5 أشياء جعلت باريس سان جيرمان أفضل بعد رحيل مبابي
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
ماجد محمد
سقط فريق باريس سان جيرمان الفرنسي في عقر داره أمام غريمه ليفربول الإنجليزي في مباراة مثيرة ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا ، لتصبح الحدث الأبرز في مسيرة الفريق الباريسي هذا العام، إذ إنها الأولى من نوعها منذ مطلع العام 2025، لتضع حداً لسلسلة انتصارات مذهلة ولأداء استثنائي قدمه الفريق في مختلف البطولات المحلية والقارية.
وهذه الهزيمة أمام ليفربول، وإن كانت مؤلمة، إلا أنها لا تقلل من شأن الإنجازات الكبيرة التي حققها الفريق هذا العام، ولا تنفي التطور اللافت الذي شهده أداء باريس سان جيرمان بعد حقبة مبابي.
وهي 1- الروح الفريق الجماعية ، لا شك أن كيليان مبابي كان لاعباً استثنائياً وموهبة فذة، لكن في كرة القدم الجماعية، أحياناً يكون لسيطرة نجم واحد تأثير سلبي على ديناميكية الفريق ، فوجود مبابي كقوة مهيمنة في خط الهجوم كان يعني بشكل ضمني تمركز اللعب حوله، والاعتماد الكبير على فرديته لحسم المباريات، ورحيله حرر الفريق من هذه التبعية وبعد رحيله ، ظهرت روح جماعية أكثر وضوحاً في باريس سان جيرمان، المسؤولية الهجومية أصبحت موزعة بشكل أكبر بين اللاعبين، وشاهدنا تكاتفاً وتضحية من أجل المجموعة ككل.
2-مرونة تكتيكية ، في السابق، كان باريس سان جيرمان غالباً ما يعتمد على خطط لعب تهدف إلى استغلال سرعة ومهارة مبابي في المساحات، هذا التوجه، على الرغم من فعاليته في أحيان كثيرة، كان يحد من الخيارات التكتيكية المتاحة للمدرب.
وأصبح المدرب قادراً على تطبيق خطط أكثر تنوعاً وتركيزاً على الجانب الجماعي،شاهدنا باريس سان جيرمان يلعب بتشكيلات مختلفة، مع التركيز على الاستحواذ على الكرة، والضغط العالي، وتنويع مصادر الخطورة الهجومية.
3-المسؤولية الهجومية وظهور نجوم آخرين ، مع رحيل مبابي، الفراغ الهجومي الذي تركه لم يظل شاغراً، بل كان هذا الرحيل فرصة ذهبية للاعبين آخرين للتقدم وتأكيد قدراتهم، فبدلاً من التركيز على لاعب واحد، أصبح لدينا الآن مجموعة من اللاعبين الذين يساهمون في تسجيل الأهداف وصناعة الفرص.
لاعبون مثل عثمان ديمبيلي، وجونزالو راموش وباركولا، وغيرهم، وجدوا مساحة أكبر للتألق وإظهار مهاراتهم، ولم يعد هناك ظل يخيم على أداء الآخرين، بل أصبح التنافس على تقديم الأفضل هو السائد ، هذا التوزيع للمسؤولية الهجومية لا يجعل الفريق أقل اعتماداً على الفردية فحسب، بل يجعله أيضاً أكثر خطورة، إذ تأتي التهديدات من عدة جهات، مما يصعب من مهمة الدفاعات المنافسة.
4. استقرار مالي أكبر وإمكانية الاستثمار المتوازن
لا يخفى على أحد أن راتب مبابي كان ضخماً جداً، ويشكل عبئاً كبيراً على ميزانية النادي، ورحيله، وإن كان خسارة رياضية، إلا أنه حرر جزءاً كبيراً من الموارد المالية لباريس سان جيرمان.
هذه الأموال التي تم توفيرها يمكن استغلالها في تعزيز جوانب أخرى في النادي، سواء بالاستثمار في أكاديمية الشباب، أم تحسين البنية التحتية، أم التعاقد مع مجموعة من اللاعبين المميزين في مراكز مختلفة لتعزيز الفريق بشكل شامل، بدلاً من التركيز على صفقة نجم واحد باهظ الثمن، أصبح النادي قادراً على بناء فريق أكثر توازناً واستدامة على المدى الطويل.
