هل أفغانستان بحاجة لنفق جديد غير سالنك لربط شمال البلاد بجنوبها؟
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
كابل- دعا نائب رئيس الوزراء الأفغاني الملا عبد الغني برادر خلال زيارته إلى أوزبكستان على رأس وفد حكومي السلطات الأوزبكية إلى الاستثمار في بناء نفق سالنك الثاني، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وأكد برادار، خلال لقائه رئيس الوزراء الأوزبكي عبد الله عاروف، أن النفق سيلعب دورا رئيسيا في توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين جنوب آسيا وآسيا الوسطى.
ويقول وزير التجارة الأفغاني نور الدين عزيزي للجزيرة نت: "ناقشنا مع السلطات الأوزبكية التعاون الاقتصادي وعرضنا عليها الاستثمار في بناء نفق سالنك، لأنه يربط جنوب آسيا بوسطها".
وأضاف الوزير "نحاول كسر العزلة الجغرافية ببناء الطرق وربط البلاد بآسيا الوسطى، ونحاول أن نقلل الاعتماد على المعابر مع باكستان".
شريان حياةويقول مؤرخون أفغان، ظهرت فكرة ربط شمال البلاد بجنوبها عبر طريق سريع في عهد الأمير شيرعلي خان (1868 – 1879)، حيث يقع نفق سالنك شمالي العاصمة كابل، على ارتفاع 3950 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ طوله 2.7 كيلومتر.
وبدأ العمل على بناء النفق عام 1955 بأمر الملك الراحل محمد ظاهر شاه وانتهى عام 1964، بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي. ويبلغ ارتفاعه 5 أمتار وعرضه 6 أمتار.
إعلانوبلغت تكلفة بناء النفق 636 مليون دولار أميركي، وأدى لاختصار المسافة بين شمال أفغانستان وجنوبها بـ110 كيلومترات. وكان الأفغان ينتقلون قبلها من شمال البلاد إلى جنوبها عبر 5 طرق وعرة.
وحسب الأرقام الرسمية في وزارة المواصلات، كان النفق يستوعب يوميا نحو 600 سيارة وفي عام 1973 وصل بسبب تركيب آلات التهوية وصل إلى 2000 سيارة يوميا.
وظل النفق مفتوحا لحركة النقل والمرور بشكل طبيعي حتى عام 1993، وكان دوره حاسما في احتلال أفغانستان من قبل القوات السوفياتية السابقة عام 1979.
ويقول مسؤول الطرق السريعة في وزارة المواصلات فولاد أكبر للجزيرة نت: "بعد اندلاع الحروب الأهلية شهد النفق المعارك والاشتباكات بين قوات أحمد شاه مسعود والقائد الأوزبكي عبد الرشيد دوستم، ودمر جزء كبير من النفق"
وأضاف "في عام 1998 قامت قوات التحالف الشمالي بتفجير مدخل النفق لمنع قوات طالبان من التقدم، وبدأت أعمال تأهيل النفق بعد عام 2002 بالتعاون مع البنك الدولي ولكنه ما زال يحتاج إلى الصيانة".
ويرى رجال الأعمال الذي يستخدمون نفق سالنك الذي تم بناؤه عام 1964 في حالة متهالكة وخطرة على المسافرين بسبب التهوية غير الكافية والإضاءة السيئة والافتقار إلى ميزات السلامة الحديثة.
ويعتبر نفق سالنك الطريق الوحيد الذي يسمح بمرور البضائع والأشخاص من الشمال إلى الجنوب على مدار العام عبر سلسلة جبال هندوكوش، والتي يبلغ ارتفاع قممها أكثر من 7700 متر.
ويعد النفق بذلك ثاني أعلى نفق في العالم، وباعتباره أحد الطرق الرئيسية في مجال التعاون الاقتصادي الإقليمي لآسيا الوسطى يشكل أيضًا محورًا لتوفير القدرة على الحركة للدول المجاورة لأفغانستان.
ويقول الخبير الاقتصادي سميع الله كريمي للجزيرة نت: "يعتبر نفق سالنك جزءًا مهمًّا من البنية الأساسية للنقل في أفغانستان، وعلى الحكومة الأفغانية أن تهتم به لأنه شريان حياة، وفضلا عن ربط الولايات الأفغانية، يعتبر جسرا بين جنوب آسيا ووسطها، ولا يخفى دوره في تنمية التجارة مع دول آسيا الوسطى".
إعلان نفق جديدونظرًا لعدم وجود طرق بديلة، فإن الغالبية العظمى من البضائع التي يتم شحنها إلى كابل من الشمال تمر عبر نفق سالنك. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 5500 سيارة بأشكالها المختلفة تعبر النفق يوميا وهو ما يتجاوز قدرته بكثير.
وبحسب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تقدر الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تدفق حركة المرور المقيدة بنحو 60 مليون دولار أميركي سنويا.
وأجرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عام 2012 دراسة فنية لنفق جديد يمتد من ولاية بروان إلى منطقة دوشاخ في ولاية بغلان شمال أفغانستان، يمر عبر جبال هندوكوش، أبعد من النفق الحالي، وقد أدت الدراسة إلى تقصير مسافة السفر نحو 40 كيلومترا مقارنة بالنفق والطريق الحالي.
وأعلنت الحكومة الأفغانية السابقة عن إعداد خطة وتصميم النفق الثاني، لكنها لم تنجح في تنفيذ المشروع لأسباب اقتصادية وأمنية، وقالت الوزارة المالية عام 2020 إن التكلفة الإجمالية لبناء النفق الثاني يحتاج إلى 129 مليون دولار أميركي، ووعدت اليابان بتوفير 92 مليونا، على أن ينجز في نحو 7 سنوات.
ويقول وكيل وزارة المالية السابق ضياء حليمي للجزيرة نت: "تحتاج أفغانستان إلى نفق جديد، لأن نفق سالنك من الطرق المهمة في التواصل مع آسيا الوسطى، وتستخدمه حاليًا أكثر من 5 آلاف سيارة يوميًا. ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد إلى 20 ألف سيارة يوميا على مدى السنوات الـ30 المقبلة".
وأضاف حليمي "النفق الجديد مهم لأسباب كثيرة أهمها أنه سيختصر الطريق مقارنة بالنفق الأول، ودول مثل باكستان والهند تستخدم الأراضي الأفغانية في الوصول إلى أسواق آسيا الوسطى".
ويمثل النفق الثاني أو الجديد الاتصال الرئيسي بين الجنوب والشمال الأفغاني، حيث يقلل مدة السفر من 72 إلى 10 ساعات ويوفر حوالي 300 كيلومتر من المسافة بين العاصمة كابل والولايات الشمالية.
إعلانولذلك تولي الحكومة الأفغانية الحالية اهتماما بالغا لإصلاح النفق السابق وبناء الجديد باعتباره مشروعا إستراتيجيا بين جنوب آسيا وآسيا الوسطى عن طريق البر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الحکومة الأفغانیة آسیا الوسطى للجزیرة نت جنوب آسیا نفق جدید
إقرأ أيضاً:
محافظ جنوب سيناء: تطوير شبكة الطرق لربط مدن خليج العقبة بتكلفة 446 مليون جنيه
قال الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، إن الدولة تعمل جاهدة على تحقيق الاستراتيجية الشاملة لتنمية سيناء
يأتي ذلك في إطار خطة التنمية المستدامة 2030، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي. بهدف تحويل سيناء إلى نموذج متكامل من التنمية "الاقتصادية، السياحية، والاجتماعية"، لتصبح من أهم الوجهات الاستثمارية والسياحية في المنطقة، خاصة أن تنمية سيناء جزء لا يتجزأ من رؤية الدولة المصرية.
وأوضح المحافظ في تصريح اليوم، أنه جاري تنفيذ مشروعات ضخمة بجنوب سيناء في مختلف القطاعات، تتضمن تحسين البنية التحتية، وتطوير قطاع التعليم والصحة، وتعزيز السياحة، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، لذا نسابق الزمن لتحقيق نقلة نوعية في الحياة اليومية للمواطنين بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
وأكد أن الاستراتيجية الخاصة بمجال الطرق لعام 2024 – 2025، تستهدف تطوير نظم نقل آمنة ومستدامة لربط الطرق الدولية التي تربط بين المدن السياحية الواقعة في نطاق خليج العقبة "شرم الشيخ، دهب، نويبع، طابا"، بتكلفة تتخطى 446 مليون جنيه، ومنها استكمال تطوير ورفع كفاءة طريق دهب – نويبع بطول 50 كيلو متر بتكلفة 240 مليون جنيه، واستكمال تطوير منفذ طابا البري بتكلفة 157.5 مليون جنيه، وتطوير ورفع كفاءة طريق شرم الشيخ – دهب، بتكلفة 49 مليون جنيه، بهدف خدمة القطاع السياحي وتسهيل حركة المرور بشكل عام.
وأضاف أن أعمال تطوير الطرق الدولية بالمحافظة يتضمن أيضًا تزويد هذه الطرق بكافة الخدمات، من محطات وقود، وإنارة، وعلامات وإرشادات مرورية، وحمايتها من مخاطر السيول خاصة في مناطق إحداثيات السيول.
وأشار إلى أنه جاري أيضًا تطوير الطرق الداخلية بالمدن لظهورها بالمظهر الحضاري اللائق بها كوجهات سياحية هامة، موضحًا أن هذه المشروعات تأتي في إطار استراتيجية الحكومة لتعزيز التنمية المستدامة، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، وتحسين جودة الحياة للمواطنين.