ألقى خطبة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، حيث دار موضوعها حول غايات الصوم.

وقال العواري، إن العبادات شرعت في الاسلام لغايات نبيلة ومقاصد سامية، فما كان الله ليرى عباده هملا ولا عبثا، إنما أحاطهم بتكليفات تصقل مواهبهم وترقى بأخلاقهم، وتسمو بأرواحهم لتكون أهلا للعروج في ملائك الكماليات.

 

وأوضح أن من بين هذه العبادات عبادة الصوم التي هي الركن الرابع من أركان الإسلام، فالصوم يصقل النفوس ويهذبها، ويرقى بالأرواح ويصفيها، مؤكدا أنه متى صفت الأرواح، وتهذبت النفوس، ونقيت القلوب أتت الأمة بالعجب العجاب، وإذا انطلقت حناجرها بقولها «يارب»، لاستجابت لها أسباب السماوات، ولناداها ربها «لبيك يا عبدي».

وأضاف خطيب الجامع الأزهر، أن الصوم فرصة من أجل أن نحقق به غاية نبيلة، ومقصدا أصيلا من مقاصد شريعتنا الغراء، فغايته تتجلى في قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». 

وأوضح أن الترجي طمع في المحبوب وإشفاق من المطلوب، قائلا: «يا أمة الصيام خذوا أنفسكم بأدب الصوم، وحققوا الصوم فيه لله»، كما جاء في الحديث: «كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، فصوابه وجزاؤه ماوكله الله لملك، وإنما تولى الجزاء عليه بنفسه.

وقال خطيب الجامع الأزهر للمصلين، «حققوا الصوم لربكم لتنالوا الجزاء، وتكملوا الفرحة يوم أن تلقوه، وعودوا إلى ربكم واستغلوا فرصة الصوم وهذبوا أنفسكم به، وصونوا أرواحكم لتكون تلك الأرواح مطية السالك إلى مالك الملائك»، محذرا من الوقوع في مفسدات الصوم من الغيبة والنميمة، مذكرا بقوله صلى الله عليه وسلم «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».

وبين العواري أن للأمم أياما تحكي أمجادها، وأن إرادة الله تعالى شاءت أن تتعدد أمجاد أرض مصر، أرض الرسالات والنبوات وأرض الحضارات، وهاهي اليوم مصر تحتفي بمناسبة غالية على كل مصري، بل على كل مسلم في العالم أجمع، إنها مناسبة مرور خمسة وثمانين عاماً بعد الألف على افتتاح هذا المسجد العتيق، كعبة العلم وموئل العلماء وميدان المناضلين لتحرير الأوطان، قائلا «هنيئا لمصر بهذا المجد المؤصل المتمثل في اختيار الله لأرضها لتكون حاضنة لكعبة العلم وموئل العلماء»، سائلا المولى عز وجل أن يديم على مصر أمجادها وأن يحفظ أمنها وأن يحقق لها كل خير.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة الأزهر الشريف الجامع الأزهر اول جمعة في رمضان تأسيس الأزهر

إقرأ أيضاً:

كبار العلماء: لا يجوز الحج من دون تصريح

 البلاد – الرياض

 جدّدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء التأكيد على ما صدر عن هيئة كبار العلماء ببيانها المؤرخ في 12 شوال 1445هـ، بخصوص وجوب استخراج التصريح لمن أراد الذهاب إلى الحج، وأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، وأن من حج دون تصريح فهو آثم.

 وقال معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد: “إن فتوى هيئة كبار العلماء بهذا الخصوص استندت إلى عددٍ من الأدلة والقواعد الشرعية، يأتي في طليعتها ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم، ورفع الحرج عنهم، قال الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، والإلزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم الحجاج، بما يمكِّن هذه الجموع الكبيرة من أداء مناسكهم بسكينة وسلامة، وهذا مقصد شرعي صحيح تُقرره أدلة الشريعة.

 وهو كذلك -أي الالتزام باستخراج التصريح- يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج، ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعدِّدة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، وفق الأعداد المصرَّحة لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع المصرَّح لهم، كان ذلك محقِّقًا لجودة الخدمات التي تُقدّم للحجاج، وهذا مقصود شرعًا، كما في قوله تعالى: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).

 وأضاف معاليه: “إن الالتزام باستخراج التصريح هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، قال الله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، والنصوص في ذلك كثيرة كلها تؤكد وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف، وحرمة مخالفة أمره، والالتزام باستخراج التصريح من الطاعة في المعروف، يُثاب من التزم به، ويأثم من خالفه، ويستحق العقوبة المقرَّرة من ولي الأمر”.

 وأوصت هيئة كبار العلماء بالالتزام باستخراج التصريح؛ ذلك أن الالتزام بذلك يدفع -بحول الله- أضرارًا كبيرة، ومخاطر متعدِّدة تنشأ عن عدم الالتزام باستخراج هذا التصريح، منها التأثير على سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدمات المقدَّمة لهم وعلى خطط تنقلاتهم وتفويجهم بين المشاعر.

 وأوضحت الهيئة أن الحج بلا تصريح لا يقتصر الضرر المترتِّب عليه على الحاج نفسه، وإنما يتعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، ومن المقرَّر شرعًا أن الضرر المتعدي أعظم إثمًا من الضرر القاصر، وفي الحديث المتفق عليه عنه صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وعنه صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”.

 وختمت بيانها بأن الالتزام باستخراج التصريح هو من تقوى الله تعالى؛ فإن هذه الأنظمة والتعليمات ما قُرِّرت إلا لمصلحة الحجاج، يقول الله تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).

مقالات مشابهة

  • ندوة بالأزهر توضح دور الأمهات في دعم الأطفال ذوي الهمم
  • محمد عبد الصبور: هنيئا لمصر بمشروع قانون الإجراءات الجنائية
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود القيادة السياسية في رفض التهجير القسري لأهل غزة
  • وفاة سعد الله آغا القلعة.. رائد التوثيق الموسيقي والوزير السوري السابق
  • ملتقى الجامع الأزهر : سيدنا موسى تدرب على مواجهة بني إسرائيل في أرض سيناء
  • الصاوي: فكرة المعيد انتقلت من الأزهر إلى جامعات الدنيا
  • كبار العلماء: لا يجوز الحج دون أخذ تصريح وأن من حج دون تصريح فهو آثم
  • كبار العلماء: لا يجوز الحج من دون تصريح
  • دعم توسعات جامعة الفيصل المستقبلية لتكون ضمن المشاريع الوطنية في الرياض
  • الجامع الأزهر: كتاب الله وسنة نبيه ليست مضماراً لأغراض دنيوية