المؤتمر الشعبي العام.. 33 عاماً من الريادة والحوار وتكريس الثقافة الديمقراطية
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
مثّل تأسيس المؤتمر الشعبي العام في أغسطس 1982 ميلادا حقيقيا لليمن الجديد، وخلاصا من رواسب الماضي الإمامي والاستعماري، ودوامة الصراعات الجمهورية اللاحقة، والانتقال الى عصر التعايش والانفتاح على الآخَر، وقدم تجربة رائدة في الحوار وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام، ونموذجا حزبيا رائدا تعلمت منه كافة الاحزاب والمكونات السياسية ابجديات الثقافة الديمقراطية والممارسة الحزبية الحديثة
ظل حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح ورفاقه حاملاً سياسياً ورافعة وطنية لكل الأحزاب والقوى الوطنية، يبادر قبل الجميع، ويقدم تجارب رائدة ونماذج ديمقراطية وتطبيقات عملية لثقافة الانتخابات والتغيير والعمل الحزبي.
كان النهج المؤتمري بمثابة الضوء الذي ينور شركاء العمل السياسي، ويقتبسوا منه كيفية إدارة الأزمات والعواصف، وبناء الأحزاب والبرامج الحزبية، والتعاطي مع ثقافة العصر.
عقب إعادة تحقيق وحدة الوطن عام1990 كان المؤتمر أول حزب يمني يبادر لتنظيم انتخابات داخلية في رئاسته ولجنتيه العامة والدائمة وفروعه، لتجديد دمائه القيادية وتشبيب كيانه، ما أحرج بقية الأحزاب الجامدة وفرض عليها التوجه نحو انتخابات داخلية لتغيير حرسها القديم، وافساح الطريق لدماء شابة دخلت المعترك السياسي لأول مرة.. فحدث تغيير شامل وتشبيب غير مسبوق، سواء في القيادات الحزبية، او الصحف الناطقة باسمها، بعد أن احتكرتها الوجوه المعتّقة.
حتى عندما تم تنظيم أول انتخابات برلمانية عام 1993م كان المؤتمر أول من قدم برنامجه الانتخابي وطرحه على الرأي العام، كأول نموذج ترويجي تشهده الديمقراطية اليمنية، ونُشر في وسائل الاعلام لأول مرة، لتستفيد منه الاحزاب في كيفية صياغة برامج انتخابية، سيما في بلد يخوض المعترك الديمقراطي لأول مرة.
وليس انتهاء بمبادرة خليجية عام 2011م قدمها المؤتمر ايضاً كنموذج رائد لكيفية الخروج من الأزمات بأقل الخسائر، ولم يدخر جهدا في خلق جسور تواصل ولجان حوارية لإشراك خصومه في السلطة بحسب حجم كل حزب، باعتبار الشراكة أهم دعائم البناء والسلام، لولا أن المكايدات وشيطنة الآخر وأطماع الاستحواذ والقفز على الواقع كانت تفشل الحوارات وتؤزم الوضع وتشيطن المؤتمر دون استيعاب للمخاطر المحدقة بالبلد..
فوضى العام 2011م، التي حدثت بتأجيج حزبي أعمى وخصومة فاجرة وشيطنة مدمرة أنهت ما تبقى من فرص الحوار، لتصل البلاد الى ما وصلت اليه اليوم من خراب ودمار وتفكك وانهيار أثار شفقة العالم، بسبب جائحة حوثية استغلت سماحة اليمانيين وحوارهم الجامع، وخرجت من كهوف الماضي الغابر لتبتلع الدولة والأحزاب كلها، وتدمر مكاسب 60 عاما، انتقاما من ثورتي سبتمبر وأكتوبر أسقطتا طغيان أسلافها، وطمعا في استعادة وصاية عصبوية على شعب عظيم بكل تنوعه، وسيادة سلالية بائدة تحتكر القيادة والثروة والامتيازات للسلالة دون غيرها، وتعيد العصبية الجاهلية والفوارق الطبقية بين أبناء الشعب والسلالة، بعد ان أسقطها الشعب اليمني العظيم في السادس والعشرين من سبتمبر 1962 في ثورة عروبية خالدة ومثلت لبنة أولى للوحدة العربية الشاملة.
للمزيد..
