اليمن .. نعوش ومقابر .. علماء غيرو التاريخ !!
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
بقلم/ احمد الشاوش
يعلمنا التاريخ ان الناس معادن كالذهب والماس والفضة والنحاس والحديد والبعض مجرد نفايات طارئة ضررها أكثر من نفعها ، ولافرق بينها وبين مخلفات مقلب الازرقين ، وبينما العالم يٌشيد العمران ..اليمنيون يهدمون بيوتهم بأنفسهم !!.
ومن المفارقات العجيبة ان ترى عقولاً وأدمعة العالم المتحرر من الجهل والخرافة تُبدع من خلال رفد الانسانية بالابتكارات والصعود الى السماء تحت صاروخ العلم ، بينما اليمنيون يبدعون في معارك الحقد والفجور والتبعية والصراعات السياسية وآلة القتل وشراء الولاءات والاحتفال بالنعوش والجنائز والمقابر والتدمير الممنهج للتعليم والقفز على القيم والاخلاق.
والتاريخ خير شاهد على سرد الكثير من قصص النجاح وسير الابداع وحكايات التميز الحافلة بالعبقرية والابداع في شتى فنون العلم والمعرفة .
كما ان السلوك والتواضع والاستقامة والوفاء والحب والتضحية وكل تلك الصفات والخصائص الفريدة هي انعكاس حقيقي لتلك المعادن النفيسة التي قدمت خدماتها الجليلة للبشرية في مجالات الطب والهندسة والاجتماع والتقنية والعلوم والصناعة والتشييد والفلسفة والتربية ، ويكفي ان نسلط الضوء أخي القارئ على نماذج وشخصيات عظيمة أحدثت العديد من الثورات العلمية والانسانية في خدمة البشرية أمثال :
لقد قدم توماس إديسون ، خدمة للبشرية بعد ان كان له الدور الاكبر في اختراع المصباح الكهربائي ، الذي أخرج العالم من الظلمات الى النور في القرن التاسع عشر وحتى اليوم
كما اننا لاننسى عبقرية الكرواتي نيكولا تسلا ، ذلك المهندس الرائع الذي يُعد أول من طور تكنولوجيا الهواتف الذكية..
والاستكتلندي جيمس واط ، الذي أحدث ثورة صناعية بنقل العالم من الزراعة الى عالم يعتمد على الهندسة والتكنولوجيا..
والامريكي روبرت جودارد ، مؤسس علم الصواريخ الذي أخترع أول صاروخ يعمل بالوقود السائل عام 1926م.
كما ان جاك دورسي ، قد ذاع صيته في تأسيس موقع "تويتر" ، الذي لفت انظار العالم وصار متنفساً لرواد مواقع التواصل .
كما ان العالم المصري فاروق الباز قد ذاع صيته في العالم بعد ان سمت وكالة ناسا الامريكية كويكباً باسمه الى جانب ابحاثة العلمية.
وتتواصل ميادين العبقرية بالاشارة الى ألكسندر غراهام بل ، مخترع الهاتف ومعلم الصم ..
كما ان العالم يقدر الابتكار الرائع لاول باحثة عربية مها عاشور ، في فيزياء الفضاء ..
واحدث كل من روبرت كان وفينتون سيرف ، ثورة الانترنت بعد تطوير بروتوكولات الاتصال الحاسمة للإنترنت التي ماتزال حديث الساعة بتحويل العالم الى قرية.
واحدث الالماني يوهانس غوتنبرغ ، ثورة بابتكاره المطبعة في القرن الرابع الميلادي التي العالم في مجال الطباعة..
وبرع أبو القاسم خلف بن العباس الزهراوي في مجال الطب والجراحة ، خلال عصر النهضة والعصور الوسطى في أوروبا ..
وبرز أبو بكر محمد زكريا الرازي في الطب ، والرياضيات ، وعلم الفلك ، والكيمياء، والصيدلة ، والفلسفة.
وتميز ابن سينا أبو علي حسين ، أحد علماء العرب المسلمين في الطب والفلسفة حيث ألّف 246 كتاباً في الطب.
