موقع النيلين:
2025-04-16@11:42:07 GMT

الحرب.. تدمير كنوز السودان الثقافية

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

الحرب.. تدمير كنوز السودان الثقافية


بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية دُمِّرَت ممتلكات ثقافية مهمة في السودان: من مكتبات لا تُقدَّرُ بثمن وحتى المومياوات. استعلام فيليب يديكه.

تسبّبت شهورُ القتالِ في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في كارثة إنسانية. ومنذ بدء النزاعِ في نيسان/أبريل 2023، قُتِل الآلاف وجُرِحَ الآلاف، وفقاً لتأكيدات أممية.

ويؤكد رضوان نويصر، خبير الأمم المتحدة بشأن حالة حقوق الإنسان في السودان وجود حالات نهب وقتل واغتصاب كل يوم. ويفرُّ مئات الآلافِ من الناس من الهجمات العنيفةِ للجنود.

قال نويصر في بيان أدلى به: “هذا تدميرٌ لبلدٍ بطريقةٍ مهينة للناس. وما يحدث هو أسوأ من أي شيء رأيته في مناطق الصراعات على مدار مسيرتي المهنية الطويلة. إنه أمر مرعب ومأساوي ووحشي وغير ضروري تماماً”.

وفقاً للأممِ المتحدةِ، فشل طرفا النزاعِ بشكل فظيع في الوفاء بالتزاماتهما تجاه القانونِ الإنساني الدولي. وفي الوقتِ ذاته يفتقرُ الأطباءُ والمستشفيات إلى كل شيء؛ فالفوضى عارمةٌ على الحدودِ والجثثُ مُتناثرةٌ في الشوارعٍ. كما يتعرّضُ الناس لخطر إطلاق النار عليهم عند محاولتهم انتشال الموتى.

والكنوز الثقافية للبلاد في خطر كبير. إذ دمّرت قوات الدعم السريع بالفعل مواقع مهمة. كما ذكرت مجلة ذا كونتينِتْ The Continent أنّ “الحرب في السودان لا تُدمِّرُ مستقبلَ البلاد فحسب، بل تُدمِّرُ ماضي البلاد كذلك”.

قارن مراقبون الدمارَ الذي لحق بالمكتبات والمتاحف ودور العبادة بتدمير طالبان للكنوز الثقافية في أفغانستان.

ووفقاً للتقرير في مجلة ذا كونتينِتْ حُرِقت مواقع تاريخية مهمة مثل سوق أم درمان القديم بسبب القتال في مدينة أم درمان التي تقع على ضفة نهر النيل. كما دُمِّرت مكتبة مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية في جامعة أم درمان الأهلية. وبكل بساطة لم تعد المخطوطات المكتوبة بخط اليد والمؤلفات النادرة موجودة.

وأوضح عضو اتحاد الكتّاب السودانيين، الشاعر حميد بخيت، أهمية مركز محمد بشير للدراسات المُدمَّر: “كان واحداً من أهم مصادر التراث المكتوب لاحتوائه على مراجع مهمة في تاريخ السودان”.
بقايا بشرية مُحنّطة في قائمة المسروقات

اقتُحِم أيضاً متحف السودان القومي في الخرطوم، وتعرّضت المعروضات، بما فيها مومياوات قديمة، للتدميرِ أو التلفِ.

وبحسب تقرير ذا كونتينِتْ يوجد مقطع فيديو لأحد مقاتلي قوات الدعم السريع يعرضُ مومياوات عمرها آلاف السنين بوصفها ضحايا للدكتاتور السوداني السابق عمر البشير، الذي أُطيح به في عام 2019، ويتعهّدُ بالانتقامِ لمقتلها.

كما تحدّث حميد بخيت عن تدمير معروضاتٍ مهمةٍ، مثل أنواعٍ حيوانيةٍ نادرةٍ محفوظة في متحف التاريخ الطبيعي، إضافة إلى الهجمات على المكتبات والناشرين، مثل دار مدارك للنشر، ودار الكنداكة للطباعة والنشر والتوزيع و”مجمّع بائعي الكتب” في ميدان الخليفة.

ولكن لماذا تُدمِّرُ قوات الدعم السريع تراث بلادها؟ كثيراً ما يُتَّهَمُ المقاتلون بالجهل، بيد أنّ بخيت يعتقدُ أنّ “الدمار يحدثُ عن عمد، في محاولة لطمسِ الحقائقِ التاريخية. يريدون خلق حقبة جديدة تبدأ معهم”.

يتابعُ: “وإضافة إلى ذلك، هناك كراهية. كراهية للتعليم والمتعلّمين بشكل عام. يبدو وكأنّهم يريدون إعادة تشكيلِ المجتمع إلى مجتمعٍ جاهلٍ من دون ذاكرة”.

ووفقاً لبخيت، فإنّ حماية ما تبقّى من كنوز السودان الثقافية أمر في غاية الصعوبةِ، إن لم يكن مستحيلاً، لأنّ الجنود لا يحترمون أية أعراف. “لعلّه يمكن للمثقفين إطلاق حملة لجمع المراجع والكتب التاريخية النادرة، لاستعادة المكتوب من هذه الذاكرة، أما بالنسبة لمحتويات المتاحف، فلا سبيل لاستعادتها، وهنا تكمنُ الكارثة”.

