موقع النيلين:
2025-03-14@17:50:28 GMT

الحرب.. تدمير كنوز السودان الثقافية

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

الحرب.. تدمير كنوز السودان الثقافية


بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية دُمِّرَت ممتلكات ثقافية مهمة في السودان: من مكتبات لا تُقدَّرُ بثمن وحتى المومياوات. استعلام فيليب يديكه.

تسبّبت شهورُ القتالِ في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في كارثة إنسانية. ومنذ بدء النزاعِ في نيسان/أبريل 2023، قُتِل الآلاف وجُرِحَ الآلاف، وفقاً لتأكيدات أممية.

ويؤكد رضوان نويصر، خبير الأمم المتحدة بشأن حالة حقوق الإنسان في السودان وجود حالات نهب وقتل واغتصاب كل يوم. ويفرُّ مئات الآلافِ من الناس من الهجمات العنيفةِ للجنود.

قال نويصر في بيان أدلى به: “هذا تدميرٌ لبلدٍ بطريقةٍ مهينة للناس. وما يحدث هو أسوأ من أي شيء رأيته في مناطق الصراعات على مدار مسيرتي المهنية الطويلة. إنه أمر مرعب ومأساوي ووحشي وغير ضروري تماماً”.

وفقاً للأممِ المتحدةِ، فشل طرفا النزاعِ بشكل فظيع في الوفاء بالتزاماتهما تجاه القانونِ الإنساني الدولي. وفي الوقتِ ذاته يفتقرُ الأطباءُ والمستشفيات إلى كل شيء؛ فالفوضى عارمةٌ على الحدودِ والجثثُ مُتناثرةٌ في الشوارعٍ. كما يتعرّضُ الناس لخطر إطلاق النار عليهم عند محاولتهم انتشال الموتى.

والكنوز الثقافية للبلاد في خطر كبير. إذ دمّرت قوات الدعم السريع بالفعل مواقع مهمة. كما ذكرت مجلة ذا كونتينِتْ The Continent أنّ “الحرب في السودان لا تُدمِّرُ مستقبلَ البلاد فحسب، بل تُدمِّرُ ماضي البلاد كذلك”.

قارن مراقبون الدمارَ الذي لحق بالمكتبات والمتاحف ودور العبادة بتدمير طالبان للكنوز الثقافية في أفغانستان.

ووفقاً للتقرير في مجلة ذا كونتينِتْ حُرِقت مواقع تاريخية مهمة مثل سوق أم درمان القديم بسبب القتال في مدينة أم درمان التي تقع على ضفة نهر النيل. كما دُمِّرت مكتبة مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية في جامعة أم درمان الأهلية. وبكل بساطة لم تعد المخطوطات المكتوبة بخط اليد والمؤلفات النادرة موجودة.

وأوضح عضو اتحاد الكتّاب السودانيين، الشاعر حميد بخيت، أهمية مركز محمد بشير للدراسات المُدمَّر: “كان واحداً من أهم مصادر التراث المكتوب لاحتوائه على مراجع مهمة في تاريخ السودان”.
بقايا بشرية مُحنّطة في قائمة المسروقات

اقتُحِم أيضاً متحف السودان القومي في الخرطوم، وتعرّضت المعروضات، بما فيها مومياوات قديمة، للتدميرِ أو التلفِ.

وبحسب تقرير ذا كونتينِتْ يوجد مقطع فيديو لأحد مقاتلي قوات الدعم السريع يعرضُ مومياوات عمرها آلاف السنين بوصفها ضحايا للدكتاتور السوداني السابق عمر البشير، الذي أُطيح به في عام 2019، ويتعهّدُ بالانتقامِ لمقتلها.

كما تحدّث حميد بخيت عن تدمير معروضاتٍ مهمةٍ، مثل أنواعٍ حيوانيةٍ نادرةٍ محفوظة في متحف التاريخ الطبيعي، إضافة إلى الهجمات على المكتبات والناشرين، مثل دار مدارك للنشر، ودار الكنداكة للطباعة والنشر والتوزيع و”مجمّع بائعي الكتب” في ميدان الخليفة.

