المداح 5.. صابر بين العودة من الموت ورعب المصريين القدماء
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
منذ عرض الجزء الأول، نجح مسلسل "المداح" في جذب شريحة واسعة من الجمهور، مستفيدًا من مزيج مشوق يجمع بين الرعب والدراما العائلية الإنسانية. وعلى مدار 4 أجزاء، حصد المسلسل نجاحًا كبيرًا بفضل عناصر الإثارة، والمؤثرات البصرية، وأداء الأبطال، إضافة إلى قرب أحداثه من المشاهد العادي، رغم بساطة الحبكة التي تدور حول صراع صابر المداح مع قوى الشر.
في الجزء الخامس، حافظ المسلسل على شعبيته، إذ أدرك صُنّاع العمل أن الحبكة التقليدية قد لا تكفي وحدها، وأن تكرار الأحداث قد يؤدي إلى فتور اهتمام الجمهور. لذا، لجؤوا إلى تطوير مفاجئ وغير متوقع: عودة صابر المداح من الموت، وظهور نسخة شريرة منه، مما أضاف بُعدًا جديدًا للتشويق وكسر نمط الصراع المعتاد. وقدّم حمادة هلال أداء متميزا، فقد استطاع التعبير عن الفرق بين الشخصيتين من خلال نظراته وتعبيرات وجهه، بينما اعتمد المخرج على تفصيل بسيط لتمييز صابر المداح الأصلي، وهو خصلة شعر بيضاء صغيرة في لحيته، مما ساعد المشاهدين على التفريق بين الشخصيتين بسهولة.
شهد الجزء الخامس من مسلسل "المداح" انضمام مجموعة من الأبطال الجدد، من بينهم خالد الصاوي، الذي جسّد شخصية الملك الأحمر. إلا أن أداءه جاء مفتعلًا، سواء من حيث تعبيرات الوجه أو نبرة الصوت، إلى جانب اختيار مكياج شعر مستعار، وملابس مستوحاة من أجواء "ألف ليلة وليلة"، مما جعله أقل إقناعًا، خاصة عند مقارنته بأداء فتحي عبد الوهاب في دور سميح الجلاد في الجزء الرابع.
إعلانأما غادة عادل، فقد قدمت شخصية ست الحسن، ابنة إبليس، التي تطلق خادمها كابوس لمطاردة صابر المداح والقضاء عليه. كما تتنكر في شخصيات متعددة لتضييق الخناق عليه وكشف خطواته المقبلة.
كذلك، انضم طارق النهري إلى العمل، حيث يجسد شخصية رجل صالح يسعى لمساعدة صابر المداح، إلا أن المسلسل لم يوضح حتى الآن كيف بدأت علاقتهما، تاركًا الأمر دون إشارات واضحة في سياق الأحداث.
رغم أن الجزء الخامس استمر في تناول الموضوعات الغيبية المعتادة، إلا أن عودة المداح من الموت منحت شخصيته قوة مضاعفة في مواجهته لقوى الشر، التي تمثّلت في بنات إبليس والملك الأحمر، الذي جسده خالد الصاوي، إلى جانب صراعه مع مجموعة من رجال الأعمال وأصحاب النفوذ الذين يسعون للسيطرة على مصائر البشر بشتى الطرق.
نجح صُنّاع المسلسل في اختيار قضايا تُثير اهتمام الجمهور وتشعل النقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من خلال الربط بين عالم الجن وما يشبه "مجلس قيادة العالم" في صورة مصغرة. يجمع هذا المجلس بين شخصيات نافذة من رجال الأعمال وأصحاب السلطة، يُزعم أنهم يتحكمون في إطلاق الأوبئة واللقاحات، ويوجهون الأفكار والمعلومات المتداولة عبر المنصات الرقمية. ويظهر في هذا السياق دور مي كساب، التي تجسد عالمة فلك تتنبأ بالكوارث المستقبلية، بناء على ما يُملى عليها من تلك المجموعة، ما يزيد من ثقة الجمهور بها كلما تحققت نبوءاتها المشؤومة، مثل انتشار الأوبئة والأمراض والموت.
يُقدّم المسلسل هذه المجموعة كقوة غامضة تفرض سيطرتها على العالم بأساليب غير تقليدية، ويقودها في هذا الجزء أحمد بدير، الذي يعود مجددًا بعد وفاته في الجزء الأول، وظهوره لاحقًا كـشبح الشيخ سلام. في هذا الموسم، يتخذ بدير دور زعيم المجموعة المختارة، التي لا تهدف فقط إلى جمع الثروات، بل تسعى لتحقيق غايات خفية تتعلق بالتحكم في مصير البشر، مما يعزز فكرة نظرية المؤامرة، التي تلقى صدى واسعا لدى المشاهدين.
