المناطق_واس

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمشاركة كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها من جميع المذاهب والطوائف من أكثر من 90 دولة، انطلقت يوم الخميس في مكة المكرمة أعمال النسخة الثانية من المؤتمر الدولي: “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” الذي دعت رابطة العالم الإسلامي إلى انعقاده هذا العام، تحت عنوان: “نحو مؤتلفٍ إسلاميٍّ فاعِل”؛ وذلك بهدف وضع برامج عملية لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، وتنسيق المواقف لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة.

واستهلَّ المؤتمرُ أعماله بكلمة سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، رئيس مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، والتي ألقاها نيابةً عنه معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد.

أخبار قد تهمك عبر مشروعها السنوي “معاً ليكون الحرم بيئة نقية”.. “كفى” تستهدف 250 ألف معتمر وزائر بساحات الحرم 6 مارس 2025 - 3:41 مساءً هيئة العناية بالحرمين الشريفين تطلق خدمة حفظ الأمتعة في المسجد الحرام 6 مارس 2025 - 3:55 صباحًا

وقال سماحته مخاطبًا المؤتمرين: “إنَّ مسؤوليتكم عظيمة في أنْ يعلو صوت الحكمة الذي يحفظ للأمة وحدتها، ويعالج مشكلاتها وقضاياها”، مشددًا على أنَّ ما يواجهه العالم الإسلامي ينبغي أنْ يكون سببًا لجمع الصف، والبعد عن تبادل الاتهامات والإسقاطات والاستقطابات، والعمل على توثيق الصلة، وبناء الثقة، وشد أواصر الأخوة.

وأكَّد أنَّ مؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” في نسخته الثانية يمثل نموذجًا مهمًّا يتعلَّق بالشأن الإسلامي المذهبي فيما يجب من سِلمِه العلمي والفكري، والتحذير من نزعات صدامِه وصراعِه التي زادت في متاعب الأُمّة.

من جهته، أكَّد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أنَّ “الاختلاف والتنوع سُنَّةٌ ربانية كونية، وهو في الداخل الإسلامي من قرون”، محذرًا من أنَّ “المسارات السلبية للسجالات المذهبية لم تقتصر مآسيها على فاعليها، وإنما امتدَّ شررها إلى النيل من الإسلام والمسلمين في وقائع مؤلمة دوَّنها التاريخ في صفحاته المظلمة”.

وأوضح أنَّ ‎”لكلِّ مذهبٍ أو طائفة خصوصيَّته التي يدين الله بها، ومن حقِّه أنْ يعيش بها بكرامة الإسلام”، وأنَّ التآخي في التعايُش، بل والتضامن المطلوب لا يعني بالضرورة القناعة بخصوصية الآخر، بل تفهمها واحترام وجودها، ويعني كذلك أنَّ مظلة الإسلام واحدة، وأُخوّته قائمة، وأنَّ المُشتَرك واسع.

من جانبه، وصف معالي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، الدكتور حميد شهرياري، “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” بأنها ذات نصٍّ علميٍّ عميق، وتمَّت صياغتها على مستوى عالٍ من الفكر المبني على الأدلة الميدانية، والمعرفة الاجتماعية المتقدمة، مؤكدًا أنَّ الظروف التاريخية التي يعيشها المسلمون تجعل الواجب الأساسي للعلماء والمرجعيات الدينية هو إظهار أنَّ كلَّ مواطن من أبناء الأمة الذي يشهد الشهادتين هو جزءٌ من الأمّة الإسلامية.

فيما شدَّد معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد حسين إبراهيم طه في كلمته على أنَّ الوحدة واجب ديني، ومسؤولية تاريخية، داعيًا إلى التحلي بالشجاعة لنبذ الخلافات، وتعزيز أواصر الأخوة، والعمل معًا نحو رؤية موحدة تُعيد للأمة مجدها، وتستعيد بها دورها الريادي بين الأمم.

من جانبه أكد معالي رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي عضو المجمع الفقهي الإسلامي، الشيخ عبدالله بن بيّه أهمية الوحدة الإسلامية على أُسُسِها الجامعة، متطرقًا إلى جملةٍ من الجسور المعينة على الوصول إلى هذه الوحدة.

وشدَّد معالي وزير العدل الأفغاني المولوي عبد الحكيم شرعي على أنَّ التفاهم والتعاون بين أئمة المذاهب الإسلامية وعلمائها أمرٌ ضروري وحيوي لتحقيق الأهداف المُشتَركة، وخاصة في القضايا الكبرى التي تتطلَّب وحدة الرأي الشرعي.

بدوره، أكَّد الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي، سماحة الدكتور أبو القاسم الديباجي، أنَّ المؤتمر يُمثِّل محطةً فارقةً على طريق تعزيز الوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية، مبينًا أنَّ تحقيق الوحدة يتطلَّب تجاوز الاختلافات الثانوية، والتركيز على القواسم المشتركة التي لا يختلف عليها أحد.

