“سلاح المدرعات”.. مقر استراتيجي في السودان يشعل منافسة للسيطرة عليه
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
تشتد المعارك بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في محيط “سلاح المدرعات” في الخرطوم، للسيطرة عليه نظرًا لأهميته وقدرته على قلب موازين القتال ميدانيًا.
وتضاربت الأنباء بشأن السيطرة على المقر التابع للجيش السوداني جنوبي الخرطوم، والذي يشهد اشتباكات عنيفة لليوم.
ما هو “سلاح المدرعات” ومهامه؟
يقع “سلاح المدرعات” الإستراتيجي، على بعد حوالي 6 كيلومترات من وسط الخرطوم، وتحديدًا في منطقه “الشجرة” العسكرية في مقر مساحته 20 كيلومترًا مربعًا.
ويشهد مؤخرًا اشتباكات عنيفة باعتباره يخضع لسيطرة الجيش في السودان، غير أن قوات “الدعم السريع” تزعم أنها نجحت في اختراق أسواره.
وفي الأصل، يحتوي سلاح المدرعات على كتيبة من الجيش قوامها بين 700 إلى 900 جندي مقسمين إلى: ضباط، وضباط صف، والجنود.
ويعد معسكر المدرعات سلاحًا فنيًا بامتياز، إذ يعتمد على مهام معينة في استخدام المدرعات والدبابات ذات التصويب عالي الدقة، فيما يحتوي على 1000 دبابة روسية.
وأعلنت قوات “الدعم السريع” مؤخرًا تمركزها في المباني المجاورة لسلاح المدرعات، والتي تقع فعليًا داخل حدوده الجغرافية، فباتت مركزًا لقناصتها، بحيث تستهدف منها كل تحركات الجيش داخل معسكر المدرعات خلال الساعات الأخيرة.
في المقابل، أصدر الجيش السوداني بيانًا أمس أكّد فيه أن الفرقة “الـ16 مشاة نيالي” صدت هجومًا لقوات “الدعم السريع” وكبدتها خسائر فادحة في المعسكر.
وجاء في البيان: “تمكن سلاح المدرعات مجددًا من دحر محاولة هجوم فاشلة من قبل مليشيات المتمرد محمد حمدان دقلو (الدعم السريع)، التي لاذت بالفرار بعد تلقيها خسائر كبيرة”.
وأضاف الجيش: “تبسط قواتنا حاليًا كامل سيطرتها على سلاح المدرعات وفي كامل الجاهزية للتصدي لأي محاولات جديدة”.
وكانت قوات “الدعم السريع” قد ذكرت عبر حسابها على منصة “إكس” أنها “تمكنت من السيطرة على 101 دبابة و90 مدرعة و21 عربة قتالية، وكميات من الأسلحة والذخائر، وما زالت عمليات الحصر مستمرة”.
تلفزيون العربي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: سلاح المدرعات الدعم السریع سلاح ا
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
قالت مجلة إيكونوميست إن قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش النظامي في السودان، كانت قبل عام تبدو في حالة جيدة بعد أن استولت على جزء كبير من العاصمة الخرطوم، وبسطت سيطرتها على كل دارفور تقريبا، واستعد زعيمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) للقيام بجولة في العواصم الأفريقية يستقبل خلالها باعتباره الرئيس المنتظر للسودان.
وأوضحت الصحيفة أن الحديث عن نصر عسكري واضح لقوات الدعم السريع في هذه الأيام لم يعد قويا كما في البداية، بل إنها في وضع حرج لأنها شهدت انتكاسات في أماكن عديدة بعد أن توغل الجيش في أجزاء من الخرطوم كانت تسيطر عليها، مع أنها قريبة من الاستيلاء على الفاشر عاصمة إقليم دارفور.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفتان بريطانيتان: قرار الجنائية الدولية زلزال هز العالمlist 2 of 2التايمز: هل أدرك ترامب أخيرا محدودية شعاره "الخوف هو المفتاح"؟end of listوقد أدت تلك الأحداث مع انشقاق أحد كبار قادة قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة إلى موجة من الهجمات الانتقامية ضد المدنيين، كانت وحشية للغاية لدرجة أن المراقبين شبهوها بالتطهير العرقي في الأجزاء التي احتلتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور العام الماضي.
لا مفاوضاتوذكرت المجلة بأن التفاوض في سويسرا على إنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فشل لأن القوات المسلحة السودانية رفضت الحضور، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع "تعتقد أنه لا يوجد مخرج من هذه الحرب من خلال النصر الكامل لجانب واحد"، ولكن المحللين يشككون في كون طلب المجموعة للمفاوضات حقيقيا.
ورأت الإيكونوميست أن ادعاء قوات الدعم السريع أنها تشن حربا من أجل الديمقراطية غير مقنع، لأنها نشأت من الجنجويد، وهي مليشيات سيئة السمعة، اتهمت باغتصاب المدنيين وذبحهم في دارفور في العقد الأول من القرن الـ21، ولا يوجد ما يشير إلى أنها تغيرت بشكل أساسي.
وهناك أسباب -كما تقول الصحيفة- تدعو إلى أخذ التزام قوات الدعم السريع بوحدة السودان على محمل الجد، لأن دارفور، المنطقة غير الساحلية التي تعاني من ندرة المياه لا تستطيع إقامة دولة مستقلة.
تصور الدعم السريعونقلت المجلة عن القيادي بالدعم السريع عز الدين الصافي قوله إن فكرة قوات الدعم السريع للتوصل إلى تسوية تفاوضية، تبدأ بوقف الأعمال العدائية وتجميد خطوط القتال الحالية، مع انسحاب الجانبين من "المنشآت المدنية".
وذلك إلى جانب احتمال فرض منطقة عازلة منزوعة السلاح من قبل قوات حفظ السلام الأفريقية، ليبدأ "حوار وطني" يضم جميع القوى السياسية في البلاد باستثناء الإسلاميين والحزب الحاكم السابق.
وأكدت المجلة أن معظم القوى الخارجية بما فيها الأمم المتحدة، تعتقد أن القوات المسلحة السودانية تتمتع بشرعية أكبر في نظر معظم السودانيين، مع أن رفض الجيش العنيد الانخراط بجدية في المفاوضات أضعف مكانته الدولية، وخاصة بين الدبلوماسيين الغربيين، ولذلك تحاول قوات الدعم السريع أن تضع نفسها في موقف الشريك الأكثر موثوقية من أجل السلام.