أسباب يجملها سياسيون.. المؤتمر الشعبي العام طوق النجاة لأزمات اليمن
- في الذكرى الـ41 لتأسيسه: المؤتمر الشعبي العام تاريخ عريق دُوِّن بإنجاز مئات الآلاف من المشاريع الخدمية والإنمائية
- المؤتمر الشعبي العام كان وسيظل سفينة النجاة لإخراج البلد من أتون الصراعات ومخاطر التقسيم والشرذمة
- في ذكرى التأسيس: المؤتمر الشعبي.. مسيرة حافلة بالنضال والعطاء والتضحية
- تأسيس المؤتمر الشعبي العام ترجمة لأهداف الثورة اليمنية
- يهود اليمن بين الماضي والحاضر.. عهد المؤتمر الشعبي العام وما بعده (صور)
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: المؤتمر الشعبی العام
إقرأ أيضاً:
دمياط تشارك في فعاليات المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية بالكويت
شارك الدكتور حمدان ربيع المتولي، رئيس الجامعة، في فعاليات المؤتمر العام السابع والخمسين لاتحاد الجامعات العربية، والذي عُقد بمقر الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا بدولة الكويت ، تحت شعار: "التعليم العالي العربي في ظل التحول الرقمي وتعزيز التكامل الإقليمي".
وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود الجامعة المستمرة لتوسيع شبكة علاقاتها الأكاديمية وتبادل الخبرات مع المؤسسات التعليمية الرائدة على مستوى الوطن العربي.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من قيادات التعليم العالي في الوطن العربي، على رأسهم الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصرية ، والدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتور عبد المجيد بن عمارة، الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، إلى جانب عدد كبير من رؤساء الجامعات والأكاديميين والمتخصصين في التعليم العالي من مختلف الدول العربية.
وفي تصريح له ، أعرب الدكتور حمدان ربيع المتولي عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الأكاديمي المرموق ، مؤكدًا أهمية مثل هذه اللقاءات في تبادل الخبرات وتوطيد العلاقات بين الجامعات إيمانًا بأهمية التكامل العربي في مجالات التعليم والبحث العلمي، وضرورة العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تعترض طريق التعليم العالي في المنطقة ، خاصة في ظل التحول الرقمي الذي أصبح واقعًا لا يمكن تجاهله، ونحن في جامعة دمياط نسعى جاهدين لمواكبة هذا التوجه من خلال تحديث مناهجنا وتطوير بيئتنا التعليمية بما يتماشى مع متطلبات العصر وسوق العمل العربي."
وأضاف سيادته: "نعتز بالعلاقات الأكاديمية التي نُسجت خلال هذا المؤتمر، ونتطلع إلى شراكات جديدة مع الجامعات العربية لتعزيز الابتكار وتبادل المعرفة، خدمةً لأهداف التنمية في مجتمعاتنا."
وخلال الجلسة الافتتاحية، استعرض الدكتور عمرو عزت سلامة أبرز إنجازات الخطة الاستراتيجية لاتحاد الجامعات العربية للفترة (2020–2030)، والتي جاءت كثمرة جهد مشترك بين الجامعات والمؤسسات المعنية بالشأن الأكاديمي على المستويين العربي والدولي.
كما شهدت الفعاليات الإعلان عن جوائز الاتحاد لأفضل رسائل الماجستير والدكتوراه، حيث فازت باحثة مصرية من كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة بجائزة أفضل رسالة ماجستير في مجال الاقتصاد الأخضر وتأثيره على صحة الإنسان، إلى جانب فوز ثلاثة باحثين مصريين بجائزة يوسف بن سعيد لوتاه للباحثين الشباب، ما يعكس التميز العلمي المصري على الصعيد العربي.
وكرّم الاتحاد الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تقديرًا لجهود وزارة التعليم العالي المصرية في دعم مسيرة التعاون الأكاديمي العربي.
وناقش المشاركون خلال جلسات المؤتمر عدة محاور استراتيجية، من بينها: تحسين جودة المخرجات التعليمية، وتعزيز الشراكات البحثية، وتطوير المناهج بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل العربي، إلى جانب مواكبة التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي.
وتُعد مشاركة الجامعة في هذا المؤتمر تأكيدًا على التزامها برؤية الدولة المصرية في تعزيز الحضور الأكاديمي الإقليمي والدولي، والارتقاء بمكانة التعليم العالي المصري على مختلف الأصعدة.