5. تركيز أكبر على بناء مشروع طويل الأمد ، رحيل مبابي يمثل نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة في تاريخ باريس سان جيرمان، المرحلة السابقة كانت تركز بشكل كبير على تحقيق الألقاب الفورية، وبناء فريق من النجوم العالميين بأي ثمن.
هذا التحول في الرؤية، وإن كان يستغرق وقتاً أطول لتحقيق النتائج المرجوة، إلا أنه يضع باريس سان جيرمان على الطريق الصحيح نحو بناء مؤسسة كروية قوية ومتينة على المدى البعيد، قادرة على المنافسة على أعلى المستويات بشكل مستمر.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: باريس سان جيرمان مبابي باریس سان جیرمان
إقرأ أيضاً:
أرسنال يتحدى باريس سان جيرمان وبرشلونة في مهمة صعبة أمام إنتر بقبل نهائي دوري الأبطال
يتجدد الصراع بين منافسين سابقين من مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، حيث يلتقي أرسنال الإنجليزي مع ضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي في مواجهة نارية مساء الغد الثلاثاء في ذهاب الدور قبل النهائي من البطولة على ملعب الإمارات.
ويحلم الفريقان بوضع حد لمعاناتهما الطويلة والتتويج أخيرا باللقب الأوروبي.
وهذه هي المرة الثالثة فقط والأولى منذ عام 2009 التي يصعد فيها أرسنال للدور قبل النهائي بالبطولة القارية، فيما تواجد باريس سان جيرمان بشكل دائم في الدور قبل النهائي خلال السنوات الخمس الماضية، لكنه بلغ النهائي مرة واحدة فقط، ومثل أرسنال، لم يسبق له التتويج باللقب الأوروبي الكبير.
فوز أرسنال الكبير 5 / 1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب على ريال مدريد، حامل اللقب 15 مرة، قاد الفريق الإنجليزي للتأهل إلى نصف النهائي بثقة كبيرة.
بينما كاد باريس سان جيرمان أن يودع البطولة أمام انتفاضة مذهلة لأستون فيلا في فيلا بارك، فبعد انتصارهم 3 / 1 ذهابا، تقدم سان جيرمان 2 / صفر خارج الديار قبل أن ينتفض فيلا في الشوط الثاني ويفوز 3 / 2، لكن ذلك لم يكن كافيا لقلب الكفة.
وبعد الفوز الرائع في سانتياجو برنابيو، واصل أرسنال مشواره المحلي بفوز ساحق 4 / صفر على إيبسويتش ثم تعادل مع كريستال بالاس، ولكن مع ذلك تراجعت نتائجهم محليا في الأشهر الأخيرة، ما سمح لليفربول بالتتويج رسميًا بلقب الدوري الإنجليزي أمس الأحد.
أما باريس سان جيرمان، فرغم خسارته 1 / 3 أمام نيس يوم الجمعة، والتي أنهت آمالهم في إنهاء الدوري الفرنسي بلا هزيمة، كان قد حسم لقب الدوري بالفعل أوائل هذا الشهر.
واستعاد الفريق الفرنسي بريقه في 2025 بعد بداية قارية صعبة شابها السقوط بهدفين نظيفين أمام أرسنال في لندن خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مرحلة الدوري بالبطولة الأوروبية.
ويقود ميكيل أرتيتا، مدرب أرسنال، الفريق في سلسلة رائعة بدون هزيمة في دوري الأبطال هذا الموسم (8 مباريات متتالية)، وهي أطول سلسلة أوروبية للفريق منذ 12 مباراة متتالية بلا خسارة في موسم 2005 / 2006. كما يدخل أرسنال لقاء الغد بسجل مميز حيث خاض 12 مباراة متتالية بلا هزيمة في جميع المسابقات (6 انتصارات و6 تعادلات).
ويجب على باريس سان جيرمان أن يبذل أقصى ما في وسعه لتفادي مواجهة نفس المصير الذي واجهه الريال.
ولا يعرف سان جيرمان الخوف أمام الفرق الإنجليزية، إذ سبق له أن أطاح باثنين من منافسي أرسنال في الدوري الإنجليزي على التوالي خلال مشواره القاري.