يعتمد جزء كبير من الرعب والإثارة في مسلسل "المداح" على الديكورات والمؤثرات البصرية، حيث استخدم القائمون على المسلسل أثاثًا ضخمًا وبيوتًا ذات سقوف عالية تحتوي على العديد من الغرف والسلالم والأماكن المخفية.
إعلانتخلق هذه العناصر جوًا من الغموض والتوتر، كما تضفي الإضاءة الخافتة الصفراء طابعا من السكون الموحش على المشاهد. أما المشاهد التي صورت في المعابد الفرعونية مثل معبد دندرة، فقد صورت بطريقة أظهرت اتساع المعابد ورهبتها، ما يعكس ضآلة الناس داخلها ويزيد من الشعور بالعظمة والخوف في الوقت نفسه.
جاء المكياج الخاص بشخصيات الجن وبنات إبليس في هذا الجزء، أقل تخويفا وأكثر افتعالا من الأجزاء السابقة، أقرب للمكياج المستخدم في أفلام الأبطال الخارقين الأميركية، وظهرت هذه المشاهد كأنها مشاهد منفصلة عن عالم المداح، بينما تجلى الرعب الفعلي في المشاهد التي ظهر فيها أهل قرية صابر المداح متأثرين بأفعال الجن، خاصة مع كلمات ترنيمة "بالك مندار" والموسيقى المصاحبة لها التي تعلو عند ظهور الجن، والتي تكمل نجاح ترنيمة الجزء الرابع "لقيناك حابس". الترنيمة تأليف الشاعر أسامة محرز وألحان وموسيقى كريم عبد الوهاب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان صابر المداح فی هذا
إقرأ أيضاً:
فيه عيوب| محافظ القاهرة: فك كوبري السيدة عائشة بعد تنفيذ المحور البديل
قال الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، إن منطقة السيدة عائشة تعد من أعرق المناطق التاريخية في العاصمة، وتحمل مكانة كبيرة في وجدان المصريين، مؤكدًا أن أعمال التطوير الجارية حاليًا تهدف إلى إعادة إحياء هذه المنطقة بالشكل اللائق بتاريخها ومكانتها.
وأضاف إبراهيم صابر خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" على شاشة ON، أن كوبري السيدة عائشة يمثل مشكلة مرورية كبيرة، وشهد العديد من الحوادث على مدار السنوات، موضحًا أن الكوبري تم إنشاؤه في حقبة الثمانينيات، وكان يعاني من عيوب منذ البداية تتمثل في ميول إنشائية بسبب محاولة المصمم تفادي عدد من العقارات في ذلك الوقت.
محور جديد موازٍ
وتابع: "الكوبري فيه ميول منذ إنشائه، وده كان يؤدي إلى حوادث كثيرة، والحل الذي نعمل عليه هو تنفيذ محور جديد موازي لمحور صلاح سالم."
وأكد صابر أن الدولة تعمل على إنشاء محور مروري جديد يبدأ من منطقة مجرى العيون ومصر القديمة ويمتد بشكل موازٍ لمحور صلاح سالم، كحل جذري للمشكلة المرورية.
وأوضح أنه لن يتم فك الكوبري إلا بعد الانتهاء الكامل من المحور البديل، الذي يتم تنفيذه حاليًا بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وردًا على سؤال حول التحويلات المرورية، قال: "لن نلجأ إلى أي تحويلات مرورية إلا بعد انتهاء المحور الجديد بالكامل."
وفيما يخص تطوير المنطقة بالكامل، أوضح صابر أن هناك خطة لتحويل المنطقة بعد إزالة الكوبري إلى ممشى سياحي يمتد من مسجد السيدة عائشة حتى قلعة صلاح الدين ومسجد السلطان حسن، مما يعزز من جاذبيتها السياحية ويعيد إحياء التراث المعماري والتاريخي للمنطقة.
وأشار إلى أن المنطقة كانت تضم جزءًا من سور القاهرة القديم، لكنه كان مخفيًا خلف مجموعة من العقارات. وقد تم تعويض السكان ونقلهم إلى مساكن بديلة، تمهيدًا لبدء وزارة الآثار أعمال الترميم لإعادة السور التاريخي إلى الواجهة.