هيثم محمود: المدرعات.. فخر الجيش ومقبرة المليشيا
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
ستظل رئاسة سلاح المدرعات الشجرة -هي السد المنيع والصخرة التي تتكسر فيها نصال مليشيا الدعم السريع التي هاجمت سلاح المدرعات أكثر من ثلاثين مرة منذ بداية الحرب، وفقدت في الهجوم المستمر على المدرعات أكثر من ثلث قوتها..
المدرعات تشكل عقدة نفسية لقادة وجنود مليشيا الدعم السريع، لأن قائدها عند إنقلاب اللجنة الأمنية المشؤوم في العام 2019- نتشر قواته حول القيادة العامة والوحدات العسكرية المؤسسات الإستراتيجية، فقام قائد المدرعات الأسد الهصور اللواء نصر الدين عبد الفتاح بطرد قوات المليشيا من سور المدرعات وهددهم بالقصف، فغادروا منكسرين في لمح البصر.
ظلت عقدة المدرعات تلازم الهالك حميدتي فخطط لسجن قياداتها بعد محاولة اللواء بكراوي وأقنع البرهان بذلك فأحال عدد من قياداتها للمحاكمات العسكرية والمعاش، وظل هاجس المدرعات يطارد الهالك حميدتي، ففي إحدى المرات عندما تحركت 10 دبابات من اللواء الأول آلى سوبا متجهة صوب الخرطوم حمل حميدتي أسرته في ثلاث سيارات وهرب مسرعاً نحو بيت الضيافة حيث يقيم البرهان ظاناً أن الأمر إنقلاب عسكري!! فضحك البرهان وطمأنه بأن المدرعات تحركت صوب الشجرة للصيانة والمراجعة والتشحيم!!.
سعى الهالك حميدتي لتأسيس سلاح مدرعات خاص بالدعم السريع وحاول شراء ضباط وأفراد المدرعات بالمال ففشل في ذلك، ثم حاول إختراق قيادة سلاح المدرعات فخاب مسعاه، وذلك لقناعته أنه السلاح الإستراتيجي الذي يحدث (الفرق) في كل الأحداث، لذا تعددت هجمات المليشيا على سلاح المدرعات وفي كل مرة يجدون الأسود في إنتظارهم..
كررت مليشا الدعم السريع الهجوم على المدرعات لمدة ثلاثة أيام متواصلة وفي أكثر من موجة وبعدد من المحاور، فكانت المدرعات محرقة ومقبرة لجميع قوات المليشيا من المرتزقة والمأجورين وفلول الحركات المسلحة وبقايا عرب الشتات واللصوص وقطاع الطرق، فلقنهم قادة وقوات ومجاهدي الدروع درساً لم ولن ينسوه فهربوا مجرجرين أذيال الهزيمة والخيبة مخلفين آلاف القتلى ومئات الجرحى وعشرات الأسرى.
نعم وصلت المليشيا لداخل سور المدرعات وإلتقط أفرادها الصور التذكارية وظنوا أنهم إستلموا المدرعات فجاءهم الموت من كل مكان ولم يخرج منهم أحد.. لن تسقط المدرعات لأن فيها رجال يسدون الشمس وفرسان لن تلين لهم عزيمة..
التحية لأبطال المدرعات من القوات المسلحة والشرطة والمجاهدين الذي قدموا درساً في الإقدام والإستبسال يجب أن يدرس في الكليات العسكرية والخزي والعار للمرتزقة ومن يساندهم من العملاء والطابور الخامس..
الجنة والخلود للشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن وعاجل الشفاء للجرحى والخزي والعار والهزيمة للمليشيا.
هيثم محمود
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: سلاح المدرعات
إقرأ أيضاً:
البرهان: لا مجال لعودة نظام البشير ونرحب بكل من يتخلى عن مساندة الدعم السريع
العربي الجديد/أعلن رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان عفواً عن كل سياسي يتخلى عن دعمه السياسي لمليشيا الدعم السريع. ووجّه البرهان الذي كان يتحدث، اليوم السبت، أمام مؤتمر لقوى سياسية داعمة للجيش، رسالة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية قال فيها: "ساندتم الدعم السريع وأنتم وهو سواء، ولا مكان لتنسيقية ما لم توقف دعم التمرد وسنرحب بكل من يصحح موقفه من السياسيين".
وجاء حديث البرهان، في وقت يحرز فيه الجيش تقدماً واسعاً في محاور القتال بالخرطوم ووسط السودان، في وقت تواجه فيها قوات الدعم السريع تراجعاً مستمراً.
وقطعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من إبريل/ نيسان 2023 الطريق أمام اتفاق سياسي بين المكون العسكري وأحزاب سياسية، من بينها تحالف الحرية والتغيير، يقضي بتسليم السلطة للمدنيين ودمج قوات الدعم السريع داخل الجيش وإنهاء انقلاب 25 أكتوبر 2021، وهو انقلاب قاده كل من قائد الجيش وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو على حكومة رئيس الوزراء وقتذاك عبد الله حمدوك.
وخصّ البرهان في كلمته، اليوم، أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير برسالة أخرى، نبههم فيها بأن كل من يحارب بجانب الجيش تحت لافتة سياسية عليه إلقاء السلاح، متعهداً بعدم منح فرصة لحزب البشير للحكم مرة أخرى على أشلاء السودانيين.
وأعلن رئيس مجلس السيادة عن نيته تعيين رئيس وزراء مدني بالتوافق لتشكيل حكومة من التكنوقراط خلال الفترة المقبلة.
وتتواصل المعارك الشرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم بمختلف محاور القتال، خصوصاً في الخرطوم وشمال الجزيرة وشرق النيل. كما تدور معارك أخرى بوسط الخرطوم، يعمل خلالها الجيش على الوصول إلى قلب الخرطوم، ومن ثم تحرير القصر الرئاسي ومقرات الوزارات الاتحادية، وربط قواته في كل من المدرعات ومقر قيادة الجيش.
وأمس الجمعة، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبد الله في بيان صحافي، تمكن قوات من الجيش من تحقيق انتصارات بمختلف المحاور، منها إكمالها "تطهير منطقة أبوقوتة بولاية الجزيرة، وسط السودان، ومنطقة كافوري بمدينة الخرطوم بحري، ومناطق أخرى بشرق النيل، شرق الخرطوم".
أسباب انتصارات الجيش
من جهته، قال عمار نايل الناطق الرسمي باسم قوات درع السودان، أحد الحلفاء العسكريين للجيش، إن قواتهم "تواصل التقدم والتوغل في أحياء شرق النيل، بعد نجاحها مع القوات الأخرى في تحرير أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة، عدا ما تبقى من جيوب ببعض المناطق"، مشيراً إلى أن "درع السودان أصبحت على مشارف جسر سوبا الرابط بين شرق النيل والأجزاء الشرقية من العاصمة، وذلك بعد أن سيطر على أحياء مثل الوادي الأخضر وعد بابكر".
وأوضح نايل لـ"العربي الجديد" أن "الانتصارات الكبيرة التي حققها الدرع في الجزيرة، جاءت إثر مجموعة من الأسباب، أولها أنهم قاتلوا مليشيا الدعم السريع بذات أسلوبها القائم على المباغتة والهجوم وكثافة النيران، وإعادة التموضع بسرعة، ولم تتعامل مع المليشيا بالأساليب الكلاسيكية عبر الخندقة والاعتماد على أسلحة تقليدية والطيران والتمشيط والدبابات".
وأضاف: "ومن الأسباب الأخرى، معرفة عناصر درع السودان بجغرافية المنطقة وأين يرتكز فيها، أو تلك التي من الممكن أن يقاتل فيها أو التي ينسحبوا إليها وكل ذلك أدى لنجاح الدرع في التقدم وإدارة معاركه". ولفت إلى أن هناك سبب ثالث "يتمثل في الغبن الناتج عن انتهاكات مليشيا الدعم السريع، فالمقاتل في الدرع يضع في حساباته كمية التشريد والقتل والتعذيب التي تعرض لها أهله أثناء سيطرة المليشيا في المنطقة دون أن يكون لديها قضية أو هدف".
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع، إنها تصدت لتسلل لما تسميه مليشيا الفلول، عبر نهر النيل إلى صك العملة ومقر الكتيبة الاستراتيجية والمنطقة الصناعية. ونشر قائد قطاع الخرطوم بالدعم السريع محمد حسين الزين مقطع فيديو ذكر فيه أنهم ألقوا القبض على 18 أجنبياً وعدداً من أسرى الفلول. كما بثت مقاطع فيديو لانتشار قواتها داخل الخرطوم، وأعلنت في الوقت ذاته مقتل ثلاثة أطفال وتدمير لعشرات المنازل، بقصف لطيران الجيش على مدينة زالنجي، مركز ولاية وسط دارفور.
وبمحور شمال كردفان، تقدمت وحدات من الجيش معروفة بمتحرك الصياد، واستولت على عدد من البلدان بعد سيطرتها على مدينة أم روابة، وتطوق حالياً مدينة الرهد ابو دكنة، لاستعادتها من سيطرة الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع قد قصفت أمس بالمدفعية الثقيلة مدينة الأبيض، عاصمة الولاية ما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة آخرين.