أوروبا تعتمد سياسة دفاعية وبايرو يتهم ترامب بتدمير النظام العالمي
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
اعتمد الاتحاد الأوروبي سياسة دفاعية جديدة لتعزيز استقلاله العسكري في مواجهة التهديدات، خصوصا الحرب في أوكرانيا، وذلك وسط خلاف متصاعد مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتشمل هذه السياسة -التي اعتُمدت في ختام قمة استثنائية للمجلس الأوروبي ببروكسل مساء أمس الخميس- زيادة النفقات العسكرية، ودعم صناعة الدفاع، وإعداد وثيقة إستراتيجية لمستقبل القطاع.
كما خصص الاتحاد الأوروبي 30.6 مليار يورو لأوكرانيا هذا العام، منها 18 مليارا من الأصول الروسية المجمدة، إلى جانب تسريع تسليم الأسلحة ودعم مسار انضمام كييف للاتحاد الأوروبي.
وجدد المجلس الأوروبي دعمه المطلق لأوكرانيا، مؤكدا رفضه لأي مفاوضات دون كييف، وداعيا إلى تشديد العقوبات على روسيا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس قولها إن الاتحاد يعمل على تكثيف إنتاج الأسلحة لتسريع عمليات التسليم إلى أوكرانيا.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن الشركاء الأوروبيين وحلفاءهم بحاجة إلى العمل لدعم أوكرانيا وضمان السلام الدائم.
في المقابل، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه تحمل تمويل الجهود العسكرية لأوكرانيا، حيث لم يعد الدعم المالي الأميركي مضمونا.
إعلانوأضاف أوربان -في حديث إذاعي- أن حكومته ستطلق استشارة عامة حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الأسابيع المقبلة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقوم بتدمير النظام العالمي، وأعلن حربا تجارية على أوروبا.
وأضاف بارو، خلال نقاش في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، أن ترامب قلب كل تحالفاته مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، بينما تبقى روسيا تهديدا مباشرا لحرية الاتحاد.
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي أن تعليق الرئيس الأميركي المساعدات العسكرية لأوكرانيا يعني أن الولايات المتحدة تتخلى عنها، وتسمح لروسيا بكسب الحرب.
وقال إن على أوروبا أن تتحرك بسرعة ونجاعة لسد احتياجات أوكرانيا من الأسلحة.
وتابع بايرو أن بلاده ستسعى مع دول أوروبية أخرى إلى تعويض الدعم العسكري الأميركي لكييف، مشيرة إلى أن الأخيرة ستكون بحاجة للذخائر وأنظمة استخبارية.
وتحدث رئيس الوزراء الفرنسي عن توقف قطارات محملة بشحنات من الأسلحة الأميركية كانت في طريقها إلى أوكرانيا، لكنها لن تصل إلى هدفها بسبب قرار واشنطن تعليق المساعدات العسكرية.
وانتقدت دول أوروبية الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي على أوكرانيا، لحملها على التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الاتحاد الأوروبی الرئیس الأمیرکی رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية
يمانيون../
في اعتراف صريح بحجم الأزمة التي تهزُّ الغرب، كشف مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) أن أزمة البحر الأحمر فضحت هشاشة التحالف الأمريكي الأوروبي، وعرّت واشنطن التي باتت عاجزة عن قيادة حلفائها وسط صعود متسارع للاتحاد الأوروبي كلاعب أمني مستقل.
في تحليل ناري نشره المركز ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف الناتو بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، أكدت الكاتبة آنا ماتيلد باسولي أن الولايات المتحدة وجدت نفسها معزولة في قلب الأزمة، بينما مضت أوروبا بعيدًا عن مظلتها العسكرية التقليدية، متخذةً قرارها بالعمل تحت راية الاتحاد الأوروبي.
وأكد التقرير أن الخلاف لم يعد مجرد سوء تفاهم عابر، بل تحوّل إلى صراع صامت على من يقود ومن يتبع. أوروبا رفضت الانخراط في عملية “حارس الرخاء” الأمريكية، مفضّلة دعم مهمة “أسبيدس” الأوروبية الدفاعية، في ضربة قوية لهيبة واشنطن التي طالما اعتبرت قيادة التحالف الغربي أمرًا مسلمًا به.
الرسائل المسربة من داخل الإدارة الأمريكية حملت مشاعر مرارة وإحباط، حيث أبدى مسؤولون امتعاضهم من “اضطرار أمريكا لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”، غير أن الوقائع على الأرض تفضح فشل واشنطن في التكيف مع واقع جديد باتت فيه أوروبا ترفض الحلول الأمريكية الهجومية، وتصر على حماية مصالحها بنهج دفاعي مستقل.
التقرير لم يكتفِ برصد الانقسام، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة باتت ترى الأزمة فرصة لاستعراض قوتها البحرية ومقارعة الصين، بينما لا تبالي أوروبا بهذا الصراع، متمسكةً بأولوية حماية التجارة وتأمين طرق الملاحة فقط.
ولفت التحليل إلى أن انشقاق دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا عن المبادرة الأمريكية عرّى هشاشة القيادة الأمريكية، في حين أن بعض الدول كإسبانيا امتنعت تمامًا عن تقديم أي دعم، على الرغم من استفادتها من استمرار الملاحة عبر مضيق باب المندب.
وعلى الجانب الآخر، كشف التقرير أن أمريكا لا تزال عالقة في وهم قيادة الناتو، غير مدركة أن أوروبا باتت تمضي بثبات نحو بناء كيان أمني مستقل تحت راية الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بما وصفه التقرير بـ”العدوانية الأمريكية” التي تدفع الحلفاء نحو مزيد من الاستقلال.
في مشهد بالغ الرمزية، بينما كانت السفن الأوروبية ترفع علم “أسبيدس” بعيدًا عن التوتر الأمريكي، كان الحوثيون يحكمون قبضتهم على البحر الأحمر، ويوجهون ضربات موجعة أربكت الأسطول الأمريكي وأفقدت ميناء إيلات الصهيوني أنفاسه الاقتصادية.
واختتم التقرير برسالة واضحة وصادمة:
الوقت ينفد أمام الولايات المتحدة لتدارك الأمور، فإما استراتيجية جديدة تراعي الواقع الأوروبي، أو الغرق أكثر فأكثر في وحل الهزيمة والانقسام.