جنودها، واستعادوا هيبة الإسلام فى المنطقة. وإعادة الهيبة للدولة الإسلامية: أظهر المعتصم قوة الدولة العباسية، وأكد أن المسلمين لن يسكتوا عن أى اعتداء وأيضا كسر شوكة البيزنطيين و فقدت الإمبراطورية البيزنطية أحد أهم معاقلها العسكرية، مما أدى إلى تراجع قوتها أمام المسلمين وخلدت اسم المعتصم فى التاريخ وأصبح فتح عمورية مثالا يضرب فى سرعة الاستجابة لحماية المسلمين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التاريخ الإسلامي فجر الإسلام معرکة القادسیة شهر رمضان ألف مقاتل واحدة من فى رمضان من أعظم لم یکن بل کان
إقرأ أيضاً:
أمريكا في مأزق: تعديل استراتيجي مفاجئ في اليمن يُغير مجرى الحرب
صورة تعبيرية (مواقع)
في تحول لافت في السياسة الأمريكية باليمن، كشفت الولايات المتحدة الاثنين 28 أبريل 2025 عن تعديل جديد في استراتيجيتها العسكرية في المنطقة. هذا التغيير جاء مع دخول الحملة العسكرية الأمريكية التي تستهدف مواقع في اليمن شهرها الثاني، ما يثير العديد من التساؤلات حول أهداف هذه الحملة وموقف أمريكا الحالي في ظل التحديات المستمرة على الأرض.
وأعلنت القيادة المركزية للقوات الأمريكية عبر بيان رسمي على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، عن فرض حظر نشر يتعلق بالعمليات العسكرية الحالية والمستقبلية في اليمن. وهو قرار يبدو غير عادي بالنظر إلى الأسلوب الإعلامي الذي اعتادت الولايات المتحدة اتباعه خلال حملاتها العسكرية السابقة.
اقرأ أيضاً هل تغلف طعامك بورق الألومنيوم؟: إليك الأسباب التي قد تدمرك 28 أبريل، 2025 أسعار الصرف في اليمن اليوم: الدولار يعاود ارتفاعا جنونيا في عدن ومأرب وصنعاء 28 أبريل، 2025ورغم أهمية هذا الإعلان، لم تذكر القيادة أي تفاصيل حول دوافع هذه الخطوة، مما يثير العديد من التكهنات حول التوجهات العسكرية المستقبلية.
وحتى الآن، لا توجد معلومات واضحة حول ما إذا كان هذا التعديل يعني تراجعًا تدريجيًا في العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن، خاصة مع ترقب انسحاب حاملة الطائرات "يو إس هاري ترومان" من البحر الأحمر.
هذا الانسحاب قد يكون له تأثير كبير على العمليات العسكرية الأمريكية، كما أنه قد يتجنب تزايد تأثير الهجمات العشوائية التي أضرت بالمدنيين في اليمن، حيث تشير تقارير متزايدة إلى تصاعد القصف العشوائي والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
ومنذ أكثر من عام، تشن القوات الأمريكية غارات جوية وقصفًا صاروخيًا، مستخدمة في ذلك عشرات البوارج والغواصات ضمن أسطولي حاملتي الطائرات "يو إس ترومان" و"كارل فينسون".
بالإضافة إلى ذلك، تُنفذ الغارات بواسطة غواصات وقاذفات تنطلق من قاعدة في المحيط الهندي. ومع ذلك، يبدو أن هذه العمليات لم تحقق الأهداف التي كانت الإدارة الأمريكية تسعى لتحقيقها، وهو ما أقر به العديد من الخبراء العسكريين.
خسارة إعلامية واعترافات بالهزيمة على الأرض:
منذ بداية الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن في مارس 2025، عملت الولايات المتحدة على ترويج مزاعم إعلامية عن تدمير قدرات جماعة الحوثيين واستهداف قيادات بارزة، إلا أن هذه الادعاءات تبين لاحقًا بأنها لم تحقق نتائج ملموسة.
بل على العكس، شهدت العمليات اليمنية تصاعدًا ملحوظًا، سواء في دعم غزة أو في الرد على العدوان الأمريكي ضد اليمن، ما أدى إلى ظهور شخصيات عسكرية وسياسية كان قد تم الإعلان عن مقتلها سابقًا.
علاوة على ذلك، يبدو أن الحملة الإعلامية الأمريكية قد تعرضت لهزيمة كبيرة، حيث اعترفت الولايات المتحدة بأنها فشلت في الحفاظ على التفوق الجوي، خاصة بعد أن تمكنت القوات اليمنية من إسقاط العديد من الطائرات الاستطلاعية الأمريكية بشكل متكرر.
هل هو تراجع استراتيجي أم مجرد تكتيك مؤقت؟:
التوقيت الذي تم فيه الإعلان عن هذا التعديل الاستراتيجي من جانب الولايات المتحدة يشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد تكون في مرحلة تراجع استراتيجي في اليمن، أو على الأقل، تعيد تقييم تكتيكاتها في ضوء التحديات المتزايدة على الأرض.
ووسط هذا الصراع المعقد، يبقى السؤال الأهم: هل ستسعى أمريكا إلى التوصل إلى تسوية سياسية أم أن التعديلات العسكرية ستستمر في إطار هذه الحرب الطويلة والمُرهقة؟.
من المؤكد أن هذه التحولات ستؤثر بشكل كبير على سير العمليات العسكرية في المنطقة، وقد تفتح أبوابًا لمفاوضات قد تغير المشهد العسكري والسياسي في اليمن بشكل غير مسبوق.