موقع قنطرة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

اتهامات الدعم السريع بارتكاب مجازر في الفاشر تثير تعليقات سودانيين

وذكرت وزارة الخارجية السودانية ومنظمات إغاثية، أن قوات الدعم السريع شنت هجمات متكررة يومي الجمعة والسبت الماضيين، أسفرت عن تدمير منازل ومرافق صحية في  مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور غربي السودان، ومخيمات النازحين المحيطة بها.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن قوات الدعم السريع التي تخوض حربا على الجيش منذ أبريل/نيسان 2023 "شنت هجمات برية وجوية منسقة" على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دعوة أممية لمساعدة السودان في مواجهة "أسوأ أزمة نزوح"list 2 of 4قوات الدعم السريع قتلت طاقم آخر مستشفى بمخيم زمزم بالفاشرlist 3 of 4مجزرة مخيم زمزم بالسودان.. مئات القتلى والجرحى وتصفية كوادر طبيةlist 4 of 4قتلى في اقتحام الدعم السريع مخيم زمزم بالفاشرend of list

وأشارت التقارير إلى استهداف المخيمين، الواقعين جنوب غربي الفاشر، بالمدفعية وبمختلف أنواع الأسلحة، بينما نشرت منصات موالية لقوات الدعم السريع مقاطع تُظهر تنفيذ عناصرها إعدامات ميدانية طالت العشرات، منهم أطفال ومسنون.

وحسب كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، فإن ما لا يقل عن 100 مدني قُتلوا في مخيمي "أبو شوك" وزمزم، اللذين يؤويان أكثر من 700 ألف نازح، أصبح كثير منهم الآن محاصرًا دون مأوى آمن.

من جهتها، أعلنت منظمة "ريليف إنترناشونال"، آخر جهة تقدم خدمات طبية في مخيم زمزم، أن مركزها الطبي تعرّض لهجوم أسفر عن مقتل تسعة من موظفيها، منهم أطباء وسائقون، في تصعيد خطِر للأزمة الإنسانية بالمنطقة.

إعلان

وفي السياق، أعلن الجيش السوداني أنه، بدعم من القوات المساندة، تمكّن من صد هجوم عنيف لقوات الدعم السريع على معسكر زمزم، مشيرا إلى مقتل 50 عنصرا من القوة المهاجمة أثناء المعركة.

أوضاع حرجة

كما أفادت التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين في السودان، أن نازحي مخيم زمزم يواجهون أوضاعا إنسانية حرجة، مع اضطرار الآلاف إلى النزوح من جديد مع تصاعد وتيرة الصراع في المنطقة.

وذكرت التنسيقية، أن نحو 2400 مدني فرّوا من الفاشر ومخيماتها، ولجؤوا إلى مدينة طويلة، الواقعة على بُعد نحو 60 كيلو مترا غرب الفاشر، هربا من القصف والاشتباكات المستمرة.

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع في بيان مسؤوليتها عن الهجمات على مدينة الفاشر، واتهمت الجيش السوداني بشن حملة إعلامية منظمة، كما أكدت التزامها بالقانون الإنساني الدولي، نافية استهدافها المدنيين.

ورصد برنامج شبكات (2025/4/13) جانبا من تعليقات السودانيين على ما يجري في الفاشر، ومن ذلك ما كتبه سميث: "الجيش والمشتركة وين من المعاناة دي؟؟ ولا بس همهم المناصب والشحادة في العالم باسم أهل الفاشر؟؟".

في حين كتبت وعد: "نريد أن نعرف ماذا تريد مليشيات الجنجويد من معسكر نازحين.. أناس نزحوا وتركوا بيوتهم من بطش هذه المليشيات ويتم ملاحقتهم حتى في المعسكرات، هذا يدل على إبادة جماعية للمواطنين العزل".

أما مادي المتفلت فغرد: "هذه شائعات مغرضة يراد بها تشويه صورة الدعم السريع لدى الشعب السوداني الذي يقدره ويجله ويحبه ويحترمه".

بينما علقت عليا أحمد: "يقتل النازحون والغلابة من النساء والأطفال والشباب في زمزم لكي يحيا الوطن، ويقتلون لكي تحيا الكرامة ويذبحون لكي تعلو صيحاتهم مشتركه فوق مورال فوق، يقتلون لكي يكون الجيش واحدا".

يُذكر أن مخيم زمزم، هو أول منطقة في السودان أعلنت فيها الأمم المتحدة المجاعة العام الماضي، ونوهت إلى أن الوضع هناك "يفوق حد الوصف"، إذ يموت 5 أشخاص من المصابين على رأس كل ساعة بسبب توقف جميع المستشفيات وعدم وجود الطواقم الطبية.

إعلان

وعلى صعيد الجهود الدولية لحل الأزمة السودانية، تستضيف العاصمة البريطانية لندن، يوم الثلاثاء المقبل، مؤتمرا دوليا رفيع المستوى لبحث سبل إنهاء الصراع، بمشاركة وزراء خارجية نحو 20 دولة ومنظمة دولية.

13/4/2025

مقالات مشابهة

  • مجموعة السبع تندد بهجمات ميليشيات الدعم السريع ضد المدنيين في السودان
  • الحرب في السودان تدخل عامها الثالث بعد سقوط الآلاف وتشريد الملايين .. ولا نهاية في الأفق
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع
  • الفاشر في مرمى نيران قوات الدعم السريع.. تفاصيل
  • السودان: نزوح عشرات الآلاف من مخيم “زمزم” بعد اقتحامه من قوات الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على مخيم للنازحين في دارفور  
  • قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها على مخيم زمزم في دارفور
  • السودان.. قوات الدعم السريع تتقدم في الفاشر "المأزومة"
  • “الدعم السريع” تؤكد سيطرتها على معسكر زمزم في الفاشر
  • اتهامات الدعم السريع بارتكاب مجازر في الفاشر تثير تعليقات سودانيين