بعد فشل قبول عضويتها في البريكس.. الجزائر تحاول تحقيق مكاسب سياسية بإقحام البوليساريو
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
كان من اللافت أن تحضر الجزائر قمة البريكس المنعقدة حاليا بجوهانسبورغ بجنوب أفريقيا ، ممثلة بوزير المالية، و تأكيد غياب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون.
الأخير لاطالما سعى مؤخرا من خلال زياراته إلى الصين و روسيا لاستجداء الدعم وطلب العضوية في البريكس، إلا أن مساعيه باءت بالفشل ، وهو ما دفعه إلى الغياب عن القمة و إيفاد وزير المالية فقط.
وحسب مراقبين، فإن هناك اختلافا حادا بين دول البريكس حاليا حول توسيع العضوية و فتح المجال لدول جديدة منها الجزائر.
و يرى هؤلاء أن تغيب تبون عن قمة البريكس في جنوب أفريقيا الحليف القوي للجزائر، يعكس نوعا من الغضب، مما قد تعتبره الجزائر شكلا من المماطلة والتسويف في قبول طلب عضويتها في البريكس.
وقد أشار الرئيس الجزائري في لقائه الأخير مع بعض وسائل الإعلام المحلية، إلى أن هناك اختلافا بين الدول الأعضاء حول شروط توسيع المنظمة، مضيفا بما قد يعكس ذلك الاستياء أن الجزائر لا يمكنها أن تفرض نفسها على المجموعة، كما أنها لا تمانع في الدخول كعضو مراقب فيها في مرحلة أولى.
ومع أن الجزائريين قد لا يكونون متأكدين بعد من أنهم قد يقبلون هذه المرة في نادي البريكس، إلا أنهم واثقون تماما من شيء آخر، وهو أن حليفتهم جنوب افريقيا ستساعدهم حتما على تحصيل مكسب وسياسي من وراء تنظيمها لذلك الاجتماع، عبر استدعاء جبهة البوليساريو الانفصالية.
و فعلا ، تلقى زعيم مرتزقة البوليساريو دعوة من جنوب افريقيا لحضور أشغال اجتماع “بريكس” بتواطؤ مع الجزائر.
و بذلك تستمر بريتوريا في الإساءة إلى المغرب والاعتداء على سيادته الوطنية وإهانة الشعب المغربي في كل فرصة ومناسبة ، وهو ما جعل المغرب يصدر بيانا شديد اللهجة قبل يومين يدين فيه الاشاعات المغرضة التي أطلقتها جنوب افريقيا بخصوص علاقة المغرب بـ”بريكس”.
و في اتصال هاتفي بين وزيري خارجية المغرب والهند، أعرب الأخير بأن الدعوات التي وجهتها جنوب افريقيا بخصوص قمة “بريكس” قد تمت بشكل أحادي ولاعلاقة للمجموعة الاقتصادية بها، فيما أرسل الرئيس الصيني برقية للعاهل المغربي يجدد فيه عزم بلاده على تعميق العلاقات.
و تحاول كل من جنوب افريقيا والجزائر محاصرة المغرب في القارة السمراء عبر قطع الطريق عن الرباط في مسارها بتنويع شراكاتها بين الشرق والغرب ، وتريد كل من الجزائر وبريتوريا أن تجعلا من البوليساريو العصى التي تعرقل عجلة المغرب.
و لطالما اعتبرت جنوب أفريقيا المغرب منافسا قويا لها داخل القارة الافريقية من جميع النواحي، خاصة وأن الرباط قد أصبحت بوابة العالم الى القارة السمراء وتمكنت بدهاء من تنويع شراكاتها، وهو ما جعل بريتوريا تصطف في معسكر الجزائر وثلة من الراغبين في تقسيم المغرب وإضعافه وتهديد استقراره.
و ثارت جنوب إفريقيا، الرد على رفض المغرب تلبية دعوتها لحضور اجتماع مجموعة بريكس، بدعوة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي وصل على متن طائرة رئاسية جزائرية يوم أمس إلى جوهانسبورغ، للمشاركة في أشغال قمة المجموعة، حسبما أعلنت وكالة أنباء الجبهة.
و سبق لبريتوريا أن نجحت في وضع مسألة الصحراء المغربية على جدول أعمال اجتماع على مستوى نواب وزراء خارجية دول البريكس، عقد في أبريل في بريتوريا.
وفي الفقرة 13، أكد البيان الختامي للاجتماع على “ضرورة التوصل إلى اتفاق دائم ومتبادل وحل سياسي مقبول لمسألة الصحراء الغربية، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة”.
وأعرب ممثلو البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا عن “دعمهم الكامل لمهمة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو). وأعربوا كذلك عن دعمهم الكامل للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية وجهوده لدفع العملية السياسية التي ستؤدي إلى استئناف الحوار بين الطرفين”.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: جنوب افریقیا جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية الجزائر من السجن: بوتفليقة دعانا لإستخدام جميع الوسائل لإضعاف المغرب والتشويش على مساره التنموي
زنقة20| علي التومي
صرح عبد المالك سلال الوزير الأول الجزائري السابق في عهد الراحل عبد العزيز بوتفليقة أن النظام الجزائري كان يفرض على الوزراء الجزائريين التخطيط من اجل الإساءة للمغرب بكل الأشكال الممكنة.
وقال الوزير الجزائري محمد سلال والذي لازال يقضي عشر سنوات في السجون الجزائرية بتهم فساد وتبديد أموال عمومية ان النظام الجزائري كان يستخدم المسؤلين الجزائريين في تشويه سمعة المغرب ومحاولة التاثير على مساره التنموي بصرف المليارات من عائدات البترول.
وجاء تصريح الوزير الجزائري، المعتقل حسب مصادر مهتمة بالشأن الجزائري، في سياق رده على سؤال القاضي حول تبديد أموال طائلة ترجع لشركة “سوناطراك”.
وقال الوزير المعتقل أمام هيئة المحكمة، ” لقد استخدمنا جميع الطرق من أجل الإساءة لصورة المغرب، والتأثير على مساره التنموي والاقتصادي.”
واضاف “إن صرف مليار دولار كان الهدف منه لتحطيم شركة رونو بالمغرب، وذلك بأمر من الرئيس السابق عبد العزيزبوتفليقة.
وكشف عبد المالك سلال، ان الهدف من وراء كل هذا هو تعطيل المشاريع التنموية للمغرب وحتى لا يتقدم خصوصا بعد ما نجح هذا الأخير في استقطاب عدد من الاستثمارات الأجنبية المهمة في مختلف القطاعات والمجالات، وعلى رأسها ”صناعة_السيارات”.
وتولى سلال منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2017 وأدار الحملات الإنتخابية الأربع للرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، الذي أطيح من السلطة في العام 2019 وتفي في نفس السنة، واعتقل سلال بتهم فساد رفقة وزراء ومسؤولين بالنظام الجزائري السابق.