كما برز الخليفة مأمون الرشيد في رسم أول خريطة للأرض في عام 831م ، لمعرفة آلية السفر والتنقل عند الذهاب لأداء فريضة الحج.
وبعبقريته الفريدة تمكن العالم الأفغاني البيروني من تحديد أبعاد الأرض ، واكتشف محيطها ، وقياس المسافة بين بعض النجوم والكواكب وبُعدها عن كوكب الأرض.
وأما العالم عباس بن فرناس فقد صمم أول آلةً للطيران في القرن التاسع ميلادي بخيال عجيب استوحاه من أجنحة الطيور ، وجرب ابتكاره وقفز من قمة جبل قرطبة في إسبانيا، واستطاع الطيران لعدّة لحظات.
وبعبقرته الفريدة وذكائه الحاد تمكن جابر بن حيان من اكتشاف حمض الكبريتيك ، والنيتريك ، واخترع آلةً لصنع العطور حتى اطلق عليه لقب مؤسس الكيمياء الحديثة.
وبرع العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي في علم الرياضيات في القرن التاسع الميلادي ، من خلال تطوير علم الخوارزميات ، واكتشف علم الجبر وساهم في مجال الفلك ، والجغرافيا ، ورسم الخرائط ، حتى أُطلق عليه لقب أبو الجبر.
كما لُقّب ابن الهيثم بأبي البصريات في القرن السابع عشر ميلادي ، حيث ساهم ابن الهيثم في توضيح آلية انتقال الضوء ، والأشعة المنعكسة والمنكسرة ، والتي اعتبرت اللبنة الأساسية في فهم علم البصريات بشكل هندسي ، كما درس ابن الهيثم أجزاء العين ، وفَهِم آلية الإبصار وتكوين الصورة في العين.
واشتهرت الصين بصناعة البوصلة والبارود والورق والطباعة الخشبية ، حيث اختراع مخصي البلاط الملكي لمملكة هان "تساي لون " بأستعمال اللب.
واخترعت السعودية الهنوف العبيشي " طاولة برايل" وماسح ضوئي قارئ للنصوص للمكفوفين ومن لايستطيع القراءة من خلال عملية التحويل الالكترونية الناجحة.
كما تمكن المبتكر القطري عبدالرحمن خميس ، من اختراع "سجدة" وهي عبارة عن سجادة صلاة تعليمية ذكية.
وتمكنت المخترعة الاماراتية ريم المرزوقي ، من تطوير نظام يمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من القيادة بحيث يستطيع الكفيف من التحكم في جميع الاشياء التي يحتاجها السائق بقدميه.
وعند الحديث عن عالم الابتكار وثورة العقل والعلم لابد ان نشير الى العراق الذي اختراع الكتابة في بابل والعجلة وانشاء اول دستور في العالم وأسس اول مدينة في التاريخ و طبعالاختام ..
وعند الحديث عن سوريا ، لايفوتنا النظر الى المبتكرة سيرين حمشو ، التي حصلت على براءة اختراع في مجال الطاقة المتجددة لفكرتها عن التوربينات الهوائية
والدكتورة شادية رفاعي حبال ، التي تقود فرقاً علمية لرصد كسوف الشمس حول العالم وتساهم في تطوير أول مركبة فضائية ترسل إلى أقرب نقطة من الشمس ..
كما حصل الدكتور عدنان وحّود ، على وسام صناعة آلات النسيج عام 1982م، وسُجل أوّل اختراع على المستوى الأوربي ، وهو صمّام تغذية الهواء في آلة النسيج.
تلك نماذج وصور وعينات وبصمات للكثير من العباقرة والرواد والمبتكرين والمبدعين وهناك عشرات الالاف ممن خدموا البشرية قديماً وحديثاً من خلال العلم والتأمل في ملكوت الله والتفكر في كل صغيرة وكبيرة خدمة للانسانية.
ولاننكر ان هناك بعض المبتكرين والمخترعين والمبدعين والمتفوقين والاطباء والمهندسين والكفاءات اليمنية التي توصلت الى العديد من الاختراعات وسجلت حقوق الملكية لبعضها ، لكن للاسف الشديد أصبحت اليمن بيئة طاردة للكفاءات ودفعت بالكثير من العقول والادمغة للهجرة الى الدول الخليجية وامريكا واوروبا نتيجة للانظمة السياسية المستبدة التي جعلت من الجهل عنواناً للمرحلة والفقر مناج والجوع هدف والاستبداد خريطة طريق.