ولكن لماذا تُدمِّرُ قوات الدعم السريع تراث بلادها؟ كثيراً ما يُتَّهَمُ المقاتلون بالجهل، بيد أنّ بخيت يعتقدُ أنّ “الدمار يحدثُ عن عمد، في محاولة لطمسِ الحقائقِ التاريخية. يريدون خلق حقبة جديدة تبدأ معهم”.

يتابعُ: “وإضافة إلى ذلك، هناك كراهية. كراهية للتعليم والمتعلّمين بشكل عام. يبدو وكأنّهم يريدون إعادة تشكيلِ المجتمع إلى مجتمعٍ جاهلٍ من دون ذاكرة”.

ووفقاً لبخيت، فإنّ حماية ما تبقّى من كنوز السودان الثقافية أمر في غاية الصعوبةِ، إن لم يكن مستحيلاً، لأنّ الجنود لا يحترمون أية أعراف. “لعلّه يمكن للمثقفين إطلاق حملة لجمع المراجع والكتب التاريخية النادرة، لاستعادة المكتوب من هذه الذاكرة، أما بالنسبة لمحتويات المتاحف، فلا سبيل لاستعادتها، وهنا تكمنُ الكارثة”.

موقع قنطرة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

هدوء حذر في العاصمة السودانية بعد تضييق الخناق على الدعم السريع وسط الخرطوم

 

مع اقتراب الحرب في السودان من إكمال عامها الثاني لا تزال جبهات القتال في العاصمة الخرطوم تشهد اشتباكات متقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

الخرطوم ــ التغيير

وأفادت مصادر ميدانية إن معظم محاور القتال في العاصمة شهدت اليوم الجمعة هدوءا حذرا وسط استمرار التوتر العسكري.

وقالت إن الجيش السوداني يفرض حصارا على مواقع استراتيجية مهمة في وسط الخرطوم من عدة جهات لا سيما من المحاور الغربية والجنوبية والشرقية ما جعل قوات الدعم السريع شبه محاصرة مع بقاء منافذ محدودة فقط للخروج والدخول من وسط العاصمة.

وكان قد أعلن الجيش السوداني، مواصلة تقدمه في مناطق العاصمة الخرطوم، والسيطرة على نطاق واسع من وسط المدينة التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وظلت مناطق واسعة من مدينتي الخرطوم وبحري تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع بينها والجيش في منتصف ابريل من العام قبل الماضي، وتعتبر المساحات التي تقدم نحوها الجيش مؤخراً مواقع استراتيجية للدعم في العاصمة.

ومنذ 26 سبتمبر الماضي دخلت الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع مرحلة جديدة، حيث بدأ الجيش عملية عسكرية انتهت باستعادة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، قبل أن يعلن مؤخراً فك الحصار عن القيادة العامة للجيش وسلاح الإشارة واستعادة مصفاة الجيلي ومناطق واسعة في مدينة بحري.

الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع سيطرة

مقالات مشابهة

  • السفير الحارث: الحرب لن تتوقف إلا حين توقِف الإمارات دعمها لمليشيا الدعم السريع
  • هدوء حذر في العاصمة السودانية بعد تضييق الخناق على الدعم السريع وسط الخرطوم
  • المستشار السياسي السابق لـ”حميدتي” يكتب عن مستقبل الدعم السريع في السودان
  • الدعم السريع تختطف طبيباً في شمال كردفان بعد هجوم مسلح على منطقة «أم سيالة»
  • قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع
  • مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان
  • مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف الدعم السريع الأبيض لليوم السابع
  • البرلمان الأوروبي يصوت لفرض عقوبات على قيادات في الدعم السريع ودرع السودان
  • السودان: مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة “الدعم السريع”
  • السودان: الدعم السريع يقصف مدينة الأبيض لليوم السادس توالياً