كما تحدَّث أيضًا في افتتاح المؤتمر، معالي رئيس مجلس الشورى الشعبي في جمهورية إندونيسيا، أحمد مزاني، ورئيس المجمع الفقهي العراقي، الدكتور أحمد حسن الطه، ورئيس المشيخة الإسلامية والمفتي العام لجمهورية ألبانيا، الشيخ بويار سباهيو، ومعالي الوزير الفيدرالي للشؤون الدينية والوئام بين أتباع الأديان في باكستان، شودري سالك حسين.

وعقب حفل الافتتاح، عقدت الجلسة الرئيسة للمؤتمر بعنوان: “نحو مؤتلَفٍ إسلاميٍّ فاعِل”، كما عُقدت أيضًا جلسة “فقه الاختلاف وثقافة الائتلاف”.

وتتواصل أعمال المؤتمر اليوم الجمعة من خلال أربع جلسات تتناول: “مقومات الائتلاف الإسلامي”، و”ميادين العمل المشترك بين المذاهب الإسلامية وفق وثيقة بناء الجسور”، و”قضايا الأمة وتنسيق المواقف”، و”مسيرة الحوار الإسلامي – الإسلامي”.

ومن المرتقب أنْ يشهد المؤتمر جلسةً ختاميةً سيتم فيها الإعلان عن البيان الختامي للمؤتمر، وتدشين “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي”، التي أعدَّها مركز الحماية الفكرية بالمملكة العربية السعودية؛ لتكون خارطةَ طريقٍ في مفاهيم المُشترَك الإسلامي الجامع.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الأمة الإسلامية مكة المكرمة بناء الجسور بین المذاهب الإسلامیة معالی الأمین العام العالم الإسلامی د معالی

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يشارك في المؤتمر التاسع والعشرين للمشيخة الإسلامية الكرواتية

شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في المؤتمر التاسع والعشرين للمشيخة الإسلامية الكرواتية المنعقد هذا العام بعنوان "العلم والدين والذكاء الاصطناعي – الجوانب الأخلاقية – التآزر لا الشك"، وذلك بمقر الجمعية الإسلامية الكرواتية. 

وزير الأوقاف يغرس الشجرة المصرية في محيط النصب التذكاري لشهداء المسلمين في كرواتيا.. صوروزير الأوقاف يزور المشيخة الإسلامية في كرواتيا.. ويؤكد دعم مصر للمسلمين في أوروبا

واستهل وزير الأوقاف، كلمته بشكر القائمين على المؤتمر الذي حضر جلسته الافتتاحية وزير الثقافة الكرواتية، ومفتي مسلمي كرواتيا، ونائب عمدة مدينة زغرب، وعدد من العلماء والمشاركين من شتى أنحاء العالم.

وألقى وزير الأوقاف، بحثًا مصغرًا في المؤتمر مترجمًا إلى اللغة الإنجليزية، وأضاف إليه محاضرة وجيزة عن نظرة الإسلام عمومًا إلى العلم وإلى مستجدات الذكاء الاصطناعي وما يتصل به من آفاق إيجابية وأخرى سلبية.

وتبادل الوزير الحديث مع المشاركين في المؤتمر، كما تناول بعض الأفكار التي طرحها المشاركون بالتحليل والعرض، مشيرًا إلى البشرية تمر بالمرحلة الرابعة من مراحل الانفجار المعرفي الكبرى في التاريخ؛ وهو ما يحتم على البشرية كلها التباحث والتوافق على مسار أخلاقي يعزز إيجابيات الذكاء الاصطناعي ويتقي شروره وسلبياته التي تتراوح بين تعطيل القدرات العقلية البشرية والعبث بالمقدرات الإنسانية وما إلى ذلك من آفاق مجهولة المدى.

واختتم الوزير كلمته بشكر القائمين على المؤتمر وحُسن اختيار الموضوع، داعيًا إلى مواصلة التشاور في هذا الجانب، والتزام صوت العقل والحكمة والانضباط الأخلاقي في التعامل مع مستجدات العلم.

طباعة شارك الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف العلم والدين الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • المنافقون.. الوجه الآخر للعدوان على الأمة الإسلامية
  • "تنمية وتعزيز الثروة الحيوانية" في مؤتمر علمي بكلية الطب البيطري ببني سويف
  • ابن كيران: القضايا التي دافع عنها "البيجيدي" تظهر حاجة البلاد إلى حزب وطني مستقل معتز بمرجعيته الإسلامية
  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس البرلمان الباكستاني
  • بيان هام للحُجّاج بخصوص حجز الغرف بمكة المكرمة
  • مكة المكرمة.. ضبط مقيم لنشره إعلانات حملات حج وهمية
  • وزير الأوقاف يشارك في المؤتمر الـ29 للمشيخة الإسلامية الكرواتية
  • وزير الأوقاف يشارك في المؤتمر الـ 29 للمشيخة الإسلامية الكرواتية
  • وزير الأوقاف يشارك في المؤتمر التاسع والعشرين للمشيخة الإسلامية الكرواتية
  • قصر العيني:مؤتمر دولي يبحث سبل الوقاية وعلاج الإدمان وتعزيز السياسات النفسية