والملفت للنظر حقاً اننا نشاهد ونقتني ونسمع عن مئات وآلاف الاختراعات والانجازات العلمية على مستوى الساعة واليوم والشهر والعام من خلال تسجيل براءة الاختراع وتحويل تلك الآمال والافكار والطموحات الناجحة الى مشاريع عملاقة في خدمة الناس.
والمضحك بالنسبة لنا معشر اليمنيين وفي الطليعة النُخب ، أن الوضع الحالي لايسر صديق ولاعدو بعد التآمر على الدولة اليمنية من أطراف الداخل والخارج وثقافة التخلف والجهل والتبعية والتدمير والتجزئة وتحويل اليمن الى يمنات وسيادته في مهب الريح.
والمبكي ان اليمنيون اليوم خارج مرحلة الوعي وداخل مرحلة الوهم.. وما هو أقسى وامر من ذلك أن اليمن فرضت عليه حرب ظالمة وأن امراء الحرب ومصاصي الدماء وتجار الازمات وشقاة الشرق والغرب يقودون آلاف اليمنيين نحو المحارق ويتباهون
بالجنائز والنعوش وتوابيت الموت وافتتاح أكبر عدد من المقابر.
أخيراً .. ثقافة الجهل والموت وسياسة الافقار والتجويع والجرع الصامتة وجحيم الاسعار ستنتهي ، وثقافة الرعب والتفاهة والتلذذ بمشاهد سلسال الدم وقطع الارزاق وتفصيل التهم وافشال الحلول وتوزيع الوهم وتسويق النثرات وتصدير الانين والمواجع والمآسي والمصائب الى كل بيت لابد ان تزول ، لان اللعب أصبح على المكشوف والاطراف الفاسدة تعرت أمام الشعب ، ولا خيار الا الرجوع الى لغة العقل والمنطق والواقع وقراءة الشارع بصدق واصلاخ الاخطاء وصرف رواتب الموظفين وتقديم الخدمات والقبول بالآخر وتلطيف الاجواء وامتصاص الاحتقان ..
مالم فالعاصفة قادمة والبركان سيثور والكارثة ستعصف بالبيت اليمني في الشمال والجنوب والشرق والغرب وحينها لم تنفع مراكز القوى العابثة وتجار الحروب امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات وايران وقطر واسرائيل والبند السابع
فهل من رجل رشيد يستجيب مطالب وحقوق الشعب بصدق ومسؤولية وعدالة ..نأمل ذلك .
shawish22@gmail.com
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: فی القرن من خلال فی مجال کما ان
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور عماد البشتاوي أستاذ العلوم السياسية، إن الأوضاع المأساوية في قطاع غزة تتفاقم بشكل كبير، مؤكداً أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع.
وأوضح أن "كلما طال الوقت، زادت إسرائيل من إجراءات الحصار والتجويع"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري وعدم ترك الأمور تحت سيطرة إسرائيل التي تتحكم في دخول الماء والغذاء والدواء للشعب الفلسطيني.
وأضاف البشتاوي، خلال مداخلة هاتفية على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن قطاع غزة يمر بحالة تجويع غير مسبوقة في التاريخ، مشيراً إلى أن إسرائيل تشن حرباً على شعب أعزل لا يمتلك حتى قوت يومه، مما يجعلها تتهرب من كافة التزاماتها القانونية والسياسية والأخلاقية.
وشدد البشتاوي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي قائلاً: "من المؤسف أن يقف العالم متفرجاً وصامتاً أمام ما يحدث من تجويع وتدمير ممنهج في غزة".
وأكد أن الأمم المتحدة والدول الكبرى، خاصة الإقليمية والولايات المتحدة، عليها دور كبير في التدخل. كما أشار إلى أنه لا يوجد أي مبرر يمنع الولايات المتحدة من التحرك الإنساني لوقف القتل والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.