اعتمد الاتحاد الأوروبي سياسة دفاعية جديدة لتعزيز استقلاله العسكري في مواجهة التهديدات، خصوصا الحرب في أوكرانيا، وذلك وسط خلاف متصاعد مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتشمل هذه السياسة -التي اعتُمدت في ختام قمة استثنائية للمجلس الأوروبي ببروكسل مساء أمس الخميس- زيادة النفقات العسكرية، ودعم صناعة الدفاع، وإعداد وثيقة إستراتيجية لمستقبل القطاع.

كما خصص الاتحاد الأوروبي 30.6 مليار يورو لأوكرانيا هذا العام، منها 18 مليارا من الأصول الروسية المجمدة، إلى جانب تسريع تسليم الأسلحة ودعم مسار انضمام كييف للاتحاد الأوروبي.

وجدد المجلس الأوروبي دعمه المطلق لأوكرانيا، مؤكدا رفضه لأي مفاوضات دون كييف، وداعيا إلى تشديد العقوبات على روسيا.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس قولها إن الاتحاد يعمل على تكثيف إنتاج الأسلحة لتسريع عمليات التسليم إلى أوكرانيا.

من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن الشركاء الأوروبيين وحلفاءهم بحاجة إلى العمل لدعم أوكرانيا وضمان السلام الدائم.

في المقابل، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه تحمل تمويل الجهود العسكرية لأوكرانيا، حيث لم يعد الدعم المالي الأميركي مضمونا.

إعلان

وأضاف أوربان -في حديث إذاعي- أن حكومته ستطلق استشارة عامة حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الأسابيع المقبلة.

بايرو: ترامب قلب تحالفاته مع الناتو والاتحاد الأوروبي (رويترز) تدمير النظام العالمي

من جهته، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقوم بتدمير النظام العالمي، وأعلن حربا تجارية على أوروبا.

وأضاف بارو، خلال نقاش في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، أن ترامب قلب كل تحالفاته مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، بينما تبقى روسيا تهديدا مباشرا لحرية الاتحاد.

واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي أن تعليق الرئيس الأميركي المساعدات العسكرية لأوكرانيا يعني أن الولايات المتحدة تتخلى عنها، وتسمح لروسيا بكسب الحرب.

وقال إن على أوروبا أن تتحرك بسرعة ونجاعة لسد احتياجات أوكرانيا من الأسلحة.

وتابع بايرو أن بلاده ستسعى مع دول أوروبية أخرى إلى تعويض الدعم العسكري الأميركي لكييف، مشيرة إلى أن الأخيرة ستكون بحاجة للذخائر وأنظمة استخبارية.

وتحدث رئيس الوزراء الفرنسي عن توقف قطارات محملة بشحنات من الأسلحة الأميركية كانت في طريقها إلى أوكرانيا، لكنها لن تصل إلى هدفها بسبب قرار واشنطن تعليق المساعدات العسكرية.

وانتقدت دول أوروبية الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي على أوكرانيا، لحملها على التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الاتحاد الأوروبی الرئیس الأمیرکی رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