ولم يتمكن لا ليفربول، بقيادة أرني سلوت، ولا أستون فيلا، بقيادة أوناي إيمري، من مجاراة شباب باريس سان جيرمان وحيويتهم على مدار مباراتي الذهاب والإياب، رغم أن خسارة باريس 2 / 3 أمام أستون فيلا في الإياب أثبتت أن عملاق العاصمة الفرنسية ليس بعيدا عن السقوط.
والحقيقة أن هذه الهزيمة في "فيلا بارك" تركت أثرها، فباريس ظهر باهتا في الدوري بعدها، محققا فوزا صعبا 2 / 1 على لوهافر، ثم تعادل 1/1 مع نانت، قبل أن يتلقى صدمة قاسية بسقوطه أمام نيس وخسارته حلم إنهاء الموسم بلا هزيمة.
رغم ذلك، يستطيع رجال لويس إنريكي تحمل بعض التعثر المحلي بعد ضمان لقب الدوري مبكرا، ومع التعادل ضد نانت يوم 22 أبريل/نيسان، وصل الفريق إلى سلسلة رائعة بتسجيل الأهداف في 18 مباراة متتالية خارج أرضه بكل البطولات.
ومع ذلك، فالهجوم الباريسي اصطدم بجدار أرسنال الصلب في آخر زيارة لهم للإمارات في أكتوبر/تشرين الأول، حين خسر الفريق الفرنسي بهدفين نظيفين في مرحلة الدوري، وهي الهزيمة التي مددت سلسلة عدم انتصار باريس أمام أرسنال إلى خمس مباريات منذ أول لقاء بينهما.
وفي اليوم التالي (الأربعاء) سيكون برشلونة الإسباني على موعد مع مباراة صعبة أمام ضيفه إنتر ميلان الإيطالي.
وواجه برشلونة في السنوات الأخيرة صعوبات كبير، ولا يحتاج مشجعوهم إلى التذكير بأن ريال مدريد توج بدوري الأبطال خمس مرات منذ آخر لقب لبرشلونة في موسم 2014 / 2015.
ولكن تحت قيادة المدرب الألماني هانزي فليك، في موسمه الأول، بلغ برشلونة قبل نهائي دوري الأبطال لأول مرة منذ موسم 2018 / 2019 مع مجموعة شابة مثيرة تدعمها خبرة المهاجم البولندي المخضرم روبرت ليفاندوفسكي /36 عاما/ والجناح البرازيلي رافينيا /28 عاما/
عبور برشلونة للدور قبل النهائي على حساب بوروسيا دورتموند كان هادئا نسبيا، لكن فليك يدرك تماما صعوبة المهمة المقبلة أمام إنتر ميلان في قبل النهائي، حيث قال بعد مباراة الحسم ضد دورتموند:" ما حققه الفريق في الأسابيع الأخيرة أمر مذهل. لقد قطعنا خطوة أخرى للأمام، لكننا ما زلنا بعيدين عن النهاية".
ويتفوق برشلونة في تاريخ المواجهات المباشرة مع إنتر ميلان في دوري الأبطال، حيث التقيا 12 مرة، فاز برشلونة في 6 مباريات وتعادل في 4 وخسر مرتين فقط.
ومع ذلك، يستطيع إنتر أن يستمد الثقة من انتصاره في المواجهة الأهم بينهما، حين قاد جوزيه مورينيو إنتر للفوز على برشلونة بمجموع 3 / 2 في قبل نهائي موسم 2009 / 2010، قبل أن يتوجوا باللقب الأوروبي بالفوز على بايرن ميونخ في النهائي.
جيل إنتر الحالي تحت قيادة سيموني إنزاجي يمتلك شيئا من صلابة نسخة مورينيو، فرغم أنهم لا يتمتعون بغزارة تهديفية (19 هدفا فقط حتى الآن في البطولة مقارنة بـ37 هدفا لبرشلونة)، صنعت صلابتهم الدفاعية الفارق، حيث استقبلوا 5 أهداف فقط طوال مشوارهم القاري هذا الموسم.
ويملك إنتر سلاحا ناريا مميزا يتمثل في المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، الذي يعيش حالة تهديفية مذهلة قاريا، بتسجيله في آخر خمس مباريات متتالية في دوري الأبطال، كما أصبح أول لاعب يسجل أكثر من 20 هدفا لإنتر في تاريخ مشاركات النادي بالبطولة الأوروبية الكبرى.