وزراء التجارة في دول الاتحاد الأوروبي يناقشون تأثير الرسوم الجمركية

 
لوكسمبورغ (أ ف ب)
يناقش وزراء التجارة في دول الاتحاد الأوروبي الاثنين، ردهم على «تحول جذري» في التجارة الدولية، حسبما أعلن مفوض التجارة ماروس سيفكوفيتش، في وقت هزّت الرسوم الجمركية، التي فرضها الرئيس الأميركي الأسواق العالمية.
وقال سيفكوفيتش للصحافيين قبل اجتماع في لوكسمبورغ «سنناقش موقع أوروبا فيما أصفه بالتحول الجذري في نظام التجارة العالمي».
ويجتمع وزراء التجارة الأوروبيون لأول مرة على مستوى التكتل لمناقشة الرسوم الباهظة التي فرضها ترامب وأدت إلى انهيار الأسواق العالمية منذ إعلانها الأسبوع الماضي.
وأعلن ترامب أنه سيفرض تعرفة بنسبة 20% على سلع الاتحاد الأوروبي، وهو ما وعد الاتحاد باتخاذ إجراءات مضادة مقابله حال فشل المفاوضات مع واشنطن.
وأضاف سيفكوفيتش الذي يتفاوض مع واشنطن نيابة عن الاتحاد الأوروبي، أن نقاشات الوزراء ستركز على «التحضير لخطوتنا التالية في علاقتنا مع الولايات المتحدة، وعلى طريقة إعادة تهيئة نظامنا التجاري داخل الاتحاد الأوروبي لمنع أي تحول تجاري محتمل».
وأحد الأهداف الرئيسية للاجتماع توجيه رسالة مشتركة قوية إذ صرّح وزير التجارة الخارجية السويدي بنيامين دوسا للصحافيين بأن «الاتحاد الأوروبي متكاتف الآن».
لكن تباينات في النهج بدت جليّة بما فيها مسألة استهداف التجارة في قطاع التكنولوجيا وخدمات أخرى، وهو ما دعت إليه كل من فرنسا وألمانيا.
وأكد وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتن هذا الموقف، وقال إن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يستبعد الرد «بشكل عدواني جداً».
وقال «يجب ألا نستبعد أي خيار بشأن السلع أو الخدمات.. وأن نفتح صندوق الأدوات الأوروبي، وهو شامل جداً، ويمكن أن يكون عدوانياً للغاية أيضاً، وأفكر بالطبع في أداة مكافحة الإكراه»، في إشارة إلى سلاح تجاري أوروبي جديد.
وعلى غراره، قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك إن على أوروبا أن تكون مستعدة لاستخدام الأداة الجديدة، التي وُصفت بأنها «سلاح قوي» تجاري ضد الولايات المتحدة.
وأضاف أن «تصريحات دونالد ترامب هجوم على سياسة التجارة القائمة على القواعد».
وهذا السلاح الذي اعتُمد أول مرة في العام 2023 لكنه لم يُستخدم قط، يُعاقب أي دولة تستخدم التهديدات الاقتصادية للضغط على الاتحاد الأوروبي. لكن إيرلندا التي تعتمد بشكل كبير على الاستثمارات الأميركية، خصوصاً في قطاعي الأدوية والتكنولوجيا، حذرت من هذا المسار قبل محادثات الاثنين.
وقال وزير التجارة الإيرلندي سايمن هاريس إن استهداف الخدمات «سيُمثل تصعيداً غير عادي في وقت يتعين أن نعمل فيه على خفض التصعيد».
وسيناقش الوزراء أيضاً العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين، والتي ستتطلب معالجة حذرة، إذ تخشى بروكسل من أن تؤدي الرسوم الأميركية إلى تدفق البضائع الصينية إلى الاتحاد، لكنها ترغب في تجنب المزيد من التوتر مع بكين.

أخبار ذات صلة «موديز»: إيرلندا وسلوفاكيا وألمانيا الدول الأكثر تأثراً بالرسوم الجمركية وزير التجارة الأميركي: لا تأجيل للرسوم الجمركية

مقالات مشابهة

  • وزراء التجارة في دول الاتحاد الأوروبي يناقشون تأثير الرسوم الجمركية
  • الاتحاد الأوروبي يسعى إلى توحيد صفوفه في أول رد على رسوم ترامب الجمركية
  • الاتحاد الأوروبي يبحث استراتيجية التعامل مع رسوم ترامب
  • أوليانوف: عدم مشاركة الاتحاد الأوروبي في عملية التفاوض بشأن أوكرانيا أمر لا مفر منه
  • مجلس الأمن البيلاروسي: أوروبا غير مهتمة بالسلام في أوكرانيا وتواصل إرسال الأسلحة
  • الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بمفاوضات مع واشنطن حول الرسوم الجمركية
  • هل اتخذ الاتحاد الأوروبي قراره بالفعل بشأن تركيا؟
  • رداً على ترامب..دعوة ألمانية لضم كندا إلى الاتحاد الأوروبي
  • لن نسمح لترامب بالتحكم في أوروبا..قيادي في البرلمان الأوروبي: 2 أبريل يوم أسود
  • رئيس أرمينيا يوقع قانون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.. ما موقف روسيا؟